كتاب إسرائيليون يقيّمون قرار المحكمة العليا بشأن تجنيد الحريديم
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
سلط كتّاب من الصحف العبرية اليوم الأربعاء الضوء على قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية بوجوب تجنيد الحريديم في الجيش، وحرمان المدارس الدينية من الحصول على تمويل حكومي إذا لم يلتحق طلابها بالخدمة العسكرية.
واعتبر كاتب أن الجمهور محبط ولن يقبل ما سماه التجنيد الرمزي لهذه الفئة، في حين رأى آخر أن القرار محاولة دراماتيكية لإعادة دولة إسرائيل إلى المسار المنطقي، وحذر ثالث من أن عدم صدور هذا القرار وتطبيقه سيشكل خطرا وجوديا على إسرائيل.
وقال عاموس هرئيل الكاتب في هآرتس إن قرار قضاة المحكمة العليا بالإجماع يشير إلى أن "الحاجة العملياتية وتكلفة الحرب تتطلبان زيادة في نطاق التجنيد للجيش الإسرائيلي كمعيار أخلاقي ولاعتبارات مهنية وعملياتية، ولا يرتبط هذا بالحرب في غزة وخطر اندلاع حرب أكبر في لبنان فحسب، بل يرتبط أيضا بإدراك مفاده أن إسرائيل من المتوقع أن تواجه على الأقل عقدا من التحديات الإقليمية المتفاقمة، مثل تعزيز إيران وبنائها "حزام النار" بتسليح المليشيات حول حدود إسرائيل، وأيضا إلى حقيقة أننا وقعنا في ضعفنا قبل 8 أشهر ونصف".
وتحدث المحلل العسكري بشيء من التفصيل عن الأعداد المطلوبة للجيش الإسرائيلي، وقال "في مناقشات داخلية قدّر ممثلو الجيش الإسرائيلي أنهم بحاجة الآن إلى 8 آلاف جندي بشكل فوري، نظرا لثقل المهام وبسبب الخسائر والاستنزاف الذي تعرضت له الوحدات النظامية في الحرب الطويلة".
وأشار إلى أن "الاتصالات مع الحكومة ومكتب المدعي العام جارية الآن للتعامل مع تجنيد 3 آلاف جندي أرثوذكسي متشدد، بالإضافة إلى تجنيد الشباب الذين تركوا المدارس، حيث أوضح المستشار القانوني للحكومة غالي بيهارف ميارا أمس أن الـ3 آلاف هو رقم أولي فقط ولا يعكس بشكل كامل احتياجات الجيش، وسيكون من الضروري زيادته في المستقبل".
لكن هرئيل حذر في هذا السياق من أن "الجيش سيخطئ إذا انضم إلى مناورة أخرى طبخها الكنيست والحكومة واكتفى بمطلب التجنيد المحدود هذا، لأن ذلك سيؤثر سلبا على الجنود في الميدان".
وبشأن سيناريوهات ما بعد القرار، قال "يبدو أن بقاء الائتلاف يواجه خطرا ما من جهتين، فأولا: قد تتوسع الحركة الاحتجاجية المطالبة بإجراء انتخابات، في ظل الغضب السائد في قطاعات من الجمهور بسبب عدم المساواة في التوظيف، والأمر الثاني وربما الأهم هو أن اليهود المتشددين أنفسهم يشعرون بالقلق، من الممكن أن كل ما هو مطلوب في النهاية هو حاخام واحد من اليهود الأشكناز المتشددين يستمع إليه أحد أعضاء الكنيست من يهدوت هتوراة، لتحفيز الحاخامات الآخرين وأعضاء الطائفة على التفكير في حل التحالف طويل الأمد مع الليكود".
خطر على وجودنا ذاته
أما بن كسبيت الكاتب في صحيفة معاريف فقد بدأ بانتقاد اليهود المتشددين، وقال "في عالم تم إصلاحه، حيث يتساوى جميع الناس وتكون المصلحة العليا هي وجود الدولة وأمنها وليس الائتلاف الحكومي كان ينبغي على اليهود المتشددين أن يعلنوا طوعا في اليوم التالي لـ7 أكتوبر أنهم يدركون حجم التحدي وأن ينضموا إلى شعب إسرائيل ويفرضوا على أنفسهم واجب التجنيد في جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأضاف "نحن على علم أن إيران تستمد تشجيعا كبيرا من النجاح الهائل الذي حققته قوات النخبة منذ 7 أكتوبر من أجل تطوير وتعزيز خطتها لتنفيذ الانقلاب النهائي علينا، ولذلك فإن قرار المحكمة العليا قد يكون أول أنباء سيئة تتلقاها إيران منذ 7 أكتوبر، إن انضمام قطاع يضم أكثر من مليون شخص إلى جهود الدفاع عن إسرائيل يشكل خبرا صعبا لكل من يدافع عنه".
ولم يكتف الكاتب بمهاجمة اليهود المتشددين فقط بسبب رفضهم قرار المحكمة، ولكنه وجه الاتهام إلى وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، مشيرا إلى أن "غالانت كان أول من أعلن أنه لن يطرح قانون التجنيد الإجباري نيابة عن المؤسسة الأمنية دون إجماع واسع النطاق، أما إدلشتاين فهو الآخر فقد انضم إليه وقام بالإعلان بنفسه عن قانون التجنيد الذي يُبحث في لجنته".
وأضاف "هذان الإعلانان اللذان قلبا بين عشية وضحاها غالانت وإدلشتاين إلى خونة وذوي عقول صغيرة سيمنعان (قيام) الوضع الذي ستحل فيه دولة إسرائيل الجديدة محل الدولة القديمة التي سمحت لسنوات لشريحة متزايدة من السكان للتمتع بإعفاء فاضح وشامل وغير قانوني من واجب المشاركة في وجود دولة يهودية في إسرائيل".
كما هاجم آرييه درعي رئيس حزب شاس، والذي انتقد قرار المحكمة العليا عندما قال "إنه لا توجد قوة في العالم ستمنع شعب إسرائيل من دراسة التوراة، ومن حاول ذلك في الماضي فقد فشل فشلا ذريعا".
وقال الكاتب إن المتدينين رفضوا القرار "لأن خوفهم الحقيقي ليس الإضرار بالتوراة، بل الإضرار بامتيازات هذا القطاع".
وخلص إلى أن عدم إقرار هذا القرار كان "سيشكل خطرا على وجودنا ذاته"، وأضاف "إذا كانت إسرائيل تريد أن تحيا فإنه يتعين عليها أن تسن قانونا يقوم على مبدأ صاغه (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو ذات يوم: أعط، خذ، إذا لم يعطوا فلن يأخذوا، ومن المفترض أن تنطبق هذه الأمور على جميع مواطني الدولة، من اليهود والعرب والأشكناز والعلمانيين واليساريين واليمينيين، الخدمة العسكرية أو المدنية إلزامية لكل شاب يبلغ من العمر 18 عاما، ومن لا يؤدي واجبه تنتزع منه حقوقه: لا ضمان اجتماعيا، ولا دعم دخل، ولا رخصة قيادة، ولا حق تصويت، ولا علاوات أو خصومات أو مزايا".
سقطت خدعة
أما ناداف إيل الكاتب في يديعوت أحرنوت فقد قال "سوف نتذكر قرار المحكمة العليا باعتباره محاولة دراماتيكية لإعادة دولة إسرائيل إلى المسار المنطقي".
ووصف إيل إسرائيل بأنها "سفينة كبيرة انحرفت منذ فترة طويلة عن مسارها ودخلت المياه إلى غرفة المحرك، والقبطان يغفو فيما يطلق العدو القذائف بانتظام".
وبينما أكد أن "المجتمع الإسرائيلي منقسم للغاية ومشبع بالمرارة اعتبر أنه "عندما تقاتل الأمة من أجل حياتها وتتسع التحديات الأمنية الهائلة فإن هذا التفاوت العميق لا يمكن أن يصمد".
وأضاف "سمعت كلمات الحاخام لاندو أحد زعماء الجمهور الليتواني، قبل يوم من صدور قرار المحكمة العليا كان هناك شيء مثير للاهتمام في هذه الصيغة، نوع جديد من الأرثوذكسية المتطرفة، الحاخامات الأرثوذكسيون المتطرفون الذين يتحدثون عن العلمانيين في السلطات باعتبارهم قاسين وأشرار".
وأضاف "السلطات ليست شريرة لأنها علمانية، ولكن لأنها ترفض إعطاء الأموال من الدولة إلى العالم الأرثوذكسي المتطرف".
وكان الزعيم الليتواني الحاخام دوف لاندو شن هجوما حادا على المحكمة العليا خلال حفل غداء لجمع التبرعات للمدارس الدينية في مدينة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية.
وقال الحاخام وفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية "لقد جئنا من أرض إسرائيل، وضع طلاب التوراة هناك فظيع، الأشرار هناك والسلطات استولوا على الميزانيات التي كانت تذهب للمدارس والمعاهد الدينية، وهم في وضع ليس لديهم إمكانية للاستمرار، وقد تم إغلاق بعض الكليات بالفعل، وذلك بسبب شرور السلطات".
ووصف الكاتب قرار المحكمة بأنه "استبعاد كامل للتمييز في التجنيد، وقال هذه هي الأخبار الجيدة، لأن عصر الخداع قد انتهى، ليس من الممكن الاحتفاظ بجيش كبير لحمايتنا في هذا الوقت الصعب، في ظل تهرب قطاعات متزايدة من الجمهور هناك العديد من الخدع الأخرى: من المستحيل أن يميز مجتمع غربي متعلم ضد أعداد كبيرة من السكان ويتحول إلى وضع يشبه العالم الثالث، أمس حاولت المحكمة العليا بالإجماع وضع حد لخدعة خطيرة، لكن هذه ليست بداية النهاية، وليست حتى نهاية البداية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قرار المحکمة العلیا الیهود المتشددین إلى أن
إقرأ أيضاً:
قرار من المحكمة بشأن معارضة اللاعب إمام عاشور على حكم حبسه
قضت محكمة جنح مستأنف الشيخ زايد، بانقضاء الدعوى الجنائية والمدنية بالتصالح في واقعة اتهام اللاعب إمام عاشور نجم الأهلي، بعد الحكم عليه بالحبس 6 أشهر بتهمة التعدي على فرد أمن في مول شهير بمدينة الشيخ زايد.
قال علي فايز محامي فرد الأمن صاحب الخصومة مع لاعب الإهلي إمام عاشور، في قضية التعدي عليه بمول الشيخ زايد، إن المحامي العام الأول رفض الصلح المقدم في القضية.
وأكد المحامي أسباب رفض المحامي العام التصالح بأن الحكم غير مصحوب بكفالة، ولا بد من إجراء معارضه استئنافية.
أكد علي فايز دفاع فرد الأمن ضحية التعدي بالضرب من لاعب الكرة أمام عاشور، أنه تقدم بطلب للمحامي العام لإثبات الصلح مع اللاعب ووقف تنفيذ العقوبة.
وأفاد علي فايز بأنه تم الصلح بين إمام عاشور وعبد الله مصطفى، بحضور والد اللاعب وحصول عبد الله على حقه الأدبي وعلى التعويض اللازم، وبالتالي لن يكون هناك معارضة استئنافية.
اتفق لاعب الكرة أمام عاشور مع عبدالله مصطفي فرد الأمن علي التصالح في قضية اتهام فرد الأمن للاعب الكرة بالتعدي عليه بالضرب، وحصل عبد الله على حقه الأدبي وعلى التعويض اللازم.
كانت محكمة جنح الشيخ زايد قد قضت ببراءة إمام عاشور لاعب النادي الأهلي، من تهمة التعدي على فرد أمن داخل مول بمنطقة الشيخ زايد، إلا أن النيابة قدمت استئنافا في حكم البراءة، وقبلته المحكمة.
أودعت محكمة جنوب الجيزة حيثيات الحكم بحبس إمام عاشور لاعب النادي الأهلي 6 شهور مع الشغل بتهمة التعدي علي فرد أمن مول شهير.
وجاء في الحيثيات، أن النيابة العامة أسندت إلى المتهم أنه في يوم 2024/6/19 بدائرة قسم أول الشيخ زايد ضرب عمدا المجني عليه عبد الله مصطفي "فرد الأمن" فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير طبي والتي اعجزته عن أشغاله الشخصية مدة لا تزيد عن عشرين يوما.
وطلبت النيابة العامة معاقبة إمام عاشور بالمادة ١/٢٤٢ من قانون العقوبات على سند مما قرره المجني عليه عبد الله مصطفي "مشرف أمن البوابة الرئيسية المول أركان" بمحضر جمع الاستدلالات من قيام المشكو في حقه إمام عاشور بالتعدي عليه بالسب والشتم وقيامه بدفعه مما تسبب في سقوطه أرضا، وقيام أخرين برفقته بالتعدي عليه بالضرب، وإحداث إصابته بالقدم اليمني وذلك أثناء قيامه بأستيقاف المشكو في حقه، أثناء قيامه وبرفقته أشخاص أخرين بالبحث عن أحد الأشخاص، قام بمعاكسه زوجته أثناء خروجها من سينما أركان، وعلل سبب تأخره في الإبلاغ عن الواقعة كونه يتلقى العلاج اللازم ومراجعه اداره المول واتخاذ الإجراءات.
وأوضحت الحيثيات بأن ورد التقرير الطبي الصادر من مستشفى زايد المركزي والثابت به بتوقيع الكشف الطبي على المجني عليه فرد الامن تبين وجود كدمه بالساق اليمني.
جدير بالذكر، قضت محكمة جنح الشيخ زايد، اليوم السبت، ببراءة لاعب النادي الأهلي إمام عاشور، من تهمة التعدي بالضرب على فرد أمن داخل مول تجاري.
اقتحام إمام عاشور للمولوكشفت تحقيقات النيابة العامة برئاسة المستشار إيهاب العوضي، رئيس نيابة أول وثان الشيخ زايد، تحت إشراف المستشار عمرو غراب، المحامي العام الأول لنيابات أكتوبر الكلية، قامت خلالها بالاستماع لكل الأطراف القريبة والبعيدة، حيث ذكر عبدالله مصطفى، فرد الأمن المجني عليه، عن اقتحام إمام عاشور المول وتطاوله عليهم بالسب بألفاظ بذيئة، مدعيًا تعرض زوجته للمعاكسة والتحرش وتغاضي أفراد الأمن بالمول عن الأمر عندما استغاثت بهم، كما قال فرد الأمن إن اللاعب إمام عاشور طرحه أرضًا؛ مما تسبب في فقدان وعيه.
استدعاء جميع الأطراف في الواقعةفي سبيل التأكد من رواية فرد الأمن واصلت النيابة العامة استدعاء جميع الأطراف في الواقعة واتخاذ العديد من الإجراءات، حيث تم الاستماع لأقوال مدير أمن المول وعدد من زملاء المجني عليه شهود العيان على الواقعة إضافة لمراجعة كاميرات المراقبة في مداخل ومخارج المول ومحيط قاعات السينما، وهو ما لم يسفر عن وجود ما يشير إلى تعرض زوجة إمام عاشور إلى التحرش أو المعاكسة.
الاستماع لأقوال ياسمين حافظ زوجة أمام عاشوراتجهت النيابة فيما بعد للاستماع لأقوال ياسمين حافظ، زوجة إمام عاشور، التي أكدت تعرضها للتحرش اللفظي وشكوتها للأمن دون إغاثتها، ما دفعها للاتصال بزوجها، كما تم استدعاء شقيقيها، فأكد أحدهما عدم رؤيته ما حدث، بينما قال الآخر إنه سمع بعض الشباب يتحرشون بشقيقته لفظيًا.
إخلاء سبيل إمام عاشور بكفالة 5 آلاف جنيهوأخلت النيابة العامة سبيل إمام عاشور، لاعب نادي الأهلي بكفالة 5 آلاف جنيه على ذمة التحقيقات بعدما وجهت له تهمتي التعدي على فرد الأمن والسب