اعتبر المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات أن الوجود الروسي في ليبيا مازال يثير القلق للدول الغربية المتحفظة أساسا على دور موسكو.

التمدد الروسي.. الأسباب والدوافع
ويرى المركز في تقريره المعنون “الوجود الروسي.. هل يجعل ليبيا ساحة للصراع؟ ” أن أسباب الوجود الروسي في ليبيا هو اعتقاد موسكو باستفراد أوروبا بالكعكة في ليبيا بعد تدخل حلف شمال الأطلسي، وهو ما عرض المصالح الروسية إلى خسائر فادحة خاصة في قطاع النفط والغاز الذي تنظر إليه الشركات الروسية باهتمام بالغ.

وذكر المركز أن هناك مؤشرات لتضمين ليبيا للخطة الإستراتيجية الروسية لتعزيز النفوذ للوصول إلى المياه الدافئة في سواحل المتوسط، معتبرا وجودها في الساحل الإفريقي هدفا إستراتيجيا، خاصة في ظل تحركات حلف شمال الأطلسي نحو شرق أوروبا.

أوجه التمدد الروسي في ليبيا
ويكمن الخطر الروسي بليبيا في الوجود الميداني الذي مثلته قوات “فاغنر” التي جاء بها حفتر عام 2016 لتأمين الحقول النفطية، وفق المركز.

واعتبر التقرير أن التنامي الروسي جاء بفعل دخول قوات فاغنر بوساطة إماراتية، إبان محاولة حفتر السيطرة على العاصمة طرابلس.

أما عن الوجود السياسي للدب الروسي.. فيقول التقرير إن موسكو حاولت إعادة تجميع أنصار النظام السابق عبر مواطنها “مكسيم شوغالي” ومحاولات إحياء سيف القذافي سياسيا، وهو ما أكدته مقتنياته التي صودرت بعد القبض عليه في المنطقة الغربية، إلى جانب عمليات تمويل وإدارة منصات رقمية وإعلامية للتأثير على الرأي العام، وفق التقرير.

الغرب وروسيا.. أي موقف؟
يستند المركز في تقريره إلى آراء مراقبين في أن الغرب شعروا بالخديعة بعد التنامي الروسي في ليبيا، خاصة في الشرق والجنوب، نتيجة للفراغ الدي خلفته الولايات المتحدة الأمريكية بانسحابها وخفض اهتمامها السياسي بليبيا.

كما اعتبر التقرير أن سياسة الرئيس السابق “دونالد ترمب” الأقل توسعا، حفزت موسكو لملء الفراغ السياسي في ليبيا، في موقف يعده مراقبون إهمالا استراتيجيا، وذلك باعتماد واشنطن على حلفائها الأوروبيين الذين لم يصمدوا أمام المخطط الروسي للتغلغل في إفريقيا، وفقا للمركز.

ويرى المركز أن سياسة واشنطن تجاه حفتر يكتنفها بعض الغموض، فمن جهة تدرك الولايات المتحدة أن الوجود الروسي مقترن مباشرة بحفتر وهو الحليف الأبرز، ومن جهة أخرى لم تتخذ بشأنه موقفا متشددا، وتعاونت معه في بعض محطات مساره الأمني والعسكري، وهو ما يفسر تقاطع موسكو وواشنطن في عدة ملفات، من بينها دعم حفتر، وفق مراقبين.

واعتبر التقرير أن التفاهم مع حفتر يعني تحييد المنطقتين الشرقية والجنوبية الواقعتين تحت سيطرته ومنع عودة “الحالة الثورية” التي شكلت تهديدا للأمريكان، وهي غايات تبرر عدم معاقبة حفتر على التعاون مع الروس.

ثلاثة سيناريوهات
أول السيناريوهات التي تحدث عنها المركز هي سعي قوات الأفريكوم في ليبيا لتأهيل قوات عسكرية من الغرب لمواجهة القوات الروسية وإخراجهم من المنطقتين الجنوبية والشرقية، بالتزامن مع الحديث عن خطة موضوعة بالخصوص، إلا أن ذلك قد لا يسير بسلاسة؛ خشية الأطراف المحلية من الكلفة الباهظة لهذه الحرب، خاصة أن قوات المنطقة الغربية ليست قوات عسكرية مقاتلة، وفق التقرير، بينما يظل موقف حكومة الوحدة من هذا المقترح متحفظا.

على الجانب الآخر يطرح المركز سيناريو حول سعي الولايات المتحدة للضغط على حفتر والدفع بأحد أبنائه لتولي زمام الأمور، ما قد يتسبب في تغيير نوعي في موقف الرجل تجاه روسيا، التي مازال حفتر يعدها مصدر أمان، في مقابل الوجود التركي غربا، في إطار معادلات التوازن الميداني العسكري.

السيناريو الثالث وفقا للمركز هو تحجيم الأمريكان للدور الروسي في ليبيا دون حرب، عبر فرض عقوبات أو تفاهم سياسي، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وهو السيناريو الأكثر ترجيحا، بحسب المركز، بالنظر إلى التصعيد والتحفز الأمريكي لإخراج الروس من البلاد عبر دعم قوات محلية لوجستيا واستخباراتيا لتحقيق التقدم الميداني.

يتضمن السيناريو أيضا أن يدفع الأمريكان تركيا إلى تحقيق توازن جديد مع الروس في ليبيا، عبر الضغط الميداني والتفاوض السياسي، ولكن يبدو أنه غير قوي لارتياح أنقرة للوضع الميداني والسياسي في ليبيا، وتحاول مد جسور التواصل مع الجانب الشرقي بجسميه الأساسيين البرلمان والقيادة العامة منذ فترة، ولتعزيز مصالحها الحيوية في نفط وغاز شرق المتوسط مع الشرق، ما يعني أن الخسائر التركية ستكون فادحة حال هناك تحرك من هذا النوع.

واختتم المركز تعليقه عن الموقف بأن الوضع في ليبيا مرشح للمرواحة بين الروس والأمريكان والتدافع سيكون سياسيا وليس عسكريا، معتبرا أن أي تطورات تأخذ منحنى العنف قد تكون في مناطق أخرى ليس في ليبيا فحسب، وإنما ستتأثر دول أخرى في إفريقيا وتدخل مرحلة جديدة من الصراع.

المصدر: المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات

المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف

إقرأ أيضاً:

افتتاح مركز شرطة المرج الشمالي

الوطن | متابعات

افتتحت بمدينة المرج، مراسم مركز شرطة المرج الشمالي، بحضور مدير أمن المرج اللواء رافع علي البرغثي، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية، ورؤساء الأقسام والمراكز.

وأكد اللواء البرغثي، في تصريح رسمي، أن استكمال هذا المقر الأمني جاء بناءً على تعليمات القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، وبدعمه الواسع لمكونات وزارة الداخلية.

وأضاف أن افتتاح المركز تم بإشراف مباشر من رئيس أركان القوات البرية، الفريق ركن صدام حفتر، مشيراً إلى أن مركز شرطة المرج الجنوبي سيتم افتتاحه خلال اليومين المقبلين.

يأتي افتتاح المركز الجديد في إطار تعزيز البنية التحتية الأمنية وتطوير أداء المؤسسات الشرطية لضمان الاستقرار وخدمة المواطنين في المنطقة.

الوسوم#المشير حفتر المرج شرطة المرج ليبيا

مقالات مشابهة

  • “القائد العام” يبحث مع نائب وزير الدفاع الروسي عدداً من الملفات المشتركة
  • المهندس “بالقاسم حفتر” يفتتح المنتدى الليبي الفرنسي للتنمية والإعمار
  • افتتاح مركز شرطة المرج الشمالي
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ عمليات هدم في الأغوار الشمالية
  • المشير “خليفة حفتر” يلتقي شيخ قبيلة المغاربة لتعزيز المصالحة الوطنية ودعم الأمن
  • المشير “حفتر” يصدر تعليماته بصرف مكافأة لطواقم البحرية المشاركة في تمرين فونيكيس إكسبرس 2024
  • “يو. بي. إس” السويسري يتوقع نمو اقتصاد الإمارات غير النفطي 4.7% في 2024
  • تكتل حزبي ليبي مدعوم أمميا.. هل يضغط على أطراف الصراع؟
  • الفريق ركن “صدام حفتر” يلتقي وفدا أمريكيا في سبها لبحث التعاون المشترك
  • مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يحذر بأن لبنان “بات على شفير الانهيار”