قد تأتي معاهدة الدفاع المشترك بين بوتين وكيم بنتائج عكسية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
ليس لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير قائمة قصيرة للغاية من البلاد المتاح لرحلاته الدولية في هذه الأيام. وقد لجأ إلى اختيار حكيم منها بالسفر إلى بيونج يانج، حيث يمكن الاحتفاء به باعتباره زميلا، وحيث يمكن أن يجرب إحساس الارتياح من العزلة التي توجبها العقوبات المفروضة على بلده.
غير أن قرار بوتين بالتوقيع على اتفاقية دفاع مشترك شاملة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قد يكون في نهاية المطاف هدفا في ذاته أكثر مما يكون فتحا استراتيجيا - وهذا إذا ما مضت حكومة كوريا الجنوبية بالفعل في تنفيذ تعهدها بالانتقال من الاكتفاء بتعويض المخزونات الأمريكية والبولندية إلى الدعم العسكري المباشر لأوكرانيا.
ازدهرت العلاقة بين كوريا الشمالية وروسيا في الأشهر الأخيرة لتشمل إدانتهما المشتركة للإمبريالية الأمريكية وفق ما يتصور البلدان، فضلا عن الإجراء الذي اتخذته روسيا لمنع فريق خبراء الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق والتوصية بفرض عقوبات دولية على كوريا الشمالية بسبب انتهاكاتها للقرارات الصادرة بالإجماع ضد أنشطتها في نشر الأسلحة النووية والصاروخية.
على الرغم من هذه التطورات، أعرب رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في مؤتمر صحفي عقد في التاسع من مايو عن رغبته في الحفاظ على العلاقات مع روسيا «سلسة قدر الإمكان» وأعاد التأكيد على سياسة كوريا الجنوبية المتمثلة في عدم تقديم الأسلحة العسكرية مباشرة إلى أوكرانيا.
فيما يتعلق بمصداقية كوريا الجنوبية باعتبارها شريكا متماثل التفكير، فقد أثارت تعليقات كوريا الجنوبية الخطابية السابقة على قمة كيم وبوتين العديد من التساؤلات من جانب الممثلين الدبلوماسيين للاتحاد الأوروبي وبريطانيا الذين أجريت معهم محادثات قبل أسبوع من زيارة بوتين.
لقد أكد أولئك الذين حاورتهم -بصفة خاصة- أن لدى أوروبا أولوية تتمثل في ضمان تضامن كوريا الجنوبية في دعم أوكرانيا وخيبة أملها من الدعم الخطابي الذي تقدمه كوريا الجنوبية -والذي يبدو فاترا بصفة خاصة عند مقارنته بالدعم الذي تقدمه اليابان. وقد تساءل الأوروبيون الذين حاورتهم عن سبب غياب ضغوط أكثر وضوحا من جانب الولايات المتحدة لحمل كوريا الجنوبية على مزيد من الاصطفاف مع الغرب باتجاه الحرب في أوكرانيا.
يشير رد الفعل الأولي من كوريا الجنوبية تجاه إعلان معاهدة الدفاع المشترك بين كوريا الشمالية وروسيا إلى أن هذا التطور قد يعمل على محو المخاوف الأوروبية من خلال تحفيز إدارة يون على تقديم الدعم المباشر لأوكرانيا في المجالات العاجلة من قبيل الأنظمة المضادة للصواريخ وإمدادات الذخيرة المباشرة.
لقد جاءت مخاطبة كوريا الجنوبية للسفير الروسي لديها جورجي زينوفييف عقب الإعلان متضمنة مطالبتها لروسيا بإنهاء العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية. غير أن استدعاء السفير قد أدى أيضا إلى تحذير عام من بوتين قال فيه إنه سيكون «خطأ كبيرا جدا» من جانب كوريا الجنوبية أن تنفذ تهديدها بتزويد أوكرانيا بالذخائر بشكل مباشر.
يشير تعليق بوتين المبهم إلى تأثير كبير لتوقيع اتفاق الدفاع المشترك الذي قد ترغب كل من كوريا الشمالية وروسيا في استغلاله، والذي سيتعين على كوريا الجنوبية الآن أن تتعامل مع وجوده: وهو إعادة ربط مخاطر الصراع في شبه الجزيرة الكورية بالبيئة الاستراتيجية الأوسع والتنافسات الجيوسياسية العالمية.
فمن العواقب أن تصرفات كوريا الجنوبية ضد روسيا يجب أن تأخذ في الاعتبار احتمال قيام روسيا بالانتقام من خلال تسريع نطاق وعمق التعاون العسكري مع كوريا الشمالية، بما في ذلك من توفير تقنيات الأقمار الصناعية والصواريخ الباليستية المتقدمة.
وواقع الأمر أن الدافع الروسي المحتمل وراء التوقيع على معاهدة الدفاع المشترك مع كوريا الشمالية، قد يتمثل في طرح إمكانية فتح جبهة ثانية للصراع العسكري بعيدا عن أوكرانيا، ليكون ذلك في الآن نفسه وسيلة يمكن من خلالها حث كوريا الجنوبية على الحذر فيما يتعلق بتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا، والإشارة إلى احتمال نشوب صراع واسع النطاق تكون له أيضا تداعيات على الاستراتيجية العسكرية الأمريكية العالمية.
سوف يكون لزاما على إدارة يون أن تتعامل مع هذه المخاطر من خلال سد الفجوة في التصور والنهج مع الحلفاء الأوروبيين ذوي التفكير المماثل، ومن خلال مزيد من تعزيز التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في الاستجابة لتوثيق العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا.
وفي هذا الصدد، فإن توقيت زيارة بوتين إلى بيونج يانج سوف يجذب الاهتمام ويؤدي إلى رد فعل موحد في الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي في واشنطن، ومن زعماء الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية على هامش تلك الاجتماعات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة وروسیا کوریا الجنوبیة الدفاع المشترک من خلال
إقرأ أيضاً:
52.6 مليار دولار حجم صادرات كوريا الجنوبية خلال فبراير الماضي
كشفت بيانات، أن صادرات كوريا الجنوبية ارتفعت بمقدار 1% على أساس سنوي في فبراير، متحولة من الانخفاض في يناير 2025 بفضل زيادة المبيعات الخارجية لأجهزة الكمبيوتر والسيارات.
وبلغت قيمة الصادرات 52.6 مليار دولار في الشهر الماضي، مرتفعة من 52.1 مليار دولار مسجلة في فبراير العام الماضي وفقا للبيانات التي جمعتها وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية، بينما ارتفعت الواردات 0.2% على أساس سنوي إلى 48.3 مليار دولار، ما نجم عنه فائض تجاري قدره 4.3 مليارات دولار.
وعادت صادرات كوريا الجنوبية إلى النمو بعد شهر واحد فقط من تراجعها في يناير بسبب قلة أيام العمل على خلفية عطلة رأس السنة القمرية الجديدة الممتدة.
أسباب زيادة الصادرات
وقالت وزارة التجارة الكورية إن زيادة الصادرات جاءت بفضل الأداء القوي في قطاعي السيارات وأجهزة الكمبيوتر بما في ذلك محركات الأقراص ذات الحالة الصلبة؛ إذ قفزت صادرات السيارات بنسبة 17.8% على أساس سنوي إلى 6.1 مليارات دولار في فبراير، لتنهي انخفاضها لمدة 3 أشهر منذ نوفمبر الماضي، وعلى وجه الخصوص، ارتفعت صادرات السيارات الهجينة بنسبة 74.3% على أساس سنوي إلى 1.3 مليار دولار.
وزادت صادرات أجهزة الكمبيوتر بنسبة 28.5% إلى 800 مليون دولار، مسجلة ارتفاعا للشهر الرابع عشر على التوالي، غير أن صادرات الرقائق تراجعت بنسبة 3% إلى 9.6 مليارات دولار خلال نفس الفترة بسبب الانخفاض الحاد في أسعار رقائق الذاكرة.
وبحسب الوجهة، تراجعت الصادرات إلى الصين في فبراير بنسبة 1.4% على أساس سنوي إلى 9.5 مليارات دولار بسبب تباطؤ مبيعات الرقائق، بينما زادت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 1% إلى 9.9 مليارات دولار، وارتفعت الصادرات إلى الشرق الأوسط بنسبة 19.6% إلى 1.7 مليار دولار.