بوابة الوفد:
2025-03-04@04:52:08 GMT

نصر إسرائيل الزائف!

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

ليس بمنطق المكايدة التأكيد على زيف دعاوى إسرائيل بالانتصار فى حربها فى غزة، وإنما هو حكم موضوعى صرف. صحيح أن الحرب لم تنته بعد، ما يعنى أن النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولكن الحرب فى خواتيمها ما يستدعى الإعلان عمن المنتصر ومن المهزوم. واذا كانت حماس لا تستطيع ادعاء النصر فى ظل الوضع المأساوى الذى تعيشه غزة، فإن الحديث عن هزيمتها أيضا نوع من تجاوز الحقيقة.

فبماذا نفسر الحديث الإسرائيلى المتواصل عن قرب انتهاء العمليات العسكرية فى غزة وتحقق اهداف الحرب؟ المسألة ليست سوى حفظ لماء الوجه فقط لا غير، فإسرائيل التى دخلت حربا غير مدروسة باعتراف الكثير من رموزها السياسيين وتأكيد مسئولين أمريكيين شبهوا الحرب هناك بما جرى للولايات المتحدة فى افغانستان والعراق، تريد أن تحافظ على صورتها كقوة عسكرية لا تقهر. صحيح أن حجم الرد على عملية طوفان الاقصى ربما تجاوز مستوى العملية ذاتها، ولكنه كان يهدف إلى الحفاظ على قوة فكرة الردع.

وإذا كانت جبهة الحرب الإسرائيلية على غزة تحمل الكثير من الغرائب خاصة على الجانب الفلسطينى إلى الحد الذى يرقى بموقف الغزيين لمستوى الملاحم، فإن من مظاهر ذلك أنه بعد نحو تسعة شهور من الحرب ما زال فى إمكانية حماس اطلاق صواريخ وقذائف على مدن ومناطق تابعة للكيان الصهيونى. بهذا المنطق فإن أى حديث عن القضاء على حماس من قبل نتانياهو أو غيره لا يعدو سوى أن يكون حديث خرافة!

واذا كانت غزة بأكملها صمدت فى وجه العدو، فلعل مسار العمليات العسكرية فى رفح والتى يفترض أنها تأتى والمقاومة تلفظ أنفاسها الأخيرة، يؤكد العكس، حيث تعتبر رفح من أكثر المناطق التى تعرضت فيها القوات الإسرائيلية لخسائر على مدار فترة الحرب بأكملها.

وربما تكتمل الرؤية بالاستعانة بما يمكن وصفه بشهادة شاهد من أهلها وهو فى حالتنا الكاتب الإسرائيلى المعروف جدعون ليفى الذى قدم تحليلا متميزا لهذا الجانب فى مقال له بصحيفة هآرتس، بإشارته إلى أن الإعلان عن القضاء على «جيش» حماس خطة تهدف إلى إتاحة المجال لانسحاب معظم القوات الإسرائيلية من غزة ونقلها إلى الحدود الشمالية لشن حملة أخرى «مظفرة ومجيدة» فى لبنان، مثل تلك التى جرت بالقطاع الفلسطينى المحاصر. بمعنى أن الموقف فى النهاية فرض على الدولة العبرية أن تتظاهر بالنزول من الشجرة الملطخة بالدماء التى تسلقتها، مضيفا أنه على هذه الخلفية كان من الأفضل لإسرائيل أن تتصنع النصر، رغم أن حماس كما يرى انتصرت دبلوماسيا واجتماعيا وأخلاقيا واقتصاديا رغم تلقيها ضربة عسكرية.

فى النهاية انتهت الحرب ولم تنتهِ حماس والتى من المحتمل أن يكون لها دور فى حكم غزة فيما بعد الحرب، لأن حماس كما قال دانيال هاجارى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى فكرة لا يمكن القضاء عليها، وهو طرح يبدو يصل لمرتبة اليقين لدى آخرين فى الجيش الإسرائيلى على نحو ما عبر بينى جانتس الوزير السابق فى مجلس الحرب وزعيم حزب معسكر الدولة فى إسرائيل بالإشارة إلى إن «حماس فكرة لا يمكن تدميرها، ولكن القضاء على قدراتها.

ورغم ذلك فإن الجانب الذى ربما لم يدركه هاجارى أو جانتس هو ان الأمر ليس حماس أو غيرها، وإنما يتعلق بهوس الفلسطينى بوطنه والرغبة فى التضحية بالغالى والنفيس لبقائه أو استرجاعه، وذلك هو سر صمود غزة فى مواجهة آلة نتانياهو العسكرية ما دعاه لمحاولة الادعاء بتحقيق ذلك النصر «الزائف»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات حربها فى غزة الوضع المأساوي العمليات العسكرية في غزة الحديث الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

مسؤولين إسرائيليين: إسرائيل طلبت تمديد الاتفاق بـ42 يومًا دون التطرق في وقف الحرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين، أنّ إسرائيل طلبت تمديد الاتفاق بـ 42 يوما دون التطرق في وقف الحرب، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وذكرت الهيئة البث الإسرائيلية، أنّ إسرائيل كانت تسعى في هذه الفترة للإفراج عن ثلاثة محتجزين أسبوعيا، مشيرةً إلى أنّ الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين سيكون مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري عن مصادر: إسرائيل تعطي حماس مهلة 10 أيام للإفراج عن المحتجزين وإلا فستجدد الحرب
  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى
  • هل تستأنف إسرائيل الحرب؟ آمال معلقة على ويتكوف وصبر حتى يستلم زامير رئاسة الأركان
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • "رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى
  • هيئة البث: إسرائيل تطلب تمديد الاتفاق مع حماس 42 يوماً
  • مسؤولين إسرائيليين: إسرائيل طلبت تمديد الاتفاق بـ42 يومًا دون التطرق في وقف الحرب
  • إسرائيل تلوح باستئناف حرب غزة وحماس تدعو الوسطاء للضغط عليها