بقلم : د. سمير عبيد ..

المضحك المُبكي!
نعم .. انهُ المُضحك المُبكي عندما نسمع هذه الايام أصواتاً من داخل الطبقة السياسية الحاكمة في العراق منذ 21 عاماً، والمُجدّدة لنفسها دوماً من خلال (انتخابات مزورة ونتائج مزورة) وضمن استراتيجية اعادة إنتاج نفسها وهي تعترض على اي عملية اصلاح او تغيير للنظام السياسي في العراق على اساس ان هذه الطبقة السياسية جعلت من العراق ماليزيا او الامارات.

فأي انعزال عن العالم تعيشه هذه الطبقة السياسية؟ . وهي الطبقة السياسية التي نجحت بتسجيل العراق عالميا ولسنوات طويلة ” الدولة الفاشلة + الدولة الفاسدة ” عالميا .
ولا ندري ماهي أوراق رفضهم ودفاعهم ؟
فالذي يعترض ويرفض التغيير والإصلاح هو الذي لديه قائمة من الإنجازات في عدة ميادين ، ولديه محبة من الشعب ،ولديه سجل من الدفاع عن حقوق الأنسان وتوفير حرية التعبير ، وسجل في تنمية الطفولة والمرأة ،وسجل في تنمية الصحة والزراعة والتعليم والصناعة والكهرباء … الخ . فهل هذا موجود وبنسبة ١٪؜ الجواب : كلا . فعلى ماذا الاعتراض اذن ؟
العراق وهبة الله المنتظرة !
فبات معروف للدوائر العالمية المهمة والتي تقيّم اداء الأنظمة السياسية في العالم وبضمنها النظام الاميركي نفسه ، و التي قررت اخيرا لتفحص سيرة الطبقة السياسية في العراق و التي وجدتها وتيقنت منها انها هي سبب دمار العراق وتأخره وتقهره كدولة وسبب ارتباك المنطقة لأن العراق قطب الرحى امنيا واقتصاديا وسياسيا لهذه المنطقة .وتيقنت ان العراق عبارة عن طائرة مخطوفة من قبل قراصنة وهم قادة العملية السياسية والشعب العراقي هو ركاب هذه الطائرة. والغريب الذي صدم تلك الدوائر العالمية والمهمة و عالية المقام ان هؤلاء القراصنة لديهم حصانة ودعم وحماية من الولايات المتحدة ومن ايران والكويت ودول اخرى . من هنا بدأت المحاججة الخانقة ضد الدوائر الاميركية وصاحب القرار الاميركي والتي حمّلتها تلك المنظمات العالمية جريمة تدمير العراق، وجريمة دعم قراصنة لديهم مليشيات ولديهم جيوش سرية ولديه دويلة خاصة اسستها لهم امريكا وهي ( المنطقة الخضراء) . فأخذت على عاتقها قيادة عملية التغيير القادم في العراق. وبعد أزاحة الولايات المتحدة عن الانفراد بالقرار العراقي لتصبح أمريكا احد اعضاء التحالف العالمي الدولي الذي سيأخذ مهمة التغيير وجعل العراق النموذج الناجح في المنطقة والاقليم من اجل اعادة الثقة بالنظام العالمي واعادة الثقة بتلك الدوائر التي ترفع شعارات السلام والاستقرار والديمقراطية !
العراق والدرس الهاييتي !
١-والغريب ان هذه الطبقة السياسية تعترض على اي تغيير سياسي في العراق سواء كان انقلاباً مدعوم، أو بعملية دولية خاصة مثلما حصل في بنما وأسر الجنرال نوريغا وأفراد نظامه ، او بعملية عسكرية خاطفة مثلما حصل في جمهورية هاييتي. لا سيما وان الوضع في هاييتي مشابه لوضع العراق سابقا والان. حيث كانت هاييتي يحكمها نظام دكتاتوري عسكري ثم جاء التحول الديموقراطي بفوز القس والمحامي ارستيد رئيسا لهاييتي وبدعم أميركي ( ضعوا خط تحت “بدعم أميركي” وخط تحت “انتخب ديموقراطيا” لانه سياتي الجواب في سياق هذا المقال ) ثم ايضا فاز الرئيس ارستيد بولاية ثانية ديموقراطيا وبدعم أميركي ولكنه لم يكمل ولايته وسوف يأتيكم السبب !
نقطة نظام : فالفوز بالديموقراطية المزعومة ليس ضمان يمنع التغيير ويمنع الانقلاب على هذه الديموقراطية الزائفة !
٢-هاييتي هي أول دولة مستقلة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. والعراق هو اول دولة مستقره ومستقلة تماما وصاعدة في الشرق الأوسط .فشهدت هايتي، والتي كانت تُعرف سابقاً باسم “لؤلؤة جزر الأنتيل”، تحولًا جذرياً؛ إذ أصبحت تواجه حالة من عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والكوارث الطبيعية” ومثلما حصل في العراق مابعد عام ٢٠٠٣” .وتتمتع هايتي بأهمية جيوسياسية كبيرة، نظراً لتراثها التاريخي، وموقعها الاستراتيجي وهكذا العراق اهمية العراق!
المتغير السياسي الهاييتي !
١-وقع انقلاب في هايتي في عام 2004 بعد نزاعات دامت عدة أسابيع في هايتي خلال شهر فبراير من عام 2004. اي بعد تمرد استمر ثلاثة أسابيع يقوده الطلبة وفئات اجتماعية ، ومع استيلاء المتمردين على العاصمة، غادر أريستيد هايتي مجبرًا على متن طائرة أمريكية برفقة عناصر أمن أمريكيين ونُقل دون علم منه بالطريق والوجهة عبر أنتيغوا إلى بانغي، جمهورية أفريقيا الوسطى . اي افضى الانقلاب إلى عزل الرئيس المنتخب ديموقراطيا جان برتران أريستيد من منصبه ونُقل على متن طائرة هو وأسرته ونسائه بمساعدة طاقم أمني\عسكري أمريكي مثلما أسرنا أعلاه ،، مما منعه من إنهاء ولايته الثانية..
٢-في أعقاب ذلك ادّعى أريستيد أنه كان قد «اختُطف» من قبل القوات الأمريكية وذكر أن الولايات المتحدة دبرت انقلابًا في هايتي، وهو ادعاء أثار اعتراضات من قبل مسؤولين أمريكيين. وفُرض المنفى على أريستيد، إذ نُقل مباشرة من هايتي إلى جمهورية أفريقيا الوسطى واسكنوه في فندق متدني ” نجمه واحده ” ، ليستقر في نهاية المطاف في جنوب أفريقيا بعد ان دفعت فواتير الفندق جنوب أفريقيا . وأُسست حكومة مؤقتة في هايتي ترأسها رئيس الوزراء جيرار لاتورتو والرئيس بونيفاس أليكساندر.
الخلاصة :
ان الذي يدعي انه منتخب ديموقراطيا ويمارس الثيوقراطية والمليشياتية والفساد ونهب ثروات واصول الدولة، ويمارس الكذب والشعارات ومحاربة التعليم والزراعة والصناعة والصحة .. ويمارس انتهاكات حقوق الإنسان وقمع حرية التعبير ،ونشر الجهل والخرافة. والسكوت عن قتل شعبه بالدواء المسرطن والمستورد من مناشيء مزيفه، وبالمخدرات ،والجريمة المنظمة والسرطان .، ويضع رأسه بالرمال عن تدمير الطفولة والمرأة وتدمير مستقبل الشباب ،وتعمده في تدمير الطبقة الوسطى في المجتمع … فهذا النموذج الديموقراطي هو اسوأ من اعتى أنواع الديكتاتورية في العالم لأنه يلبس رداء الطبيب وهو يقتل بمرضاه ( وهذا ماهو موجود في العراق منذ 21 سنة ولازال ) .. لذا وجب التغيير لانتشال بلد عمره ٧ آلاف سنة ويعتبر قطب الرحى للمنطقة ولمصالح العالم الاقتصادية والامنية . وانقاذ شعب علم العالم الكتابة والهندسة والموسيقى والطب والقوانين والهندسة واخرها ايقونة العراق العالمية زها حديد !
سمير عبيد
٢٥ حزيران ٢٠٠٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الطبقة السیاسیة فی العراق فی هایتی

إقرأ أيضاً:

منيمنة في لقاء مع ملتقى أمناء بيروت: نواب التغيير يمارسون دور المحاسبة

نظم ملتقى أمناء بيروت "بيروت لي" لقاء سياسيا مع النائب إبراهيم منيمية في مركزه في فردان، تخلله كلمة لرئيس الملتقى فادي غلاييني تناول فيها "الأوضاع السياسية والتطورات الراهنة، والقضايا الاقتصادية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية"،  مفندا الدور الذي يشارك فيه النائب منيمنة في مجلس النواب من خلال اللجان النيابية، تلاه  امين سر الملتقى جهاد الضاني متحدثا عن الأمور التي تعاني منها مدينة بيروت على المستويات كافة.   وتطرق الى عمل النواب التغييريين من الإيجابيات التي حصلت الى السلبيات التي يجب معالجتها، طارحا مجموعة أسئلة عن إمكانيات الخروج من الازمات اللاحقة التي تعيشها المدينة ان كان على المستوى السياسي او الاجتماعي والاقتصادي.


من جهته، عرض منيمنة ل"حال الواقع التغييري التي بدأت مع انتخابات البلدية في بيروت عام 2016، وخوضه للانتخابات النيابية عام 2018 على الرغم من عدم نجاحه في الاستحقاقات، الا انها كانت حال تراكمية لمرحلة مقبلة تمظهرت في ثورة 17 تشرين  وأدت الى نجاحه بأعلى الأصوات في مدينة بيروت في انتخابات 2022 ضمن حال من الدعم البيروتي المطالب بالتغيير والتواق اليه".   وشدد على انه "يعمل على تطوير علاقته بالناخب البيروتي لتتحول موجة الاعتراض القائمة الى تأييد"، ولفت الى "ان حال التغيير هي مسار طويل يأخذ سنوات لتحقيق ذلك ، متكئا على تراكمات لاعوام سابقة من النضال"، مشيرا الى "ان التنسيق دائم ومتواصل  يربط نواب التغيير في ما بينهم خصوصا في الاستحقاقات المركزية والقضايا الوطنية والمشاريع الإنمائية التي تهم اللبنانيين".   وشرح "دوره القائم في مجلس النواب ومشاركته في اللجان النيابية لدراسة مشاريع القوانين المتعلقة بملفات عدة تخدم البلد وقضاياه الخدماتية والانمائية، والتي تسعى هيئة المجلس الى عدم تمريرها والقائها في ادراج المجلس، فضلا عن عدد كثيف من المشاريع المشبوهة التي عمل على التصدي لها مع زملائه التغييريين، لكونها ذات تأثير مباشر على المواطنين".   واعلن "انه يعمل في السلطة التشريعية وليس التنفيذية، ولا يملك أي سلطة على الأرض ولا على بلدية بيروت ولا على الوزارات الخدماتية المختصة"، كاشفا "ان نواب التغيير يقومون بدور الرقابة والمحاسبة بمعارضة ديموقراطية من داخل المجلس النيابي". واستعرض واقع بلدية بيروت من البؤس الذي يعشش في داخلها وحال الفوضى فيها، مشيرا الى "تحميل المصارف المسؤولية عن ودائع المواطنين، ومحاولات جمعية المصارف تحميل مسؤولية الودائع الى الدولة اللبنانية ليتم التهرب من المسؤولية، وعدم دفع مستحقات المودعين"، عارضا "كيفية الخروج من الازمة المالية باستعادة الدولة لدورها". وختم مؤكدا ان "دوره التشريعي ناشط، ساعيا لايجاد حلول جدية لمشاكل العاصمة على صعيد الخدمات العامة وتحسين سبل العيش في المدينة".

مقالات مشابهة

  • حركة التغيير:حكومة الإقليم تفقد سيطرتها على 75% من مناطق محافظة دهوك بسبب الاحتلال التركي
  • النزوح العنيف أكثر الأزمات إهمالا في العالم .. 9 من بين 10 أزمات موجودة في أفريقيا
  • منيمنة في لقاء مع ملتقى أمناء بيروت: نواب التغيير يمارسون دور المحاسبة
  • الانتقالي: الشرعية لمن يسيطر على الأرض وشراكتنا مع الحكومة لفتح آفاق للتعامل مع العالم
  • في ظلال طوفان الأقصى “85”
  • القضاء العراقي العدالة بمعنى الإنسانية
  • المياه النيابية:انخفاض المياه في نهر الفرات بسبب هيمنة “قوات قسد”على أهم السدود في سوريا
  • انتكاسة كبرى لواشنطن: الجيش الأميركي يبحث عن “خطة بديلة” لغرب أفريقيا بعد طرده من النيجر
  • أخنوش: الحكومة كانت لها الشجاعة السياسية لمعالجة ملفات اجتماعية ضخمة ولم نركن إلى التبريرات