قال الدكتور أيمن الحجار، من علماء الأزهر الشريف، إن الأب مؤسسة تربوية داخل الأسرة، يراها الأبناء فيقتدون بالأب وكذلك بالأم، لافتا إلى أن الأب يهتم بشؤون الأسرة من الخارج، ويكتسب خبرات كثيرة ينقلها للبيت.

الأبناء يلجأون إلى الأب حينما يشعرون بشيء من الضعف

وأضاف «الحجار»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج «البيت»، والمُذاع على شاشة «قناة الناس»، اليوم الأربعاء: «الأبناء يلجأون إلى الأب حينما يشعرون بشيء من الضعف، ويلجأون إلى الأم إذا شعروا بالحاجة إلى الحنان، فالأب دائما هو مصدر القوة في البيت، ويلتف حوله الأبناء وينقل لهم كل مشاعر الرحمة والحب مع أولاده وبناته».

وجود الأب الصالح في الأسرة يقلل من مساحة الجريمة

وتابع العالم الأزهري: «وجود الأب الصالح في الأسرة يقلل من مساحة الجريمة لأنه هو القدوة لأولاده، وكذلك الأب الصالح يختار شريكة صالحة تتعاون معه في الحياة الاجتماعية، بصفات طيبة، والزوجة الصالحة هي التي تربت على الأخلاق والمثل العليا، وتكون سندا له، وتبادله الحب والرحمة له ولأولاده».

وتابع: «هناك حقوق للآباء على أبنائهم، وكذلك للأبناء حقوق على أولاده، فالأب يعلمهم أن يكونوا بارين مع الأسرة، الإنسان عليه أن يعطي مساحة كبيرة لأولاده فى حياته، والاستثمار الحقيقي في الأولاد هو الاستثمار في أخلاقهم، لكن الأب العاق يلاقي حجودا كبيرا من أبنائه، لأنه ملأهم بالحقد فكيف يعطيهم الحنان، ومن يتعامل مع زوجته وأولاده بقسوة شديدة ومقصر في كل الأمور، وننصح الأولاد إنهم يبروه لأن الله جعل للوالدين مكانة، والأب العاق له عقاب كبير عند الله لتقصيره فى حقوق أولاده».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عقوق الآباء عقوق الأبناء العقوق

إقرأ أيضاً:

احرصوا على سجل الذكريات

الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن. والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • اليوم .. وزارة التضامن تعلن أسماء الأمهات المثاليات لعام 2025
  • ما وصية أبو إسحاق الحويني التي قالها لأبنائه قبل وفاته؟
  • لصوص دقلو في كرب شديد، أياً كانت جحورهم
  • احرصوا على سجل الذكريات
  • مجالس وزارة الداخلية الرمضانية تناقش «ثقافة الأسرة الآمنة»
  • بيان شديد اللهجة من غزل المحلة بسبب حكم مباراة البنك الأهلي
  • مجالس وزارة الداخلية الرمضانية تناقش ثقافة الأسرة الآمنة
  • طالبان تفصل الزوجين البريطانيين المحتجزين وتنقلهما إلى سجن شديد الحراسة
  • خلى بالك.. ما هى الموافقة الخطية التى اشترطها القانون لسفر الأبناء؟
  • أمريكا تطرد الحقيقة.. إبراهيم رسول جريمة دبلوماسية بلا عقاب!