26 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
رياض الفرطوسي
سيادة الرئيس يسألوني عنك كثيرا عن وسمك ورسمك واسمك عن عنادك وترفك وثقافتك وشطارتك وصراحتك ووعيك ونقائك وخفة دمك وافكارك ولغتك ومشاعرك واحلامك. يسالوني عن عشيرتك وحزبك وجماعتك وحوارييك . يسالوني عن شهاداتك وعلمك وثقافتك وخيالك وتأملاتك وبطولاتك وخساراتك وانتصاراتك.
يسالوني عن خطبك وكتاباتك ونهجك ومواعظك ويقينك وشكك . ولانهم يبحثون عن مصاديق حقيقية يستمرون بالسؤال كيف ينام الرئيس وكيف ينهض صباحا وكيف يشرب قهوته وكيف يجلس وكيف يتابع الاخبار وكيف يتحدث هل بصوت خافت ام بصوت مرتفع هل يفكر قبل ان يتكلم ‘ هل يقرأ وماذا يقرأ هل يمارس الرياضة واي نوعا منها هل يحترم الزمن وماذا يعني له الزمن ‘ كيف يوظف هذا الزمن في مكتبه وعلاقاته وفي نهاره وليله.. هل له مقربون سابقون ولاحقون ينعمون على سرر موضونه متكئين عليها يطوف عليهم مستشارون بمختلف التخصصات ‘ منهم من هو متخصص في تفسير اللبن ومكوناته ومنهم من هو متخصص في تفسير التتن اذا كان اصليا او مغشوشا.
يسألوني كيف يستقبل اصدقاءه ومستوى حرصه على تلك المقابلات هل يستقبلهم في مكتبه الكبير والوفير الذي يتسع لفيلق من الفقراء ام في حديقته الغناء. كيف يتخذ الرئيس قرارته ومتى يتخذها هل وهو في حالة استرخاء او انفعال . هل يطبق العدالة على نفسه واعوانه ‘ هل يمارس الشفافية ‘ كيف يؤثر في الاخرين وكيف يستطيع اقناعهم . هل يعيش حالة صراع ما بين الضمير والعقل والمسؤولية وبين المصالح الشخصية.. هل يجامل وعلى حساب من. هل محاصر بالحمقى والجهلاء والمخبرين والواشين والاستعراضيين والمنتفخين بالهراء او محاط بالمفكرين والعقلاء والمحللين والاستراتيجيين في شؤون الحياة والسياسة . هل يبكي ‘ هل يحزن ‘ هل يبتسم كثيرا ‘ هل هو بشوش ام عبوس . كيف يختلف مع خصومه وأي لغة يستعمل ‘ هل يستعمل لغة الخطابات والشعارات والنضال ام انه ينساها في لحظات الصراع ويستعمل لغة الازقة والدرابين الضيقة.هل كتب مذكراته وسيرته الذاتية ‘ هل استطاع ان يبرهن بدقة وموضوعية حول الاخطاء التي ارتكبها ومبررات تلك الاخطاء.
كيف ينظر السيد الرئيس الى العملية السياسية مشاكلها الاقتصادية نزاعاتها الحزبية والفئوية وما هي مسؤوليته اتجاه الحوار الوطني والتحالفات القادمة بين المكونات السياسية. هل تضمنت ورقته السياسية اهتمامه بالفكر والثقافة والمعرفة كطريق لحل مشاكل المجتمع او انه اعتمد على النص السياسي الذي يفسر كل شي حسب فهمه السياسي بما في ذلك الظواهر الاجتماعية والنفسية والكونية.. هل يدرك الرئيس ان الزمن قد تغير وقد دخل الكثير من المنافسين على الساحة السياسية من علماء ومفكرين وخبراء اقتصاد وفضاء وطاقة حيث لم تعد اللغة السياسية المدرسية لغة عصرية او لغة مقنعة لاننا دخلنا في عصر الفكر والفنون والثقافة والعلوم والمعلومات والتنوع وقد ذهب زمان التلقين والتوجيهات الصارمة . ثمة اسئلة كبرى تطرح من دون وصاية ولا خوف بعد ان كانت تلك الاسئلة محرمة لانها من اختصاص كهنة السياسة والمال والمصالح.
سيادة الرئيس يقولون لي ان تاريخنا وحاضرنا هو عبارة عن مرويات كتبتها السلطة والجماعات والاحزاب بمعنى انه تاريخ مكيف ومختزل بالادعاءات والاكاذيب وهذيانات ونرجسية يفسرون الاحداث وفق رؤية رغبوية من دون تجارب حقيقية ولا توثيق ولا منهج معرفي بل ( حب واكتب واكره واكتب ) مما يساعد على ذلك بيئة الهراء التي تبتلع كل شي وليس هناك من يسأل او يبحث عن دليل او بينة.. لا يمكن ان تطرح اسئلة كبرى من دون بيئة قانونية وفكرية رصينة . ربما لست بحاجة لمعرفة ماهيتك لاطرح عليك هذا الحشد من الاسئلة لانه يمكن معرفة الانسان من خلال حركات جسده ‘ لان للجسد لغة وهوية تقول الكثير وحركات الانسان تكون احيانا خارج انقاض السياسة. نعرف ان الاحزاب والتيارات لم تعد بحاجة للمثقف العضوي والنقدي لانها انتجت المثقف الوعظي ( مالك الحقيقة المطلقة ) الذي يبيع الاوهام من اجل الامتيازات والتكسب.
ربما من الصعوبة بمكان ان نطلب من الرئيس الاجابة على كل هذه الاسئلة ليعطينا حسابا تفصيليا عن ما فعله وما ينوي ان يفعله في المستقبل. على من نلقي اللوم فلا حدود قاطعة في المواقف.عندما تختفي بلغتك وافكارك ومشاعرك وتنام وانت محطم من دون احلام وتلبس اقنعة ليست صالحة لك وتنسجم مع الجميع في نهاية المطاف بالكاد تتعرف على نفسك لتعرف من انت.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: من دون
إقرأ أيضاً:
الهيئة النسائية تحتفي بمرور 10 أعوام على تأسيسها
الثورة نت/..
احتفت الهيئة النسائية الثقافية العامة، اليوم في صنعاء، بمرور عشرة أعوام على تأسيسها تحت شعار “بمسار قرآني وبناء إيماني”.
وفي الفعالية الاحتفائية أشار رئيس الهيئة محمد بدر الدين الحوثي في كلمة مسجلة، إلى أن من النعم الكبرى على الإنسان، وخاصة المرأة المؤمنة أن يوفقها الله ليكون لها إسهام ودور في نصرة الدين، وعباد الله المستضعفين، والوقوف بوجه الطغاة والمستكبرين، وإثبات وجودها كعنصر فاعل وقوي ومؤثر، ولاعب أساس في المعركة مع الطاغوت، والعمل على تنوير الأمة وهدايتها، والسعي للنهوض بها من حالة الضعف والهوان والانحطاط، إلى قيم ومبادئ الإسلام، وحضارته السامية الراقية، بعد أن أراد لها أعداء الإسلام أن تكون مجرد وسيلة لتمييع المجتمع، وأداة لنشر الفاحشة، وعنصرا فاسدا لضرب القيم والأخلاق الحميدة.
وقال “لقد اطلعنا على كثير من الأعمال، وعرفنا الكثير من المشاريع التعليمية والتربوية والاجتماعية وغيرها، منذ انطلاق المسيرة القرآنية وقبلها، فلم نجد مثل هذا العمل (الهيئة) في دقة تنظيمه، وروعة إتقانه، وشدة جاذبيته، ووحدة مناهجه وبرامجه وأنشطته وأساليبه، في كل المحافظات ، مع الاستمرار على ذلك لهذه الفترة من الزمن، وهذا يدل على خطة محكمة، ومتابعة مستمرة، وجهود كبيرة، وعمل بإخلاص، وصبر وتفانٍ”.
وتطرق إلى أثر الهيئة ودورها الكبير والمتميز في نشر العلم والمعرفة والتربية الإيمانية والثقافة القرآنية والقيم المثلى والأخلاق الكريمة الفاضلة، لافتاً إلى المستوى من التأثير، والفاعلية، والتوسع الكبير الذي وصلت إليه الهيئة رغم كل العوائق والتحديات، وضعف الإمكانيات.
وثمن الحوثي، جهود كافة العاملات بالهيئة للارتقاء بالعمل واللواتي مثلن نموذجا راقيا في التفاني والعمل، دون كلل أو ملل، وبكل إخلاص، مشيداً بجهود نائب رئيس الهيئة الذي تحمل في سبيل إرسائها واستقامتها وتطويرها كل المشاق والمعاناة بصبر جميل، وصدر رحب، وجهاد مرير.
وبارك للجميع مرور عقد من الزمن على بداية انطلاق هذا المشروع الرائد.
فيما أشار نائب رئيس الهيئة فواز الرشيد في كلمة ألقتها بالنيابة عنه المنسقة الثقافية نوال الغيل، إلى أن هذه المناسبة ليست فقط لتعديد الإنجازات وإنما فرصة لمراجعة النفس والنظر في ما تم تحقيقه خلال هذه الفترة من الزمن.
وقال: “إن من بركات المشروع القرآني العظيم، كل هذه الأعمال العظيمة التي نلمسها جميعاً في الساحة من الانتصارات الكبيرة على الأعداء في البر والبحر وقهر الظالمين المتكبرين أمريكا وإسرائيل ونصرة المظلومين في فلسطين ولبنان، وكذلك الإنجازات على المستوى الداخلي من الأمن والمشاريع الثقافية التوعوية التي تنور الناس وترفع وعيهم وتربيهم تربية إيمانية ومنها هذا المشروع الكبير الهيئة النسائية الثقافية العامة التي جاءت بتوجيه من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي”.
وأضاف إن “العمل في الهيئة النسائية، قد نما وتعاظم وامتد إلى أرض الواقع في مديريات ومناطق نائية تقام فيها مدارس الكوثر القرآنية يحضر في بعضها مائة دارسة ومستمعة، وفي بعض المناطق نجد برنامج الفرقان الثقافي وغيرها من الفعاليات الثقافية”.
وتابع “لقد اعترضت الهيئة الكثير من المعوقات خلال مسيرتها لعقد من الزمن، ولكن بفضل الله تذللت الصعاب وأصبحت أهم هيئة تهتم بالعمل النسائي، وذات طابع رسمي تتبع التعبئة العامة بوزارة الدفاع والإنتاج الحربي”.
من جانبها استعرضت المنسقة الميدانية بالهيئة صفاء الشامي في كلمة ترحيبية، مسيرة الجهاد والعطاء والبناء للهيئة في عشرة أعوام من الثبات والارتقاء على نهج ومنهجية الأعلام من آل البيت عليهم السلام، والارتواء من نبع الثقافة القرآنية الذي لا ينضب، ونشر الوعي والبصيرة بين أوساط النساء بلا كلل أو ملل، في أقدس وأشرف مسؤولية هي مسؤولية الأنبياء عليهم السلام.
تخلل الفعالية فيلم وثائقي عن الهيئة، وأنشودة وتكريم عدد من العاملات في الهيئة وفروعها في كافة المحافظات.