المسلة:
2024-06-29@10:27:04 GMT

سيدي الرئيس من انت؟

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

سيدي الرئيس من انت؟

26 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

رياض الفرطوسي

سيادة الرئيس يسألوني عنك كثيرا عن وسمك ورسمك واسمك عن عنادك وترفك وثقافتك وشطارتك وصراحتك ووعيك ونقائك وخفة دمك وافكارك ولغتك ومشاعرك واحلامك. يسالوني عن عشيرتك وحزبك وجماعتك وحوارييك . يسالوني عن شهاداتك وعلمك وثقافتك وخيالك وتأملاتك وبطولاتك وخساراتك وانتصاراتك.

يسالوني عن خطبك وكتاباتك ونهجك ومواعظك ويقينك وشكك . ولانهم يبحثون عن مصاديق حقيقية يستمرون بالسؤال كيف ينام الرئيس وكيف ينهض صباحا وكيف يشرب قهوته وكيف يجلس وكيف يتابع الاخبار وكيف يتحدث هل بصوت خافت ام بصوت مرتفع هل يفكر قبل ان يتكلم ‘ هل يقرأ وماذا يقرأ هل يمارس الرياضة واي نوعا منها هل يحترم الزمن وماذا يعني له الزمن ‘ كيف يوظف هذا الزمن في مكتبه وعلاقاته وفي نهاره وليله.. هل له مقربون سابقون ولاحقون ينعمون على سرر موضونه متكئين عليها يطوف عليهم مستشارون بمختلف التخصصات ‘ منهم من هو متخصص في تفسير اللبن ومكوناته ومنهم من هو متخصص في تفسير التتن اذا كان اصليا او مغشوشا.

يسألوني كيف يستقبل اصدقاءه ومستوى حرصه على تلك المقابلات هل يستقبلهم في مكتبه الكبير والوفير الذي يتسع لفيلق من الفقراء ام في حديقته الغناء. كيف يتخذ الرئيس قرارته ومتى يتخذها هل وهو في حالة استرخاء او انفعال . هل يطبق العدالة على نفسه واعوانه ‘ هل يمارس الشفافية ‘ كيف يؤثر في الاخرين وكيف يستطيع اقناعهم . هل يعيش حالة صراع ما بين الضمير والعقل والمسؤولية وبين المصالح الشخصية.. هل يجامل وعلى حساب من. هل محاصر بالحمقى والجهلاء والمخبرين والواشين والاستعراضيين والمنتفخين بالهراء او محاط بالمفكرين والعقلاء والمحللين والاستراتيجيين في شؤون الحياة والسياسة . هل يبكي ‘ هل يحزن ‘ هل يبتسم كثيرا ‘ هل هو بشوش ام عبوس . كيف يختلف مع خصومه وأي لغة يستعمل ‘ هل يستعمل لغة الخطابات والشعارات والنضال ام انه ينساها في لحظات الصراع ويستعمل لغة الازقة والدرابين الضيقة.هل كتب مذكراته وسيرته الذاتية ‘ هل استطاع ان يبرهن بدقة وموضوعية حول الاخطاء التي ارتكبها ومبررات تلك الاخطاء.

كيف ينظر السيد الرئيس الى العملية السياسية مشاكلها الاقتصادية نزاعاتها الحزبية والفئوية وما هي مسؤوليته اتجاه الحوار الوطني والتحالفات القادمة بين المكونات السياسية. هل تضمنت ورقته السياسية اهتمامه بالفكر والثقافة والمعرفة كطريق لحل مشاكل المجتمع او انه اعتمد على النص السياسي الذي يفسر كل شي حسب فهمه السياسي بما في ذلك الظواهر الاجتماعية والنفسية والكونية.. هل يدرك الرئيس ان الزمن قد تغير وقد دخل الكثير من المنافسين على الساحة السياسية من علماء ومفكرين وخبراء اقتصاد وفضاء وطاقة حيث لم تعد اللغة السياسية المدرسية لغة عصرية او لغة مقنعة لاننا دخلنا في عصر الفكر والفنون والثقافة والعلوم والمعلومات والتنوع وقد ذهب زمان التلقين والتوجيهات الصارمة . ثمة اسئلة كبرى تطرح من دون وصاية ولا خوف بعد ان كانت تلك الاسئلة محرمة لانها من اختصاص كهنة السياسة والمال والمصالح.

سيادة الرئيس يقولون لي ان تاريخنا وحاضرنا هو عبارة عن مرويات كتبتها السلطة والجماعات والاحزاب بمعنى انه تاريخ مكيف ومختزل بالادعاءات والاكاذيب وهذيانات ونرجسية يفسرون الاحداث وفق رؤية رغبوية من دون تجارب حقيقية ولا توثيق ولا منهج معرفي بل ( حب واكتب واكره واكتب ) مما يساعد على ذلك بيئة الهراء التي تبتلع كل شي وليس هناك من يسأل او يبحث عن دليل او بينة.. لا يمكن ان تطرح اسئلة كبرى من دون بيئة قانونية وفكرية رصينة . ربما لست بحاجة لمعرفة ماهيتك لاطرح عليك هذا الحشد من الاسئلة لانه يمكن معرفة الانسان من خلال حركات جسده ‘ لان للجسد لغة وهوية تقول الكثير وحركات الانسان تكون احيانا خارج انقاض السياسة. نعرف ان الاحزاب والتيارات لم تعد بحاجة للمثقف العضوي والنقدي لانها انتجت المثقف الوعظي ( مالك الحقيقة المطلقة ) الذي يبيع الاوهام من اجل الامتيازات والتكسب.

ربما من الصعوبة بمكان ان نطلب من الرئيس الاجابة على كل هذه الاسئلة ليعطينا حسابا تفصيليا عن ما فعله وما ينوي ان يفعله في المستقبل. على من نلقي اللوم فلا حدود قاطعة في المواقف.عندما تختفي بلغتك وافكارك ومشاعرك وتنام وانت محطم من دون احلام وتلبس اقنعة ليست صالحة لك وتنسجم مع الجميع في نهاية المطاف بالكاد تتعرف على نفسك لتعرف من انت.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: من دون

إقرأ أيضاً:

إلي أين يتجه السودان برؤية المستقلين؟

زين العابدين صالح عبد الرحمن
إذا نظرنا لتجارب التغيير في انظمة الحكم في السودان من النظم الشمولية إلي الديمقراطية، نجدها تختلف من واحدة إلي الأخرى، و مصحوبة بالضعف المتدرج في العملية السياسية. في ثورة أكتوبر 1964م، كانت الفترة الشمولية صغير ست سنوات و لم تشارك فيها القوى السياسية في عملية صناعة القرار في السلطة، لذلك أحتفظت القوى السياسية بقوتها الاجتماعية، و أيضا كانت القوى المدنية الأخرى ممثلة في النقابات تحتفظ بقوتها و فاعليتها و خاصة في العمال و المزارعين و الطلاب، هذه القوى استطاعت أن تنشر الوعي السياسي وسط قطاعاتها و المحيط الذي حولها، لذلك لم تتعقد الخلافات السياسية لكي تصل مرحلة الذهاب لعملية الاستقطاب الحاد في المجتمع و تخلق نزاعات حادة فيه..
في انتفاضت إبريل 1985م تراجع دور الأحزاب بسبب دخول أدوات العنف كعامل مؤثر سالبا في عملية التثقيف و الوعي السياسي من خلال " الجبهة الوطنية" التي شاركت فيها الأحزاب التقليدية " الاتحادي – الأمة – الحركة الإسلامية" أن دخول العامل المسلح أضعف الأحزاب في دورها التوعوي و التثقيفي في المجتمع، فكان الكل منتظر المعركة العسكرية للجبهة الوطنية لكي تقضي على حكم العسكر، و كان اليسار ممثلا في الأحزب الشيوعي يعاني من ضعف كبير بسبب الانشقاق الطولي الذي تعرض له الحزب الشيوعي، و إعدام عدد من قيادته.. لكن إذا نظرنا للجانب الأخر نجد أن الصراع السياسي خاضته الحركة العمالية و الاتحادات الطلابية، و أدى إلي ثورة شعبان في 1973م، و بعد الحركة المسلحة التي اشتهرت ب " المرتزقة" و المصالحة بين حزب الأمة و الإسلاميين و دخولهم الاتحاد الاشتراكي، حصر نجاح الثورة في استنفار الجماهير في العمل النقابي، لذلك كان دور النقابات المهنية كبير، و حتى بعد نجاح الانتفاضة كان التفاهم بين العسكر و الحركة النقابية و الأحزاب لم يواجه أي تعقيدات تذكر، و يرجع ذلك للوعي الذي كان متجسدا في القيادات النقابية..
إذا انتقلنا إلي ثورة ديسمبر 2018م نجد أن الصدام بين السلطة و الجماهير في سبتمبر و ديسمبر 2018م بدأ في الشارع بقيادات غير منتمية و هامشية، و هذا يعود لأن القوى السياسية منذ الشهر الأول للانقلاب اختارت العمل المسلح لمواجهة نظام الجبهة الإسلامية. و ذهبت متحالفة مع الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق، هذا التحالف العسكري السياسي قدم العسكر على السياسيين فكانت الحركة الشعبية و القيادة الشرعية للجيش و قوات التحالف السودانية و قوات البجا و الأسود الحرة و غيرها تتقدم على القوى السياسية. و بعد 2003م ظهرت حركة بولاد ثم من بعدها الحركات المسلحة الأخرى في دارفور.. أن ظهور الحركات المسلحة و قناعة الأحزاب بالتغيير عبر البندقية أدى لتراجع دور الأحزاب في تطوير أدواتها و تلاحمها مع الجماهير، و هذا التراجع تسبب مستقبلا في زيادة ضعف القوى السياسية من النواحي التنظيمية و الفكرية، لذلك ضعف دور التجمع الوطني الديمقراطي و جاءت أتفاقية نيفاشا "2005م" لتؤاكد ضعف الأحزب عندما نالت في القسمة الضيزي للاتفاقية 14% فقط و الحركة الشعبية على 28%.. هذه القسمة جعلت الاتحادي الأصل يفضل الاستمرار مع النظام بعد انفصال الجنوب، أن مولانا الميرغني كان مدركا لضعف الحزب و القيادة التي تديره و لا يستطيع أن يدخل في مشاحنات مع النظام،، و أيضا انقسم حزب الأمة و بعضهم التحق بالمشاركة في النظام، و الحزب الشيوعي رجع للمعارضة و لكن الصراع الذي كان داخله و رحيل نقد قد أثر بشكل كبير في أداء الحزب الذي عجز عن إدارة الصراع لمصلحة التحول الديمقراطي حتى بعد نجاح الثورة، حيث أصبح دوره سالبا، اعتمد على حركة إندفاع الشباب دون أن تكون له رؤية، و ظل دور الحزب باهتا وقف عند الجبهة الجذرية التي لا صدى لها و لا فعل..
أن واحدة من أكبر المؤثرات في العمل السياسي هي الحركة الطلابية في الجامعات، و التي كانت تعد رأس الرمح لحركة الوعي الجماهيري.. أن ضعف الأحزاب السياسية أثر على دور الحركة الطلابية خاصة للقوى التقليدية " الاتحادي – الأمة – الشيوعي إلي جانب القوميين العرب بكل تياراتهم " هذا الضعف أدى لبروز حركتين " الطلاب المستقلين – المحايدين" و هي حركات في بدأية نشأتها كان البعض يرفض العمل السياسي داخل المؤسسات التعليمية، و أيضا موقفها المناهض للأحزاب السياسية، و رغم هذه الرؤية الرافضة للحزبية إلا أنها حركات ليس لها مرجعيات فكرية تستطيع من خلالها أن تقدم رؤية سياسية، فظلت حركة رفض ليست محكومة بمشروع سياسي.. أن الرفض الذي لا يؤسس على مشروع سياسي أو مرجعية يحتكم إليها، و على ضوئها يمكن محاسبته، تصبح مواقفه تتقلب على حسب المعطيات الجديدة في الساحة و تتلون حسب الرغبات، و مثل هذه التكوينات لا تتخوف منها النظم الشمولية بل تحافظ عليها لسببين .. الأول أنها سوف تتصدى لأي قوى سياسية ذات مشروع حتى لا تدخلها في تحدي سياسي معها أو مع غيرها.. الثاني أن عدم المرجعية و المشروع السياسي سوف يجعل العضوية تقع تحت دائرة الاستقطاب..
أن حركة المستقلين و المحايدين في الجامعات أضعفت العمل السياسي الطلابي، و أثرت في فاعليته، و جعلته عرضة للمساومات حتى مع القوى التي تمثل الضد، أهتمت بالخطابة الخالية من مرجعية.. و إذا نقلنا ذلك للساحة السياسية، نجد أن أغلبية القيادات التي قدمت في الفترة الانتقالية كانت متأثر بدور الحركة الطلابية التي ضعف دورها في العقدين الآخيرين من حكم الإنقاذ، و لم تشكل له تحديا يذكر، هذا الضعف السياسي و الفكري هو الذي أثر سلبا في الفترة الانتقالية، و الملاحظ لم تقدم فيه أي مشاريع سياسي لأنهم لم يهتموا بها بذلك كانت وجهتهم هي السلطة دون انتخابات و هم الذين يحددون فترتها، لذلك ليس مستغربا أن يخضعوا إلي الإملاءات الخارجية و قبول مشاريعهم منها "الاتفاق الإطاري" الذي قدمته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في.. السؤال هل سوف تظل الأحزاب السياسية بضعفها هذا خاضعة لمشاريع خارجية تملا عليها من قبل دائرة المستقيلين.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم اليوم في انتخابات الرئاسة وتوقعات بفوز الغزواني
  • الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم اليوم في انتخابات الرئاسة.. وتوقعات بفوز الغزواني
  • من سيكون الرئيس الإيراني القادم وكيف ستتغير سياسة طهران؟
  • رصد هدر ببناء دور للشركة العامة لتنفيذ مشاريع النقل في المثنى
  • إيرادات الأفلام.. أهل الكهف لـ خالد النبوي مهدد بالسحب من دور السينما لهذا السبب (صور)
  • محافظ أسوان: نسابق الزمن لاستكمال إنجازات ثورة 30 يونيو المتتالية
  • سيمفونية الاختلاف: نغمات متنافرة في المشهد بشأن الانتخابات المبكرة
  • إلي أين يتجه السودان برؤية المستقلين؟
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه