في وقت تتصاعد فيه المخاوف والتحذيرات من اندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان على خلفية التصعيد بين الدولة العبرية وجماعة حزب الله، زعم الوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل قادرة على “إغراق لبنان بالظلام” وإضعاف جزء كبير من قدرات حزب الله العسكرية خلال أيام، لكنها ستدفع “ثمنا باهظا” أيضا.

ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن غانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية (يسار) قوله في كلمته في مؤتمر هرتسيليا 2024 الأمني، إن إسرائيل تمتلك القدرة على إغراق لبنان في الظلام عبر تدمير شبكة الكهرباء، وتفكيك بنيته التحتية.

ومنذ أيام، تتصاعد المخاوف في إسرائيل من تداعيات انقطاع محتمل للتيار الكهربائي إذا انحدرت المواجهات اليومية بين تل أبيب وحزب الله إلى حرب شاملة.

بالتزامن، تتواصل المساعي الدبلوماسية للدفع باتجاه حل سياسي يعيد الاستقرار على جانبي الحدود إلى ما قبل 7 أكتوبر تاريخ بدء “طوفان الأقصى” وإعلان حزب الله في اليوم التالي فتح الجبهة الجنوبية للمساندة والتخفيف عن غزة.

فقد عادت حركة الموفدين على خط تل أبيب بيروت لوقف التصعيد بين طرفي النزاع، وعدم تحويل لبنان إلى غزة أخرى كما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

إذ حطّت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت أمس في زيارة استمرت لساعات، التقت فيها المسؤولين، وأشارت إلى “أن الوضع على الخط الأزرق دقيق والمخاطر قائمة”.

إلى ذلك،  كشف مصدر إعلامي أن كل السفارات في لبنان خفّضت عدد موظفيها تحسّباً لأي سيناريو خطير في الجنوب، كما أنشأت مكاتب ومواقع للإخلاء الفوري في أماكن عدة في البلاد تضم موظفين مدنيين وعسكريين مهمتهم تأمين الإخلاء الفوري والسريع لموظفي السفارات لحظة اندلاع الحرب جنوباً”.

وحثّت كندا رعاياها على مغادرة لبنان بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تصاعد العنف بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني في المنطقة.

وقالت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية، ميلاني جولي، في بيان، يوم الثلاثاء، إن «سلامة وأمن الكنديين في الداخل والخارج أولوية قصوى لكندا».

وأضافت أن «الوضع الأمني في لبنان أصبح متقلباً بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به بسبب العنف المستمر والمتصاعد بين (حزب الله) وإسرائيل، ويمكن أن يتدهور أكثر دون سابق إنذار».

وقالت جولي إن «الوقت قد حان للمغادرة، بينما تظل الرحلات التجارية متاحة».

ويتبادل «حزب الله»، وإسرائيل النار، كل يوم تقريباً منذ أكثر من ثمانية أشهر. وازدادت حدة القتال مؤخراً بشكل ملحوظ.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: اسرائيل تصعيد في الجنوب اللبناني لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟

لم يكن اللبنانيون، إلى أي فئة انتموا، يحتاجون إلى الكثير من المعلومات لكي يعرفوا مسبقًا ما سيكون عليه ردّ الرئيس بري، بصفته "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، على الورقة الأميركية للحّل. فهو في النهاية يريد أن يأكل عنبًا، بالتزامن مع سعيه من خلال تنسيقه مع "حزب الله" إلى إبعاد "الناطور" عن الحديقة الخلفية للبنان، وذلك من خلال رفضه ما تضمّنته الورقة الأميركية للحّل من نقاط من شأنها إطلاق يد إسرائيل جوًّا وبرًّا وبحرًا. وهذا ما لا يقبله أي لبناني عاقل. فالقبول بما يمكن أن يطمئن إسرائيل غير وارد، لأن ما يطمئن إسرائيل يتعارض مع السيادة اللبنانية، وهذا ما كانت عليه طبيعة الردّ اللبناني. فالرئيس بري على تنسيق تام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يصرّ على تطبيق القرار 1701 بكل بنوده، بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإعطاء الجيش الدور الأكبر في المحافظة على الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، من دون توسيع لصلاحياتها الأساسية، مع رفض مطلق لما تحاول إسرائيل فرضه بقوة النار، أي أن تمتلك "حق العمل العسكري" متى شاءت. وهذا يعني التنازل عن مبدأ السيادة، وبالتالي التسليم باستباحة مناطق البيئة الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، بحيث يصبح العيش فيها شبه مستحيل.   أمّا ما يتعلق بتوسيع اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ القرار 1701 فإن الرئيس بري، ومعه الرئيس ميقاتي، لا يريان أي فائدة في انضمام كل من المانيا وبريطانيا إلى هذه اللجنة الدولية، التي يرأسها جنرال أميركي وآخر فرنسي. ويرى الجانب اللبناني تفعيل عمل اللجنة القديمة بدلًا من توسيعها. وهو لزوم ما لا يلزم. لأن أي زيادة على عمل اللجنة القديمة يعني زيادة على ما نصّ عليه القرار 1701، أي أن يكون مذّيلًا بعلامة +. وهذا ما يرفضه لبنان كأساس صالح لمفاوضات يُعتقد أنها ستكون طويلة وشاقة، مع إصرار على ألا تبدأ هذه المفاوضات إلاّ بعد وقف شامل للنار، إذ من غير المنطقي أن يقبل لبنان بالسير بهذه المفاوضات على وقع الغارات الإسرائيلية، التي تدّك المناطق المستهدفة يوميًا، والتي ينتج عنها المزيد من الضحايا والدمار والخراب.   لذلك فإن الاولوية اليوم هي للتفاوض على وقف الحرب، أما ما بعدها فمتروك لنجاح التسوية، ولكن على عكس ما يروج له البعض من أن التسويات تأتي دائمًا على حساب لبنان، الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة عدم وضوح في الرؤية وفي التقدير وبعد النظر.   ويرى مراقبون حياديون أن مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، والتي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، مرهون بمدى جدّية استعداد تل أبيب لوقف شامل للنار، وهي التي تؤكد على لسان قادتها والمسؤولين فيها أن الحرب الشاملة والواسعة، التي شنتّها على لبنان منذ شهرين تقريبًا لم تحقّق أهدافها بعد. وهذا يعني أن لا نية لدى حكومة الحرب الإسرائيلية بوقف مسلسل اعتداءاتها قبل أن تضمن عدم تكرار عملية "طوفان الأقصى" بنسخته اللبنانية".   ويقابل إصرار تل أبيب على مواصلة اعتداءاتها تمسّك "حزب الله" بخطابه الجماهيري، الذي يرفض التسليم بالأمر الواقع، من خلال ابرازه ما حقّقه من إنجازات ميدانية، حتى أن بعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" يذهبون بعيدًا في مسألة إبراز هذه الإنجازات، التي يعتبرون أنها ستفضي عاجلًا أم آجلًا، إلى تراجع تل أبيب عن شروطها التعجيزية، ومن ضمنها بالتأكيد إبقاء الجنوب ولبنان كله تحت العين الإسرائيلية، مع الإصرار على أن تطورات الميدان الجنوبي لا تسمح لإسرائيل بأن تدّعي النصر وفرض شروطها التي تتناقض مع السيادة.   من هنا، فإن "حزب الله"، الذي سلم ملاحظاته للرئيس بري، يحاول أن يرسّخ معادلة جديدة تقوم على التناغم بين الميدان والمسار الديبلوماسي، مع ما يمكن أن يترتب عن هذه المعادلة المعقدة والمكلفة في آن.  وهذا ما تفعله أيضًا إسرائيل، التي تسابق دباباتها في الجنوب المسار التفاوضي. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • هل يُستخدم التعداد لتغيير هوية كركوك؟ مخاوف العرب والتركمان تتصاعد
  • كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟
  • عن الدور الفرنسي في وقف الحرب على لبنان.. هذا ما تريده إسرائيل
  • جيش الاحتلال يأمر سكان 3 قرى في جنوب لبنان بالإخلاء الفوري
  • لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
  • محلل اقتصادي يكشف سبب تزايد الإقبال على الذهب.. فيديو
  • باسيل: استقلال لبنان مهدد لان إسرائيل تحاول احتلال الأرض
  • إسرائيل.. قتيل بصواريخ أطلقت من لبنان على نهاريا
  • هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
  • أمريكا: إسرائيل تحقق أهدافها واقتراب نهاية حربها مع حزب الله