عقابًا على الصمود الأسطوري.. الاحتلال يستخدم الفلسطينيين دروعًا بشرية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
◄ الدروع البشرية.. أحقر ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
◄ استخدام المدنيين دروعًا بشرية جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني
◄ فيديو مؤلم يُظهر استخدام الاحتلال لمواطن فلسطيني درعًا بشريًا للبحث عن متفجرات أو أسرى
◄ معارك شرسة في رفح مع استمرار القصف الإسرائيلي الغاشم في أنحاء القطاع
◄ عشرات الشهداء في أقل من 24 ساعة إثر غارات جوية عنيفة
الرؤية- غرفة الأخبار
في قلب الصراع بقطاع غزة ورغم ما يعيشه الشعب الفلسطيني من كارثة إنسانية غير مسبوقة، لا يزال العدوان الإسرائيلي الغاشم ينتهك حقوق الإنسانية بأبشع الطرق، ضاربًا بالقوانين الدولية عرض الحائط، والتي من بينها اتفاقيات جنيف، إلّا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد انتهاك كرامة الشعب الفلسطيني عقابًا له على صموده الأسطوري؛ حيث كشفت مقاطع مصورة استخدام جيش الاحتلال لمدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية في قطاع غزة، وهو ما يمثل جريمة حرب يحظرها القانون الدولي الإنساني لا سيما أحكام اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر استخدام المدنيين دروعًا بشرية.
ولا ريب أن الجرائم المتكررة التي ينفذها جيش الاحتلال في غزة، تستوجب المساءلة الدولية والمحاكمة أمام أكبر المحاكم الدولية والأممية، بالتوازي مع البدء الفوري في إصدار مذكرات اعتقال بحق القادة العسكريين والمسؤولين الإسرائيليين الذين اقترفوا جريمة استخدام المواطنين دروعا بشرية.
وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفق للناطق باسمها في غزة هشام مهنا، أن القانون الدولي الإنساني يحرم استخدام مدنيين دروعًا بشرية. وأوضح أن اللجنة لا تناقش مسألة استخدام مدنيين دروعًا بشرية بشكل علني.
والقانون الدولي واتفاقات جنيف لعام 1949 يحرمان استخدام المدنيين دروعا بشرية، إضافة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ونظام روما الأساسي اعتبرا استخدام الدروع البشرية جريمة حرب.
وتنص مواد القانون الدولي على حماية المدنيين من أخطار العمليات العسكرية ما لم يشاركوا مباشرة في أعمال تضر بالعدو، ولكنه لا يوضح ما إذا كان جعل المدنيين من أنفسهم دروعا بشرية طوعية يعد مشاركة مباشرة في النزاع؛ إذ نص البند الأولى من المادة 11 في القانون على :" يجب ألا يمس أي عمل أو إحجام لا مبرر لهما بالصحة والسلامة البدنية والعقلية للأشخاص الذين هم في قبضة الخصم أو يتم احتجازهم أو اعتقالهم أو حرمانهم بأية صورة أخرى من حرياتهم نتيجة لأحد الأوضاع المشار إليها في المادة الأولى من هذا الملحق " البروتوكول " . ومن ثم يحظر تعريض الأشخاص المشار إليهم في هذه المادة لأي إجراء طبي لا تقتضيه الحالة الصحية للشخص المعني ولا يتفق مع المعايير الطبية المرعية التي قد يطبقها الطرف الذي يقوم بالإجراء على رعاياه المتمتعين بكامل حريتهم في الظروف الطبية المماثلة".
وقد أظهر مقطع فيديو نشرته قناة الجزيرة القطرية، تفاصيل ما تحمله مُسيّرة إسرائيلية كانت قد أسقطت في غزة في ديسمبر 2023. وأظهر الفيديو فلسطينيًا يجوب شوارع حي الشجاعية الخاوية بمدينة غزة، ويمر قرب جثة لفلسطيني مجهول، ثم يفتح أبواب صفوف مدرسية (بحثًا عن أسرى أو متفجرات على الأرجح) تحت رقابة لصيقة من مسيّرة إسرائيلية كبيرة، وأخرى أصغر حجمًا، تتبعه كظله. هذه اللقطات التي لم تتعد مدتها الدقيقتين، وثقت بالصوت والصورة جريمة استخدام الجيش الإسرائيلي مدنيًّا لم تُعرف هويته (كان رهن الاعتقال على الأرجح) كدرع بشري.
وبالأمس، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية عدة مناطق في أنحاء قطاع غزة، وقال سكان إن قتالًا عنيفًا وقع خلال الليل بمدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني. وقال سكان إن القتال اشتد في حي تل السلطان غرب رفح حيث حاولت الدبابات أيضا شق طريقها شمالا وسط اشتباكات عنيفة. وقالت حركة "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليهما هاجموا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر. ومنذ أوائل مايو، يتركز القتال في مدينة رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث نزح نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد الفرار من مناطق أخرى. واضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى منذ ذلك الحين. وقال مسعفون إن ضربة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين بالقرب من مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وذكر سكان ووسائل إعلام أن الشهداء كانوا ضمن مجموعة من الأشخاص تجمعوا خارج متجر لالتقاط إشارة إنترنت من أجل التواصل مع أقاربهم في أماكن أخرى من القطاع. وقال مسعفون إن قذائف أطلقتها دبابات استهدفت شقة سكنية في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة لتودي بحياة 5 على الأقل وتصيب آخرين. وكان مسعفون قد قالوا في وقت سابق إن فلسطينيين استُشهدا في هجوم صاروخي إسرائيلي في رفح.
وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية دمرت منزلا في بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة عدد آخر.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 37718 فلسطينيًا وتدمير معظم مناطق القطاع المكتظ بالسكان.
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب، لم تنجح جهود الوساطة الدولية المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق سوى على وقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس.
ويشكو الفلسطينيون بجنوب قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء وارتفاع الأسعار. وقال مسؤولو الصحة إن آلاف الأطفال يعانون من سوء تغذية تسبب في استشهاد ما لا يقل عن 30 منهم منذ السابع من أكتوبر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظة شمال قطاع غزة شرارة الانتفاضة ورمز الصمود
إحدى أكبر محافظات قطاع غزة، احتلتها إسرائيل أثناء حرب الأيام الستة يوم الخامس من يونيو/حزيران 1967، ثم انسحبت منها ومن القطاع كله في سبتمبر/أيلول 2005، وفي نهاية عام 2023 طالب الاحتلال سكان محافظتي غزة وشمال غزة بإخلاء المنطقة والاتجاه جنوبا نحو ما أسماه "المنطقة الآمنة" تمهيدا للحرب البرية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024 فرض الجيش الإسرائيلي حصارا خانقا على محافظة الشمال، ومنع دخول الطعام والماء، كما شن فيها غارات جوية وقصفا متواصلا، مما أسفر عن مجازر بحق المدنيين في المنطقة.
موقع محافظة شمال غزةتقع شمال قطاع غزة، وتحيط بها مستوطنات إسرائيلية، منها زيكيم وسديروت من الجهتين الشمالية والشرقية، بينما تحدها محافظة غزة من الجنوب.
تمتد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بشريط ساحلي يبلغ طوله نحو 6 كيلومترات.
تضم المحافظة معبر بيت حانون الحدودي، المعروف بمعبر "إيرز" وفق تسمية سلطات الاحتلال.
وقد سجل في عام 2023 قرابة 444 ألفا و412 نسمة في محافظة شمال قطاع غزة، حسب ما نشره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
بلدات محافظة شمال غزة جباليامركز محافظة الشمال، تقع جنوب بيت لاهيا، وتحدها بيت حانون من الشمال الشرقي.
تبلغ مساحتها حوالي 11 ألفا و497 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، يقع ضمن إدارتها المحلية مخيم جباليا "أحد أكبر مخيمات قطاع غزة" وكذلك بلدة النزلة (نزلة جباليا).
أصبحت تابعة لمحافظة الشمال عام 1994 بعد التقسيم الإداري الذي وضعته السلطة الفلسطينية عقب تسلمها إدارة القطاع بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
تعددت الروايات بشأن تسميتها، فقد قيل إن اسمها اشتق من العلو والارتفاع، لأنها تضم جبلا رمليا يرتفع نحو 45 قدما عن سطح البحر.
وفي رواية أخرى قيل إن الاسم مأخوذ من "أزاليا" الرومانية أو "جبالاية" السريانية بمعنى الجمال، أو "جيلا" بمعنى الفخار.
وربطت بعض الروايات اسمها بقوم "الجبالية" الذين ربما استقروا فيها في أواخر العهد البيزنطي.
بيت لاهياتبلغ مساحتها 24 ألفا و500 دونم وتقع شمال مدينة غزة وتبعد عنها مسافة 7 كيلومترات، وتحدها شمالا قرية هربيا المحتلة، وجنوبا جباليا والنزلة، وبيت حانون شرقا ومن الجنوب الشرقي، والبحر المتوسط غربا.
اختلف المؤرخون في تفسير سبب تسمية "بيت لاهيا"، ففريق منهم قال إنها مشتقة من كلمة الآلهة، فقد كانت البلدة سابقا "بيتا للآلهة والمعابد" في العصور القديمة، بينما قال فريق آخر إنها كانت معروفة بجمالها وأماكن التنزه حتى صارت مكانا للهو، ومنه اشتق اسمها.
تشتهر البلدة بامتهان أهلها الخياطة وتُعرف بـ"مشروع بيت لاهيا"، ثاني أكبر مصنع خياطة في فلسطين، الذي صار يصدر للخارج، لكن إغلاق المعابر وعرقلة الاحتلال جعلا التجار يلجؤون لفتح مصانعهم بالخارج في مصر والأردن.
بيت حانونيحدها خط الهدنة 1948 من جهة الشمال الشرقي، ومدينة جباليا جنوبا ومن الجنوب الغربي، وبيت لاهيا غربا ومن الشمال الغربي.
تضم معبر "إيرز" (بيت حانون) وهو أكبر معبر بري يربط بين القطاع ومناطق الاحتلال الإسرائيلي.
تتميز بيت حانون بكثافتها السكانية العالية، فقد بلغ عدد سكانها عام 2023 حسب موسوعة القرى الفلسطينية 62 ألفا و916 نسمة.
يعتمد غالبية سكانها على الزراعة، إذ إن 45% من أراضيها مخصصة للزراعة، وتشتهر بخضرواتها وحمضياتها، وأشجار اللوز والتين والتفاح.
أبرز المعالم الكنيسة البيزنطيةتقع في محافظة جباليا، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 444م، وسميت بهذا الاسم لأنها بنيت في عهد الإمبراطورية البيزنطية، ويقول المؤرخون إن السبب الرئيسي لهدمها هو تعرضها لزلزال مدمر.
اكتشفت عام 1998 عندما جرى تعبيد شارع صلاح الدين، ولكن ردمت حينها بالرمال لحمايتها حتى وصول الإمكانيات التي تسمح لترميمها والحفاظ عليها.
بدأ ترميمها عام 2017، وافتتحتها وزارة الثقافة والآثار عام 2022 بعد انتهاء أعمال الترميم.
تبلغ مساحتها حوالي 800 متر مربع، تحتوي أرضيتها لوحات فسيفساء تضم نقوشا وزخارف هندسية عن الحياة في العهود القديمة، ولكن فُقد معظمها نتيجة الحروب التي مرت على المنطقة.
استهدفتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي أثناء العدوان على قطاع غزة عام 2023، وهو ما أدى لأضرار جسيمة وتصدعات تهدد بنيتها الأساسية.
معبر بيت حانون/إيرزيقع على حدود محافظة الشمال، ويفصل بين أراضي قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، وتتحكم فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل.
خُصص الحاجز بشكل أساسي لتنقل المركبات والأفراد من المواطنين والأجانب بين قطاع غزة وأراضي الضفة الغربية والداخل الإسرائيلي، ويمر منه الدبلوماسيون والصحفيون والبعثات الأجنبية والشخصيات المهمة والعمال وتجار القطاع (الراغبون في الدخول بتصاريح إلى إسرائيل) والعمال من قطاع غزة، كما تمر منه الصحف والمطبوعات.
ويُستخدم لمرور الحالات المرضية الفلسطينية المطلوب علاجها في خارج القطاع في أماكن السيطرة الإسرائيلية أو الضفة الغربية أو الأردن.
يعاني المعبر من حالات متكررة من الإغلاق الطويل، إضافة إلى فرض قيود على حركة التجار والعمال الفلسطينيين للمرور إلى الداخل الإسرائيلي والضفة الغربية، ويحتاج الفلسطينيون للمرور عبر المعبر إلى استصدار تصاريح من سلطات الاحتلال عبر إجراءات معقدة وبطيئة تحتاج لوقت طويل.
مخيم جبالياأحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، أنشئ بمحاذاة بلدة جباليا بعد نزوح آلاف الفلسطينيين إليه قادمين من قرى ومدن جنوب فلسطين عقب النكبة عام 1948.
تحده من الشمال بيت لاهيا ومن الجنوب والغرب مدينة جباليا وقرية النزلة.
انطلقت منه شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة كذلك باسم انتفاضة الحجارة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987.
يعيش سكان المخيم ظروفا اجتماعية قاسية بسبب الاكتظاظ السكاني وضيق المساحة، وترتفع فيه معدلات البطالة، ويعتمد معظمهم على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتغطية احتياجاتهم اليومية، كما يعانون من انقطاع الكهرباء المتكرر ومن تلوث إمدادات المياه، إذ إن 90% من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.
خطة الجنرالاتخطة عسكرية اقترحها الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي "غيورا آيلاند" على بنيامين نتنياهو، وتبناها عدد كبير من جنرالات الجيش، وذلك أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وُضعت الخطة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت أو الاستسلام.
ثم لاحقا يتم تحويل شمال القطاع إلى "منطقة عسكرية مغلقة" بهدف القضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المنطقة.
تفترض خطة الجنرالات أن الحصار أكثر الحلول فاعلية لإنهاء الحرب وتقليل عدد القتلى من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
كما تُقدر أن السيطرة على شمال غزة يمكن أن يدفع سكان المناطق الأخرى للانتفاض ضد حركة حماس.