محللون سياسيون: أميركا تحذر إسرائيل من كارثة الدخول بحرب شاملة مع لبنان
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
قال محللون إستراتيجيون إن الولايات المتحدة الأميركية تحذر إسرائيل بشدة من مغبة شن حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان، وذلك في ظل تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وسط مخاوف من توسع نطاق الصراع في المنطقة.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة إن المخاوف الأميركية سببها امتلاك واشنطن معلومات دقيقة عن حجم الضرر الذي يمكن أن يقع على إسرائيل في حال إصرارها على خوض حرب شاملة مع لبنان.
وأضاف شحادة -خلال التحليل السياسي غزة.. ماذا بعد؟- أن حديث واشنطن المتكرر بأن الطرق الدبلوماسية هي الأنجع لنزع فتيل التوتر، وأن هذه الحرب ستكون مدمرة للجميع يعود إلى علمها المسبق بحجم الخسائر التي يمكن أن تلحق بتل أبيب.
وأشار الخبير العسكري إلى تقرير أعده باحثون أكاديميون إسرائيليون قالوا فيه إن حزب الله يستطيع أن يقصف إسرائيل بـ3 آلاف صاروخ يوميا لمدة شهر يمكنها أن تستهدف البنى التحتية الإسرائيلية.
واتفق الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد مع شحادة في الرأي، وقال إن أميركا لا ترغب في أي حرب تحدث انعطافا حادا في جدول أولوياتها في ظل تصاعد التوتر بين الأقطاب الدولية المتعددة، كما في الصين وروسيا والكوريتين، إضافة إلى الأزمة الأوكرانية.
وبحسب شحادة، فإن الرسالة الأميركية التي تقول إن إسرائيل لا مصلحة لها في الحرب قد وصلت إلى تل أبيب، مشيرا إلى أن حرب جنوب لبنان فتحت نصرة لغزة، وبالتالي فإن شرط توقفها -وفقا لرأيه- رهين بتوقف الحرب في غزة وفق ما أعلنته المقاومة في لبنان.
الحشود الإسرائيليةوقال شحادة إن حديث إسرائيل عن الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب لا يزال مبهما، مشيرا إلى أن القرار 1701 بدفع عناصر حزب الله شمال نهر الليطاني أمر غير قابل للتنفيذ عمليا، لأن عناصر حزب الله هم أبناء المنطقة وولدوا وترعرعوا هناك، مما يجعل تطبيق القرار غير منطقي.
وأشار الخبير العسكري إلى أن القرار يقول بعدم ظهور مسلح جنوب نهر الليطاني، مؤكدا أن تطبيقه واختفاء الظهور المسلح في المنطقة مربوطان بوقف الحرب في غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي.
سيناريوهات الحربوفيما يتعلق بفرص إقدام إسرائيل على الحرب، اعتبر الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد أن الرسائل الأميركية التي وصلت إلى تل أبيب أكثر سخونة من تلك التي وصلت إلى لبنان، مشيرا إلى تقرير للاستخبارات الأميركية -سربت وكالة أنباء "سي إن إن" جزءا منه- يقول إن حربا مع حزب الله تعني نشوب حرب إقليمية موجهة يمكن أن تغرق فيها أميركا ما بين 10 إلى 15 عاما.
وأوضح أن الرسالة تقول بوضوح إن واشنطن لن تتخلى عن تل أبيب في حالة بدء حزب الله الحرب، مشيرا إلى أن هناك 3 سيناريوهات متوقعة للحرب، أولها حرب إقليمية تشارك فيها عدد من دول المنطقة، وهو الخيار الذي يفضله حزب الله.
والسيناريو الثاني يتمثل في أن تمتد الحرب لتطال كل الجنوب وبيروت وساحل لبنان وهو الخيار الذي تفضله إسرائيل، أما السيناريو الثالث فيتمثل في أن تراوح جولة التصعيد الحالية التي تصنف "حربا حدودية" مكانها، وهو الوضع الذي يتعايش معه حزب الله ولكن ترفضه إسرائيل.
وبحسب الباحث، فإن انتقال الاحتلال إلى المرحلة الثالثة من الحرب لا يعني وقفها، مشيرا إلى أن هناك عدم وضوح في تحديد المطلوب تنفيذه خلال هذه المرحلة بين نتنياهو والجيش الذي يريد مرحلة ثالثة يسيطر خلالها على محور فيلادلفيا ومعبر رفح ومحور نتساريم، ثم ينفذ "عمليات جراحية" بكتيبة أو لواء على الأكثر.
وتوقع أن تقابل كتائب المقاومة هذه العمليات الجراحية بمقاومة عنيفة وشرسة ترتكب خلالها إسرائيل مجازر على غرار من نفذته خلال ما وصفتها حينها بعملية جراحية صغيرة في النصيرات.
ودعا زياد إلى ضرورة فهم خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاصة بقطاع غزة، والتي تتمثل في نزع سلاح كل فصائل المقاومة، وتغيير نظام الحكم بسلطة موالية له وتغيير نفسية المجتمع الغزي بنبذ "التطرف" إضافة إلى إعادة الإعمار، وهي خطة حالمة لن يستطيع تحقيقها.
استعداد أميركيمن ناحيته، أوضح مايكل مونروي نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط أن بلاده تعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل لحل النزاع.
وأشار مونروي إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن يعمل وفقا لهذه الخطة، لكنه أوضح أن أميركا ستدعم إسرائيل في حالة نشوب حرب رغم تأكيدها أن الحرب لن تكون في صالح أي من الأطراف.
وأوضح أن واشنطن تدرك أن حجم حزب الله ومقدراته أكبر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما أن لديه القدرة على ضرب الداخل الإسرائيلي وتحطيم شبكات الطاقة وغيرها من الأهداف.
وأكد أن بلاده تريد أن ترى وقفا لإطلاق النار في غزة وتدفع بهذه الاتجاه منذ شهور، إضافة إلى جهود الوسطاء الذي يعملون في الاتجاه نفسه، ولكنه يرى أن التطورات في الشمال تزيد الأمور صعوبة، وأن المواجهة قد تحدث، خاصة بعد صدور القرار 1701، وأن جهود واشنطن قد لا تكون كافية لمنع حدوثه ولكن رغم ذلك فإن أميركا ينبغي أن تستعد لهذا الاحتمال -بحسب رأيه- وأن تمد إسرائيل ما تحتاجه من أسلحة.
وفيما يتعلق بشكوى لبنان من الخروقات الإسرائيلية المستمرة للقرارات الدولية، قال مونروي إن إسرائيل ستحاول إعادة 70 ألفا من مواطنيها إلى المستوطنات الحدودية، وأن تدفع حزب الله شمال نهر الليطاني بعيدا عن المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مشیرا إلى أن حزب الله
إقرأ أيضاً:
زراعة النواب تحذر من كارثة في محصول القطن.. وتوصي بحضور 3 وزراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شنت لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب خلال اجتماعها برئاسة النائب هشام الحصرى رئيس اللجنة، هجوما حادا علي الحكومة، بسبب تأخر حصول المزارعين علي مستحقاتهم بعد توريد محصول القطن.
جاء ذلك خلال مناقشة موضوعات طلبات الإحاطة المقدمة من النواب عادل حماد، عادل عامر، عصام ياسين، أشرف الشبراوى، هشام سعيد الجاهل، آمال عبدالحميد، أحمد العرجاوى، محمد الحوفى، أحمد حمدى خطاب، عبد الباقى تركيا، هناء فاروق بشأن تدهور منظومة زراعة وتسويق محصول القطن، وعدم حصول المزارعين على مستحقاتهم المالية من الشركات رغم التزامهم بتوريد المحصول إلى مراكز التجميع التابعة لمنظومة تسويق القطن منذ شهر سبتمبر الماضى، فضلاً عن عدم التزام الشركات بأسعار الضمان المعلنة من قبل مجلس الوزراء، وتدنى إنتاجية الفدان بسبب انخفاض جودة البذور المستخدمة فى الزراعة، الأمر الذى ينذر بفقدان القطن المصرى لمكانته المحلية والعالمية.
وذلك بحضور المستشار وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى، وممثلي وزارة الزراعة
وشهدت فاعليات الاجتماع، الكشف عن تراجع معدلات تصدير القطن المصرى عن الأعوام السابقة، بالإضافة إلي عدم التزام الشركات بأسعار الضمان المعلنة مما يضر بالمزارعين، وعدم استلام المزارعين مستحقاتهم رغم التزامهم بتوريد المحصول إلى مراكز التجميع التابعة لمنظومة تسويق القطن في مواعيدها.
كما كشف عن تدنى جودة صنفى جيزة 97 وجيزة 94 المنزرعين بمحافظات الوجه البحرى وعدم رغبة الشركات والمحالج في شرائهما وضرورة إنشاء صندوق للسياسة النقدية لمحصول القطن.
وطالب النائب هشام الحصرى رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، الحكومة متمثلة في الشركة القابضة للغزل والنسيج بضرورة الالتزام بأسعار الضمان المعلنة من قبل مجلس الوزراء مسبقا، بشأن محصول القطن، والتى تبلغ ١٢ ألف جنيه لقنطار القطن من وجه بحرى و١٠ آلاف جنيه لقنطار القطن من وجه قبلى.
وأضاف، لا يوجد ذنب للمزارعين، وعلينا مراعاة ظروفهم في تلك الأيام المباركة، وحلول عيد الفطر المبارك.
وتابع، الفلاح التزم بقرار الحكومة وقام بزراعة القطن، وبالتالي ذلك الأمر يهدد بكارثة ستحدث العام المقبل، نظرا لعدم إقبال المزارعين علي زراعة القطن العام المقبل.
وحول ما ذكرته الشركة القابضة للغزل والنسيج، بشأن إحجام بعض الشركات عن شراء الأقطان الموردة من محافظة الدقهلية والتى تصل كمياتها نحو ١٥٩ ألف قنطار نظرا لتراجع جودتها، طالب الحصرى، وزارة الزراعة بتشكيل لجنة لبحث أسباب تراجع جودة القطن المورد من الدقهلية، لاسيما وأن الفلاحين حصلوا علي البذور من وزارة الزراعة، كما أن المشكلة تبدوا عامة علي مستوى المحافظة ما يعنى أن الأمر ليس له علاقة بالمزارعين.
وقال، ليس للمزارع ذنب في أن البذرة ليست جيدة أو تأخرت في الوصول للمزارع، كما طالب الحصرى، بضرورة مراجعة أصناف القطن، لضمان جودتها في السنوات المقبلة، كما شدد مجددا علي سرعة حصول المزارعين علي مقابل التوريد خلال الأيام المقبلة.
وكشف ممثلي وزارة قطاع الأعمال، عن أنه تم توريد 1.544 مليون قنطار حتى تاريخه من خلال 11 مزاد تم عقدهم، و تم بيع 1.082 مليون قنطار بالمزادات حتى تاريخ اليوم، وكمية الأقطان المتبقية بالمحالج تقدر بنحو 462 ألف قنطار، أما إجمالى الفروق السعرية المطلوبة من وزارة المالية تقدر بنحو 2.100 مليار جنيه.
وأكدوا، تم سداد مبلغ 9.378 مليار جنيه من قبل الشركات، وإجمالى المبالغ المتأخرة للشركات تقدر بنحو 605 مليون جنيه.
وبدوره قال المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أن موضوع عدم صرف مستحقات مزارعي القطن تم عرضه على اجتماعات مجلس الوزراء من قبل وزير الزراعة واستصلاح الأراضي على مدار ثلاثة أسابيع متتالية لأهمية الموضوع ووضع حلول سريعة له.
وأوصت اللجنة بحضور وزراء الزراعة واستصلاح الأراضى والمالية وقطاع الأعمال، اجتماع اللجنة المقبل، لحسم المشكلة وحصول المزارعين علي مستحقاتهم.