آخرها لعبة حب.. كيف تسببت المسلسلات المعرّبة في تدهور الدراما السورية؟
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
تعرضت صناعة الدراما التلفزيونية السورية قبل سنوات لعطب بالغ بسبب "موضة" دوبلاج المسلسلات التركية، التي أُطلقت بالاعتماد على منتجين سوريين، فمنذ بداية الألفية، ازدحم السوق الفضائي بأعمال تركية مدبلجة، معتمدة على ورقة رابحة وهي اللهجة السورية التي غزت العالم العربي، بالاستفادة من المسلسلات المحلية الشامية منها على وجه الخصوص، والتي ظلّت رائجة حتى في سنوات الحرب.
وأرست صنعة الدوبلاج تلك دعائمها بمعيّة الشركات السورية، وأوّلها "سامة" التي دبلجت المسلسلين الشهيرين "سنوات الضياع" و"نور"، فيما تناولت الأقلام النقدية تلك الظاهرة معتبرة أنها مجرّد "موضة" ربما تكون عابرة، لكنّها ساعدت بشكل أو بآخر على تفريغ الدراما الوطنية من مضامينها، وغرّبتها عن الواقع الذي نعيشه، فضلا عن أنها تستوحي جوهرها من صراعات خاوية، وتناحرات بين رجالات مال وقصص حب بسيطة، لا تشبه بشكل من الأشكال البيئة التي نعيش فيها.
عموما تخلص التجربة النقدية لكون الدراما السورية تمكّنت من حصد اهتمام وانتشار لافت بذريعة تماسها المباشر مع القضايا الصغرى للمواطن، إضافة إلى تصدّيها لقضاياها الكبرى في أعمال حفرت مكانها في وجدان المشاهد، كما حصل مثلا مع "التغريبة الفلسطينية" (كتابة وليد سيف، وإخراج الراحل حاتم علي).
ومع ذلك، ظلّت هذه الآراء غير مجدية، لا تنفع ولا تضرّ في مواجهة الموجة التي استمرت بوفرة، إلى درجة أنّ الأعمال المدبلجة حجزت مكانها على كامل الفضاء العربي.
الأمر لم يتوقف هنا، بل تعدّاه بأشواط عندما تطوّرت هذه الموضة وراحت نحو تعريب الأعمال الأجنبية، وإعادة كتابتها وتصويرها في الوطن العربي، ومن ثم اقتطاع حصّة وافرة من الدعاية والإعلان لمثل هذه الأعمال، كونها تحقق أعلى نسب مشاهدة.
هذا ما حصل فعلا مع مسلسل "ستيلتو" (تعريب لبنى مشلح ومي حايك، وإخراج إندر إيمير) المأخوذ عن المسلسل التركي "جرائم صغيرة"، فقد تحققت هنا المعادلة بحذافيرها، خاصة أن أدوار البطولة ذهبت إلى السوريين كاريس بشار وديمة قندلفت وقيس الشيخ نجيب وسامر المصري واللبنانية ندى أبو فرحات وآخرين.
ثم كرّت سبحة الأعمال التركية المعربة مثل "الثمن" (بطولة باسل خياط ورزان جمال وسارة أبي كنعان ورفيق علي أحمد وآخرون)، و"كريستال" (90 حلقة يعرض على موسمين – سيناريو وحوار: لبنى مشلح ومي حايك، وإخراج: هاكان أرسلان).
آخر ما حرر من هذه الأعمال يتم عرضه حاليا وهو بعنوان "لعبة حب" (إعداد السيناريو رغدة الشعراني، إخراج فيدات أويار، بطولة: معتصم النهار، نور علي، أيمن عبد السلام، شكران مرتجى، أيمن رضا، ساشا دحدوح، وآخرون).
وهذا العمل لا يخرج عن سياق الأعمال التركية المعربة، ولا يزيد عليها شيئا، إذ سيجد المشاهد نفسه أمام عرض أزياء مفتوح، ورفاهية مستفزّة وادعاء واهم بأن الأحداث تدور في لبنان، رغم نأيها المطلق عن واقع هذا البلد، فضلا عن العروض الفارهة ومواقع التصوير التي تركّز على الطبيعة الساحرة، واللهو المستمرّ والبناء الدارمي المهلهل، الخالي من أيّة عناصر جذب، رغم الإبهار البصري الذي تعتاده العين بعد حلقات عدّة، ويصبح بلا أيّ معنى في غياب التصعيد اللازم في جوهر الدراما ومنطق الصراع.
وفي تفاصيل الحكاية يوجد رجل أعمال وسيم اسمه مالك (معتصم النهار) يدير شركة كبيرة للأزياء، ويحرص جدّه على اختيار فتاة تكون شريكة حياته، لذا فإنه سينفق أموالا باهظة لتحقيق تلك الغاية الصعبة، وسيوظف عم الشاب وزوجته فريدة (أيمن رضا وشكران مرتجى) لإنجاز هذا الهدف، وهما بدورهما سيجتهدان لتنفيذ المهمة الصعبة، رغبة منهما في الحفاظ على الرفاهية التي تغمرهما.
وبعد أن تبدأ زوجة عمّه بجمعه مع فتيات عدة بقصد التقارب والزواج يبدي الشاب امتعاضه من هذه الحالة، ويضطر مرّة لأن يهرب من مجالسته، وهي صبية بعيدة تماما عن منطقه وأسلوب تفكيره، ويلجأ لحيلة تخلصه من مأزقه مدعيا أن الفتاة التي تشتغل نادلة في المقهى هي حبيبته، هنا تخطر في بال فريدة أن تكون فتاة المقهى واسمها سما هي الزوجة المنتظرة!
ويتم إبعاد مساعدة رجل الأعمال الثري عن وظيفتها وتقديم الوظيفة لفتاة المقهى التي تخسر عملها أيضا، بعد الاتفاق معها لتدور الحكاية في حلقة مفرغة وتكرار متقصّد يبدو الغرض منه هو الاستعراض المجاني، والاقتراح السطحي لحبكات خاوية، ودراما منحدرة لا تملك الحد الأدنى من مقومات الجذب، بل تغرق في "كليشهات" واضحة، غالبا ما تقع فيها مثل تلك الأعمال.
"لعبة حب" يروي قصة الحب تلك والمقاربات والتبعات التي تخلق بذريعتها، لكن بدون أن يضيف أي شيء عما سبقه، ولا يدّعي أنه يقدم أكثر من الترفيه دون مقارعته أي ناقد محترف على كافة الأصعدة المرتبطة بجوهر صناعة المادة الفنية المتماسكة، ومع ذلك تؤخذ وجهة النظر التي تخوّل النجوم السوريين للعمل في هذه المسلسلات على محمل الجدّ، طالما أنها تقدّم فرص عمل وأجور جيدة في زمن التهاوي الخدماتي والترّنح الاقتصادي السوري!
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
لتجنب الاختناق والإصابات.. 10 نصائح لشراء لعبة آمنة وممتعة لطفلك
تُشكل الألعاب جزءا مهما وممتعا في حياة كل الأطفال، فهي تُعلمهم وتقوي خيالهم وتنمّي مهاراتهم، ومع ذلك، لا ينبغي للآباء اختيار ألعاب ممتعة وجذابة أو تعليمية فحسب، بل آمنة ومناسبة لعمر الطفل أيضا، لحمايته من الأخطار كالاختناق والسقوط والجروح والكدمات وغيرها.
واستنادا إلى تقرير صادر عن لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية عام 2023، فإن عديدا من الأطفال يتلقون العلاج في أقسام الطوارئ بالمستشفيات كل عام إثر إصابات ناجمة عن الألعاب، وعام 2022، قُدر عدد إصابات الأطفال المرتبطة بالألعاب، التي عولجت في أقسام الطوارئ في الولايات المتحدة، بأكثر من 209 آلاف إصابة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نصف الآباء قلقون من الشاشات.. لكن 58% يعتمدون عليها لإبقاء أطفالهم هادئينlist 2 of 2كيف تقاوم كذب طفلك؟ دليل عملي لكل الآباءend of list نصائح قبل شراء الألعابولضمان استمتاع طفلك والحفاظ على سلامته وصحته، نستعرض في هذا التقرير نصائح الخبراء والعوامل التي يجب على الآباء مراعاتها عند شراء الألعاب، ومنها:
إعطاء الأولوية للسلامةتأكد أن اللعبة مدون عليها التعليمات كافة، وانتبه إلى الملصقات التحذيرية أو رمز تنبيه السلامة لتتعرف على الأخطار المحتملة، ولا تشتر المنتج إذا لم تتوفر هذه المعلومات.
كذلك يُفضل اختيار الألعاب المصنوعة من مواد مستدامة، مثل الألعاب المطاطية المصنوعة من المطاط الطبيعي والألعاب المصنوعة من الخيزران والنفايات المُعاد تدويرها والمواد القابلة للتحلل الحيوي.
إعلان ملاءمة اللعبة لمستوى نمو الطفلأظهر استطلاع للرأي أجرته مستشفى "كيه كيه إتش" للنساء والأطفال في سنغافورة أن عديدا من الآباء يشترون ألعابا لا تناسب أعمار أطفالهم، وأن 92.5% منهم يشترون ألعابا غير مناسبة لاستخدام أطفالهم، وقال المشاركون في الاستطلاع إنهم اتخذوا هذا القرار لأنهم يعتقدون أن اللعبة لها فائدة تعليمية، أو يعتقدون أن طفلهم في سن تسمح له باللعب بها بأمان.
ووفق موقع "كيه كيه إتش"، قال الدكتور كاو باو تانغ، رئيس قسم الطوارئ للأطفال في مستشفى الجامعة الوطنية في سنغافورة، إنه ينبغي للآباء مراعاة عمر الطفل عند اختيار اللعبة، فمثلا، لا تعد الملحقات الصغيرة التي تأتي مع اللعبة خيارا مثاليا للأطفال الصغار نظرا إلى خطر الاختناق.
وأشار كاو إلى أن قطع الألعاب الصغيرة قد يدخلها الأطفال الصغار في أفواههم، أو قد تعلق في أنوفهم أو آذانهم لعدم تناسب اللعبة مع أعمارهم أو تطورهم السلوكي، على عكس الأطفال الأكبر سنا، الذين يدركون جيدا عدم صحة القيام بهذا الأمر.
تحظى مسدسات وسيوف الليزر بشعبية كبيرة بين الأطفال بداية من عمر 5 سنوات في جميع أنحاء العالم، وإلى جانب العنف المكتسب الذي تعززه مثل هذه الألعاب، فإنها ربما لا تستوفي معايير السلامة، ولهذا السبب حذرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من الأخطار المحتملة لألعاب الليزر، وأوصت بعدم شرائها إلا إذا كانت اللعبة مصنفة على أنها "منتج ليزر من الفئة 1″، وهذا يعني أن الليزر منخفض الأخطار وآمن للأطفال.
كما أوصت بعدم شراء أو استخدام أي ليزر يصدر طاقة تزيد عن 5 ميغاواط أو لا توجد بيانات الطاقة مطبوعة على الملصق، إذ قد تُسبب هذه الألعاب إصابات خطيرة في العين، قد تصل إلى العمى، وهذا لا يقتصر على من يستخدم الليزر، بل يشمل أيضا أي شخص يقع ضمن نطاق شعاعه.
إعلان لا تشترِ كرات الماء أبداحذر تقرير حالة جديد -نشرته مجلة طب الأطفال يوم 28 يناير/كانون الثاني 2025- من خطورة كرات الماء على حياة الأطفال، وأشار التقرير إلى أن خطر الكرات المائية يتجاوز مجرد الاختناق، إذ إنه بمجرد ابتلاعها يمكن أن تتمدد لأكثر من 100 ضعف حجمها الأصلي، مما يسبب انسدادات خطيرة في الجهاز الهضمي تتطلب غالبا إجراء جراحة.
وتؤكد بيانات لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية أن ما يقرب من 7 آلاف إصابة مرتبطة بابتلاع حبيبات الماء تم علاجها في أقسام الطوارئ في الولايات المتحدة من عام 2018 إلى عام 2022.
عوامل الأمان في الألعاب المُعززة بالتكنولوجيابعض الألعاب مزودة بعديد من الميزات التقنية، مما تعزز شعور طفلك بالنضج مع الاستمتاع باللعب الإبداعي، ولكن تأكد من أن التكنولوجيا المُقدمة في اللعبة مناسبة لطفلك، وإذا كانت اللعبة متصلة بالإنترنت، فتأكد من وجود أدوات تحكم أبوية لمراقبة نشاطه.
عدم وجود رؤوس حادة أو شظايا أو حواف خطرةتشهد الألعاب الخشبية عودة قوية في سوق الألعاب، ومع أنها تعد خيارا رائعا، فإن احتمال إصابة الأطفال بالشظايا في أثناء اللعب بها تكون أعلى، لذا تأكد من أن أي لعبة تشتريها، سواء كانت خشبية أو بلاستيكية لها حواف ناعمة ومستديرة وخالية من الرؤوس الحادة.
نقلا عن موقع جامعة ألاباما في برمنغهام، تحذر طبيبة الأطفال كانديس داي من أخطار الألعاب التي تحتوي على خيوط أو أسلاك طويلة بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، وأضافت داي أن "الحبال قد تلتف حول رقبة الرضيع، مسببة الاختناق، وينطبق الأمر نفسه على الشرائط المستخدمة لتغليف الهدايا أو خيوط البالونات".
كذلك عند شراء الألعاب المزودة بالبطاريات، فإنه ينبغي للآباء فحص الألعاب بانتظام للتأكد من أن أماكن تخزين البطاريات مغلقة بإحكام ولا يمكن للطفل فتحها، إذ تُشكل البطاريات أخطارا جسيمة كالتسمم، وقد يؤدي ابتلاعها إلى الاختناق والنزيف الداخلي والحروق الكيميائية.
إعلان تضمين معدات الحمايةعند شراء الدراجات أو ألواح التزلج أو أي ألعاب ركوب أخرى تتطلب التوازن، قم دائما بشراء معدات السلامة.
ابتعد عن الألعاب التي تعزز صورة نمطية للمرأةتنتشر في الأسواق عرائس مثل "بوسي كات" و"براتز"، التي قد تعزز صورة نمطية عن المرأة، وتُرسّخ أهمية المظهر اللافت و"المثير" للفتيات، وتشكل أذواقهن في سن صغيرة، ولتجنب ذلك، يُفضل أن تحل محلها دمى ذات ملامح طفولية.
اقرأ تقييمات وتوصيات الآباء الآخرين، واستعن بخبراتهم وتجاربهم حول جودة ووظائف اللعبة وأثرها التعليمي، لمساعدتك على اختيار الأفضل.
وأخيرا، تعد الميزانية أيضا من العوامل المهمة التي تجب مراعاتها، لذا حاول الموازنة بين توفير تشكيلة كافية ومفيدة من الألعاب لطفلك وبين قدرتك المالية من دون المساومة على الجودة.