لعنة غزة .. ومصائرها الجيوسياسية!
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
لئن كانت عملية طوفان الأقصى بدايةً نوعية لتغيير مختلف في معادلات الصراع مع إسرائيل، فإن التداعيات الخطيرة لأوضاع حافة الهاوية التي خلفتها هذه العملية سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا، أصبحت اليوم هي القاعدة التي تستعصي على كل المعالجات التي تبذلها دول في العالم والإقليم للخروج من مأزقها.
وعلى ضوء ذلك، يمكن القول أن ثمة ملامح لصيرورة آثار هذه العملية نحو نهايات لن يكون في وسع عمليات الاحتواء أن تدرأ تداعيات آثارها الكارثية!
ما ظللنا نحيل عليه باستمرار من أن معالجات فائض القوة التي استخدمتها إسرائيل في مواجهة آثار عملية طوفان الأقصى كسلاح أقصى ووحيد للقضاء على حماس - دون أي التزام بالقانون الدولي ودون أي اكتراث بحسابات وموازين القوى الإقليمية والدولية - إنما هو بمثابة صب الزيت على النار - مهما توهمت إسرائيل خلاف ذلك - بدا اليوم واضحا في التداعيات الخطيرة التي يساق إليها الجميع في المنطقة والعالم جراء تلك المعالجات المعطوبة، سواءً في ما ظلت تختبره إسرائيل من عمليات حربية فاشلة منذ أكثر من 8 أشهر، أو ما ظلت تختبره سياسات الولايات المتحدة في التعاطي مع إسرائيل على نحو ظل يمثل لها حرجا أخلاقيا بالغ الحساسية على سمعتها كقوة عالمية، أو حتى عبر الضغوط التي تمارسها دول في الإقليم على حماس دون جدوى.
وفيما يعمل الجميع في الإقليم والعالم - كل على شاكلته - من أجل احتواء تداعيات هذا التطور الجديد والخطير (أسلوب عملية طوفان الأقصى لمواجهة إسرائيل) بذات الأساليب القديمة والمجربة، سيظل الثابت الوحيد في وجه محاولات الاحتواء القديمة هو المزيد من المفاجآت الخطرة التي يتعين عليها أن تلفت تلك قوى سياسية في الإقليم والعالم إلى أنه ربما قد فات الأوان اليوم على نجاعة وصفة المعالجات القديمة للمقاربات السياسية ذاتها، وأن ما تطلبه المواجهة الشجاعة لاحتواء تداعيات عملية طوفان الأقصى اليوم يبدو أنه - حتى الآن على الأقل - ليس في وارد أي قوة في الإقليم والعالم امتلاك الشجاعة على طرحه كحل يمنع كوارث أكبر تلوح في أفق المنطقة والعالم جراء التعاطي العقيم والتهرب من مواجهة استحقاق تسوية عادلة للفلسطينيين.
هكذا لن يبدو في وسع إمكان المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين (الذي بدت زياراته للشرق الأوسط أشبه بزيارات بلينكن العقيمة)؛ التقدم بأي حلول لتخفيض التوتر في الجبهة الشمالية لإسرائيل في جنوب لبنان، بعد أن أدرك المصائر العضوية التي تربط بين تداعيات عملية طوفان الأقصى في الجبهتين، فيما بدا في الوقت ذاته؛ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متخبطًا في مسار أصبح مأزقًا خطيرا أمام مستقبله الشخصي والسياسي جراء فشله العسكري في غزة، والحصار الذي بات يطبق عليه في الداخل والخارج من أجل إسقاط حكومته بعد أن خرج العضوان المهمان (جادي آيزنكوت وبيني جانس) من مجلسه الحربي.
أما في الخارج، ففضلًا على تخبط الإدارة الأمريكية على وقع التناقضات التي وضعتها أمامها سياسات نتانياهو العقيمة وحلوله الأمنية لتداعيات عملية طوفان الأقصى، والمعالجات المحرجة لسمعتها الدولية جراء التعاطي المفضوح والمتواطئ مع جرائم إسرائيل في غزة، فإن شبح الخوف من المصير غير المحسوم لكسب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل أصبح بمثابة الشلل الإرادي الذي يمنع الإدارة الأمريكية من التصرف المسؤول حيال واقع الأزمات الخطيرة التي ظل يخلقها نتانياهو جراء جرائمه غير المقبولة أخلاقيًا وسياسيًا في غزة.
وفيما تواجه أوروبا الغربية - خصوصًا في كل من ألمانيا وفرنسا - شبح اليمين المتطرف في الاقتراب من السلطة السياسية في البلدين، يبدو حسم الأمور في غزة باتجاه حل منصف أمرا عسيرا - حتى الآن على الأقل - لكل من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. ستظل أوهام نتانياهو معلقةً بانتظار الفرج في التحولات الجيوسياسية التي قد تحدث لصالحه جراء نتائج الانتخابات المحتملة والقريبة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو إلى: أي مدى يمكن للتداعيات الخطيرة لعملية طوفان الأقصى في غزة وجنوب لبنان انتظار نتائج تلك الانتخابات؟
في كل الأحوال، يبدو واضحًا اليوم؛ غياب إرادة دولية جسورة لفرض تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، خصوصًا في ضوء المقاربات السياسية القديمة والمجربة التي تطرحها حتى الآن دول في الإقليم والعالم، ولكن ربما عنى ذلك في تأويل ما؛ انتظار قريب لحرب إقليمية أصبح الجميع يحذر منها ويتوقع حدوثها!
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى فی الإقلیم والعالم فی غزة
إقرأ أيضاً:
طبيب سعودي .. الكشف عن هوية منفذ عملية الدهس في ألمانيا - صورة
سرايا - قال راينر هاسيلوف رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت الألمانية إن المتهم بهجوم سوق عيد الميلاد في الولاية مؤخرا "طبيب سعودي يقيم في ألمانيا منذ عام 2006".
وأضاف هاسيلوف للصحافيين في مكان الواقعة أمس الجمعة: "لقد أوقفنا المنفذ.. من خلال ما نعرفه حتى الآن، كان مهاجما منفردا، لذا لا نعتقد أن هناك أي خطر آخر على المدينة".
وبحسب صحيفة "BILD" الألمانية، فإن المشتبه به طبيب يدعى طالب، يبلغ من العمر 50 عاما، ويعيش في منطقة بيرنبورغ، حيث يعمل في عيادة، ولديه إقامة دائمة في ألمانيا.
وقالت الصحيفة إن المشتبه به قاد سيارته لأكثر من 400 متر عبر سوق عيد الميلاد المزدحم في مدينة ماغديبورغ، بسيارة من نوع "BMW" المستأجرة ذات الدفع الرباعي.
على إثر ذلك، اعتقل ضباط الشرطة السائق عند تقاطع ليس بعيدا عن أحد مداخل سوق عيد الميلاد. وقُتل شخص بالغ وطفل صغير في الحادث.
وقالت خدمات الطوارئ الألمانية إن ما بين "60 إلى 80 شخصا" أصيبوا بجروح عندما دهست سيارة زوار ذلك السوق، مشيرة إلى أن عددا من الجرحى في حالة "خطيرة".
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن حادثة الدهس في سوق الميلاد "تثير أسوأ المخاوف".
وأضاف عبر منصة "إكس": "كل الدعم للضحايا وعائلاتهم. نحن نقف إلى جانبكم وإلى جانب شعب ماغدبورغ. وأتوجه بالشكر إلى عمال الإنقاذ المتفانين في هذه الساعات العصيبة".
وماغديبورغ هي عاصمة ولاية ساكسونيا أنهالت، تقع على بعد حوالي 100 ميل غرب برلين.
من جهتها نشرت سفارة السعودية في ألمانيا بيانا من وزارة الخارجية على صفحتها الرسمية بمنصة إكس ورد فيه: "أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغديبورغ في جمهورية ألمانيا الاتحادية، ونتج عنه وفاة وإصابة عدد من الأشخاص، معبرة عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا".
وتابعت: "تؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف، كما تعبر عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولجمهورية ألمانيا الاتحادية حكومة وشعبا، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".
يذكر أن برلين أحيت الخميس الذكرى الثامنة لهجوم على سوق لعيد الميلاد في 2016 نفذه التونسي أنيس عامري، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات بجروح.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ألمانيا#المدينة#مدينة#السعودية#أمريكا#وفاة#الشعب#العاجل#رئيس
طباعة المشاهدات: 2207
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-12-2024 11:20 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...