لجريدة عمان:
2024-06-29@13:23:56 GMT

في وداع السيد عبدالله بن حمد

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

مهما حاولت وصف إحساس الفقد والفراق، يظل في القلب وجع بعيد عن الوصف، وجع يشبه وجودك في طريق مظلم مخيف لا تعرفه ولم تره من قبل، ولا تستطيع أن تغلق عينيك لكي لا تراه، ليبقى القلب يدور بين الألم والاسى والحزن..

هذا بعض ما شعرت به وأنا أتلقى خبر وفاة السيد عبد الله بن حمد بن سيف بن محمد البوسعيدي.

رفيق رحلة قصيره ولكنها مؤثره، وسفر، وسفارة، وصلاة فجر فرمضان في الحسين وساعات تأمل على شاطئ النيل وهو يجري والحديث بيننا يجري، ونحن نتابع الصيادين وهم يمسحون عتمة الليل من على صفحة النيل ينتظرون شروق الشمس برزق وفير فنلقي اليهم بالسلام.

ربطتني معرفة سابقة بالسيد عبد الله بحكم كونه شخصيه مجتمعية بارزه وأحد الوزراء العمانيين وكنت مديرا للتلفزيون العماني عدة سنوات، بالطبع لم تكن تلك المعرفة بالعمق، وإن كنت ألمس فيه روحا خاصة متفردة.

كلما استدعي الأمر بالاتصال به، حتى دارت عجلة الأيام وكان لي شرف العمل معه مباشرة حين عينت ملحقا إعلاميا في القاهرة وكان هو سفيرا ومندوبا دائما لسلطنة عمان لدى جامعة الدول العربية فإذا بنا وجها لوجه، وما كنت أراه فيه من قبل أجده أمامي، وطوال فترة عملي معه وجدت أمامي إنسانًا نبيلًا، طيب النفس، دمث الخلق، شعلة متقدة بالفكر والحيوية، يحمل في قلبه حبًا عميقًا للناس والوطن، حبا معجونا بنخيل وادي بني خالد حيث كانت طفولته هناك مع والده القاضي الجليل واليا على وادي بني خالد، ومع كل هذه الصفات العمانية التي اجتمعت فيه، كان واحدا من أبرز المثقفين فاجأني بموسوعية معارفه الأدبية والفنية والفكرية، وكم كانت دهشتي في اليوم الاول الذي قابلني فيه في السفارة وطلب مني مرافقته في الفترة المسائية لزيارة معرض الفنان التشكيلي الكبير "صلاح طاهر" وتفاجأت أكثر بمعرفته الشخصية بالفنان صلاح

حين اصطحبنا من المعرض إلى منزله في منطقة الزمالك لأظل مشدودا بالحوار الذي دار بينهما، في تلك الليلة في الفن التشكيلي ومدارسه وأعلامه وألوانه، يومها رأيت شخصية عمانية فريدة، سفيرا يشرف سلطنة عمان يقدمها في أجل صورها: صورة الإنسان، سفيرا مثقفا يملك روح أديب وفنان يحفظ الشعر ويفهم أسراره ويعرف أوزانه، يعرف الأدباء وما كتبوا والمفكرين وما صاغوا وما اختلفوا، وبقلق المثقف ووعيه أطلق صالون "الخليل بن أحمد الفراهيدي الأدبي" الذي كان حدثا ثقافيا كبيرا في مصر يرتاده الأدباء والمثقفين والمسؤولين ليستعيد بهذا الصالون فكرة الصالونات الأدبية الشهيرة، ويصبح الصالون مركزا ثقافيا مشعا في مصر ينتظر الجميع مواسمه.

ولا زلت أذكر أولى مواسم الصالون حيث اختار موضوعه بعناية وكان عن العلاقات العمانية المصرية على مر التاريخ من زمن الفراعنة إلى العصر الحديث.. ليتفاجأ الحاضرون بمعلومات كانت مجهولة لديهم عن رحلات الفراعنة للحصول على اللبان العماني إبان فترة حكم الملكة حتشبسوت التي كانت تطلق اللبان في معابدها، ومنها إلى الحوار حول العلاقات العمانية المصرية أيام الفتح الإسلامي، ويتفاجأ الجميع بصفحة نادرة عن العلاقات المصرية العمانية حين تم كشف عن أسماء عدد من الولاة العمانيين الذين تولوا ولاية عدد من المحافظات والأقاليم المصرية وفي عام 1901 بداية القرن التاسع عشر.. كان هناك مندوبا إقليميا لجريدة الأهرام المصرية في مسقط

حيث كان يراسل الأهرام ويرسل لها أخبار المنطقة.

لقد كانت هموم مشتركة بين سلطنة عُمان ومصر، كلا الدولتين تناهضان الاستعمار: العمانيون حول الاستعمار في هذا الجزء الجغرافي البعيد مع كل صعوبات التواصل والاتصال يومها.. لكن كانت هذه الإشارة وهذا التاريخ لفتة مثيرة للغاية لكل الإعلاميين المصريين الذين بدأوا بعدها يتحركون للكشف عن صفحات أخرى في التاريخ تجمع الشعبين والبلدين.

وبهذا وبغيره عبر مواسمه شكل صالون الفراهيدي منارة فكرية مشعة ومسارا أدبيا ثقافيا عميقا ولد مزيدا من المحبة والتلاقي بين شعبين عريقين، ليصنع السيد عبد الله بن حمد مسارا فكريا جديدا، ودورا جديدا لمهمة السفير الدبلوماسية والسياسية والثقافية.

ليس هذا وحسب فهناك جوانب أخرى عديدة يضيق بها المقال منها متابعته كل ندوة ثقافية أو صالون ثقافي يقام في أي مكان بمصر بالحضور والنقاش خاصة الصالونات الأدبية في القاهرة منها صالون الشاعرة حياة أبو النصر، وصالون الموسيقار عبد الحميد زكي، وصالون العقاد الذي كان يقام في مكان سكناه في مصر الجديدة لقد توطدت علاقة السيد بأولاد عامر العقاد

ابن أخو الأديب الكبير عباس محمود العقاد ولقوا منه الدعم لاستمرار صالون العقاد بالتعاون مع وزارة الثقافة حيث كان السيد عبدالله أحد قراء أدب العقاد والمعجبين به وبشعره، وظلت هذه العلاقة مستمرة قائمة مع أسرة العقاد.

وكان الراحل يحرص على تقديم الدعوة لهذه الأسرة الكريمة لزيارة عُمان كلما سنحت الفرصة بعد ما انتهت فترة عمله في القاهرة.

فلم تكن علاقاته عابرة بل كانت عميقة ودافئة وصادقة مع كل من يلتقيه ويقترب منه.. فيجد أمامه مثقفا قارئا خبيرا لكل أمهات الكتب ولكل أعمال الأدباء الكبار سواء في مصر أو العالم العربي فضلا عن موسوعية معرفته بكل الكتب والمراجع والمخطوطات العمانية الخالدة.

بين العطاء والمحبة:

السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي كان اعلاميا قديرا وكثيرا ما يفاجئني أول الصباح حينما يصل لمقر السفارة وقد اطلع على الصحف والأخبار ومقالات رؤساء التحرير واطلع على اتجاهات الرأي في مصر قبل أن يحضر إلي مقر عمله في السفارة ويقابل زواره يكون ملما بكل الأخبار. أقول في نفسي متي قرأ! كانت تصله كل طبعات الصحف الأولى عند منتصف الليل.

وأعود بالذكرة من جديد لأتذكر الاحتفالات الوطنية والمناسبات والأعياد التي كانت تقيمها السفارة وكيف كان يحتشد فيها كل مثقفي وأدباء مصر واعلاميها وفنانيها وسياسيها بلا استثناء فقد كانت السفارة قلعة للفكر والثقافة. قلعة للقاء الراقي والمحترم وكم التقينا في هذه الاحتفالات بأسماء وأعلام بارزة منها فضيلة الأمام الأكبر الشيخ سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر الذي كان نادرا ما يحضر احتفالات السفارات لكن مع احتفالات سلطنة عُمان كان حريصا على الحضور وهي لفتة مهمة تعكس دور السيد عبدالله وقدره لدى الناس.

ولا زلت أستعيد صورته وهو مع الطلبة العمانيين الدارسين في مصر يتحلقون حوله في حفلاتهم واحتفالات تخرجهم وهو يجلس ليحل مشكلة طالب أو طالبة وكان حريصا لدرجة كبيرة رغم مشاغله على حضور مناقشه رسائلهم للماجستير والدكتوراه يستزيد منها معرفة وعلما ويسهم حضوره في دعم الدارس المتقدم، كانت أبواب مكتبه وبيته مفتوحة لكل العمانيين الذين يزورون مصر والطلبة العمانيين يستمع إلى همومهم ويحل مشاكلهم، ويشاركهم أفراحهم بروح أخ كبير وأب حنون.

لقد كنت بالتأكيد محظوظا بعملي في مصر معه، حيث اقتربت منه وتعرفت على شخصية فريدة نادرة ليس فقط على الصعيد المهني بل على الصعيد الشخصي والإنساني لذا ففقدي فيه كبير وافتقادي له أكبر.

علاقتنا بالسيد عبد الله تجاوزت حدود العمل الرسمي حيث كان يُظهر لجميع العاملين معه عناية خاصة، يغمرنا بلطفه.

أحد أبرز ما يميز السيد عبد الله إخلاصه الشديد لعمله وحبه العميق لوطنه، تراه دوما مشغولا بتعزيز صورة عُمان والسعي لبناء جسور من التعاون والتفاهم ووجد في فكرة "صالون الخليل بن أحمد الفراهيدي" منصة للحوار الفكري فأضاف بُعدًا جديدًا للعلاقات الثقافية بين عمان ومصر مقتنعا أن الحوار أحد أفضل السبل للتلاقي بل وللمحبة وهو ما كنا نرى نتائجه ونلمسه بالفعل منعكسا في كل ما كان يكتب عن عُمان وحين يأتي ذكرها في أي محفل.

السيد عبد الله لم يكن فقط رجل دولة ناجحا، بل كان أيضًا رمزًا ترك بصمات لا تُنسى في قلوب كل من عرفه حتى بعد انتهاء عملنا معًا، ظل هو على تواصل مستمر يُشاركنا في مناسباتنا ويُعبّر عن اهتمامه بكل ما يخصنا. هذا الاتصال الدائم يعكس مدى الإنسانية والدفء الذي كان يتمتع به وكلما نظرت حولي وجدته أمامي.. نعم رحل لكن بقى الأثر.

رحيل السيد عبد الله خسارة لكل من عرفه وعمل معه للثقافة والفكر والفن أنا شخص واحد وهذه سيرتي معه هناك الآلاف الذين يتقاطرون للتعزية فيه لكل واحد منهم له حكاية خاصه معه سنظل نتذكره بكل حب واحترام، ونستمد من سيرته الدروس والعبر.

لقد جمعني بالسيد عبد الله المكان والزمان، لكن كان هناك ما هو أقوى وأعمق، خيط عميق من التناغم والفهم بيننا صداقة عميقة تجاوزت حدود العمل والمكان لتحلق في الوجدان.

كان في أحاديثه يتحدث عن الحياة وعن العطاء عن المحبة وكثيرا عن عُمان، كان يراها على الشاطئ الآخر من النيل الذي كنا نقف عليه، ينظر إلى هناك بعينين لامعتين وابتسامة عذبة، لا أتذكر إن الحديث يوما بيننا كان عن الموت أو الأسى والحزن، كأنه أراد أن يتركني فيه وحدي بعد أن يرحل تاركا لي كل هذا الحزن في فقده باحثا عن وصف لا أجده حتى الآن... لكن يظل قدره عاليا والناس تهتف لك بالثناء العاطر ولتهدأ قلوبنا فسفيرنا بين يدي مليك مقتدر والإنسان في الدنيا سيرة وأثر وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رحم الله السيد عبد الله وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل الذي خسرنا فيه قيمة كبرى، سنظل نتذكره دائمًا بأجمل الذكريات ونحمل في قلوبنا قيمه ومبادئه وروحه التي ستظل باقية في نفوسنا.

وإن كنت بعيدا لكنك في الفؤاد قريب، ما البعد والقرب إلا ما كان بين القلوب اليوم إرثيك وما كنت يوما أتخيل هذا المقام... وما زلت أثق أن النيل الذي كنت أقف على شاطئه معك يوما مازال يبحث عنك ومازال الصيادون الذين كنت تحنوا عليهم يتفقدون الوجوه لعلهم يجدوك بينهم.

ومازال صدى صوتك يردد خلف المؤذنون

عندما كانت مآذن القاهرة تصدح بالأذان

تنادي لصلاة الفجر بصوت واحد

سيشهد التاريخ أنك كنت سفيرا فوق العادة وفوق المعتاد

يذكرني كتاب "بين بلاغين" للوزير حمد الراشدي بسيرة السيد عبدالله بين تقديم أوراق اعتماده للرئيس المصري وتوديعه بمناسبة انتهاء فترة عمله بين الزمنين حكاية عمانية، كتاب يدرس

في السياسة والعلاقات.

• خميس بن أحمد المسافر إعلامي عماني عمل ملحقا إعلاميا في سفارة سلطنة عمان في القاهرة في الفترة التي كان فيها السيد عبدالله بن حمد سفيرا لسلطنة عمان في القاهرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السید عبد الله السید عبدالله الله بن حمد فی القاهرة سلطنة عمان الذی کان سلطنة ع حیث کان فی مصر

إقرأ أيضاً:

السفير أحمد علي عبدالله صالح.. حديث الساعة واللحظة عند اليمنيين

*وسام عبدالقوي الدبعي

رب ضارة نافعة.. مقولة لا تكاد تتطابق مع حال كما هي مع حال السفير أحمد علي عبدالله صالح، وقرار مجلس الأمن بتطبيق العقوبة بحقه، منذ بدء الأزمة اليمنية وانقلاب المليشيا وحربها مع قوى الشرعية والتحالف العربي.. ففي حين يشهد لهذا الرجل قبل الأزمة بكونه رجل دولة من الطراز الرفيع والنادر، وبالانضباط في أداء مهامه سواء في السلك العسكري أو المدني أو الدبلوماسي، وعدم الإخلال بأي من الأنظمة أو التجاوز لأي من القوانين، منذ ظهر اسمه على الساحة الوطنية، تأتي الأزمة السياسية الحالية فيكون من أول قرارات المجتمع الدولي تطبيق هذه العقوبة بحقه وحق والده الشهيد المرحوم علي عبدالله صالح، الرئيس الذي وحد اليمن وشهدت البلاد، خلال فترة حكمه 33 عاماً، أفضل مراحلها على امتداد التاريخ..

نعم لقد كان هذا القرار وما يزال بحق الزعيم الشهيد وابنه السفير ظالماً بكل المقاييس، ومنعدماً للأسباب والمبررات، خصوصاً وتحديداً فيما يتعلق بالأخ السفير أحمد علي عبدالله صالح، الذي لم يشهد تاريخه العسكري والسياسي أية لوثة أو تهمة أو حتى شائعة مسيئة، تبرر اتخاذ موقف بحقه وتجاهه من قبل أحد، وبالرغم من ذلك صدر ذلك القرار المجحف بحقه، وما يزال مستمراً منذ عشر سنوات.. فكلما حضر هذا الاسم وحضر ذكر هذه العقوبات، حضر عنوة وضرورة ذكر المكائد والمؤامرت التي يحيكها المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته بحق البلدان والشعوب، خصوصاً في مجتمع بلدان العالم الثالث، الذي يتعامل معه الغرب ومن يقفون وراء هذه الكيانات والمنظمات، بعدائية واستهداف مستفزين للغاية..!!

هذه الأيام ومع تحريك الشرعية والتحالف ملف السفير أحمد علي عبدالله صالح، والمطالبة برفع العقوبات عنه، أصبح السفير هو العنوان الرئيسي لأي نقاش أو حوار سياسي يحضر في مجلس أو اجتماع أو تجمع في أوساط اليمنيين.. وما يميز كل حديث عن هذه الشخصية القيادية الفذة، أن معظم اليمنيين يبدون القبول والرضا عنه ويتوقون لإيقاف العقوبات بحقه، باعتباره الشخصية السياسية والعسكرية والدبلوماسية، التي لم يشهد أن يمنياً واحداً تأذى منها، بل على العكس من ذلك يشهد له كما أسلفنا بكونه شخصية وطنية ونموذجا أخلاقيا يشار إليه بالإعجاب والاحترام، وتمني الاقتداء به من قبل الشخصيات السياسية والعسكرية الموجودة على الساحة..

وفي حين يتم التعجب والاستغراب نحو العقوبات بحق السفير، يرى الكثيرون أن هذه العقوبات لم تضر به، بقدر ما خدمته، بأن وضعته جانباً وأقصته من دوائر سفك الدماء والمزايدات الوطنية والاستغلال السياسي، وغير ذلك من الحالات المزرية التي شهدها الوطن وما يزال يشهدها طوال الأزمة وحتى اللحظة الراهنة، لتنطبق عليه مقولة رب ضارة نافعة.. بل ويستبشر عدد غير قليل من اليمنيين بأنباء رفع العقوبات عن السفير، متمنين أن يكون لهذا الرجل يد في تغيير الحال الراكد الذي يخيم على البلد، ولديهم ثقة بأن نظافة سجله سابقاً ولاحقاً، وعلو رصيده ومكانته لدى العامة والخاصة، من أهم الأسباب والعوامل التي ترجح وجوده كورقة رابحة في أي تطور سياسي يمكن أن تعقد عليه آمال اليمن واليمنيين.

مقالات مشابهة

  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان (4/5)
  • معالي عبدالسلام المرشدي يكتب عبر “أثير”: كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: نوم العقل يوقظ الوحوش
  • السيد حسن نصرالله يستقبل أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان
  • عبد الله السدحان.. الزوجة ترد على انتقادت تدليك قدم زوجها|متابعين:لا تعرضيها للناس
  • السيد نصر الله يستقبل أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان
  • السفير أحمد علي عبدالله صالح.. حديث الساعة واللحظة عند اليمنيين
  • السيد يحذر حاملة الطائرات الجديدة من منظومة صاروخية لايمكن اعتراضها
  • الخضري يحتفل بزفاف نجله عبدالله