لجريدة عمان:
2025-04-02@10:59:49 GMT

لعنة غزة .. ومصائرها الجيوسياسية!

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

لئن كانت عملية طوفان الأقصى بدايةً نوعية لتغيير مختلف في معادلات الصراع مع إسرائيل، فإن التداعيات الخطيرة لأوضاع حافة الهاوية التي خلفتها هذه العملية سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا، أصبحت اليوم هي القاعدة التي تستعصي على كل المعالجات التي تبذلها دول في العالم والإقليم للخروج من مأزقها.

وعلى ضوء ذلك، يمكن القول أن ثمة ملامح لصيرورة آثار هذه العملية نحو نهايات لن يكون في وسع عمليات الاحتواء أن تدرأ تداعيات آثارها الكارثية!

ما ظللنا نحيل عليه باستمرار من أن معالجات فائض القوة التي استخدمتها إسرائيل في مواجهة آثار عملية طوفان الأقصى كسلاح أقصى ووحيد للقضاء على حماس - دون أي التزام بالقانون الدولي ودون أي اكتراث بحسابات وموازين القوى الإقليمية والدولية - إنما هو بمثابة صب الزيت على النار - مهما توهمت إسرائيل خلاف ذلك - بدا اليوم واضحا في التداعيات الخطيرة التي يساق إليها الجميع في المنطقة والعالم جراء تلك المعالجات المعطوبة، سواءً في ما ظلت تختبره إسرائيل من عمليات حربية فاشلة منذ أكثر من 8 أشهر، أو ما ظلت تختبره سياسات الولايات المتحدة في التعاطي مع إسرائيل على نحو ظل يمثل لها حرجا أخلاقيا بالغ الحساسية على سمعتها كقوة عالمية، أو حتى عبر الضغوط التي تمارسها دول في الإقليم على حماس دون جدوى.

وفيما يعمل الجميع في الإقليم والعالم - كل على شاكلته - من أجل احتواء تداعيات هذا التطور الجديد والخطير (أسلوب عملية طوفان الأقصى لمواجهة إسرائيل) بذات الأساليب القديمة والمجربة، سيظل الثابت الوحيد في وجه محاولات الاحتواء القديمة هو المزيد من المفاجآت الخطرة التي يتعين عليها أن تلفت تلك قوى سياسية في الإقليم والعالم إلى أنه ربما قد فات الأوان اليوم على نجاعة وصفة المعالجات القديمة للمقاربات السياسية ذاتها، وأن ما تطلبه المواجهة الشجاعة لاحتواء تداعيات عملية طوفان الأقصى اليوم يبدو أنه - حتى الآن على الأقل - ليس في وارد أي قوة في الإقليم والعالم امتلاك الشجاعة على طرحه كحل يمنع كوارث أكبر تلوح في أفق المنطقة والعالم جراء التعاطي العقيم والتهرب من مواجهة استحقاق تسوية عادلة للفلسطينيين.

هكذا لن يبدو في وسع إمكان المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين (الذي بدت زياراته للشرق الأوسط أشبه بزيارات بلينكن العقيمة)؛ التقدم بأي حلول لتخفيض التوتر في الجبهة الشمالية لإسرائيل في جنوب لبنان، بعد أن أدرك المصائر العضوية التي تربط بين تداعيات عملية طوفان الأقصى في الجبهتين، فيما بدا في الوقت ذاته؛ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متخبطًا في مسار أصبح مأزقًا خطيرا أمام مستقبله الشخصي والسياسي جراء فشله العسكري في غزة، والحصار الذي بات يطبق عليه في الداخل والخارج من أجل إسقاط حكومته بعد أن خرج العضوان المهمان (جادي آيزنكوت وبيني جانس) من مجلسه الحربي.

أما في الخارج، ففضلًا على تخبط الإدارة الأمريكية على وقع التناقضات التي وضعتها أمامها سياسات نتانياهو العقيمة وحلوله الأمنية لتداعيات عملية طوفان الأقصى، والمعالجات المحرجة لسمعتها الدولية جراء التعاطي المفضوح والمتواطئ مع جرائم إسرائيل في غزة، فإن شبح الخوف من المصير غير المحسوم لكسب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل أصبح بمثابة الشلل الإرادي الذي يمنع الإدارة الأمريكية من التصرف المسؤول حيال واقع الأزمات الخطيرة التي ظل يخلقها نتانياهو جراء جرائمه غير المقبولة أخلاقيًا وسياسيًا في غزة.

وفيما تواجه أوروبا الغربية - خصوصًا في كل من ألمانيا وفرنسا - شبح اليمين المتطرف في الاقتراب من السلطة السياسية في البلدين، يبدو حسم الأمور في غزة باتجاه حل منصف أمرا عسيرا - حتى الآن على الأقل - لكل من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. ستظل أوهام نتانياهو معلقةً بانتظار الفرج في التحولات الجيوسياسية التي قد تحدث لصالحه جراء نتائج الانتخابات المحتملة والقريبة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو إلى: أي مدى يمكن للتداعيات الخطيرة لعملية طوفان الأقصى في غزة وجنوب لبنان انتظار نتائج تلك الانتخابات؟

في كل الأحوال، يبدو واضحًا اليوم؛ غياب إرادة دولية جسورة لفرض تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، خصوصًا في ضوء المقاربات السياسية القديمة والمجربة التي تطرحها حتى الآن دول في الإقليم والعالم، ولكن ربما عنى ذلك في تأويل ما؛ انتظار قريب لحرب إقليمية أصبح الجميع يحذر منها ويتوقع حدوثها!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى فی الإقلیم والعالم فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يصعّد التوتر التجاري برسوم مضادة على الشركاء والعالم يترقب

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية مضادة جديدة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة اليوم الأربعاء لينهي بذلك القواعد التجارية القائمة منذ عقود، في خطوة من المرجح أن تُقابل برد من جميع الأطراف وتؤدي إلى زيادة التكاليف.

ولا تزال تفاصيل خطة ترامب، المقرر الكشف عنها اليوم الأربعاء التي أطلق عليها "يوم التحرير"، قيد الصياغة، وتعقد اجتماعات مكثفة قبل مراسم الإعلان بالبيت الأبيض المتوقع إقامتها في الساعة الرابعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 بتوقيت غرينتش).

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النفط يرتفع وسط ترقب تبعات رسوم ترامب الجمركية والعقوباتlist 2 of 2مخاوف الرسوم الجمركية تدفع الذهب إلى قمة جديدةend of list موعد التطبيق

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أمس الثلاثاء إن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ فور الإعلان عنها، بينما ستدخل رسوم منفصلة بنسبة 25% على جميع واردات السيارات حيز التنفيذ غدا الخميس الثالث من أبريل/نيسان.

وذكر ترامب مرارا أن الخطة تهدف إلى موازنة الرسوم الجمركية الأميركية المنخفضة عموما مع تلك التي تفرضها الدول الأخرى ومواجهة قيودها غير الجمركية التي تضر بالصادرات الأميركية، لكن خطة ترامب لا تزال غير واضحة وثمة تقارير ذكرت أنه يدرس فرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 20%.

ونقلت رويترز عن مسؤول تجاري سابق في إدارة ترامب خلال ولايته الأولى قوله إن الرئيس الأميركي قد يفرض معدلات رسوم جمركية شاملة على كل دولة بصورة منفصلة بمستويات أقل نسبيا.

إعلان

وأضاف المسؤول السابق أن عدد الدول التي ستفرض عليها تلك الرسوم سيتجاوز على الأرجح 15 دولة، وهو العدد الذي قال وزير الخزانة سكوت بيسنت في وقت سابق إن الإدارة تركز عليه نظرا للاختلال التجاري الواسع للولايات المتحدة مع تلك البلدان.

وقال النائب الجمهوري بمجلس النواب كيفن هيرن إن بيسنت أبلغ الأعضاء الجمهوريين في المجلس أمس الثلاثاء أن الرسوم الجمركية المضادة تمثل "سقفا" لأعلى مستوى رسوم أميركية ستواجهه الدول، وربما تنخفض في حال استجابتها لمطالب الولايات المتحدة.

وقال المسؤول السابق في وزارة التجارة رايان ماغيروس إن تطبيق رسوم جمركية عالمية سيكون أسهل في ظل جدول زمني ضيق وقد يدر إيرادات أكبر، لكن تطبيق الرسوم الجمركية المضادة على كل دولة بصورة منفصلة ستكون أكثر ملاءمة لممارسات التجارة غير العادلة للدول.

وأضاف: "على أي حال، ستكون آثار قرارات اليوم كبيرة على مجموعة واسعة من القطاعات".

تراكم الرسوم

وفي غضون ما يزيد قليلا على 10 أسابيع منذ توليه منصبه، فرض الرئيس المنتمي للحزب الجمهوري بالفعل رسوما جمركية جديدة بنسبة 20% على جميع الواردات من الصين بسبب مخدر الفنتانيل، وأعاد بالكامل فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، مما وسع نطاق تلك الرسوم لتشمل المنتجات النهائية بقيمة تقارب 150 مليار دولار.

كذلك، من المقرر أن تنتهي اليوم الأربعاء فترة إعفاء مدتها شهر واحد لمعظم السلع الكندية والمكسيكية من الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل البالغة 25%.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن جميع رسوم ترامب الجمركية، بما في ذلك الرسوم الجمركية السابقة، تتراكم، لذا فإن أي سيارة مكسيكية الصنع، والتي كانت تُفرض عليها رسوم بنسبة 2.5% سابقا لدخول الولايات المتحدة، ستخضع لكل من رسوم الفنتانيل والرسوم الجمركية على قطاع السيارات، بمعدل رسوم جمركية إجمالي قدره 52.5%، بالإضافة إلى أي رسوم جمركية مضادة ربما يفرضها ترامب على السلع المكسيكية.

إعلان

ويؤدي تزايد حالة الضبابية بشأن الرسوم الجمركية إلى تراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات على نحو ربما يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وارتفاع الأسعار.

وقال اقتصاديون في بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا إن استطلاعا حديثا أظهر أن كبار المسؤولين الماليين في الشركات يتوقعون أن تدفع الرسوم الجمركية أسعارهم للارتفاع هذا العام، مع تقليص التوظيف والنمو.

وباع مستثمرون قلقون الأسهم بكثافة على مدى أكثر من شهر، مما أدى إلى خسارة ما يقرب من 5 تريليونات دولار من قيمة الأسهم المدرجة في الولايات المتحدة منذ منتصف فبراير/شباط.

وأغلقت بورصة وول ستريت على أداء متباين أمس الثلاثاء في ظل ترقب المستثمرين المشوشين لتفاصيل إعلان ترامب اليوم الأربعاء.

مقالات مشابهة

  • ترامب يصعّد التوتر التجاري برسوم مضادة على الشركاء والعالم يترقب
  • مقرر أممي يدعو لمعاقبة إسرائيل على حملة التجويع التي تمارسها ضد المدنيين بغزة
  • مع توقف عمل المخابز.. غزة في عين الكارثة والعالم يتفرج
  • لعنة الرسوم الجمركية.. الكنديون يعزفون عن السفر إلى أميركا
  • لعنة الفراعنة.. فك غموض العثور على جثة في مقبرة أسمنتية بشقة بالهرم
  • الكشف عن استمرار تهريب نفط الإقليم الى إسرائيل.. ما موقف الحكومة؟
  • الاحتلال ينشر نتائج صادمة للتحقيق في اختراق منطقة إيرز خلال طوفان الأقصى
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو
  • الملك السعودي يغرّد: نأمل أن يعمّ السلام على أمتنا والعالم أجمع
  • بدء عملية إعادة جثامين الروس الذين لقوا حتفهم جراء حادث غرق الغواصة السياحية في الغردقة