تشكل التدريبات والدورات التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية عنصرا أساسيا في المجمع العسكري الصناعي لإسرائيل. وهذه الروابط مع صناعة الأسلحة والجيش يدينها النشطاء المؤيدون للفلسطينيين، الذين دعوا إلى المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.

وتقول الكاتبة كامي ستينو، في تقرير نشرته صحيفة "لاكروا" الفرنسية، إن الجامعات الإسرائيلية "متورطة في تطوير أنظمة الأسلحة والمذاهب العسكرية المستخدمة في جرائم الحرب الإسرائيلية الأخيرة في لبنان وغزة"؛ وهذا هو الاتهام الذي وجهته حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، التي تدعو بشكل خاص إلى المقاطعة الأكاديمية لمؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فزغلياد: معارك المسيّرات تحفز الفكر العسكري الروسي الحديثlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: ليست إيران هي التي تخيفني بل بلدي إسرائيلend of list

وأكدت الكاتبة أن الروابط في إسرائيل بين الجامعات والمجمع الصناعي العسكري وثيقة جدا؛ بدءا من التعاون مع الصناعات الدفاعية مرورا بتدريب الجنود وانتهاء بالتفكير في العقيدة العسكرية؛ حيث يرتبط جزء من العالم الأكاديمي الإسرائيلي ارتباطا وثيقا بالجيش والصناعة العسكرية. وإذ استنكر مؤيدو القضية الفلسطينية هذه العلاقات؛ فإنها تعتبر ضرورية على نطاق واسع في إسرائيل لأمن دولة الاحتلال.

البحوث الجامعية في خدمة التسلح

وأفادت الكاتبة أن شركات "إلبيت سيستمز" و"رافائيل"، وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية تُعد أسماء غير معروفة لعامة الناس ولكنها في صميم الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة؛ إذ تقوم هذه الشركات الثلاث -اثنتان منها عموميةـ بتزويد الجيش الإسرائيلي بالمعدات العسكرية، حيث تبيع شركة "إلبيت سيستمز" الخاصة، على وجه الخصوص، طائرات الاستطلاع بدون طيار وقذائف مدفعية.

وتوضح الشركة المصنعة على موقعها الإلكتروني أن بعض منتجاتها قد تم "اختبارها في ساحة المعركة". كما أبرمت عقدا بقيمة 760 مليون دولار في 21 مايو/أيار مع وزارة الدفاع الإسرائيلية لتوريد الذخائر.

وأوردت الكاتبة أنه لتوظيف المواهب وتطوير تقنياتها، تعمل شركة "إلبيت سيستمز" على ترسيخ نفسها في قلب النظام الجامعي الإسرائيلي. وبحسب الموقع المتخصص في القضايا الاقتصادية "إسرائيل فالي"، قامت جامعة تل أبيب وشركة إلبيت سيستمز بإدارة برنامج "إينوبايت" بشكل مشترك لمدة 7 سنوات، وهو عبارة عن منهج هندسي يسمح للشركة بتحديد الملفات الشخصية للمرشحين للتوظيف.

 

الجامعات والحرية الفلسطينية

وبعيدا عن التعاون البسيط في مجال البحث، فإن الجامعات الإسرائيلية هي مهد الصناعة العسكرية. وفي هذا السياق؛ تقول مايا ويند، الباحثة الإسرائيلية في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر (كندا)، ومؤلفة كتاب "أبراج من العاج والفولاذ. كيف تحرم الجامعات الإسرائيلية الحرية الفلسطينية؟": "نشأت شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء في معهد وايزمان للعلوم، وهي جامعة في مدينة رحوفوت، ونشأت شركة رافائيل الإسرائيلية في التخنيون بجامعة حيفا".

ويُعد معهد إسرائيل للتكنولوجيا "التخنيون"، بجامعة حيفا، معهد أبحاث مرموق يقوم بتدريب العديد من المهندسين كل عام. ومنذ عام 2002، يضم معهدا للتكنولوجيا، والذي "تركز أبحاثه على القضايا والمشاكل التي تواجه قطاع الأمن والدفاع في إسرائيل". وفي عام 2017، تأسس مركز للبحث المتقدم في المجال العسكري كجزء من المؤسسة. وعلى موقعه الإلكتروني، يسلط المركز الضوء بشكل خاص على مشروع يهدف إلى تقليل الضوضاء التي تصدرها الطائرات بدون طيار.

برامج أكاديمية للجنود

وذكرت الكاتبة أنه إلى جانب الروابط مع شركات الأسلحة؛ تعمل الجامعات الإسرائيلية أيضا على توفير أماكن لتدريب النخب العسكرية في دولة الاحتلال. وفي هذا الصدد؛ تؤكد مايا ويند أن "الجامعات الإسرائيلية الرئيسية لديها برامج أكاديمية للجنود". فالجامعة العبرية في القدس، على سبيل المثال، لديها دورتان تدريبيتان ذات طابع عسكري.

ويتضمن برنامج "هافاتزالوت" شهادة مزدوجة "للنخبة" داخل قوات الاحتلال تهدف إلى تدريب ضباط المخابرات المؤهلين تأهيلا عاليا. ويتم التدريب بالاشتراك بين الجيش والجامعة العبرية. وإلى جانب هذا التدريب، تعد الجامعات الإسرائيلية أيضا مكانا للتفكير في الإستراتيجيات العسكرية التي يجب اعتمادها.

وأشارت الكاتبة إلى أنه في عام 2008، نشر "معهد دراسات الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، نصا بتوقيع غابي سيبوني، وهو عقيد في الجيش، يدافع فيه عن "عقيدة الضاحية" نسبة إلى أحد الأحياء الشيعية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، التي دمرتها تفجيرات الجيش الإسرائيلي عام 2006، أكد فيه: "في حالة اندلاع الأعمال العدائية، سيتعين على جيش الاحتلال أن يتصرف على الفور، وبشكل حاسم وبقوة لا تتناسب مع تصرفات العدو والتهديد الذي يمثله". ويهدف مثل هذا الرد إلى إلحاق أضرار وعقوبات على نطاق واسع بحيث يتطلب عمليات إعادة إعمار طويلة ومكلفة".

حركة مقاطعة دولية

واختتمت الكاتبة تقريرها بالقول إنه تمت الإشارة إلى هذه الروابط بين الجامعات الإسرائيلية والمجمع الصناعي العسكري من قبل الناشطين المؤيدين للفلسطينيين الذين يدعون إلى المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. وبالتالي، التزم مؤتمر رؤساء الجامعات الإسبانية في 17 مايو/أيار بـ "مراجعة وتعليق اتفاقيات التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التي لم تعرب عن التزامها الراسخ لصالح السلام واحترام القانون الإنساني الدولي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الجامعات الإسرائیلیة إلبیت سیستمز الکاتبة أن

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات المؤتمر السادس لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها بمشاركة متحدثين من جامعات عالمية

المناطق_واس

انطلقت اليوم فعاليات النسخة السادسة من المؤتمر لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها، الذي تنظمه الجمعية السعودية للعلوم الرياضية “جسر” في جامعة الملك سعود بالرياض، بمشاركة أكثر من 60 خبيرًا ومتحدثًا دوليًا في مختلف مجالات الرياضيات، بينهم 7 متحدثين من أعرق الجامعات العالمية.

ويتضمن المؤتمر الذي يستمر حتى 17 أبريل الجاري 8 جلسات علمية تتناول أساسيات الرياضيات والمعادلات التفاضلية والتحليل العددي والحوسبة العلمية والرياضيات الاكتوارية والمالية والاحتمالات والإحصاء وعلوم البيانات والرياضيات في العلوم والهندسة والرياضيات من أجل الاستدامة وعلوم الحياة.

وبين رئيس الجمعية الدكتور بندر المحسن أن تنظيم هذا المؤتمر الدولي يأتي في ظل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة -أيدها الله- لعناصر العملية التعليمية في عصر اقتصاد المعرفة وفي إطار الحرص على الاستثمار في العنصر البشري وتعزيز القدرات الاقتصادية والتنافسية لبلادنا، وفي دعم رؤية المملكة 2030 التي تضع العلم والبحث والابتكار في قلب التنمية المستدامة.

ويهدف المؤتمر الذي يأتي تأكيدًا على الدور الحيوي الذي تؤديه الرياضيات في دفع عجلة التقدم العلمي والتقني، إلى تسليط الضوء على أبرز الجهود البحثية الحديثة في مجال العلوم الرياضية وتطبيقاتها، وإتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين لعرض أبحاثهم وتبادل الخبرات والمعارف مع نخبة من الخبراء المتخصصين, وتعزيز التعاون البحثي والتكامل بين التخصصات من خلال فتح آفاق التواصل بين علماء الرياضيات والممارسين من مجالات متعددة تشمل الهندسة والفيزياء وعلوم الحاسب والمالية والعلوم الحيوية، بما يسهم في إيجاد حلول رياضية للتحديات العالمية المعاصرة مثل التغير المناخي والرعاية الصحية والتنمية المستدامة.

ويسعى المؤتمر الذي ينعقد امتدادًا لسلسلة المؤتمرات الدورية التي تعقدها الجمعية كل عامين إلى دعم الباحثين الشباب وطلاب الدراسات العليا عبر توفير منصة علمية تُمكنهم من عرض أعمالهم وتلقي التغذية الراجعة من المتخصصين، إلى جانب بناء شبكات مهنية طويلة الأمد تعزز من فرص التعاون البحثي وتطوير الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والصناعية.

يُذكر أن الجمعية السعودية للعلوم الرياضية أُنشئت عام 1985م، وتتخذ من كلية العلوم بجامعة الملك سعود مقرًا لها، وتهدف إلى تنمية الفكر الرياضي وتشجيع البحث العلمي وتقديم المشورة في مجال الرياضيات ونشر الثقافة الرياضية على المستوى العربي، وسبق لها أن نظمت أكثر من 11 مؤتمرًا أشاد المختصون بمخرجاتها.

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يوافق على إنشاء 5 جامعات أهلية جديدة
  • من أمريكا إلى الصين.. جامعات عالمية تشارك في معرض التعليم
  • أسبوع الاستدامة.. بابل تحتضن الابتكارات التكنولوجية بمشاركة جامعات دولية (صور)
  • استشهاد الكاتبة والمصورة الصحفية فاطمة حسونة وعشرة من أفراد عائلتها في مجزرة إسرائيلية جديدة بغزة
  • صحة غزة: 1652 شهيدا و4391 مصابا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية
  • انطلاق فعاليات المؤتمر السادس لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها بمشاركة متحدثين من جامعات عالمية
  • نيويورك تايمز: خبايا الحملة التي يشنها ترامب ضد الجامعات الأميركية
  • عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد
  • التمويل مقابل الولاء.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة