شعبان بلال (القاهرة)
تسيطر حالة من الترقب على الشارع الأميركي انتظاراً للمناظرة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن ودونالد ترامب، خاصة في ظل وجود العديد من الملفات والقضايا الشائكة التي تهم الناخب الأميركي كالهجرة والاقتصاد وحقوق الإجهاض ولائحة الاتهام، بخلاف ملفات خارجية كالأزمة الروسية الأوكرانية والحرب في غزة وغيرهما.


ويواجه الرئيس الأميركي جو بايدن منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب غداً الخميس، في مناظرة لشبكة «سي إن إن» في أتلانتا، وهو أول لقاء مباشر لهما منذ آخر مناظرة على خشبة المسرح في عام 2020، ما اعتبرته صحف أميركية فرصة غنية لنشر خطوط هجومهما وحججهما السياسية أمام الجمهور الأميركي.
تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب ركز حملته على مهاجمة بايدن فيما يتعلق بالهجرة والاقتصاد، وهو الأمر الذي وجدت استطلاعات الرأي أنه أهم اهتمامات العديد من الناخبين، مرجحة أن يهاجم ترامب الأمر التنفيذي الأخير الذي أصدره بايدن بشأن الهجرة، والذي يمنع المهاجرين من طلب اللجوء على الحدود الجنوبية عندما ترتفع عمليات العبور، بالإضافة محاولته استغلال المشاعر السلبية بشأن الاقتصاد وتكلفة الغذاء والسكن المتزايدة والتضخم كوسيلة لمهاجمة بايدن.
وأوضحت أن ترامب يسخر خلال الحملة الانتخابية، من السمات الجسدية للرئيس بايدن، ويقلد مشيته وكلامه، ويجادل بأن منافسه ليس لائقاً ليكون رئيساً، وهو ما يمكن أن يكون ملفاً مهماً في المناظرة.
وفي المقابل، ذكرت الصحيفة الأميركية أن بايدن وحملته يخططون لمهاجمة ترامب بشأن الإجهاض والديمقراطية، وهما قضيتان تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يضعون ثقتهم في الرئيس أكثر من سلفه، إذ هاجم بايدن لأكثر مرة تعامل ترامب مع هذين الملفين.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي في واشنطن أندرو خوسيه أن المناظرة ستكون بمثابة إظهار الكفاءة والمظهر، وهو أمر ضروري لطمأنة الناخب الأميركي في الوقت الذي تمر فيه الولايات المتحدة بفترة صعبة على المستوى الداخلي، وعلى مستوى السياسة الخارجية، موضحاً أن الناخب سوف يرى ما إذا كان ترامب أو بايدن قادرين على صياغة رؤية واضحة وملهمة لأميركا تتناقض مع التشاؤم السائد.
وتوقع خوسيه من كلا المرشحين أن يعدا بتغييرات جوهرية في النظام، بدلاً من محاولة الدفاع عن الوضع الراهن، وسيقدمان أيضاً طريقة لتجاوز الوضع المتشائم الحالي، وسوف يرى الناخب كيف سيفعل أي من الجانبين ذلك على أفضل وجه.
وحول أهم الملفات التي سيستخدمها كل مرشح، اعتبر خوسيه في تصريح لـ «الاتحاد»، أن لائحة اتهام الرئيس السابق دونالد ترامب ستكون أحد المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، حيث يحاول الرئيس الحالي جو بايدن استغلال ذلك لنزع الشرعية عن ترشح ترامب، بينما سيستخدم ترامب المناظرة لتصوير بايدن والديمقراطيين على أنهم يلجأون إلى ما يدعي أنها تكتيكات العالم الثالث لاستهداف المعارضين قبل الانتخابات الكبرى.
وأشار إلى أن بايدن اتخذ العديد من القرارات السياسية الجريئة، بما في ذلك التحركات الأخيرة التي توفر بعض الراحة لأزواج المهاجرين غير الشرعيين من مواطني الولايات المتحدة، ما يجعل سجل بايدن في سياسة الهجرة موضوعاً رئيسياً خلال المناقشة.
وبجانب ملفات الداخل الأميركي هناك قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية تهم الناخبين، خاصة الصين والحرب في غزة، حيث توقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل أن يحتل ملفا الصين والحرب في غزة مكاناً رئيساً في المناظرة ومحاولة كل مرشح المزايدة على بعضهما البعض في إظهار الدعم لإسرائيل، وهنا يمكن لترامب أن يضع بايدن في موقف صعب، من خلال تقديم توصيات سياسية أقوى لدعم إسرائيل، وهو ما لا يستطيع بايدن المزايدة عليه، لأنه إذا حاول بايدن القيام بذلك، فسوف يخسر الدعم من القاعدة الانتخابية التقدمية والأقليات التي يدعمها الحزب.
ومع الميل العام نحو السياسات التي تركز على العمال، سيحاول كل من بايدن وترامب تصوير سياساتهما على أنها تحابي العامل الأميركي وليس الشركات، وهذا الميل نحو الشعبوية من جناحي السياسة الأميركية اليسار واليمين موجود ليبقى، بحسب ميخائيل.
وحتى لا يتكرر سيناريو المواجهة الأولى بين ترامب وبايدن قبل 4 سنوات من مقاطعات متكررة، صُمِّم العديد من القواعد التي أصر عليها فريق بايدن هذه المرة - ووافقت عليها حملة ترامب، مثل كتم صوت الميكروفون الخاص بكل مرشح، إلا عندما يحين دوره في التحدث، ولن يكون هناك جمهور في الاستوديو ليتناغم مع الصيحات والسخرية، بحسب «أسوشيتد برس».
وعادة ما كانت المناظرات الرئاسية المتلفزة بين المرشحين للانتخابات العامة في سبتمبر أو أوائل أكتوبر، ويرجع ذلك إلى المناظرة الأولى بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون في عام 1960، ما يجعل هذه المناظرة مبكرة دليلاً على احتدام المنافسة بحسب CNN، التي ستستضيف هذه المنافسة التليفزيونية لمدة 90 دقيقة في استديوهات أتلانتا التابعة للشبكة.
وأكدت شبكة CNN أن المناظرة يمكن أن تكون لحظة حاسمة في السباق الرئاسي الذي تبلور في وقت أبكر من المعتاد، ويضم مرشحين معروفين عالمياً ولهما سجل حكم يمتد لـ 4 سنوات، فيما رأى خبراء أنها ستكون فرصة لإظهار كل مرشح قدراته العقلية والجسدية للناخبين الأميركيين في ظل تبادل الاتهامات المستمرة بينهما حول تلك القضية.

أخبار ذات صلة أميركا تدين إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً خطة أميركية جديدة لردع «المسيَّرات» الحوثية في البحر الأحمر

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة بايدن دونالد ترامب ترامب العدید من کل مرشح

إقرأ أيضاً:

سلطان عُمان وترامب يبحثان تطورات المفاوضات النووية الأمريكية-الإيرانية في اتصال هاتفي

أجرى السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، اتصالاً هاتفياً، مساء الثلاثاء، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تناولا خلاله: الجهود الرامية إلى دفع المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران قدما.

وبحسب بيان صادر عن وكالة الأنباء العُمانية الرسمية، فقد تلقى السلطان، اتصالاً من الرئيس الأمريكي، ناقشا فيه: تطورات الحوار الأمريكي الإيراني الذي تستضيفه العاصمة العُمانية مسقط، فيما تطرق الطرفان إلى سبل دعم هذه المفاوضات لتحقيق النتائج المرجوة.

وأوضحت الوكالة أنّ: "ترامب عبّر خلال الاتصال عن تقديره للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والجهود العمانية في المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأشارت إلى أنّ: "الاتصال بحث سبل دعم هذه المفاوضات بما يحقِق النتائج المرجوة" وذلك دون مزيد من التفاصيل.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد دعا في وقت سابق من الثلاثاء، إيران، إلى: "وقف برنامجها للتخصيب والتسلح النووي والقضاء عليه".

وقال ويتكوف في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنّ: "أي اتفاق مع إيران لن يكتمل إلا إذا رعاه الرئيس ترامب".

إلى ذلك، استضافت سلطنة عمان، في وقت سابق الثلاثاء، أولى جولات المحادثات الإيرانية الأمريكية بمسقط، والتي لاقت ترحيبا عربيا، بينما وصفها البيت الأبيض بأنها كانت "إيجابية للغاية وبناءة".

وفي حينه قال البيت الأبيض، إنّ: "ويتكوف أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، استضافها وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي".


بدورها، أفادت الخارجية الإيرانية، السبت، بأنّ: "المحادثات في مسقط قد دامت لأكثر من ساعتين ونصف، وشهدت تبادلا للآراء بين عراقجي وويتكوف، وذلك من خلال وزير الخارجية العماني".

وحذّر البيت الأبيض، عشية انطلاق جولة المفاوضات الأولى، من "خيارات أمريكية باهظة الثمن" في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أنّ: "الرئيس دونالد ترامب يفضل تسوية هذا الملف من خلال محادثات مباشرة مع طهران".

وتتهم الولايات المتحدة إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي ودول أخرى إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، بينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، من بينها توليد الكهرباء.

مقالات مشابهة

  • تقرير أميركي: ترامب أوقف هجوما عسكريا إسرائيليا على إيران
  • قاض أميركي يهدد بإجراءات جنائية ضد إدارة ترامب
  • بايدن في أول ظهور علني: إدارة ترامب سببت أضرارا فادحة في أقل من 100 يوم
  • في أول خطاب له منذ رحيله .. بايدن ينتقد إدارة ترامب
  • الصين تثأر.. وترامب يرد
  • سلطان عُمان وترامب يبحثان تطورات المفاوضات النووية الأمريكية-الإيرانية في اتصال هاتفي
  • ما وزن ترامب؟ وماذا نعرف عن صحة الرئيس الأميركي بعد الفحوصات الأخيرة؟
  • تفاصيل المعركة بين هارفارد وترامب
  • خلاف جديد بين ماسك وترامب بسبب وكالة الفضاء الأمريكية
  • الدولار يستقر وسط ترقب المستثمرين لتقلبات جديدة بفعل الرسوم الجمركية