إذا كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى قد قال ما قاله عن حركة حماس، فمن واجبنا بالتالى أن نتساءل عن السبب الذى يقف وراء مواصلة الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة.
الحرب دخلت شهرها التاسع فى السابع من هذا الشهر، وبالتزامن مع وصولها إلى هذا المدى الزمنى قال متحدث الجيش الإسرائيلى أن حماس فكرة فى قلوب الفلسطينيين فى القطاع، وأن الحديث من جانب بنيامين نتنياهو عن القضاء عليها وهم كبير، بقدر ما هو ذر للرماد فى عيون الاسرائيليين فى الدولة العبرية.
المتحدث هنا هو متحدث جيش اسرائيل الذى تقع عليه مسئولية مواصلة الحرب فى أنحاء القطاع، وإذا كان هذا هو تقديره فمعنى ذلك بشكل مباشر أنه لا مجال لتحقيق هدف القضاء على حماس، وأن هدفًا آخر يقف وراء هذه الحرب.. فما هو هذا الهدف غير المعلن؟
لا هدف فى حقيقة الأمر سوى تدمير القطاع عن آخره، ولا هدف سوى تحويل غزة إلى مكان غير قابل للعيش ولا للحياة.
وعندما تتابع تفاصيل مواصلة هذه الحرب، وعندما تتوقف عند التفاصيل المأساوية فيها، يتبين لك أن هذا هو الهدف ولا هدف سواه.. ذلك أن استمرار الحرب كل هذه الفترة لم يجعل حماس كحركة مقاومة تيأس، ولم يجعلها تفكر فى التوقف عن الدفاع عن القطاع، ولم يجعلها تترك غزة ثم تلوذ بالفرار .
ولذلك يمكن التفرقة هنا بين حماس وعناصرها التى تواصل المقاومة، وبين الغزاويين من آحاد الفلسطينيين الذين يجدون الحياة تزداد صعوبة فى كل يوم، والذين كلما فروا إلى مكان لاحقتهم اسرائيل فيه بتدمير ملامحه وتحويله إلى أكوام من التراب!
تراهن اسرائيل طبعًا على أن هذا عندما يحدث، سوف لا يدع مجالًا أمام الفلسطينيين فى غزة سوى الخروج بحثًا عن مكان صالح للحياة.. ولكنه رهان على سراب فى الحقيقة، لأن الفلسطينى لا يرى لنفسه أرضًا يعيش فيها غير أرض أجداده فى فلسطين، ولا يتصور نفسه يعيش فى بلد آخر غير بلده فلسطين، ويتصرف عن يقين فى ذلك فى كل الأحوال.
هذا اليقين تراه فى كل يوم من أيام هذه الحرب الوحشية، وتلمحه فى كل تفصيلة من تفصيلاتها، ولكن اسرائيل مصابة بنوع من العمى يجعلها لا تراه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حركة حماس قلوب الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
1000 شهيد منذ استئناف الحرب.. والجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في غزة
أفادت وزارة الصحة في القطاع باستشهاد أكثر من ألف شخص منذ أن استأنف الاحتلال عدوانه، بينهم 322 طفلا على الأقل.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال يستعد لتوسيع سيطرته على مناطق في قطاع غزة وضمها للحزام الأمني.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الجيش سيوسع نطاق عمليته البرية في القطاع لاحتلال ربع مساحته خلال أسبوعين أو ثلاثة.
وأضاف أن العملية جزء من حملة ضغوط قصوى لإجبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الموافقة على الإفراج عن مزيد من الأسرى، وأن خطة الجيش هي توسيع المنطقة العازلة في القطاع.
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصل قوات الاحتلال عمليتها العسكرية شمالي الضفة لليوم الـ72، ووسعت حملة الدهم والتفتيش والاعتقالات لتشمل أحياء عدة خلال اقتحامها بلدة قباطية جنوب جنين، وشنت حملة اعتقالات واسعة بالبلدة.
أما في إسرائيل، فقد أغلق متظاهرون شوارع محيطة بمبنى الكنيست في القدس احتجاجا على سياسات الحكومة، في حين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التهم الموجهة له بشأن الفساد بأنها "مطاردة سياسية".