الكنائس تبدأ صوم الآباء.. و«الأرثوذكسية»: هو أقدم ما عرفته الكنيسة
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأت الكنيسة، يوم الإثنين الماضي، صوم الآباء الرسل، والذي يعد من أقدم صوم عرفته الكنيسة تبعا لقول السيد المسيح «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ».
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
قالت الكنيسة الأرثوذكسية عبر موقعها الرسمي: إن تذكار صوم الرسل هو بداية خدمة التلاميذ بعد حلول الروح القدس عليهم لذا يعتبر صوم الخدمة والخدام، ويتميز بالخدمة وإبراز عمل الروح القدس إلي جانب الصلاة والصوم، تحدد بشكله الحالي في عهد البابا خريستوذولوس «الـ66 من باباوات الكرسي المرقسي» في القرن الحادي عشر، حيث تقرر أن يبدأ الصوم في اليوم الذي يلي عيد العنصرة، وينتهي في عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس الرسولين.
وكشفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن أن هذا الصوم هو الصوم الكنسي الوحيد الذي تختلف مدته من عام إلي آخر «من 15 إلى 49 يومًا»، لأن نهايته مُحددة «5 أبيب-12 يوليو»، بينما بدايته مرتبطة بعيد العنصرة الذي يختلف موعده كل عام.
وفي نفس السياق، قال القمص بطرس بطرس بسطوروس وكيل عام مطرانية كفر الشيخ ودمياط ودير القديسة دميانة، الصوم الحقيقي هو الذي يتدرب فيه الصائم على ضبط النفس ويستمر معه ضبط النفس كمنهج حياة.
وأضاف «بسطوروس»، أن الصوم لا يقتصر علي منع الجسد من غذائه وإنما يجب فيه من الناحية الإيجابية تقديم غذاء للروح، متابعًا: «هو عمل روحي داخل القلب أولًا، وهو الذي يقربنا من الله، اليوم نبدأ صوم الآباء الرسل، كل عام وأنتم بخير» (نادوا بصوم 1مل 21: 9).
الروم الأرثوذكس
بينما قالت البطريركية الأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، إن الصوم مارسه الرسل القديسون الأطهار منذ البداية «وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ» (أعمال الرسل 2:13)، والكنيسة بدورها حافظت عليه، فهو من ضمن تسليمها الشريف وإيمانها.
وأشارت البطريركية إلى أن صوم الرسل يبدأ بعد مرور أسبوع على عيد العنصرة، نقرأ في قانون الرسل: «إنكم بعد تعييدكم عيد البنديكوستي أي الخمسيني – العنصرة، عيدوا سُّبةً واحدة (أسبوعًا)، وبعد تلك السّبة صوموا لأنه من الواجب أن نفرح مسرورين بالموهبة الممنوحة من الله (الروح القدس) ونصوم بعد فرحنا».
ويستشهد هذا القانون بأنبياء صاموا مثل موسى وإيليا، وصوم الأسابيع الثلاثة التي صامها دانيال النبي، وصوم حنة النبية، وصوم أهل نينوى وصوم أستير ويهوديت وداود الملك. فعلى مثال هؤلاء يجب أن يصوم المسيحيون أيضًا، لذلك كتب الرسل قائلين: «أنتم أيضًا عندما تصومون، اطلبوا سؤالكم من لدن إلهنا».
فبعد تكريم الرسل في المجمع المسكوني الأول، سنة 325م، على أنهم معلموا العبادة الحسنة ورعاة المسكونة كلها، دعا الآباء المجتمعون الصوم: «صوم الرسل»، وحددوا أنه بعد مرور عيد الخمسين بأسبوع واحد يجب على المسيحيين أن يصوموا عن اللحم والجبن وكلّة مشتقاتهما إلى يوم عيد الرسل في 29 يونيو.
هذا المرسوم الرسولي قد حفظه القديسون سابا المتقدس، ويوحنا الدمشقي، وثاودورس الستوديتي، وغيرهم من الآباء الأقدمين، كما أن القديسَين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم يعلمان بشكل كافٍ عن هذا الصوم، ويتمسكان به.
ففي إحدى عظاته على الروح القدس، يذكر القديس يوحنا الذهبي الفم أهل أنطاكية بهذا الصوم المنسوب إلى الرسل القدّيسين، ويحثّهم على المحافظة عليه وتطبيقه.
وأعلنت بطريركية الروم الأرثوذكس بأن أوقات الصوم هي أربع فترات في السنة:
- الصوم الكبير المقدس، ويبدأ قبل سبعة أسابيع من الفصح.
- صوم الرسل، يبدأ في اليوم الثامن بعد العنصرة أي الإثنين التالي ألحد جميع القديسين وينتهي مساء 28 يونيو، عشية عيد القدّيسَين بطرس وبولس. يمكن أن تتراوح مدّته بين يوم واحد إلى ستة أسابيع وذلك بحسب تاريخ تعييد الفصح، كما لا يكون صوم إذا توافق مع العيد مباشرةً.
- صوم رقاد السيدة، ومدته أسبوعان: من أول آب حتى 14 منه.
- صوم الميلاد، ومدته أربعون يومًا، من 15 تشرين الثاني إلى 24 كانون الأول.
بالإضافة إلى فترات الصوم هذه، نصوم كل أربِعاء وجمعة «وإثنين في بعض الأديار»، باستثناء الفترة بين الميلاد وعيد الظهور الإلهي، وطوال أسبوع التجديدات «أي الأسبوع الذي يلي عيد الفصح»، وخلال الأسبوع الذي يلي عيد العنصرة، كما أن عيد رفع الصليب الكريم وقطع رأس السابق يوحنا المعمدان وعشيّة عيد الظهور الإلهيّ هي أياّم صوم.
الصوم الانقطاعي: في الأصل هو انقطاع إلى الغروب، خاصةً في الصوم الكبير.
يُمنَع الصوم الانقطاعي يومَي السبت والأحد على مدار السنة، ماعدا سبت النور، حيث كان السيد المسيح في القبر.
تختلف بعض الممارسات بين أبرشيات وأخرى، فعلى سبيل المثال صدر مرسوم بطريركي في أنطاكية خلال الحرب اللبنانية على عهد الراحل البطريرك إغناطيوس هزيم أن لا صوم من أحد القيامة إلى العنصرة، أي طوال فترة الخمسين يومًا، وهي الخمسين يومًا المقدّسة التي تعقب عيد القيامة المجيدة.
الجدير بالذكر أنّه لا يُكسَر صوم الأربعاء والجمعة إلاّ إذا اتفق ورود عيد سيّديّ كبير كالميلاد والظهور الإلهي «الغطاس».
الصوم قبل تناول القدُسات
نصوم أيضا قبل تناول القدسات، أي قبل تناول جسد ودم الرب الكريمَين، وهو صوم انقطاعي لدورة كاملة، أي من بعد تناول عشاء خفيف من دون زفر يعقب غروب اليوم السابق للقداس الإلهي. والهدف من هذا أن نجوع أنفسنا لكلمة الله المحيية، ومَن اختبر هذا الأمر عرف معناه ونتائجه.
أما إذا كان القداس مساءً، كما هي الحال في بعض الأعياد، فيجب الصوم من بعد تناول الفطور.
ويتكلم بعضهم عن فترة ست ساعات انقطاع على عدد الساعات التي تألّم فيها الرّب يسوع المسيح من محاكمته والاستهزاء به وضربه إلى صلبه، أي من الساعة الثالثة «9 صباحًا» ساعة الحكم عليه، إلى الساعة التاسعة «3 بعد الظهر»، ساعة موته على الصليب، علمًا بأنّه عُلِّقَ على الصليب الساعة السادسة «حوالي الظهر».
نجد حالات صوم خاصة تقام في أوضاع وصلوات وطلبات معينة، أو رسامات كهنوتية، وغيرها.
بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس
قالت بطريركية السريان الأرثوذكس الصوم يصام للّه وحده، ويصام هذا الصوم اقتداء بالرسل «عب 13: 7» الذين صاموه إتماماً لقول الرب يسوع: «ستأتي أيام حين يرفع العريس من بينهم فحينئذ يصومون» (مت 9: 15).
فبعد صعود الرب يسوع إلى السماء، وحلول الروح القدس على التلاميذ، ابتدأوا بالصوم وبهذا الصدد جاء في سفر أعمال الرسل ما يأتي: «وبينما هم يخدمون الرب ويصومون» (أع 13: 2)، وكانت مدة هذا الصوم تطول وتقصر بالنسبة إلى الحساب الشرقي لعيد الفصح، فكان يبدأ في اليوم التالي لعيد العنصرة وينتهي في يوم عيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس.
وقد خففته الكنيسة عبر الأجيال وصارت مدته الآن ثلاثة أيام تبدأ في السادس والعشرين من شهر حزيران وتنتهي بعيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس في 29 منه وذلك بموجب قرار مجمع حمص عام 1946م.
هو الصوم الذي يسبق عيد القديسين بطرس وبولس. والذي يقع في اليوم الخامس من شهر أبيب، الموافق التاسع والعشرين من شهر يونيو حسب التقويم الغريغوري المصحح، ويوافق الثاني عشر من شهر يوليو حسب التقويم اليولياني غير المصحح.
ولذلك يفطر الأقباط الأرثوذكس يوم الثاني عشر من شهر يوليو، بينما تفطر باقي الكنائس الأرثوذكسية مع الكنائس الكاثوليكية يوم التاسع والعشرين من شهر يونيو، وكان يسمى سابقًا «صوم العنصرة».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صوم الرسل الارثوذكسية بسطوروس الروح القدس عید العنصرة صوم الرسل هذا الصوم فی الیوم من شهر
إقرأ أيضاً:
خطة لإنقاذ أقدم حوض زراعي في العراق - عاجل
بغداد اليوم ـ بغداد
كشف النائب عارف الحمامي، اليوم الجمعة (4 نيسان 2025)، عن خطة لإنقاذ أقدم حوض زراعي في العراق، في وقت يعاني فيه العراق من أزمة جفاف متباينة بين المحافظات.
وقال الحمامي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق يواجه أزمة جفاف متفاوتة من محافظة إلى أخرى، حيث تعتبر مناطق الجنوب والوسط الأكثر تضرراً، وبشكل خاص مناطق الأهوار ومحيطها". وأضاف، "هنالك حاجة ماسة لاعتماد استراتيجية لحماية هذه المناطق من آثار أزمة الجفاف".
وتابع الحمامي، "تم التواصل مع وزارة الموارد المائية خلال الساعات الـ48 الماضية لتأمين إمدادات مائية عبر سد البدعة على نهر الغراف، لضمان وصول المياه إلى مناطق مترامية في ذي قار، سواء كانت مناطق الأهوار أو المناطق الزراعية القريبة منها، بهدف تأمين مياه خام لمحطات التحلية بالإضافة إلى تأمين الري الفطامي للمحاصيل الزراعية في الموسم الحالي".
وأشار إلى أن "هذه المناطق تعتبر من أقدم الأحواض الزراعية في العراق وتشكل مصدر رزق لعشرات الآلاف من العوائل بشكل مباشر"، مشدداً على ضرورة "وضع استراتيجية لضمان العدالة في توزيع المياه على المناطق الواقعة على الأنهار في المحافظات الجنوبية".
وأوضح الحمامي أنه "يجب أن تكون هناك عدالة في توزيع المياه دون تجاوز على الحصص المقررة، لضمان وصول المياه إلى ذنائب المناطق الريفية والقرى في هذه المحافظات". لافتاً إلى أن "أزمات الجفاف لها تأثيرات خطيرة على المجتمع، بما في ذلك النزوح وهلاك الثروة الحيوانية، مما يساهم في زيادة الفقر والبطالة".
كما أكد النائب الحمامي أنه "من المهم أن يتم التعامل مع ملف المياه وفق آلية ثابتة تمنع أي تجاوزات وتضمن إنقاذ مناطق ريفية واسعة ومترامية".
وفي الشأن نفسه، حذرت صحيفة "التيلغراف" البريطانية في تقرير نشرته يوم الجمعة (3 كانون الثاني 2025)، من حدوث ما وصفته بــ "عملية انقراض للأهوار جنوبي العراق" نتيجة للجفاف الشديد الذي أصاب المنطقة مع انخفاض مستويات الامطار الشتاء الحالي واستمرار قطع تركيا للمياه.
وقالت الصحيفة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، إن "سكان الاهوار باتوا يعانون الان من أزمة معيشية نظرا لتأثر سبل عيشهم المعتمدة على الرعي والصيد في مناطق الاهوار نتيجة للجفاف، متوقعة ان يؤدي الامر الى "عملية نزوح لسكان الاهوار نحو المدن، الامر الذي سيفاقم أزمة البطالة والسكن".
وأشارت الصحيفة، الى أن "العراق يعاني منذ عام 2020 مما وصفته الأمم المتحدة بجفاف شديد جدا، نتيجة للسياسات المائية لدول الجوار وخصوصا ايران وتركيا"، مشددة على أن "الأزمة طالت أيضا الثروة الحيوانية المتمثلة بالجاموس الذي لم تنشر الحكومة العراقية الاحصائيات الرسمية بأعداد الحيوانات التي نفقت نتيجة للجفاف منذ عام 2022 وحتى اليوم".
تقرير الصحيفة أكد أيضا وجود ما وصفها بـ"مخاوف حقيقية" من اندلاع نزاعات أهلية مسلحة بين سكان الاهوار نتيجة لشحة المياه، معلنة توقعها بوقوع ما وصفتها بــ "الحرب الاهلية المائية".
ورجحت الصحيفة أيضا أن تتوسع حرب المياه لتشمل نزاعا مائيا بين تركيا وايران من جهة، والعراق من جهة أخرى، بحسب توقعاتها.
وكانت لجنة الزراعة والمياه النيابية، رصدت يوم الأثنين (9 أيلول 2024)، ما اسمته "هجرة الأرياف" في ثلاث محافظات عراقية.
وقال عضو اللجنة ثائر مخيف في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "معدلات الجفاف في المحافظات الجنوبية والوسطى تتصاعد وبات الوضع ينذر بخطر يطرق الأبواب خاصة مع تنامي هجرة الأرياف بنسب مثيرة للقلق في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والان اقترب الخطر من بابل خاصة محيطها".
وأضاف أن "الهجرة من الأرياف يتم تحديد بوصلتها الحالية في 13 قاطع زراعي بشكل عام لكنه يزداد مع الوقت"، لافتا الى أن "وزارة الموارد المائية وضعت خططاً لاحتواء خطر الجفاف لكنها تحتاج الى المزيد من الوقت".
وتابع مخيف، أن "التجاذبات السياسية حول ملفات أخرى تتعلق بالموازنات والشأن الداخلي تنعكس على ملف المياه وتداعياته رغم انه يجب ان يكون من الأولويات في الطرح والمناقشة وصولا الى دعم وتمويل الحلول الموضوعية".