تعيين رئيس وزراء هولندا أمينا عاما لحلف شمال الأطلسي
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
يونيو 26, 2024آخر تحديث: يونيو 26, 2024
المستقلة/-عيّن سفراء الدول الـ32 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي رسميًا رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته مارك روته أمينًا عامًا جديدًا للحلف.
اصبح مارك روته ، خريج كلية التاريخ، رئيسًا لوزراء هولندا للمرة الأولى في عام 2010 – لكنه استقال في تموز/يوليو الماضي بعد انهيار ائتلافه المكون من أربعة أحزاب بسبب كيفية الحد من الهجرة.
وسيتولى السياسي الهولندي قيادة الحلف الذي يضم 32 دولة اعتبارًا من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، لفترة تستغرق أربع سنوات، بعد عقد من الزمان على رأس الحلف خلفًا لرئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ.
وقد نشر ستولتنبرغ على حسابه على موقع X (تويتر سابقًا) بعد الإعلان الرسمي: “أعلم أنني سأترك الناتو في أيدٍ أمينة”.
كما هنأت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، روته على انتخابه أمينًا عامًا جديدًا للناتو: وقالت: “إن قيادتك وخبرتك ستكون حاسمة بالنسبة للحلف خلال هذه الأوقات الصعبة”.
سيحتاج روته إلى كل مهاراته وخبرته السياسية بعد أن كان على رأس أربع حكومات مختلفة، لقيادة التحالف العسكري الغربي في سياق جيوسياسي صعب، مع وجود حرب على حدود أوروبا.
ورغم الإنفاق الدفاعي القياسي للاتحاد الأوروبي الذي بلغ 270 مليار يورو في عام 2023، إلا أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى أشياء مثل إمدادات الذخيرة والاستخبارات أو المراقبة – ولا يزال يعتمد بشكل كبير على الإنتاج الأمريكي.
وقد تحدث روته سابقًا عن حاجة أوروبا إلى تطوير قدراتها الدفاعية الخاصة، لكنه لم يكن منفتحًا على القيام بذلك دون الأمريكيين (الذين هم أيضًا جزء من حلف الناتو).
وقال روته في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير/شباط: “من الواضح أنه إذا استطعنا شراء أوروبا بالكامل، فهذا رائع، ولكن بصراحة، لن نصل إلى ذلك دون شراء أمريكا أيضًا، ومن ثم يمكنك القيام بذلك بطريقة منفتحة للغاية”.
المصدر: يورونيوز
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
يمانيون../
في اعتراف صريح بحجم الأزمة التي تهزُّ الغرب، كشف مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) أن أزمة البحر الأحمر فضحت هشاشة التحالف الأمريكي الأوروبي، وعرّت واشنطن التي باتت عاجزة عن قيادة حلفائها وسط صعود متسارع للاتحاد الأوروبي كلاعب أمني مستقل.
في تحليل ناري نشره المركز ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف الناتو بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، أكدت الكاتبة آنا ماتيلد باسولي أن الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة في قلب الأزمة، بينما مضت أوروبا بعيدًا عن مظلتها العسكرية التقليدية، متخذةً قرارها بالعمل تحت راية الاتحاد الأوروبي.
وأكد التقرير أن الخلاف لم يعد مجرد سوء تفاهم عابر، بل تحوّل إلى صراع صامت على من يقود ومن يتبع. أوروبا رفضت الانخراط في عملية “حارس الرخاء” الأمريكية، مفضّلة دعم مهمة “أسبيدس” الأوروبية الدفاعية، في ضربة قوية لهيبة واشنطن التي طالما اعتبرت قيادة التحالف الغربي أمرًا مسلمًا به.
الرسائل المسربة من داخل الإدارة الأمريكية حملت مشاعر مرارة وإحباط، حيث أبدى مسؤولون امتعاضهم من “اضطرار أمريكا لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”، غير أن الوقائع على الأرض تفضح فشل واشنطن في التكيف مع واقع جديد باتت فيه أوروبا ترفض الحلول الأمريكية الهجومية، وتصر على حماية مصالحها بنهج دفاعي مستقل.
التقرير لم يكتفِ برصد الانقسام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة باتت ترى الأزمة فرصة لاستعراض قوتها البحرية ومقارعة الصين، بينما لا تبالي أوروبا بهذا الصراع، متمسكةً بأولوية حماية التجارة وتأمين طرق الملاحة فقط.
ولفت التحليل إلى أن انشقاق دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن المبادرة الأمريكية عرّى هشاشة القيادة الأمريكية، في حين أن بعض الدول كإسبانيا امتنعت تمامًا عن تقديم أي دعم، على الرغم من استفادتها من استمرار الملاحة عبر مضيق باب المندب.
وعلى الجانب الآخر، كشف التقرير أن أمريكا لا تزال عالقة في وهم قيادة الناتو، غير مدركة أن أوروبا باتت تمضي بثبات نحو بناء كيان أمني مستقل تحت راية الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بما وصفه التقرير بـ”العدوانية الأمريكية” التي تدفع الحلفاء نحو مزيد من الاستقلال.
في مشهد بالغ الرمزية، بينما كانت السفن الأوروبية ترفع علم “أسبيدس” بعيدًا عن التوتر الأمريكي، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على البحر الأحمر، ويوجهون ضربات موجعة أربكت الأسطول الأمريكي وأفقدت ميناء إيلات الصهيوني أنفاسه الاقتصادية.
واختتم التقرير برسالة واضحة وصادمة:
الوقت ينفد أمام الولايات المتحدة لتدارك الأمور، فإما استراتيجية جديدة تراعي الواقع الأوروبي، أو الغرق أكثر فأكثر في وحل الهزيمة والانقسام.