سفير المغرب بباريس : فرنسا تدعم الحكم الذاتي في الصحراء
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
زنقة 20 . الرباط
نظم المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، اليوم الأربعاء، نقاشا رفيع المستوى مع سفيرة المغرب بباريس، سميرة سيطايل، حول آفاق الشراكة الاستراتيجية المعززة بين المغرب وفرنسا.
وركز هذا النقاش، الذي ترأسه رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، تيري دي مونبريال، بحضور ثلة من الخبراء البارزين في القضايا الدولية، بشكل خاص، على قوة العلاقة الخاصة التي تجمع بين البلدين وإمكانيات تطويرها في المستقبل على أسس قوية ومستدامة.
كما تناول النقاش التحديات التي يواجهها كل من المغرب وفرنسا في سياق جيوسياسي إقليمي ودولي مضطرب.
وفي معرض تطرقها للدينامية التي تتطلع بكل حزم إلى المستقبل، والتي تميز اليوم العلاقات بين البلدين، أكدت سيطايل أن الجانبين يعملان على أساس خارطة طريق مشتركة وطموحة حددت مجموعة واسعة من مجالات التعاون لبناء المستقبل، بدءا من الطاقة إلى الكفاءات، ومرورا بالتنافسية والازدهار الاقتصادي والمناخ والأمن.
وقالت سفيرة المملكة إن “علاقتنا مبنية على الثقة المتبادلة وطموح قوي يتجاوز تقلبات اللحظة”، مشيرة إلى الإرادة، على أعلى مستوى في الدولة، للمضي قدما في الشراكة التاريخية القائمة بين المغرب وفرنسا.
وفي حديثها عن التوجه الإفريقي للمملكة، أكدت سيطايل أن المغرب قد تمكن من استيعاب الواقع والخصائص والتحديات والطموحات المتعددة لهذه القارة قصد بلوغ علاقات شراكة تنموية مشتركة قائمة على الاحترام المتبادل والتضامن والثقة، مشددة على الروابط الثقافية والتاريخية والروحية القوية التي تجمع المغرب بالعديد من الدول الإفريقية.
وأضافت السفيرة: “مع إخواننا الأفارقة نتشاطر قيما، ثقافة، دينا وتراثا تاريخيا ثمينا يجب أن نحافظ عليه ونستمر فيه”.
وردا على سؤال حول مبادرة الأطلسي التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، أوضحت السيدة سيطايل أن هذا المشروع يهدف إلى جعل المنطقة الأفرو-أطلسية فضاء للسلام والأمن والازدهار المشترك.
وأوضحت أنه “إذا كانت هذه المبادرة تتعلق بالفرص الاقتصادية الكبرى التي يوفرها الفضاء البحري لإفريقيا الأطلسية، والتي ستستفيد منها دول الساحل، فإنها تحمل أيضا بُعدا أمنيا مهما، حيث أصبحت المنطقة ساحة مفضلة للجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن ليس في المنطقة فحسب، ولكن أيضا في جوارها الأورو-متوسطي”.
وفي هذا السياق، أعربت سفيرة المملكة عن أسفها لتأثير غياب الاندماج بين الدول المغاربية، الأمر الذي ينعكس سلبا على شعوب المنطقة بسبب تعنت بعض الدول التي تعمل عكس اتجاه التاريخ والشرعية الدولية للإضرار بالوحدة الترابية للمملكة.
وبعد أن استعرضت سيطايل تاريخ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والتطور الإيجابي الكبير الذي تعرفه القضية على مستوى الأمم المتحدة، أكدت أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يحظى اليوم بدعم دولي واسع، بما في ذلك دعم فرنسا.
وأردفت قائلة إن “هذا النزاع الذي افتعلته الجزائر لن يدوم، والحق يوجد من جانب المغرب”، منددة “بالمعاناة التي يعيشها إخواننا المحتجزون ضد إرادتهم في مخيمات تندوف، على الأراضي الجزائرية في ظروف غير إنسانية”.
وفي هذا الصدد، سلطت سيطايل الضوء على النمو الاقتصادي والاجتماعي غير المسبوق الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة بفضل النموذج التنموي الذي أطلقه جلالة الملك، وكذا الديناميكية والمشاركة النشطة للمواطنين في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بهذه الأقاليم.
وفي معرض ردها على سؤال حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، أكدت سفيرة المملكة على الدور الذي يضطلع به المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تحقيق السلام والدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني في أراضيه.
كما أبرزت الدعم الدائم الذي يقدمه المغرب للشعب الفلسطيني الشقيق من خلال الأعمال الإنسانية التي يأمر بها جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، مشيرة إلى الإنجاز الإنساني الفريد الذي قام به المغرب، من خلال إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة برا، بفضل ثقله الدبلوماسي والاحترام الكبير الذي يحظى به على الساحة الدولية ومكانته المرموقة لدى دول المنطقة.
وأكدت السفيرة أن المغرب هو البلد الوحيد الذي تمكن من إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة برا، مشيرة إلى العمليات الإنسانية الأخيرة، التي نفذت في شهر رمضان وفي الأسبوع الماضي، بأمر من جلالة الملك ولفائدة الشعب الفلسطيني.
يذكر أن هذا النقاش، الذي احتضنته دائرة اتحاد الحلفاء المرموقة (cercle de l’Union interalliée)، تميز بحضور الوزير السابق والنائب، بيير ليلوش، والأمين العام السابق لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، موريس غورولت-مونتاني، بالإضافة إلى ثلة من الشخصيات البارزة المنتمية للأوساط الأكاديمية والاقتصادية في فرنسا، علاوة على باحثين ودبلوماسيين وإعلاميين.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
سفير المغرب بالقاهرة ورئيس بعثة الجزائر يلتقون بمنتخبي بلادهم في تصفيات شمال إفريقيا
حرص الدكتور محمد شيحة، مدير بطولة شمال أفريقيا للشباب لكرة القدم مواليد 2005، استقبال سفير المملكة المغربية بالقاهرة، والوفد المرافق له، ورئيس بعثة الجزائر، والمدير التنفيذي للبطولة، والمدير التنفيذي للجبلاية، على هامش مشاهدتهم لقاء المغرب والجزائر في الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم القارة السمراء تحت 20 سنة بإستاد هيئة قناة السويس الجديد بالإسماعيلية.
وكان الدكتور محمد شيحة مدير بطولة شمال أفريقيا للشباب لكرة القدم مواليد 2005 استقبل محمد آيت وعلي سفير المملكة المغربية بالقاهرة والوفد المرافق له، وكريم قاسم رئيس بعثة الجزائر، ومحمود الهمامي ووليد العطار المديرين التنفيذيين للبطولة والجبلاية، لمشاهدة مباراة منتخب المغرب والجزائر التي استضافها إستاد هيئة قناة السويس الجديد بالإسماعيلية في الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم القارة السمراء تحت 20 سنة وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
قال الدكتور محمد شيحة مدير بطولة شمال إفريقيا للشباب لكرة القدم مواليد 2005: إن سفير المملكة المغربية بالقاهرة أثنى على التنظيم الرائع للتصفيات المؤهلة لكأس أمم القارة السمراء تحت 20 سنة بالإسماعيلية.
وأضاف" شيحة " أن محمد آيت وعلي سفير المملكة المغربية بالقاهرة أبدى إعجابه بمنشأت إستاد هيئة قناة السويس الجديد الذي يضاهي مثيله في الدول الأوروبية.
وأشار الدكتور محمد شيحة إلى أن كريم قاسم رئيس بعثة منتخب الجزائر قدم الشكر للقائمين على تنظيم بطولة شمال أفريقيا للشباب لكرة القدم والحفاوة التي وجدها في بلده الثاني مصر.
وأوضح " شيحة " أن اتحاد شمال أفريقيا لكرة القدم برئاسة جمال علام لا يدخر جهدًا في العمل على نجاح هذا الحدث الذي يشهد تنافس قوي بين المنتخبات الخمس التي تتباري فيما بينها وتأمل التأهل للأمم القارية المصغرة تحت 20 سنة المقبلة في مصر أو كوت ديفوار.