تأشيرة الزيارة للحج بين القبول والرفض
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
بمناسبة وفاة مئات الحجاج المصريين فى السعودية وقدِّرَ عددهم بـ658 حاجًا على الأقل، بينهم 630 لا يحملون تصاريح للحج، نتيجة قسوة الظروف وشدة الحرارة، أذكر أنه قد منَّ الله عليَّ، أولًا بأن حججت بيته الحرام، وثانيًا فى عنفوان شبابى، وأراها ميزة ويراها كذلك كثير من الناس بل معظمهم، فمشقة الحج تستوجب وفرة من الصحة للمقدرة على أداء مناسكه والاستمتاع بها.
ثم يأتى منسك الجمرات وتدافع ضيوف الرحمن على رميها حتى إنك تستغرب كيف بهؤلاء الملايين يستوعبهم هذا المكان، ولا ننكر ما تقوم به المملكة العربية السعودية لتطوير وتوسيع وتسهيل أداء والتخفيف من حدة الزحام عليه.
وهنا مربط الفرس، لأنه من شدة التدافع والتزاحم لسبق رمى الجمرات يموت الكثير من الحجاج، خاصة من طال عمره، وخارت قواه، وسقمت صحته، وليس أدل على ذلك حينما حصلت أكبر كوارث مراسم الحج على الإطلاق، عام 2015، حين أدى التدافع أثناء شعيرة رمى الجمرات فى مشعر منى بالقرب من مكة إلى مقتل ما يصل إلى 2300 من الحجاج.. وفى عام 2006، توفى نحو 364 حاجًا إثر كذلك التدافع لرمى الجمرات، وتوفى 251 حاجًا عام 2004، بعد تدافع كبير قرب جسر رمى الجمرات، وفى عام 1998، توفى أكثر من 118 شخصًا وأصيب 180 آخرون فى حادث تدافع فى منى.. كل هذا زاد من يقينى وتأكيدى على أنه لولا ما تسببه التأشيرات غير النظامية لغير الحج من تدافع وزحام لما زادت تلك الوفيات ووصلت إلى هذا العدد كل عام، وهؤلاء كأنهم وقعوا فى أحد أنواع القتل، وهو -وأظنه فقهيًا- قتل جرى مجرى الخطأ، أو قتل بسبب على اختلاف فى المذاهب وهو الأقرب عندى.. وهذا إن صح عند الفقهاء وجب فيمن تسبب فى وفاة غيره (الكفارة)، بسبب تزاحمه لهم وأخذ حق غير حقه وهو أداء الحج، ووقع فى قوله تعالي (وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا).
أخيرًا.. العبادات وخاصة الحج هى صفاء فى الأداء، نقاء فى التوجه.. إذا أديتها كما أراد ربك لا كما أردتها أنت علت بها نفسك وحجبت عنك وزرك.. وإلا فستعود لترتكب الذنوب والمعاصى، لأنه تعالى قال تربية لك «لا فسوق ولا جدال فى الحج»، فقد جعله الله لمن استطاع، (حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، وجعل له أيضًا بديلًا فى الأجر، فلمَ الالتواء والالتفاف؟ ورب ضارة نافعة من هذا الحدث هذا العام، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.. فتأخذ الدولتان حذرهما بعد ذلك، وربما تزيد المملكة نسبة التأشيرات لمصر حسب التعداد السكانى لمصر وهو ألف حاج لكل مليون نسمة.
اللهم احفظ مصر وارحم حجاجها وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وفاة مئات الحجاج المصريين السعودية
إقرأ أيضاً:
موسم الحج ..هذا ما أمر به وزير النقل
ترأس وزير النقل،السعيد سعيود، بمقر الوزارة، إجتماعا تنسيقيا. للإطلاع على مدى تقدم تجسيد الترتيبات المقررة. من أجل إستقبال وضمان تنقلات حجاجنا الميامين عبر مطارات الإقلاع. الإثني عشرة (12)المقررة بأريحية تامة.
وجاء الاجتماع بحضور إطارات من الوزارة، وعدد من مسيري المؤسسات القطاعية الناشطة في مجال النقل الجوي. وبمشاركة ممثلي القطاعات الوزارية المعنية بالعملية، وممثلين عن الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية.
في هذا الصدد، أكد وزير النقل على ضرورة توفير جميع الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية للتكفل الأمثل بحجاجنا الميامين، ودعا إلى ضرورة التنسيق بين جميع المتدخلين. لإضفاء مرونة أكثر وتبسيط الإجراءات، بالإضافة إلى تسريع وإستكمال عملية إعداد برنامج الرحلات والعمل على إحترام مواعيدها.
كما أمر الوزير بإنشاء لجنة متابعة لحيثيات تنظيم هذا الموسم على مستوى كل مطار، بمشاركة كل المتدخلين. لتراقب مختلف التحضيرات عن قرب ودراسة كل التعديلات المقترحة بغية نجاعة مسار عملية الحج 2025م وجعله أكثر نجاحا.
وفي الختام، نوه الوزير بالدور الفعال لكل من الكشافة الإسلامية والهلال الأحمر في مساعدة الحجاج بتفان وإخلاص، والذين بدورهم أعربوا على جاهزيتهم التامة لبذل ما بوسعهم وتقديم أحسن صورة للجزائر بعطائهم وتجنيدهم من أجل تنظيم محكم.