ثورة 30 يونيو.. 11 عامًا من بناء الجمهورية الجديدة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
11 عامًا من العمل الدءؤب شهدتها مصر فى كل المجالات، انطلقت شرارته الأولى فى 30 يونيو 2013، تلك الثورة العظيمة التى استطاع المصريون من خلالها إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم البلاد، وسطر المصريون ملحمة عظيمة، وخرجوا جميعًا على قلب رجل واحد فى الشوارع والميادين، مُعلنين رفضهم لاستمرار حكم جماعة الإخوان الإرهابية للبلاد، وعمل الرئيس السيسى منذ توليه حكم البلاد فى العام 2014 على بناء المواطن المصرى، حتى يكون قادرًا على مواجهة التحديات والمخاطر التى تحيط به، محذرًا أعداء الوطن من أى تهديد للسلم والأمن والاستقرار داخل المجتمع المصرى.
ودأب الرئيس على الاتجاه ناحية التطوير، فكانت حركة التنمية التى شهدتها البلاد هى المحصلة التى لا تخطئها العين، تحركات فى كل اتجاه وقفزات نوعية هائلة من المشروعات القومية، فلا تتوقف إعادة تأهيل ما كان قائمًا وإرساء دعائم الجمهورية الجديدة، الأمر الذى يترتب عليه إحداث نقلة نوعية تاريخية فى كافة قطاعات الدولة بين الاقتصاد والعمران والتنمية والمرافق والصحة والطاقة والصناعة، وإقامة آلاف المشروعات الجديدة، تتوزع على كل شبر من أرض مصر، كما تبعث برسالة الى العالم بأن مصر فى طريقها الى الجمهورية الجديدة، ورسالة أخرى الى الشعب المصرى بأن الرئيس السيسى يضع فى أولوياته إقامة نهضة تنموية «اقتصادية واجتماعية ورقمية» شاملة فى البلاد وفقا لرؤية مصر 2030، رغم كافة التحديات.
مصر تستعيد دورها القيادى إقيليميًا ودوليًا
11 عامًا من عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، نجحت مصر خلالها فى الانتقال من مرحلة استعادة تماسك مؤسسات الدولة فى الداخل إلى مرحلة فرض هيبة الدولة المصرية فى الخارج، ولعبت الدبلوماسية المصرية دورًا مشهودًا فى تنفيذ السياسة الخارجية التى حدد الرئيس السيسى ملامح بوصلتها بوضوح ودقة وثقة فمضت سفينة دبلوماسيتنا العتيدة ممثلة فى وزارة الخارجية باقتدار وثبات وسط الأمواج الإقليمية والدولية المضطربة نحو الوصول لأهدافها واحدًا تلو الآخر، ومن ضمنها الانتماء المصرى للقارة الإفريقية الذى كان وسيظل فى صدارة دوائر السياسة الخارجية، فضلًا عن قضية العرب الأولى، حيث احتلت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 اهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين، والآن مصر تسعى بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع فى قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة، وذلك لأن ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى المصرى وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنـية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر ارتباط مصر العضوى بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية.
وتعقيبًا على دور مصر حارجيًا، أكدت حنان أبوسكين أستاذ العلوم السياسية، ورئيس قسم بحوث وقياسات الرأى العام بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن مصر شهدت مستوى جديدًا من التطوير بعد 30 يونيو، حيث أصبحت متوازنة ما بين الشرق والغرب، وذلك لأن السياسة الخارجية المصرية أصبحت امتداد للسياسة الداخلية، كما أن مصر تخضع لميثاق الأمم المتحدة، وبالتالى أصبحت مصر أكثر انفتاحًا حتى يكون هناك تنمية مشتركة وتعاون متبادل لخدمة الأهداف التنموية وتحقيق السلام والاستقرار، ولم يكن دورها ينصب على القضايا العربية بل على الإفريقية مثل مكافحتها لفيروس سى، والتى أدت إلى استعانة تلك الدول بخبرة مصر فى هذا المجال، بالإضافة إلى بناء السدود والمشروعات التنموية فى العديد من الدول الأفريقية، وذلك لأن مصر انتبهت إلى البعد الأفريقى فى السياسة الخارجية».
أما عن فرض «السيسى» لهيبة الدولة المصرية فى الخارج، فأكدت «أبوسكين»، أن هيبة الدولة تأتى من الداخل من خلال سيادة القانون، أما فى الخارج فهى الصورة الذهنية للدولة وهو بشكل كبير تحقق مثل الحضارة والثقافة والفن والتزامها بالقوانين الدولية وسمعتها الحسنة وعضويتها فى المنظمات الأممية، فهو يجعلها دولة سلام واستقرار ولا تعتدى على أحد ومصر حققت هذا الأمر بشكل كبير، فتلك الهيبة تجسدت فى عدة مكاسب لمصر مثل رئاستها لعدد من المناصب الدولية مثل عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن ورئاسة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة فى أحدى الفترات، كما نجحت فى فرض هيبة مصر وتطوير صورتها الذهنية فى الخارج، وهذا يرجع لخطاب القيادة المصرية العقلانى والرشيد، الذى يتفق مع مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولى، بالإضافة إلى أن هذا الأمر تحقق نتيجة انعكاس للأوضاع الداخلية والأمنية المستقرة فى البلاد وإقامة مشروعات تنموية كبيرة فى فترة من الفترات سقوط عدة دول عربية وأفريقية.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإن مصر من أكثر الدول التى قدمت شهداء فى القضية الفلسطينية، وتعتبرها قضية أمن قومى للدولة المصرية، ولا توجد مرحلة من مراحل التاريخ إلا وكانت مصر حاضرة بقوة حتى فى الأزمات والمراحل الانتقالية فى مصر، إلا إنها كانت مساندة للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دخول مساعدات للشعب الفلسطينى.
وقال هانى الجمل باحث فى الشئون الإقليمية والدولية، إن مصر استطاعت بعد ثورة 30 يونيو، أن تستعيد مكانها فى رسم السياسات العربية والإقليمية على السواء، وذلك من خلال الدبلوماسية المصرية التى قادها الرئيس عبدالفتاح، كما حملت مصر على عاتقها الحماية الكاملة للدول العربية.
وعن القضية الفلسطينية، أشار «الجمل»، أن مصر تستخدم الدبلوماسية الخشنة أمام إسرائيل للحد من هجرة الفلسطينيين قصريًا أو طوعيًا، كما عملت على تقريب الفصائل الفلسطينية واستضافتها فى مصر، كما حاولت الوقوف أمام التغيرات الجيوسياسية التى حاولت إسرائيل أن تفرضها فى المنطقة وتهجير الفلسطينيين من غزة إلى رفح وخلق واقع جديد يخالف ملحق السلام 2005 مع إسرائيل.
ولفت الباحث فى الشئون الإقليمية، إلى أن الصراع الذى شهدته الأراضى الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023، جاء ليؤكد ثبات واستمرار الدور والموقف المصرى تجاه هذه القضية، الذى لم يتغير منذ 1948، وبذلت مصر جهوداً كبيرة فى إتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، بين حماس وفتح، وفتحت معبر رفح وفقاً لترتيبات أمنية جديدة بالتنسيق مع فتح وحماس تجنباً لاتهام مصر بتعزيز الانقسام، كما بذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، بالإضافة إلى توجيه أنظار العالم لأبناء القدس الذين يتعرضون لأسوأ أشكال التمييز باعتبارهم خط الدفاع الأول فى مواجهة عمليات التهويد المستمرة.
وأوضح «الجمل» أن مصر منذ توليها الاتحاد الأفريقى عملت على دعم القضايا الأفريقية، كما استطاعت بدبلوماسيتها السياسية فى عودة الدول إلى الحضن الأفريقى والقارة السمراء، والذى نتج عنه دخول استثمارات غربية إلى تلك الدول، كما وظفت الدولة المصرية مؤسساتها للتعامل مع الأزمة السودانية، فقد قادت وزارة الخارجية تحركات دبلوماسية بقيادة الوزير سامح شكرى، وذلك فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمى المعهود فى القارة السمراء، وتمسكها بمبادرة «اسكات البنادق» تلك التى تبنتها الدولة المصرية فى فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة، وذلك لأن استقرار السودان والمحيط الأفريقى لمصر يعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومى المصرى، ولا ننسى احتضان القاهرة، لقمة دول جوار السودان فى 13 يوليو، لبحث سُبل إنهاء الصراع والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، وفى نوفمبر، احتضنت مصر مؤتمر «القضايا الإنسانية فى السودان 2023»، بحضور أكثر من 400 مشارك ممثلين عن قطاع كبير من منظمات المجتمع السودانى، وهو الاجتماع الذى عُقد بعد أيام فقط من اجتماعات ائتلاف «قوى الحرية والتغيير» فى السودان، التى أقيمت فى القاهرة على مدى 3 أيام، وجرى خلالها التوافق على الدعوة إلى «توسيع مظلة القوى الداعمة لإيقاف الحرب فى السودان»، ولم تتخل مصر عن أشقائها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، حيث أعلنت مصر استقبال أكثر 95 ألف نازح سودانى منذ اندلاع الحرب حتى مايو 2023، وقامت وزارة التضامن الاجتماعى من خلال جمعية الهلال الأحمر المصرى بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية فى السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولًا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية.
التحول الرقمى.. انطلاقة كبيرة لمستقبل أفضل
تعرض قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لأزمات عديدة فى أعقاب أحداث يناير 2011، رغم أنه كان الأوفر حظًا قبل اندلاعها، ولكن فى أعقاب الثورة تهالكت البنية التحتية للاتصالات بسبب انتشار عمليات سرقة الكابلات النحاسية للاتصالات التى تعتمد عليها خدمات الاتصالات الأرضية والمحمولة، فضلًا عن خروج الكثير من الاستثمارات، لا سيما فى مجال تصدير الخدمات التكنولوجية بنظام التعهيد، ولكن مع تولى الرئيس السيسى المسئولية منتصف 2014 نجح فى إنهاء السنوات الصعبة للقطاع، ليحقق نموًا كبيرًا برهنت عليه العديد من المؤشرات ومعدلات النمو المتحققة، وحافظ القطاع على مكانته كأعلى قطاعات الدولة نموًا، كما زادت تنافسيته ليصبح محط أنظار واهتمام العديد من شركات التكنولوجيا العالمية، كما أن ملف «التحول الرقمى» بسهم فى بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة «20 – 30»، وما تحقق فى عهد الرئيس السيسى لم تشهده مصر على مدار تاريخها، سواء على صعيد محور الاتصالات أو محور التكنولوجيا، فمن بنية تكنولوجية متهالكة، إلى تنفيذ عدد كبير من المشروعات الضخمة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أسهمت فى ثورة تكنولوجية بكل القطاعات والدفع بمسيرة التحول الرقمى.
ويقول الدكتور محمد محسن رمضان- رئيس وحدة الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى بمركز العرب للأبحاث والدراسات: «شهدت مصر خطوات هائلة فى رحلة التحول الرقمى خلال السنوات الماضية، بفضل رؤية ثاقبة والتزام قوى من قبل القيادة السياسية، وتضمنت بعض الإنجازات منها فى البنية التحتية الرقمية كتطوير شبكات الجيل الرابع والخامس، وإنشاء مراكز بيانات متطورة، لاستيعاب البيانات المتزايدة واحتياجات التخزين، ونشر الألياف الضوئية، لتوفير إنترنت عريض النطاق عالى السرعة للمنازل والشركات.
وتابع «رمضان»، هناك بوابة مصر الرقمية التى توفر أكثر من 330 خدمة حكومية إلكترونية للمواطنين، مما يسهل الوصول إلى الخدمات الحكومية ويقلل من البيروقراطية، والتوقيع الإلكترونى، لتسهيل المعاملات الرقمية وضمان الأمان، كما تم دعم نمو الشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا من خلال حاضنات الأعمال وبرامج الاستثمار، ولا ننسى المهارات الرقمية التى قدمتها البلاد، مثل برامج التدريب، لبناء القدرات الرقمية للمواطنين وتعزيز مهاراتهم فى استخدام التكنولوجيا، ونشر الوعى، ومن اشهر هذه البرامج المجانية برنامج سفراء الوعى التكنولوجى.
وأشار مستشار الأمن السيبرانى، انه تم تطبيق استراتيجية الجمهورية الجديدة لتنفيذ مشروع «مصر الرقمية»، حيث تعتبر هذه الاستراتيجية ركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وتشمل الاستراتيجية العديد من المبادرات والمشاريع التى تهدف إلى نشر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى جميع قطاعات الدولة، وبناء اقتصاد رقمى قوى، من خلال دعم رواد الأعمال فى مجال التكنولوجيا، وجذب الاستثمارات الأجنبية فى هذا القطاع، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز الشمول الرقمى من خلال توفير الإنترنت للجميع، كما تُنفذ الحكومة المصرية استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعى تهدف إلى دمج تقنياته فى مختلف القطاعات، بما فى ذلك الوزارات.
كما تلعب مراكز البيانات دورًا مهمًا فى تعزيز ريادة مصر إقليميًا ودوليًا وترسيخ مكانتها كممر رقمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وخصوصًا عند إنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية وهو أول واكبر مركز فى الشرق الأوسط حيث يعمل على توفير بنية تحتية رقمية قوية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز التكامل الإقليمى، حيث تُمكن مراكز البيانات مصر من ربط شبكاتها الرقمية مع دول أخرى فى المنطقة، مما يُعزز التعاون والتبادل التجارى الرقمى، كما تلعب مصر دورًا مهمًا فى مبادرة مبادرة «حزام واحد - طريق واحد» الصينية، والتى تهدف إلى ربط آسيا بأوروبا وإفريقيا من خلال شبكة من الكابلات البحرية والبنية التحتية الرقمية، وترسيخ مكانة مصر كمركز رقمى، بالإضافة إلى ذلك، تُساهم مراكز البيانات فى تحقيق أهداف مصر للتنمية المستدامة.
كما تُبذل جهودٌ حثيثة فى مصر للاستفادة من قدرات العقول المصرية والاستعانة بالتكنولوجيا العالمية لتحويل مصر إلى مركزٍ تكنولوجيٍّ رائدٍ على مستوى العالم، حيث تقوم بالاستثمار فى التعليم مع التركيز على تعزيز مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) لدى الشباب، كما يتم إنشاء مدارسٍ جديدةٍ تُركّز على التكنولوجيا، وتُقدّم برامج تعليمية حديثة تُواكب التطورات العالمية، ودعم ريادة الأعمال فى مجال التكنولوجيا، كما تُعمل الحكومة المصرية على تحسين بيئة الاستثمار لجذب الشركات التكنولوجية العالمية إلى مصر.
كما تُعزّز مصر علاقاتها مع الدول الرائدة فى مجال التكنولوجيا، مثل الولايات المتحدة والصين وألمانيا، ويتم تبادل الخبرات والتعاون فى المشاريع البحثية وتطوير التكنولوجيا، كما تُظهرُ المؤشراتُ الدوليةُ أنّ مصر تُحقّقُ تقدّمًا ملحوظًا فى مجال التكنولوجيا، وبرزت العديد من الشركات المصرية التى تُقدّم حلولًا تكنولوجية مبتكرة فى مجالاتٍ مختلفةٍ، مثل الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والتجارة الإلكترونية.
وعن أهمية إصدار تشريع للذكاء الاصطناعى فى مصر، أكد انه يُعدّ خطوة مهمة لأسبابٍ عديدة، منها يُسهم فى تنظيم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وضمان استخدامها بشكلٍ مسئول وأخلاقى، بما يتماشى مع القيم والمبادئ المصرية، وحماية البيانات الشخصية للمستخدمين من خلال تحديد قواعد واضحة لجمع البيانات ومعالجتها واستخدامها، كما يُحدد التشريع المسئوليات المترتبة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، مما يضمن مساءلة الجهات التى تُطور وتستخدم هذه التقنيات، ويُشجع التشريع على الابتكار فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال توفير بيئة قانونية آمنة وواضحة للشركات والأفراد الراغبين فى تطوير واستخدام هذه التقنيات، وحماية الفئات الضعيفة من مخاطر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى،، وجذب الاستثمار الأجنبى لمصر فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال توفير بيئة استثمارية مستقرة وآمنة، وتعزيز مكانة مصر العالمية كمركز رائد، ومواكبة التطورات العالمية.
بناء الإنسان المصرى.. علي رأس الأولويات
يعد الإنسان هو الركيزة الأساسية لصناعة الحضارات والنهوض بأى دولة، وقد أولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتمامًا كبيرًا بفكرة بناء الإنسان والهوية المصرية، وظهر ذلك من خلال عقد اجتماع جديد منذ ثورة 30 يونيو 2013، تتمثل ملامحه فى معالجة أخطاء الماضى والسعى قدمًا فى الإصلاح الجذرى، الشامل على الأصعدة والمستويات كافة، لبناء الجمهورية الجديدة، بداية من المجتمع المدنى والأفراد بهدف تدعيم مجالات التنمية الإنسانية وبناء الإنسان وفق آلية وتخطيط استراتيجى يضع فى اعتباره العديد من المحددات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمل معها بالتوازى، واستندت الجمهورية الجديدة على ثلاثة مبادئ أساسية يأتى على رأسها بناء الإنسان، بهدف التغيير فى أوضاع المعيشة والحياة لتعزيز دوره المواطن يقوم بواجباته السياسية، والاجتماعية والاقتصادية وذلك فى ظل التطلع للتغيير فى الأفكار والسلوكيات ونظم الادارة، وسبل الحياة.
وقال الدكتور ياسر شحاتة - أستاذ إدارة الموارد البشرية والتنمية المستدامة- رئيس قسم إدارة الأعمال كلية الاقتصاد والإدارة جامعة ٦ أكتوبر: «الدولة المصرية تولى أهمية كبيرة لبناء الإنسان، والاستثمار فى عنصر رأس البشرى هو أفضل الاستثمارات، كما يعد الإنسان هو الركيزة الأساسية لبناء الحضارة والنهوض بأى دولة، مضيفًا إلى أن بناء الإنسان على رأس أولويات الدولة المصرية، فى عهد الرئيس السيسى، حيث استندت الجمهورية الجديدة على ثلاثة مبادئ أساسية يأتى على رأسها بناء الإنسان، بهدف التغيير فى أوضاع المعيشة والحياة لتعزيز دوره كمواطن يقوم بواجباته السياسية، والاجتماعية والاقتصادية وذلك فى ظل التطلع للتغيير فى الأفكار والسلوكيات ونظم الادارة، وسبل الحياة.
وأشار «شحاتة»، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أولى اهتماماً كبيراً بتنمية الإنسان المصرى، حيث أكد أن مصر الجديدة تولى أهمية قصوى لبناء الإنسان صحياً وعلمياً وثقافياً، وذلك بدءًا من تطوير التعليم والمنظومة التعليمية فى مصر وقد أعلن فى عام 2016 أنه عام للشباب فى مصر، إيمانًا منه بأن الشباب، هما أساس النهوض بالمجتمع والعمل على تنميته، بهدف تنشئة العقل المفكر المستنير، المستعد لقبول العلم والمعرفة، والذى يتحلى بمهارات الفهم والتطبيق والتحليل، لضمان تعليم جيد يرتبط ارتباطا وثيقا بمتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى أن الشباب هو الفاعل الأول فى عملية التنمية, وبناءً عليه فإن نجاح التنمية مرهون بانخراط الشباب بكل انتماءاتهم وشرائحهم، وأن أى تهميش أو إغفال لهذه القوة الجديدة الفاعلة فى حاضر التنمية هو انتكاسة فى مستقبلها.
كما أحرزت الدولة تقدمًا ملحوظًا فى مسيرة التنمية على كافة الأصعدة، بما يشمل رفع مستوى معيشة المواطنين وتطبيق برنامج جاد للإصلاح الاقتصادى يستهدف دعم دور القطاع الخاص فى التنمية، وتحفيز إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، فضلًا عن المضى قدمًا بتحسين خدمات الإسكان، والتعليم، والصحة، والنقل، وشبكات الحماية الاجتماعية بما مكنها من المضى قدمًا بخطوات متسارعة فى مسيرة التنمية، بالإضافة إلى توفير سكن ملائم للمواطنين من خلال تطوير المناطق غير الآمنة، وغير المخططة وبناء مدن عمرانية جديدة متكاملة، وإنشاء وحدات إسكان فى مدن قائمة بالفعل، مرورًا بتطوير قطاع الخدمات والمرافق، وذلك فى إطار عملية التنمية الشاملة التى تشهدها الدولة المصرية، بجانب تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، والمناطق غير المخططة، وهو ما أسهم فى إعلان مصر خالية من المناطق العشوائية الخطرة، ودفع بمؤسسات دولية كبرى للإشادة بالتجربة المصرية فى هذا الملف.
ووافقه الرأى الدكتور حازم عواد- الخبير الاقتصادى وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى والإحصاء والتشريع، وقال: مما لا شك فيه أن أساس تقدم الأمم والشعوب هو بناء الإنسان صحياً وتعليمياً ودينياً وثقافياً وعلى جميع المستويات, وأثبتت العديد من تجارب الدول الناجحة أن الإنسان ثروة حقيقية, وأن الاستثمار فى العنصر البشرى له مردود ونتائج كبيرة، فالإنسان هو القادر على بناء المشاريع الضخمة، وهو العقل المفكر الذى يقف خلف بناء الجسور والمبانى والمنشآت وتخطيط المدن، وهو العنصر الذى يمتلك الإمكانيات لتحويل الرؤى من مخططات إلى حقائق، وهو من بيده الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته، فعلى رغم التنمية والازدهار ووجود الثروات المتنوعة فى الدولة، إلا أن الإنسان يبقى أهم ثروة يفتخر بها الوطن، ولأجله تم تسخير الثروات وعائداتها، وبه تستمر مسيرة الرخاء والعيش الكريم والتقدم وجودة الحياة فى مختلف المجالات.
وتابع «عواد»، بناء الإنسان يبدأ عادة من الأسرة والمدرسة التى تزرع فيه الأخلاق والقيم, واحترام القانون، وحب الوطن وتقديس العمل, وتأكيد القيم الدينية، وكذلك رفع وعى الإنسان وفهمه، كما أن التعليم الجيد ينتج أجيالاً تسهم فى نهضة الدول, وهو ما يفسر تخصيص الدول المتقدمة لميزانيات ضخمة لتطوير التعليم وهيكلته, لأن التعليم فى الدول المتقدمة ليس أداة لصناعة مستقبل فرد, بل التعليم قاعدة بناء مستقبل أمة, فإذا وضعت جيلاً على الطريق الصحيح فأنت وضعت بذلك وطناً على الطريق الصحيح، إلا أننا نفتقر إلى وجود استراتيجية محددة لبناء الإنسان, فسوف يكون فكر بناء الإنسان المصرى كيفياً وليس كمياً، وبالتالى سيصعب قياسه بالأرقام، ومتابعة مدى الوصول إلى الأهداف المنشودة، كما أن المشكلة الأكبر قد تكون ليس فقط غياب الاستراتيجية، وإنما غياب صياغة الأهداف، حتى وإن كانت تكتيكية.
ولفت الخبير إلى أن الدولة المصرية اتخذت العديد من الخطوات لتنمية مهارات الشباب من أهمها إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب بموجب قرار جمهورى أصدره الرئيس السيسى فى أغسطس 2017، لتوسع دائرة تدريب الشباب واكتشاف قدراتهم، وتم تدشين البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وكما قامت الدولة المصرية بعقد مؤتمرات الشباب الدولية للتعرف على المهارات والخبرات المختلفة لجميع دول العالم كان لها دور بارز فى الانفتاح على طرق الإدارة الحديثة فى العالم، وكل هذه التحركات أسهمت فى تجهيز قيادات على مستوى الصفوف الأول والثانى والثالث فى الوزارات المختلفة واستطاعت مواجهة الخلل الذى تعرضت له الأجهزة الحكومية طوال السنوات الماضية، كما نجحت الجمهورية الجديدة لبناء الإنسان المصرى فى خلق جيل جديد قادر على القيادة وفقاً للمتغيرات العصرية الحديثة، وذلك بفعل الاهتمام بالهيئات والمؤسسات والمراكز التى تقوم بهذا الدور، وتركز بالأساس على تنمية مهارات الشباب فى مجالات مختلفة، بما يسهم فى تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة فى 2030.
البنية التحتية.. طفرة غير مسبوقة
البنية التحتية هى العمود الفقرى للتنمية المستدامة، والاهتمام بها يساعد على جذب الاستثمارات، ومن هذا المنطلق كان اتجاه مصر منذ عام 2016نحو التحول لاستراتيجيات التنمية المستدامة من خلال خطط استراتيجية محددة، وهو ما كان له أثر كبير فى تقدم مصر 9 مراكز فى مؤشر التنمية المستدامة لعام 2020، حيث حصلت على المركز 83 من بين 166 دولة، مقابل المركز 92 من بين 162 دولة فى عام 2019.
وفى العديد من المناسبات أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة بذل الكثير من الجهود من أجل تأهيل البنية الأساسية التى تمكن الدولة من الانطلاق إلى آفاق أفضل، وقال الرئيس أكقر من مرة إذا توقفنا عن التنمية والتطوير سنكون بذلك نخالف الواقع الموجود حولنا».
وتسعى الحكومة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إطلاق عدد من المبادرات، منها مبادرة «حياة كريمة» لتحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى المناطق الأكثر احتياجًا، كما اهتمت الدولة بالقضاء على العشوائيات لتقليل معدلات الفقر، وإطلاق مبادرة «نتشارك هنعدى الأزمة» من قبل صندوق تحيا مصر لدعم العمالة غير المنتظمة، وغيرها.
وقال ياسر فراويلة الخبير الاستراتيجى والمحلل السياسى: «البنية التحتية بالأساس هى العمود الفقرى لأى بناء إستراتيجى فهى تمثل خارطة البقاء والتواصل بين جزر التنمية والاقتصاد كما هى الشرايين والعظام فى الجسم، كما أن رؤية مصر 2030 محطة أساسية فى مسيرة التنمية الشاملة فى مصر، حيث تربط الحاضر بالمستقبل وتستلهم إنجازات الحضارة المصرية العريقة، لتبنى مسيرة تنموية واضحة لوطن متقدم ومزدهر تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية وتُعيد إحياء الدور التاريخى لمصر فى الريادة الإقليمية، كما تمثل خريطة الطريق التى تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات والمزايا التنافسية، وتعمل على تنفيذ أحلام وتطلعات الشعب المصرى فى توفير حياة لائقة وكريمة.
وتابع «فراويلة»، أنه لكى نحصل على بنية تحتية متطورة، يجب أن تكون بنية قائمة بذاتها وقوامها، وليست ترقيع القديم المتهالك، ويجب أن تعيد بنيانها حسب تصور القادم، وحسب طموح تلك الدولة، ولا يمكن أن تكون هناك بنية عملية تحتية بدون بنية إدارية قائمة على إدارة تلك المنظومة، لذا لا بد أن تقوم البنيه التحيه بالتزامن مع البنية الإدارية السليمة وليست القائمة على الوساطة والواسطه والمجاملات لأنها ستقود للتراخى.
وأشار «فراويلة» إلى أن البنية التحتية هى عصب التواصل مع كافة أنظمة الدولة، فالبنية التحتية يجب أن يكون لها تواصل كجهة وحيدة ذات صلاحية مع كافة أفرع الدولة، كما يجب زيادة الاهتمام بمشكلة الفقر، وهذا الأمر يعتبر من أهداف التنمية المستدامة، حيث يتحقق الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته بالحد من الفقر بجميع أشكاله، والقضاء على الجوع، وتوفير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية، وإتاحة التعليم وضمان جودته وجودة الخدمات الصحية، وإتاحة الخدمات الأساسية، وتحسين البنية التحتية، والارتقاء بالمظهر الحضارى، وضبط النمو السكانى، وإثراء الحياة الثقافية، وتطوير البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى تحقيق العدالة من خلال تحقيق المساواة فى الحقوق والفرص، وتوفير الموارد فى كل المناطق الجغرافية، فى الريف والحضر على حد سواء، وتعزيز الشمول المالى، وتمكين المرأة والشباب والفئات الأكثر احتياجاً، ودعم مشاركة كل الفئات فى التنمية، وتعزيز روح الولاء والانتماء للهوية المصرية.
واختتم الخبير كلامه قائلاً: «إنه تحقق عدة نقاط من رؤية مصر 2030 وهى إقامة المشروعات القومية، فكانت تخطيط قيادة وتنفيذ شعب، حيث تحققت العديد من الإنجازات والنجاحات كتنمية شاملة متوازنة داخل مصر منذ النصف الثانى لـ2014، والتى أثبتت أن الدولة التى تمتلك إرادة وإدارة حقيقية تستطيع تحقيق قفزات نحو التنمية الشاملة، لافتًا إلى أن رؤية مصر 2030 محطة أساسية فى مسيرة التنمية الشاملة فى مصر تربط الحاضر بالمستقبل وتستلهم إنجازات الحضارة المصرية العريقة، لتبنى مسيرة تنموية واضحة لوطن متقدم ومزدهر تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية وتُعيد إحياء الدور التاريخى لمصر فى الريادة الإقليمية، كما تمثل خريطة الطريق التى تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات والمزايا التنافسية، وتعمل على تنفيذ أحلام وتطلعات الشعب المصرى فى توفير حياة لائقة وكريمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئیس عبدالفتاح السیسى للتنمیة المستدامة الجمهوریة الجدیدة القضیة الفلسطینیة التنمیة المستدامة الذکاء الاصطناعى السیاسة الخارجیة فى مسیرة التنمیة التنمیة الشاملة الإنسان المصرى الدولة المصریة البنیة التحتیة التحول الرقمى الرئیس السیسى لبناء الإنسان بناء الإنسان بالإضافة إلى رؤیة مصر 2030 فى السودان المصریة فى العدید من فى الخارج وذلک لأن من خلال وذلک فى إلى أن مصر من أن مصر مصر فى فى مصر التى ت کما أن
إقرأ أيضاً:
عيد تحرير سيناء|قصة نصر لا تنتهى.. 25 أبريل.. يوم رفرف فيه العلم على الأرض الطاهرة.. ملحمة شعب وجيش لا تنتهي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق عيد تحرير سيناء| قصة نصر لا تنتهى.. 25 أبريل.. يوم رفرف فيه العلم على الأرض الطاهرة.. ملحمة شعب وجيش لا تنتهي
تقرير زهرة مسعود
فى مثل الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، تحتفل مصر بذكرى غالية وعزيزة على قلب كل مصرى وعربي، وهى ذكرى تحرير سيناء، التى تُعد واحدة من أبرز المحطات فى تاريخ الوطن.
ففى الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، ارتفعت راية مصر خفاقة على أرض سيناء الطاهرة، إيذانًا بانتصار الإرادة المصرية وتحقيق السيادة الكاملة على كامل تراب الوطن بعد سنوات من الكفاح العسكرى والدبلوماسي.
وتمثل هذه الذكرى تجسيدًا لقوة العزيمة والصمود، وتأكيدًا على أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الشعوب قادرة على استرداد أرضها مهما طال الزمن، ويتجسد هذا فى انسحاب آخر جندى إسرائيلى من الأراضى المصرية فى سيناء عام 1982، بعد احتلال دام لأكثر من 15 عامًا.
وبدأت الاحتفالات الرسمية بهذا اليوم منذ عام 1983، أى فى الذكرى الأولى بعد استكمال الانسحاب الكامل، حين قررت مصر أن تجعل من هذا التاريخ رمزًا وطنيًا كبيرًا لتضحيات الجيش المصرى والانتصار السياسى الذى أعاد سيناء إلى أحضان الوطن.
بطولات خالدة للجيش والشعبفى كل عام، وتحديدًا فى الخامس والعشرين من أبريل، تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء، ذلك الحدث الوطنى الذى يحمل فى طياته معانى العزة والكرامة، ويجسد واحدة من أعظم معارك السيادة فى التاريخ المصرى الحديث، وقد جاء عبر سلسلة من المحطات المفصلية، جمعت بين الصمود العسكرى والحكمة السياسية والبراعة القانونية.
حرب أكتوبر ١٩٧٣.. شرارة التحريرلم تكن اتفاقية السلام لتتحقق لولا الملحمة البطولية التى سطّرها الجيش المصرى فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، ففى السادس من أكتوبر، عبرت القوات المسلحة قناة السويس واقتحمت خط بارليف، محققة نصرًا عسكريًا أعاد لمصر كرامتها وهيبتها، وكانت تلك الحرب نقطة تحول استراتيجية، أثبتت للعالم أن مصر قادرة على استرداد أرضها بالقوة، وقد مهّدت نتائج الحرب الطريق للمفاوضات السياسية التى تلتها، وجعلت من السلام خيارًا مطروحًا بشروط مصرية واضحة، أولها انسحاب الاحتلال من كامل سيناء.
نصر أكتوبرمارس ١٩٧٩.. بداية المسار السياسيبعد سنوات من القتال والنزيف على جبهة الحرب، جاء التحول السياسى الكبير بتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى مارس ١٩٧٩، والمعروفة باسم اتفاقية كامب ديفيد، وقد جاءت الاتفاقية تتويجًا لانتصار أكتوبر ١٩٧٣، وفتحت الباب أمام انسحاب تدريجى للقوات الإسرائيلية من سيناء، مع التزام دولى يضمن احترام السيادة المصرية.
١٩٨٠–١٩٨٢.. انسحاب مرحلى محسوبخلال الفترة ما بين عامى ١٩٨٠ و١٩٨٢، بدأ الانسحاب الإسرائيلى من سيناء يتم على مراحل محددة، وفقًا للجدول الزمنى الوارد فى الاتفاقية، ومع كل مرحلة، كانت تُرفع راية مصر على أرضها المستردة، وسط أجواء من الفخر الوطنى والشعور بالإنجاز.
٢٥أبريل ١٩٨٢.. استعادة الأرضكان يوم ٢٥ أبريل ١٩٨٢ هو اليوم الذى اكتمل فيه الانسحاب الكامل من سيناء، باستثناء منطقة طابا، ليُعلن هذا اليوم عيدًا وطنيًا لتحرير سيناء، وتبدأ الدولة المصرية فى إحيائه سنويًا عبر الاحتفالات الرسمية والفعاليات الوطنية.
طابا تعود بالتحكيم١٩٨٩.. طابا تعود بالتحكيمرغم اكتمال الانسحاب، بقيت طابا عالقة فى نزاع حدودى معقد، ولكن مصر لم تتخلَ عن شبر واحد من أرضها، فلجأت إلى التحكيم الدولي، الذى انتهى فى عام ١٩٨٩ بحكم لصالح مصر، وتم رفع العلم المصرى على طابا فى ١٩ مارس ١٩٨٩، فى لحظة تاريخية أنهت آخر فصول استعادة الأرض المحتلة.
فى ذكرى التحرير.. مصر تتحدث عن رجالها.. أبطال صنعوا النصرتُعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ من أعظم لحظات التاريخ العسكرى المصرى والعربي، ففى السادس من أكتوبر ١٩٧٣، نجحت القوات المسلحة المصرية فى عبور قناة السويس، واستعادة أراضٍ محتلة منذ حرب ١٩٦٧، فى ملحمة بطولية شكلت تحولًا تاريخيًا فى المنطقة، وكان النصر من عند الله نتيجة للتخطيط الاستراتيجى الممتاز والقيادة الحكيمة والروح القتالية العالية للقادة والجنود المصريين الذين أصبحوا رموزًا للبطولة،ونستعرض لكم أبرز القادة والجنود الذين كان لهم دور كبير فى هذا النصر التاريخي.
الرئيس محمد أنور الساداتالرئيس محمد أنور السادات..بطل الحرب والسلامكان الرئيس محمد أنور السادات هو القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، وقد اتخذ قرارات استراتيجية جريئة جعلت من الحرب انتصارًا تاريخيًا، فاستطاع أن يقنع الشعب المصرى والعالم العربى بأن الجيش المصرى قادر على استعادة أرضه المسلوبة، وقاد معركة سياسية وعسكرية معًا، وعمل على تحفيز الجيش على القتال، وابتكر مفهوم "المفاجأة الاستراتيجية"، الذى فاجأ العدو الإسرائيلى بتوقيت الهجوم وقوته، وبعد الحرب، قاد السادات عملية السلام مع إسرائيل التى توجت باتفاق كامب ديفيد.
الفريق أول محمد فوزى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحةكان الفريق أول محمد فوزى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة فى فترة الحرب، ويعتبر أحد الأبطال الذين كان لهم دور محورى فى قيادة القوات المصرية، وهو من أقنع السادات بضرورة اتخاذ خطوة الحرب كوسيلة لاستعادة الأرض، وأشرف على التخطيط العسكرى بشكل دقيق، وقد تمكنت القوات المصرية تحت قيادته، من عبور قناة السويس وتحقيق النصر العسكرى الذى غير مجرى الصراع العربى الإسرائيلي.
الفريق سعد الدين الشاذلىالفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصريةكان الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ولعب دورًا رئيسيًا فى وضع الخطط العسكرية لحرب أكتوبر، ومن أبرز القادة الذين قادوا العمليات العسكرية على جبهة قناة السويس، وقد استخدم مهاراته العسكرية الكبيرة فى تنظيم الهجوم على القوات الإسرائيلية، ونجح فى تحقيق التفوق الاستراتيجى خلال الأيام الأولى من الحرب.
اللواء محمد على فهمى قائد للقوات الخاصةكان اللواء محمد على فهمى قائدًا للقوات الخاصة، وشارك فى العديد من العمليات النوعية التى كانت أساسية فى إرباك الجيش الإسرائيلي، وقد نفذت قواته عمليات اختراق متميزة فى العمق الإسرائيلي، ودمرت بعض المواقع العسكرية الهامة، كما كان له دور فى المعارك التى جرت فى سيناء بعد عبور قناة السويس.
اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثانى الميدانيكان اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثانى الميداني، الذى كان له دور بارز فى معركة "الزغبي" التى أسفرت عن إلحاق خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية فى جبهة سيناء، وكان من القادة الذين أداروا المعركة باحترافية، وأثبت قدرة عالية على اتخاذ القرارات العسكرية السريعة، وقد حقق الجيش الثانى الميدانى نجاحات كبيرة على الأرض تحت قيادته.
الفريق محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة العملياتكان الفريق محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات فى القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر، ومن أبرز القادة البارعين فى التخطيط العملياتي، حيث لعب دورًا رئيسيًا فى وضع خطة الحرب وتحديد كيفية عبور قناة السويس، وكان له دور كبير فى توجيه العمليات العسكرية على الجبهة الشرقية، وقد كانت قراراته العسكرية مدروسة بعناية، مما أسهم فى النجاح الذى حققته القوات المصرية.
الجنود المجهولون.. لكل جندى حكاية نصرلا يمكن إغفال الدور البطولى للجنود المصريين الذين قاتلوا ببسالة على الجبهات، فكل جندى كان له قصة من الشجاعة والإصرار فى معركة كانت مفصلية فى تاريخ الأمة العربية، بدءًا من الجنود الذين عبروا قناة السويس وهم يحملون أسلحتهم، إلى أولئك الذين قاتلوا فى الجبال وعلى الشواطئ، وكانت لهم الأدوار الأساسية فى تنفيذ الخطط العسكرية.
الفريق جوى عبدالمنعم خليل قائد القوات الجويةكان الفريق عبد المنعم خليل قائدًا للقوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر، وكان له دور بارز فى تدمير المواقع العسكرية الإسرائيلية الجوية على الأرض، مما أدى إلى تحقيق تفوق جوى مصري، وقد كانت الطائرات المصرية فى بداية الحرب تقوم بمهام هجومية نوعية لإضعاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وكان التنسيق بين سلاح الجو والجيش المصرى عاملًا حاسمًا فى نجاح الهجوم، ولقد ساعدت الضربات الجوية القوية من سلاح الجو المصرى فى إحداث خلل فى صفوف القوات الإسرائيلية وتمهيد الطريق لعبور القوات البرية.
الفريق عبد العزيز لبيب قائد سلاح المدفعيةكان للفريق عبد العزيز لبيب دور كبير فى تنسيق ودعم الهجوم الأرضى فى الأيام الأولى من حرب أكتوبر، وقام سلاح المدفعية تحت قيادته بتوفير الدعم النارى اللازم للقوات المصرية أثناء عبور قناة السويس، مما مكن القوات البرية من الإختراق والوصول إلى عمق الخطوط الدفاعية الإسرائيلية.
محمد عبد الحليم أبو غزالةاللواء محمد عبدالحليم أبوغزالة قائد الجيش الثالث الميدانيكان اللواء محمد عبدالحليم أبوغزالة قائد الجيش الثالث الميداني، وقد قاد هذا الجيش فى معركة "العبور" والتى كانت من أكثر المعارك حسمًا فى الحرب، وقد قاد الجيش الثالث خلال الأيام الصعبة التى تلت عبور القناة واستطاع أن يثبت قدراته العسكرية فى صمود القوات على الجبهة الشرقية.
الفريق يوسف صبرى أبوطالب قائد سلاح البحريةكان الفريق يوسف صبرى أبوطالب قائدًا للقوات البحرية، وحقق العديد من النجاحات المهمة أثناء الحرب، خاصة فى حماية سواحل البحر الأحمر ومنع أى تحركات بحرية معادية، كما أن القوات البحرية المصرية قامت بتنفيذ عمليات استطلاع وتدمير لبعض القطع البحرية الإسرائيلية فى البحر الأبيض المتوسط.
اللواء أركان حرب إبراهيم فوزى قائد فرقة المشاةكان اللواء إبراهيم فوزى قائدًا لفرقة المشاة فى الجيش الثاني، وشارك بفاعلية فى المعارك الضارية التى جرت على جبهة القناة، وكان له دور بارز فى توجيه العمليات الأرضية نحو تمهيد الطريق أمام القوات المصرية لعبور القناة والاقتراب من مواقع العدو، ما أسهم فى التأثير المباشر على المعركة.
أعمال فنية مصرية جسدت حرب أكتوبر وتحرير سيناءيعتبر تحرير سيناء من أروع لحظات التاريخ المصرى الحديث، حيث انتصر الجيش المصرى فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، واستعاد الأراضى المصرية التى كانت تحت الاحتلال الإسرائيلى منذ حرب ١٩٦٧، ما أثر بشكل عميق على الأدب والفن المصري، حيث تجسد فى العديد من الأعمال الفنية، سواء كانت أغانى وطنية أو أفلام سينمائية أو روايات أدبية، ما جعل المبدعين المصريين يخلدون تلك اللحظة الفاصلة فى تاريخ مصر بطريقة مميزة، ومن أبرز هذه الأعمال الفنية
فيلم "أرض الغد" ١٩٧٨، وعرضت أحداث حرب أكتوبر ١٩٧٣ من خلال قصة شاب مصرى يتطوع فى الجيش فى بداية الحرب، واهتم بتسليط الضوء على تضحيات الجنود المصريين فى المعركة.
فيلم "الطريق إلى إيلات"فيلم "الطريق إلى إيلات" ١٩٩٣، وكان يعرض الفيلم المعركة البحرية بين القوات المصرية والإسرائيلية على البحر الأحمر فى فترة ما بعد حرب أكتوبر، ويسلط الضوء على دور البحرية المصرية فى حماية المياه الإقليمية بعد الحرب.
فيلم "أكتوبر الآخر" ١٩٧٨، وهو أحد الأفلام التى تناولت حرب أكتوبر، حيث يُظهر البطولات العسكرية ويعرض توثيقًا لأحداث الحرب من خلال قصة شخصية من داخل الجيش المصري.
فيلم "حرب أكتوبر" ٢٠٠٦، وقد تناول حرب أكتوبر بشكل شامل، مع التركيز على التحضير والتنفيذ للعبور عبر قناة السويس واستعادة الأراضى المحتلة، بطريقة تصور التفوق المصرى واستراتيجيات الجيش المصري.
فيلم "الممر"٢٠١٩، وهو فيلم درامى يحكى قصة مجموعة من الجنود المصريين فى فترة حرب ١٩٦٧، ويعود إلى ما بعد الحرب ويستعرض عملية العبور فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، مع التركيز على معركة "الممر" التى وقعت بين الجيش المصرى والإسرائيلي.
مسرحيات تناولت حرب أكتوبر وتحرير سيناءمسرحية "العاصفة"، وهى مسرحية تُظهر البعد العسكرى والإنسانى لحرب أكتوبر، وتتناول الأحداث التى سبقت المعركة وتروى قصة الجنود المصريين وتضحياتهم فى تحرير الأراضى المصرية.
مسرحية “أبطال من ذهب”، وقد ركزت على بطولة القوات المصرية فى حرب أكتوبر، وتسلط الضوء على البطولات والتضحيات التى قام بها الجنود فى سبيل تحرير سيناء.
الأغانى التى تناولت حرب أكتوبر وتحرير سيناءأغنية "بسم الله الله أكبر" للمطربة سعاد محمد، وهى أشهر الأغانى الوطنية التى ارتبطت بحرب أكتوبر ١٩٧٣، وقد كانت تمثل روح العزيمة والبطولة، وعكست كلماتها حماسة الجنود المصريين وتضامن الشعب المصرى فى مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتعتبر رمزًا من رموز النصر.
"بالدم" لـ عبد الحليم حافظ، وتعتبر هذه الأغنية من أشهر الأغانى التى تم إنتاجها بعد حرب أكتوبر، وكانت كلمات الأغنية تعبيرًا عن التضحيات الكبيرة التى بذلها الجنود المصريون من أجل تحرير الأرض.
"مصر تتحدث عن نفسها" لـ عبدالحليم حافظ، وهى تعكس فخر واعتزاز المصريين بنصرهم فى حرب أكتوبر، وتُظهر قوة إرادة الشعب المصرى فى استعادة سيناء.
"حبيبى انتظر" لوردة الجزائرية، وتمثل إشارة إلى النصر والتحرير، حيث أن كلماتها تعكس أمل المصريين فى استعادة الأرض، وهى كانت من الأغانى الأكثر شهرة فى تلك الفترة.
"رجال الله" لنجاة الصغيرة، وهى أغنية وطنية جميلة تعبر عن الشجاعة والتضحية التى قام بها الجنود المصريون فى حرب أكتوبر، وتعتبر رمزًا لبطولات الجيش المصري.
"بلدى يا بلدي" لـ فايزة أحمد، وتمثل إشارة إلى الجمال والكرامة المصرية بعد تحرير سيناء، حيث تعبر عن الفخر بمصر والجنود الذين بذلوا دماءهم لاستعادة الأرض.
روايات تناولت حرب أكتوبر وتحرير سيناء"فى ممر الفئران" لإبراهيم أصلان، وهى رواية أدبية تروى الحياة اليومية للجندى المصرى أثناء فترة الحرب وبعدها، وتعرض تأثير الحرب على الجنود والشعب المصرى وكيف أن النصر فى حرب أكتوبر شكل نقطة تحول فى الوعى الوطني.
يوسف القعيد"أيام فى الجيش" لـ يوسف القعيد، وتعرض الرواية حياة الجنود المصريين فى فترة ما قبل حرب أكتوبر، وكيف عاشوا فى ظل استعدادات الجيش المصرى للهجوم. تناقش الرواية أيضًا التحولات النفسية والاجتماعية للجنود فى حرب أكتوبر وبعدها.
"إسرائيل فى القفص" لـ محمود البدوي، وتعكس الأحداث السياسية والعسكرية التى سبقت الحرب، وتتناول العلاقة بين مصر وإسرائيل وتأثير النصر المصرى فى الحرب على الوضع السياسى فى المنطقة.
"الطيور المهاجرة" لعايدة عبدالعزيز، وقد تناولت حرب أكتوبر من منظور إنساني، مع التركيز على تأثير الحرب على المجتمع المصرى وعلى العلاقات الإنسانية فى سياق الانتصار المصري.