ليس من الضروري أن يُشهر أحدهم في وجوهنا كلمة "لا" أو أن يرشقنا  بكلمات جارحة مُسننة كي نشعر بالرفض، أحياناً يؤدي استبعاد أحدنا عن وظيفة أحلامه أو من صحبة سعيدة، أو عدم تلقيه دعوة لجلسة عائلية أو حفلة عيد ميلاد، إلى تآكل ثقتنا واعتدادنا بأنفسنا.

اعلان

تخيل أنك تجلس في غرفة انتظار مع شخصين غريبين. يلتقط أحدهما كرة على الطاولة ويرميها إلى الآخر، ثم يبتسم هذا الشخص وينظر إليك ثم يمرر لك الكرة.

دعنا نفترض أن قدراتك على الرمي من مسافة قصيرة جيدة نسبياً، تنخرط في اللعبة وتقذف الكرة إلى الشخص الأول، الذي يقذفها بسرعة إلى الشخص الثاني. ولكن بعد ذلك بدلاً من رمي الكرة إليك، يقوم الشخص الثاني بإعادتها إلى الشخص الأول، مما يؤدي إلى إخراجك من اللعبة. كيف سيكون شعورك في هذا الموقف؟ هل ستتأذى مشاعرك؟ هل سيؤثر ذلك على مزاجك؟ ماذا عن احترامك لذاتك؟

معظمنا سيسخر من الفكرة.. شخصان غريبان لم يمررا لي كرة غبية في غرفة الانتظار؟ من يهتم؟ ولكن عندما قام علماء النفس بالتحقيق في هذا الموقف بالذات، وجدوا أننا نهتم أكثر بكثير مما ندرك. ودائمًا ما يشعر الشخص الذي اُستبعد بعد الجولة الأولى أو الثانية من رمي الكرة بألم نفسي كبير. وإذا كانت مثل هذه التجربة البسيطة تثير ألمًا عاطفيًا حادًا (بالإضافة إلى انخفاض في المزاج وحتى احترام الذات) يمكننا أن نبدأ في تقدير مدى ألم الرفض الحقيقي.

تشريح الألم:

ما يميز الرفض عن كل المشاعر السلبية الأخرى التي نواجهها، هو حجم الألم الذي يثيره. فغالبًا ما نصف الألم العاطفي بأنه "يشبه اللدغ" أو "ينخر العظم" وتقول إحدى السيدات ليورونيوز حين رفضها شريك عاطفي: "خرجت من ظلماتي بمشقة، رغم الضحك والدعابات اللاذعة والسخرية من التجربة ككل، كادت روحي تزهق من فرط اليأس".

عندما نتعرض للرفض، فإننا غالباً ما نميل لبناء صورة وردية حول ما خسرناه، فالوظيفة التي لم نحصل عليها تبدو بصورة أفضل كثيرا من حقيقتها، والحبيب المفقود مثالي ولا يُعوض، والعلاقات التي كانت تجعلنا بائسين نراها أفضل العلاقات بمجرد انتهائها، وهذه الصورة الوردية غير الحقيقية تجعل تعاملنا مع الرفض أصعب بكثير.

في دراسة أجراها باحثون بجامعة كنتاكي حول فرضية أن ألم الرفض يحاكي الألم الجسدي، أعطى الباحثون عقار "إسيتامينوفين" (Acetaminophen) للمشاركين في الدراسة، قبل حثهم على تذكر بعض مواقف الرفض المؤلمة التي تعرضوا إليها، كان الذين تناولوا العقار أقل تعرضا للألم من أولئك الذين حصلوا على عقار يحتوي على السُكّر فقط، وقلل دواء إسيتامينوفين من الشعور بألم الرفض.

وتقول بعض الدراسات الإنثربولوجية إن أسباب ألم الرفض تعود لكونه ألماً جماعياً مرتبطاً بشعور النبذ القديم الذي عُرف بكونه عقابا مجتمعيا من قبل القبائل القديمة، فكان الشخص المخطئ يخرج خارج حدود القبيلة منبوذا وحيدا. ولعل الكثير من الأذى يأتي مما نقوله لأنفسنا عن التجربة، والطرق القاسية التي نعامل بها أنفسنا، وأفكار اليأس التي تغمرنا، وتظهر الدراسات أن رد فعلنا على الرفض يستند إلى عناصر وأحداث من ماضينا، مثل نمط ارتباطنا مع الوالدين، وغالبًا ما يكون رد فعلنا على الرفض أكبر أو أكثر أهمية من الرفض نفسه، وهذا ما يجعل تعلم كيفية التعامل مع الرفض أمراً مهما للغاية.

وسنلقي الضوء هنا على بعض أقوى الاستراتيجيات الشخصية لكيفية التعامل مع الرفض.

1. انتبه إلى ناقدك الداخلي

نحن لا نتأثر فقط بما يحدث لنا، ولكن بالـ"فلتر" الذي نرى من خلاله ما يحدث لنا، وغالباً ثمة هذا "ناقد داخلي" يعيش بداخل رؤوسنا، يهاجمنا في اللحظات التي نكون فيها أكثر هشاشة، وعندما نتعرض للرفض يهمس لنا: "قلت لك إنك واهم، أنت غير مرغوب بك، لن تجد ما تريده أبدًا، لا تضع نفسك في هذا الموقف مرة أخرى كي لا تتأذى".

يجب أن نعرف أنه رغم عيوبنا، هذا الصوت ليس صديقا لنا، ولا يفضي إلى تغيير حقيقي، حيث يحافظ على حلقة من التفكير المدمر للنفس.

عندما نلاحظ أن صوتنا الداخلي الناقد يتسلل ويسيطر، علينا أن نستدعي الصوت العطوف الذي يتعامل معنا بلطف، وهذا لا يعني أن ننكر أخطاءنا ولا نتحمل مسؤوليتها، ولكن فقط أن نتجنب الحكم والقسوة على أنفسنا.

2. أحط نفسك بأشخاص داعمين

غالبًا ما يصاب الأشخاص بتدني احترام الذات بعد التعرض للرفض، وبشكل خاص إذا كان هذا الرفض من قِبَل الشريك العاطفي أو الرومانسي؛ بحيث يزداد الشعور بالإحباط، أو لوم النفس، والذي يؤدي بدوره لتدني احترام الذات. لذلك من الضروري أن تحيط نفسك بأشخاص داعمين يُشعرونك بالاهتمام، فرفض شخص ما لك، لا يعني أنه لا يوجد الكثير من الأشخاص الآخرين الذين يقبلونك كما أنت.

3.غيّر نظرتك للأمور

قدرتنا على رؤية أن الأمور "قابلة للتغيير" يمكن أن يكون لها تأثير قوي على كيفية تعاملنا مع الرفض، وقد وجد باحثو ستانفورد أخيرًا أن "معتقدات الشخص الأساسية حول الشخصية يمكن أن تسهم في ما إذا كانوا سيتعافون من آلام الرفض أو يظلون غارقين فيها"، وكشفت دراساتهم أن الأفراد الذين لديهم "عقليات ثابتة" ويرون الشخصية كيانا جامدا وصلبا، هم أكثر عرضة لإلقاء اللوم على أنفسهم عندما يواجهون الرفض، كما يميلون إلى انتقاد أنفسهم والتشاؤم بشأن العلاقات المستقبلية.

من ناحية أخرى، يرى الأفراد الذين لديهم "عقلية نمو" شخصياتهم على أنها شيء يمكن تغييره أو تطويره، وينظرون لمشكلات العلاقات على أنها فرصة للنمو والتغيير، ويأملون أن يتحسن نمط علاقاتهم، وهذه النظرة للأمور تساعد على تعافيهم بسرعة أكبر. ومعنى هذا أننا إذا تمكنا من تبني فكرة أن الحياة مرنة وأن الخسارة هي فرصة جديدة، فإنه يمكننا أن ننمو أكثر ونعاني أقل عندما نتعرض للرفض.

4. اسمح لنفسك أن تشعر بالألم

محاولة قطع مشاعرنا عندما نمر بحدث مؤلم في حياتنا لا تخدمنا، ومن المهم أن نسمح لأنفسنا بأن نشعر بالحزن أو الغضب عندما نشعر بالرفض، خاصة إذا أثار ذلك مشاعر وذكريات قديمة، وفي كل الأحوال يجب ألا نحاول إيقاف مشاعرنا، كما يجب أن نحرص على ألا تُغرقنا، وعلينا أن نتذكر أن المشاعر تأتي في صورة موجات، ترتفع ثم تنخفض، ولكن إذا شعرنا بألم شديد، فإن طلب المساعدة المتخصصة هو فكرة جيدة. 

5. اتصل مع ماضيك

النظر إلى ماضينا يمكن أن يساعدنا في فهم الكيفية التي نعالج بها الرفض، فالأحداث الحالية المؤلمة يمكن أن تثير مشاعر من ماضينا، وعلى سبيل المثال، قد نتألم أكثر عند تعرضنا للرفض والخسارة إذا عانينا من اتصال غير آمن في وقت مبكر من حياتنا، وفي العادة نميل لتكرار نفس خبرات الماضي في علاقتنا، حتى لو كان الماضي مؤلما، فقد نختار شركاء أقل توفراً وأكثر رفضًا، قد نشعر بشوق أكثر تجاه الناس أو الظروف التي تجعلنا نشعر بنفس الطريقة السلبية التي شعرنا بها في الماضي تجاه أنفسنا.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أشهر لوحات "القُبلة" في تاريخ الفن.. الجانب المظلم وراء الرومانسية كيف نهزم إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ونتوقف عن مقارنة حياتنا بالآخرين؟ فيديو. كوريا الجنوبية: إضراب الأطباء ضد زيادة عدد طلبة الطب في البلاد أبحاث طبية الصحة حياة مهنية تحديات اجتماعية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: غارات مكثفة على القطاع وقصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل يعرض الآن Next الرئيس الكيني يتراجع عن توقيع مشروع قانون لزيادة الضرائب إثر مقتل محتجين وحرق جزء من البرلمان يعرض الآن Next تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية يعرض الآن Next الهولندي مارك روته أمينا عاما لمنظمة حلف شمال الأطلسي يعرض الآن Next مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يعود إلى أستراليا حراً طليقاً بعد انتهاء المعركة القانونية مع أميركا اعلانالاكثر قراءة 96% من سكانها مسلمون.. طاجيكستان تفرض حظرًا على الحجاب أوربان وميلوني يناقشان برنامج المجر للرئاسة القادمة للاتحاد الأوروبي المحكمة العليا الإسرائيلية تقضي بإلزامية تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي ثلاثة ذئاب تهاجم امرأة بحديقة حيوانات سفاري في ضواحي باريس المحكمة الجنائية تصدر أوامر اعتقال بحق وزير الدفاع ورئيس الأركان الروسي السابق اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس تغير المناخ هولندا ضرائب كرة القدم كينيا برلمان احتجاجات Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس تغير المناخ الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس تغير المناخ أبحاث طبية الصحة حياة مهنية الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس تغير المناخ هولندا ضرائب كرة القدم كينيا برلمان احتجاجات السياسة الأوروبية یعرض الآن Next یمکن أن

إقرأ أيضاً:

شخصيات: عندما تنكر النظامان السعودي والإماراتي لمبدأ الولاية كان البديل الارتهان للوبي اليهودي

 

داجي محمد الوائلي: يستمد أبناء اليمن من مبدأ الولاية عدم الانصياع لأجندة الصهيونية العالمية جلال أحمد الجلال: المنهج الإلهي منظومة متكاملة ومن خلاله تنتصر الأمة محمد أحمد مداعس: أبناء اليمن يجددون الولاء لله ولرسوله وللإمام علي

المنهج الإلهي المتمثل بمبدأ الولاية هو سبيل الأمة لتحقيق الانتصار وسحق كيان الأعداء.
“الثورة” التقت العديد من الشخصيات التي أكدت أهمية ترسيخ مفاهيم الدين الإسلامي في وجدان الأمة العربية والإسلامية وعدم الانخراط في تنفيذ أجندة الطغيان المعاصر وإليكم المحصلة:
الثورة / عادل محمد أبو زينة

البداية مع الأخ داجي محمد الوائلي- نائب رئيس الهيئة العامة للأراضي والتخطيط العمراني الذي تحدث قائلا: بحشود مليونية احيا الشعب اليمني يوم الولاية يوم إكمال الدين وتمام النعمة، حيث يستمد أبناء اليمن من الولاء لله ولرسوله وللإمام علي الثبات على قيم الهوية الإيمانية وثوابت الإسلام المحمدي الأصيل وعدم الانصياع لأجندة الصهيونية العالمية.
وتابع: بهذه الحشود الهادرة التي ازدحمت بها الساحات والميادين أعلن يمن الإيمان الثبات علي قيم الحق والعدل والتمسك بالمنهج الذي اختاره الله سبحانه وتعالى للأمة، منهج الحق والتوحيد والبراءة من كل طواغيت الأرض.
وأضاف: الإمام علي – عليه السلام- هو التجسيد الصادق لمسيرة الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، ومن ثمار التولي للإمام علي إعلاء كلمة الله والتأكيد بأن العزة هي لله ولرسوله وللمؤمنين.
وأكد أهمية ترسيخ مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف في أفئدة أجيال الأمة العربية والإسلامية وأن المنهج الإلهي هو المنهج الأكيد للفوز والفلاح وتحقيق الانتصارات في مواجهة الاطماع الاستعمارية التي تستهدف أقطار الوطن العربي والإسلامي.
ونوه الأخ داجي الوائلي: إلى ضرورة الحذر من المخططات التخريبية التي تهدف إلى الاستيلاء على عقول وضمائر أبناء الأمة من خلال نشر الثقافات التي لا تنسجم مع قيم ومبادئ عقيدة الإسلام.

ثمرة الولاء
إلى ذلك أشاد الأخ جلال أحمد الجلال – مدير عام جمارك ورقابة محافظة ذمار إلى تمسك أبناء اليمن بثوابت الهوية الإيمانية والسير على نهج الإسلام المحمدي الأصيل وقال: المنهج الإلهي منظومة متكاملة، وهو منهج حياة، وهو المنهج الذي تنتصر من خلاله الأمة على الأعداء.
وتابع: ما تعيشه اليمن اليوم من انتصارات على كافة المستويات هو ثمرة التمسك بالمشروع القرآني وثمرة الولاء لله وللرسول والإمام علي، وسيظل هذا المنهج هو النبراس الذي تسير على إرشاداته أجيال الوطن، ولن تفلح كل المخططات التخريبية التي تستهدف زحزحة اليمن عن موقعه الإيماني.
ونوه بأن الموقف اليمني المتعاظم الداعم والمساند للقضية الفلسطينية هو أحد ثمار امتلاك اليمن للقرار السيادي المستقل غير الخاضع لهيمنة طواغيت العصر.
وأشار إلى أن ثقافة الانتماء للإسلام المحمدي تمثل ضمانة حقيقية للنهوض بواقع الأمة وهي السبيل الأكيد لصون الأمة من خطر الانزلاق في براثن الولاية للشيطان الأكبر المتمثل في الولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي.
وأضاف الأخ جلال أحمد الجلال: عندما تنكر نظاما السعودية والإمارات لمبدأ الولاية وثقافة الانتماء للدين الإسلامي الحنيف كان البديل هو سقوط هذه الأنظمة في دائرة العمالة للأعداء وتنفيذ أجندة أعداء الأمة والرضوخ لهيمنة الصهاينة والأمريكان.
وأكد أن الدين الإسلامي الحنيف رسم لأجيال الأمة المنهج القويم والصراط المستقيم المتمثل بالولاية لله ولرسوله وأعلام الهدى.
ولفت إلى ما يشكله محور الجهاد والمقاومة من صحوة إسلامية تذود عن كرامة الأمة ومقدساتها بينما ترزح أنظمة التطبيع والخيانة في براثن الذل والهوان.

المشروع القرآني
الأخ محمد أحمد مداعس – مدير عام المؤسسة المحلية للمياه في أمانة العاصمة تحدث قائلا: الإنجازات التي يحققها وطن الإيمان والحكمة في مسار اسناد الحقوق العربية والإسلامية والانتصار لقضية المقدسات هي ثمرة المشروع القرآني الذي إرساه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- وبهذا المشروع استطاعت الجمهورية اليمنية أن تكون رقما مهما وحاسما في معادلة الصراع مع أعداء الأمة.
وتابع: المشروع القرآني أعاد للساحة العربية والإسلامية أهمية الاقتداء والاهتداء بالنبي الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين، الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، وأن يكون المنهج الإلهي هو دستور المسلمين باعتبار هذا المنهج هو السبيل الوحيد لتحقيق الانتصار وتحقيق التطلعات المنشودة.
وأضاف: عندما امتثل أبناء الشعب اليمني للبلاغ الإلهي المتمثل بقول الله عز وجل ” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ” وعلى ضوء هذا المنهج جدد أبناء اليمن إعلانهم التاريخي بالولاء لله سبحانه وتعالى وللبني الخاتم وللإمام علي- عليه السلام- وبهذا التوجه الإيماني أصبحت بلادنا، بحمد الله سبحانه، في طليعة الدول التي ترفض هيمنة محور الشر والطغيان المتمثل بالصهيونية العالمية، واستطاعت بلادنا مساندة الحقوق العربية والإسلامية في مواجهة الطغيان المعاصر.

منهج الحرية
فيما اعتبر الدكتور كمال عباس مرغم- نائب رئيس الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة للشؤون المالية والإدارية أن مبدأ الولاية هو منهج الحرية والسيادة الذي ارتضناه الله سبحانه وتعالى، كون هذا المبدأ يشكل ضمانة أساسية من تدخلات الأعداء وصمام أمان ضد الطغيان والاستكبار.
وقال: استطاعت الجمهورية اليمنية بفضل ثقافة الانتماء للإسلام المحمدي الأصيل أن تمتلك القرار السيادي النابع من هوية الإيمان وغير الخاضع لهيمنة محور الشر العالمي المتمثل بالصهيونية العالمية، وبهذا القرار المستقل استطاع الشعب اليمني أن يكون في طليعة الشعوب والأمم التي تساند كفاح أبطال المقاومة الفلسطينية في أرض الأنبياء وأن يكون لأبناء اليمن الشرف العظيم والدور الرائد في فرض الحصار البحري الشامل ضد الملاحة الصهيونية والسفن المرتبطة بكيان العدو الغاصب.
وأشار إلى أهمية ترسيخ ثقافة الانتماء لمبادئ الحرية والاستقلال وعدم الانجرار وراء الحضارة الغربية والأمريكية التي تستعبد الإنسانية في كل القارات وتسعى للسيطرة على مقدرات الشعوب والأوطان.
وأضاف الدكتور كمال مرغم: لقد كشفت معركة “طوفان الأقصى” زيف الحضارة الغربية والأمريكية ومدى ارتهان الولايات المتحدة للأخطبوط الصهيوني الذي مارس أبشع الانتهاكات بحق الأبرياء في قطاع غزة وكل فلسطين، مؤكدا أن المنهج الإلهي المتمثل بمبدأ الولاية لله ورسوله وللإمام علي هو سبيل الأمة لتحقيق الانتصار وسحق كيان الأعداء.

مصادر الهداية
بدوره قال الأخ عبدالله حسن الأشبط- مدير عام مكتب شركة النفط اليمنية في محافظة ذمار: في ظل هجمة الطغيان المعاصر بقيادة الولايات المتحدة والصهاينة على أقطار الوطن العربي والإسلامي وتكالب تحالف الأشرار على مقدرات الأمة تتجلى أهمية الولاية في الواقع الإسلامي اليوم، كون الأمة العربية والإسلامية أحوج ما تكون إلى المنهج الإلهي لإنقاذها من خطر الارتهان للصهيونية العالمية.
وأشار: الدين الإسلامي الحنيف منظومة متكاملة، وهو دين يشمل كل مناحي الحياة وهذا المنهج الإلهي الشامل هو الجدير بقيادة الأمة، وهو السبيل الوحيد لفلاح المسلمين وعزتهم، وضمانة أكيدة لتحقيق النصر في مواجهة طواغيت الأرض.
وتابع الأخ عبدالله الأشبط: عندما اختار شعبنا اليمني المؤمن الحكيم التولي الصادق لله وللرسول والإمام علي استطاع أن يكون في طليعة الأمم التي تدافع عن شرف الأمة ومقدساتها ويخوض معركة مباشرة مع العدو الأمريكي والصهيوني، وبعون الله سبحانه وتعالى وتأييده يتعاظم الموقف اليمني في اسناد قضية المقدسات ودعم المقاومة الباسلة في قطاع غزة وكامل فلسطين، حيث تواصل القوات المسلحة اليمنية فرض الحصار البحري على موانئ فلسطين المحتلة والسفن المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي.
وتطرق إلى أهمية الاهتداء بالرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم الذي حدد للأمة الإسلامية مصادر الهداية عندما بلغ ما أمره الله تعالى ” بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ”.
وجاء البلاغ من النبي الكريم في يوم الغدير عندما أعلن صلوات الله عليه وآله وسلم في جموع المسلمين” من كنت مولاة فهذا علي مولاه”.

العهد والولاء
من جانبه أوضح الدكتور يحيى الضبعي مدير عام فرع الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في محافظة ذمار أن الحشود المليونية اليمانية التي جددت العهد والولاء لله ولرسوله وللإمام علي هي تعبر عن أصالة أبناء الشعب وارتباط يمن الإيمان بالمنهج الإلهي.
وتابع: العدوان المستمر الذي تتعرض له الجمهورية اليمنية منذ عشر سنوات هو نتاج مواقف اليمن الداعمة والمساندة للحق العربي والإسلامي وإصرار أبناء اليمن على التمسك بالإسلام المحمدي الأصيل وعدم الانخراط في مشاريع التطبيع والخيانة والتفريط بمقدسات العروبة والإسلام.
وأشار الدكتور يحيى الضبعي إلى أن يمن الإيمان سيظل على العهد ولن يتخلى عن ثوابت الهوية الإيمانية وسيظل الموقف اليمني، كما أكد قائد الثورة المباركة، ثابتا ومتصاعدا في نصرة أبطال الكفاح والحرية في أرض الأنبياء.

الوحدة الإسلامية
فيما اعتبر الأخ محمد يحيى عبدالعزيز- مدير عام فرع بنك التسليف التعاوني والزراعي في محافظة ذمار: مبدأ الولاية هو الركيزة الأساسية لبناء أمة قوية عزيزة لاتهاب الأعداء.
وقال: لقد اختار النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم الإمام عليا كونه الأجدر الذي يمتلك خصائص القيادة ويمثل الامتداد الأصيل لولاية الله سبحانه وتعالى ورسوله.
وأشار إلى أنه من الفوائد التي تعود على الأمة عندما تسير على منهج الولاية هو توحيد الصف العربي والإسلامي وتماسك النسيج الإيماني للمجتمعات العربية والإسلامية في مواجهة الأخطار والتحديات.
وتابع: نستمد من يوم الولاية أهمية ترسيخ الولاء لله سبحانه وتعالى وللنبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم وللإمام علي، ورفض كل اشكال الولاء والخضوع للطغيان المعاصر المتمثل بالولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي.
وأشار إلى أن ثقافة الانتماء للإسلام المحمدي تجسد المنهج الإلهي الذي ارتضاه الخالق تبارك وتعالى هذا المنهج الذي يرسم للأمة دروب النصر والحرية والكرامة.
ونوه إلى أهمية ترسيخ مفاهيم الولاء لمصادر الهداية، باعتبار هذا المفهوم منهجاً اختاره رب السماوات والأرض.

مقالات مشابهة

  • غباش: التجربة الإماراتية الثرية نموذج متميز في ممارسة الشورى
  • يورو 2024.. لماذا تعتبر النمسا أكبر مفاجأة في البطولة؟
  • إليك هذه النصائح لتحافظ على جلدك من الارتكاريا الحرارية
  • لماذا أكتب.. ؟
  • شخصيات: عندما تنكر النظامان السعودي والإماراتي لمبدأ الولاية كان البديل الارتهان للوبي اليهودي
  • “سي إن إن”: لماذا ستكون الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” أكثر خطورة من السابق؟
  • لماذا نشعر بارتفاع الحرارة بقيم أكثر من المعلنة؟.. الأرصاد توضح «المحسوسة»
  • توثيق المأساة والمنفى.. شظايا من غزة
  • مهام صعبة بانتظار الأمين العام الجديد لحلف “الناتو”