بوابة الوفد:
2025-02-22@21:50:54 GMT

العقول المعتمة لن تولد الكهربا!

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

يتساءل الناس هل تنقطع الكهرباء عن مجتمع الأثرياء؟ سؤال من بين أسئلة كثيرة لا يجيب عنها أحد!! فجأة ومن دون أى مقدمات غرقت البلاد فى دوامة انقطاع الكهرباء! ضرب الناس كفًا بكف وتذكروا تصريحات حكومية كانت تبشر بأننا سنقوم بتصدير الكهرباء! خبطوا رؤوسهم فى الحوائط وهم يتساءلون: ماذا جرى لمحطات توليد الكهرباء التى تعاقدنا عليها مع شركة سيمنز العالمية؟هل كانت محطات «فنكوش»؟ هل شاب تنفيذها اخطاء؟ ما الذى جرى؟ ما حجم تأثير الزيادة السكانية السنوية على نقص مدخلاتنا من الطاقة؟ لا تقل لى انت صحفى ولديك المعلومات.

. ياعزيزى نحن نناضل نضالًا مريرًا من اجل استصدار قانون حرية تداول المعلومات منذ زمن بعيد! هل تأثرت محطاتنا بنقص الموارد البترولية؟ فماذا جرى لحقل «ظهر» العملاق الذى كدنا نُقَبِل ارضه ونحج اليها بعد التصريحات الوردية التى غرقنا فى نورها أيامًا، ثم بدأنا نغط فى ظلام عميق، منذ أن بدأ القطع المتوالى للكهرباء؟ ما الذى حدث حتى تغلى مصر كلها وتفور بالغضب جراء انقطاع التيار، فى ذروة غضب الطبيعة صيفًا، وغضب وزارة التعليم من طلاب الثانوية العامة، بنماذج امتحاناتها التى لا تصنع عقولا ناقدة ولا تخرج أفكارًا مبدعة. العقول المعتمة تتحكم فى كل مشاهد الحياة ولا ينتظر منها ان تولد طاقة أو كهرباء فى أى قطاع!

يسأل عمرو أديب الاحزاب ماذا فعلت فى البرلمان لمواجهة ازمة انقطاع الكهرباء وزيادة المعدلات من ساعتين إلى ثلاث يوميا؟ اذا جاز توجيه هذا السؤال إلى الاحزاب فإننى أرى أن الحزب الوطنى المنحل وحده والذى عاد إلى الحياة فى اسم جديد، ولديه ٣١٥ مقعدًا فى المجلس، يُسْأل وحده هذا السؤال.. فما علاقة أحزاب لديها عشرون نائبا أو أكثر قليلا؟ ليس لأحد سطوة وغلبة فى المجلس الا هذا الحزب الذى يتفاخر زعيم الاغلبية فيه -لدى حديثه فى برنامج ايه الحكاية مع عمرو اديب- بأنه يتمدد ويتوغل ويتوسع وينتشر ويصل بأنشطته الاجتماعية إلى كل مكان، و..«بيوزع لحمة كمان»!

الوفد والتجمع مثلًا -وهذا ليس دفاعًا عنهما- لا يملكان هذه المقاعد المهولة.. يبدو أن «العدد فى اللمون»! لو أننا نقدر الديمقراطية ونعمل بموجب آلياتها فإن هذا الحزب هو من يشكل الحكومة.. لكن كيف وقد فضح الحزب نفسه على الهواء، حينما عرض عمرو صفحته على فيسبوك ووجد أنها لا تزيد عن كونها صفحة انشطة داخلية لا يوجد فيها اثر للممارسة النيابية!

قد يقول قائل مثلها مثل صفحات احزاب الوفد والتجمع والشعب الخ، والحقيقة أنها مقارنة خاطئة، فكل الظروف الموضوعية تقول ان الوفد يعبر عن نفسه ومواقفه فى صحيفته. كل الاخبار والآراء منشورة.. كل الاسئلة وطلبات الاحاطة مسجلة على صفحات الوفد وغيرها! لكن من الذى يستطيع تقديم استجوابات للحكومة كلها؟ انه الحزب الذى يتمتع بالغالبية، لكنه معطل، إلا من المجاملات والوجاهة الاجتماعية! اذا كان مستقبل وطن لديه كل هذه الامكانيات ولديه انجازات لا نعلمها بسبب تجاهل أو تقاعس الاعلام (!!) فلماذا لا ينشئ موقعًا الكترونيا ويجعل من صفحته على فيس بوك صحيفة وشاشة تليفزيونية كبري!

لديهم المال والسلطة ولكن لا يعملون ولا يفكرون وبالتالى العقول المنطفئة لن تولد كهرباء مطلقًا!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تنقطع الكهرباء لمحطات توليد الكهرباء

إقرأ أيضاً:

التبرير اللا اخلاقي .. كيف يُعاد تشكيل العقول؟

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

هناك قوى خفية تحرك الجماهير دون أن يدركوا، تدفعهم نحو ما لم يكن يومًا مقبولًا، حتى يصبح المرفوض مألوفًا، والمستنكر والمستهجن أمرًا عاديًا. هذه القوى ليست وليدة اللحظة، انما تمتد جذورها في أعماق النفس البشرية، حيث يسهل العبث بالمفاهيم حين يُعاد تشكيلها ضمن قوالب جديدة. الفكرة السيئة لا تُطرح دفعة واحدة، بل تُمرر على دفعات وجرعات ، كسم خفيف لا يقتلك لكنه يغيّرك، وكلما تكررت، فقدت غرابتها، وكلما سُمعت، تجذّرت حتى تتحول إلى قناعة راسخة.

“وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ” (النمل: 24).

الخوف هو أقدم الأدوات، فحين يشعر الإنسان بالتهديد، يكون مستعدًا للتنازل عن أي مبدأ مقابل الشعور بالأمان، حتى لو كان الثمن هو التخلي عن الحق والقبول بالباطل. والعقل حين تحاصره العواطف يفقد صلابته، يصبح هشًا، سهل التوجيه، يصدق ما يريحه، وينفر مما يزعجه، حتى لو كانت الحقيقة ذاتها. وحين يُعاد تعريف الأخلاق وفقًا للمصلحة، يصبح كل شيء قابلًا للتبرير، وما كان عيبًا بالأمس، قد يصبح شجاعة اليوم، وما كان جريمة، قد يُبرَّر تحت مسمى الضرورة.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):

“إنّما بَدءُ وقوعِ الفِتَن أهواءٌ تُتَّبَع، وأحكامٌ تُبتَدَع، يُخالَفُ فيها كتابُ اللهِ، ويَتَوَلَّى عليها رجالٌ على غيرِ دينِ اللهِ، فلو أنّ الباطلَ خَلَصَ من مِزاجِ الحقِّ لم يَخفَ على المُرتادين، ولو أنّ الحقَّ خَلَصَ من لَبسِ الباطلِ لانقطعت عنه ألسنُ المعاندين، ولكن يُؤخَذُ من هذا ضِغثٌ، ومن هذا ضِغثٌ، فيمزجانِ، فيجيئانِ معاً، فهنالك يستولي الشيطانُ على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من اللهِ الحُسنى.”

(نهج البلاغة، الخطبة 50)

المعضلة ليست في تمرير الباطل، بل في تحويله إلى حق، في جعله قاعدة اجتماعية يتبناها الجميع دون تفكير. يتم ذلك حين تتحول القيم إلى شعارات جوفاء، وحين يصبح الإنسان مجرد مستهلك للأفكار، لا صانعًا لها، يردد ما يسمع، ويعتاد ما يُعرض أمامه، حتى يُخدّر حسه النقدي، فلا يرى سوى ما يُراد له أن يراه. عندها، يفقد المجتمع مناعته الفكرية، يصبح هشًا أمام أي موجة جديدة، فيتبناها دون وعي، ويقاوم من يعارضها وكأنها الحقيقة المطلقة.

المعركة ليست في إقناع الإنسان بالخطأ، بل في جعله يراه صوابًا، في جعله يدافع عنه دون أن يدرك أنه ضحية، في جعله يردد المقولات التي وُضعت له، دون أن يسأل: من وضعها؟ ولماذا؟ وهنا، يكون الانتصار الأكبر للقوى الخفية التي لا تحتاج إلى فرض أفكارها بالقوة، بل يكفيها أن تجعل الناس يطالبون بها بأنفسهم، ويتحركون نحوها وهم يظنون أنهم أحرار.

اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي

د. سعد معن

مقالات مشابهة

  • «بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
  • مسلسل عايشة الدور في رمضان.. حكاية مطلقة وأم لطفلين تنقلب حياتها بسبب ابنة شقيقتها
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • التبرير اللا اخلاقي .. كيف يُعاد تشكيل العقول؟
  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
  • طالبات مدرسة ثانوية بقنا يوفرن مصروفهن لشراء هدايا رمزية لمعلم بلغ سن المعاش
  • رئيس طاقة النواب: أتوقع انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء في مصر بشكل نهائي
  • وزير الكهرباء :اعادة تشغيل وحدات التوليد فى محطات دمياط والكريمات والنوبارية وعتاقة