جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@05:22:34 GMT

أضواء منسية تعرفها ميرابيلا (8)

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

أضواء منسية تعرفها ميرابيلا (8)

 

مُزنة المسافر

تشاجرت مع المنتجين.

وسئمت من أفكارهم البالية.

التي ترتكز على الماضي.

وعلى الأستوديوهات الضخمة التي فيها تماثيل.

ورؤوس ووجوه، وعروش.

وطلبت منهم الإتيان بكُتاب سيناريو جدد.

من أصحاب الأفكار النيرة.

لم يصدقوا أن الجمهور يسأم.

وأنه يمل.

حين لا يمكنه أن يحلم.

وحين يرى مجد الحب ضعيفاً.

وأبطاله ورجاله صاروا دمى لا تشعر.

وأن القلوب والأفئدة.

ما عادت تشعر بالقصة.

وأن حركات الكاميرا المتبدلة لن تساعد الجمهور.

على الشعور.

لا يمكن أن أتصور أن التعب الذي نال مني.

وجعلني أبحث عن النجوم.

وعن العيون.

قد راح هباءً منثورا.

وغاب في طيات الأمس.

والآن كوني شمعدانة.

تقف أمام نير الحياة.

لا يمكنني أن أقبل إلا الصدق في الشاشة.

ومهما كانت الأمور شعشاعة بالنسبة لهم.

ولنقودهم.

كان بالنسبة لي لابد أن يكون شيئاً شفافاً.

صادقاً.

واعداً برسالة.

فشعرت أنني المرسال.

وأن ناس الضيعة.

والجمهور.

وجارتي على الشرفة.

وبائع البرتقالات.

وكل من يمر في طريقي في الأزقة.

ومن يجلس قربي في المتروبوليتانا.

لابد أن يشعر بصدق اللحظة.

والكلمة.

ويرى بعينه الخير.

ولا يرى بضع أشرار زائفين.

وبضع مهرجين غارقين في شريط الأحداث.

قلت بلهجة صارمة.

ومشاعر عارمة.

 

كفى، لم أعد قادرة على الاحتيال.

أين كلمات البهجة والإذهال؟. 

أين الفرح الذي لابد أن يدخل نفوس البشر؟.

وهل وصلت السعادة؟!. 

الضالعة بجعل الجمهور يصفق بشدة.

اسمحولي أيها المنتجون في المكتب العريض.

لم أعد اسمع في الصالات التصفيق.

صرت اسمع.

الرفض.

والقهر.

والخروج من الصالات بالغضب.

هل سنخدع الناس؟.

إنني أشعر بهذا الإحساس.

أننا جلبنا الخديعة.

والمكر.

واللؤم.

ونسينا الجمَال.

والأيام التي شعر فيها الجمهور بالسعادة.

 

تركوني أقول  كلماتي الجادة.

التي لم أنطقها من قبل في حياتي.

وشعرت بعدها.

أنه غير مرحب بي في الإستوديو.

ومن ثم في غرفة التجميل.

وأن عقدي انتهى فجأة.

وطلبوا مني إلقاء النصوص في الأدراج.

وإعادة المجوهرات والساعات الثمينة.

التي منحوها لي كهدية بعد كل فيلم.

 

ولم يعد هنالك سيارة تقلني من منزلي.

وتأخرت في دفع إيجار منزلي.

ولم أعد قادرة على جلب الخبز.

والطعام.

وكانت الأيام قد باتت يائسة وبائسة بالنسبة لي في المدينة العريضة.

وكانت أثوابي الزاهية بحاجة لمسحوق الغسيل.

وتذكرت حين كنت انزعج من مساحيق التجميل المتراكمة على وجهي.

حين كنت في الإستوديو.

لأنني صرت أخرج دون مكياج.

نبض قلبي التعب.

فكنت أنام أياماً كثيرة.

دون طعام.

ودواء.

لأنني أصبت بأمراض شتى.

لم أعلم من أين.

وأسعفتني جارتي.

لكن معظم الوقت بقيت وحيدة.

لأقاوم المرض والقهر.

 

ولأنني كنت أصلي كثيراً للقدير.

أن أرى الدنيا من جديد بعين السعيد.

وأن يمنحني الله القوة لأقاوم.

واصعد درجات الحياة دون أن أتعثر.

وامضي دون أن أحزن لما حدث من أشهر.

وحين مضي الحول المعتم.

هكذا اسميته.

ونفذت كل نقودي.

قررت أن أترك المدينة العريضة.

وكل ما فيها من حيلة ورذيلة.

وأعود للضيعة التي ضاعت بين ذكرياتي الجديدة.

وشعرت أن قلبي ينادي أبي، أمي، وجدتي.

وطبعاً أليتشيه أختي الصغرى.

وعادت عيناي تفيق.

وصار قلبي ينبض أكثر.

حين تذكرت.

اسم جوليو.

وكأنه يشعر بي.

وباللحظة التي هزمتني.

وكأن جوليو جاء يفيق روحي من الظلام.

ويراني هنا في العتمة.

لينير بنوره حياتي.

وشعرت به ينطق اسمي.

ويمازحني.

ويشاكسني.

كما كان يفعل.

ويسألني سؤاله المعتاد: هل أنت بخير يا كيارا؟

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: لابد ألا تكن سوريا مركزا للتحريض أو التهديد لأي من دول الجوار

أكد بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، أهمية ألا تكون سوريا مركزا للتحريض أو التهديد لأي دولة من دول الجوار والمنطقة، مشيرا إلى أنه تباحث مع وزير الخارجية التركي حول كيفية العمل المشترك لتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا وأهمية دعم الجهود  الوطنية الليبية في إطار تعزيز الحل الليبي واحترام دور المؤسسات الوطنية الليبية وأهمية إنهاء الانقسام الحالي في السلطة التنفيذية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن.

وأضاف «عبدالعاطي»، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أنه تم التأكيد على أهمية خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد بما يحفظ لليبيا وحدتها وسيادتها ويحقق أمنها ومصالح شعبها الشقيق، فضلا عن الاتفاق على العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار بداخلها من واقع التعاون بين الدولتين.

وتابع: «تطرقنا إلى الأوضاع في لبنان ورحبنا بانتخاب الرئيس اللبناني جوزيف عون، ونتطلع بأن تكن هذه الخطوات انطلاقة لعودة الاستقرار إلى لبنان بما يحقق تطلعات شعبه الشقيق، وأكدنا على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام بتنفيذه بما في ذلك من خلال انسحاب إسرائيل الكامل وغير المنقوص  من لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701».

مقالات مشابهة

  • مول كليوباترا .. 10 معلومات لا تعرفها عن التصميم الأيقوني
  • الدبيبة: لابد من تقديم خدمات طبية عالية الجودة
  • سلطان بن أحمد يشهد انطلاق مهرجان أضواء الشارقة في نسخته الـ14
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد انطلاق مهرجان أضواء الشارقة في نسخته الـ14
  • مهرجان أضواء الشارقة 2025 يقدم عروض مميزة في 12 موقعاً
  • مهرجان أضواء الشارقة 2025 يقدم عروضاً مميزة في 12 موقعاً
  • حبستها أضواء الشهرة| تفاصيل قضية فيديوهات هدير عبد الرازق.. وهذا هو مصيرها
  • تحذير طبي من تناول هذه الأطعمة مع الأدوية.. مخاطر يجب أن تعرفها 
  • أكثر من الحليب .. مصادر غنية بالكالسيوم لا تعرفها
  • وزير الخارجية: لابد ألا تكن سوريا مركزا للتحريض أو التهديد لأي من دول الجوار