شغور مقعد الرئيس في لبنان يقلق البابا فرنسيس
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
نقل أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى المسؤولين اللبنانيين، قلق البابا فرنسيس لجهة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن، متحدثاً عن عقد داخلية كثيرة، وأعرب عن اعتقاده بأن الحلّ لأزمة الرئاسة يبدأ من مقرّ إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الأمين المساعد لجامعة الدول: نتضامن مع لبنان بعد التصعيد الإسرائيلي في الجنوب الرئيس التركي: نتنياهو ومن معه يوجهون أنظارهم نحو لبنان لشن حرب هناك
ويعاني لبنان شغوراً في سدة رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
وغداة مشاركته اللقاء الديني - السياسي الموسع في بكركي، التقى بارولين، الأربعاء، برئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وقال بعد لقائه بري: «أعتقد أن الحلّ لأزمة الرئاسة يبدأ من هذا المقرّ، فالأفرقاء المسيحيون يتحملون المسؤوليّة طبعاً، ولكنّهم ليسوا وحدهم في السلطة، وعلى الآخرين تحمّل مسؤولياتهم». وأكد وجود «عقد داخلية كثيرة تمنع انتخاب رئيس للجمهورية».
وبعد لقائه ميقاتي، أعرب عن سعادته لزيارة لبنان «الذي يراهُ البابا فرنسيس بلداً للعيش المشترك والأخوي». وقال بارولين: «البابا فرنسيس قلقٌ لجهة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن».
وأكد أمين سر الفاتيكان أن «رئيس الجمهورية يمثل وحدة البلاد، وعلى المسؤولين السياسيين أن يقوموا بواجبهم لانتخاب رئيس جديد». وأشار إلى أنّ «الشرق الأوسط يعيش فترة عصيبة، والبابا الذي لديه علاقات دائمة مع الفلسطينيين والإسرائيليين يدعو لإحلال السلام، ووقف الصراع وإطلاق الرهائن في غزة، وإيصال المساعدات من دون عوائق إلى القطاع الفلسطيني». ورأى بارولين أنّ «كل حرب تترك العالم أسوأ مما كان عليه، وهي بمثابة استسلام أمام قوى الشر».
وتعهّد بأنه سيحمل إلى البابا فرنسيس «الدعوة لزيارة لبنان، ونأمل أن يتمكن من ذلك، ويحمل المصالحة إلى هذا البلد».
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في اللقاء الصحافي المشترك مع بارولين، إنه سعد لما سمعه من الكاردينال عن متابعة البابا فرنسيس اليومية لشؤون لبنان، «ومحبته لوطننا وشعبه وتثمينه لرسالته المميّزة في الشّرق بوصفه ملتقى للأديان والثّقافات والتّلاقي بين مختلف العائلات الرّوحيّة»، وشكره على «متابعته الدؤوبة والمستمرة لمختلف الهموم والشجون اللبنانية».
وقال ميقاتي: «ثمة أولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف إلى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي. ومن هذه الأولويات، انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن؛ لأن استمرار الفراغ يتسبب بتداعيات على المستويات كافة»، و«إعادة بناء الدولة ومؤسساتها والاحتكام إلى الدستور من أجل المصلحة اللبنانية المشتركة، وتعزيز العيش المشترك»، و«العمل على تثبيت الاستقرار الداخلي، وإيجاد حل للأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة منذ سنوات».
وأشار ميقاتي إلى أنه من الأولويات أيضاً «السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقاً من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وذلك من أجل وضع حد لأطماع إسرائيل التوسعية، وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي»، و«الحرص على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والداعمة للبنان في هذه الظروف الصعبة، وفي مقدمها حاضرة الفاتيكان التي قدّمت ولا تزال تقدّم الدعم والمساعدة والاهتمام بشخص قداسة الحبر الأعظم وكبار المسؤولين».
وجدد ميقاتي الدعوة للبابا لزيارة لبنان، «لأن جميع اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة وينظرون إليها، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بوصفها أملاً جديداً لهم، ومن أوائل عوامل الانفراج». وقال: «يشجعنا ما تفضلتم به خلال لقائنا عن أهمية المحافظة على الوفاق الوطني بين اللبنانيين، وضرورة توفير كل مقومات النجاح له؛ لأن به خلاص اللبنانيين وقدرتهم على المحافظة على وطنهم واحداً موحداً».
وعلى هامش زيارة بارولين، وجه البطريرك الماروني بشارة الراعي نداء إلى البطاركة والمطارنة والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، والإقليميّين والإقليميّات، أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، قال فيه: «إنّنا بنتيجة اجتماعنا حول الكردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان، اتّخذنا توجيهاً بإقامة الصلوات يومي السبت والأحد المقبلين 29 و30 حزيران في جميع كنائسنا في لبنان والأراضي البطريركيّة وبلدان الانتشار؛ من أجل إنهاء الحرب في غزّة وجنوب لبنان، وإحلال سلام عادل وشامل فيهما».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شغور مقعد الرئيس لبنان يقلق البابا فرنسيس رئيس مجلس النواب نبيه بري انتخاب رئیس جدید البابا فرنسیس فی لبنان
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يستقبل الإيطاليين المشاركين في حج كومبوستيلا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان، الإيطاليين المشاركين في حج كومبوستيلا ووجه لهم كلمة توقف فيها عند علامات ثلاث تميّز الحج المسيحي إلى أضرحة الرسل ألا وهي الصمت، الإنجيل وما يُسمى بـ"بروتوكول متى ٢٥".
قال البابا فرنسيس خلال كلمته الترحبية والمنشورة علي الرسمية للفاتيكان ، أنه يعرب عن سروره بلقاء الحجاج الإيطاليين عند ضريح القديس بطرس، خصوصا وأنهم توافدوا بأعداد كبيرة وشكرهم على حضورهم.
ووجه تحية إلى رئيس أساقفة سانتياغو دي كومبوستيلا المطران Francisco Prieto Fernández وأعضاء أسرة "عمل الأب غوانيلا"، وجميع الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين المشاركين في هذه المبادرة والذين يعملون منذ قرابة الخمس عشرة سنة في كنيسة غاليسيا، حيث يقدمون الضيافة الروحية للحجاج.
وقال إن ضيوفه يشكلون دليلاً حياً على هذا الالتزام الرسولي. كما حيا البابا أخوية القديس يعقوب في بيروجيا، الممثلة بمرشدها الروحي، رئيس أساقفة لوكّا المطران باولو جولييتّي، لافتا إلى أن هذه الأخوية ملتزمة أيضا في خدمة الكرازة بالإنجيل.
واضاف البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بانه هناك ارتفاع في عدد الحجاج الذين ساروا في درب سانتياغو دي كومبوستيلا، على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
وأكد أن من بين المؤمنين الذين توجهوا إلى هذا المزار الشهير، البابوان السابقان يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر، اللذين أرادا القيام بهذه الزيارة نظراً لأهمية هذا المزار بالنسبة لتاريخ المسيحية في أوروبا.
ولفت إلى أن هذا الارتفاع العددي هو أمر إيجابي جدا، لكنه في الوقت نفسه يطرح علامة استفهام مهمة: هل الأشخاص الذين يسيرون في درب سانتياغو دي كومبوستيلا يقومون فعلا بمسيرة حج؟ أم أنهم يفعلون شيئا آخر؟ واعتبر فرنسيس أن الخبرات تختلف عن بعضها البعض، لكن هذا السؤال يحملنا على التفكير.
وأكد البابا فرنسيس، أن الحج المسيحي إلى أضرحة الرسل يمكن التعرف عليه من خلال علامات ثلاث: أولا الصمت. وقال إن المسيرة التي تُعاش بصمت تسمح للإنسان بالإصغاء، الإصغاء بواسطة القلب، وهكذا يجد من خلال التعب الأجوبة التي يبحث عنها القلب، مذكرا بأن الله يتحدث في الصمت، كنسمة عليلة، كما حصل مع النبي إيليا.
وتابع البابا فرنسيس : أما العلامة الثانية – مضى البابا إلى القول – فهي الإنجيل، مشددا على ضرورة أن يحمل الحاج دائما الإنجيل في جيبه، لأن مسيرة الحج تتم مرفقة بقراءة المسيرة التي قام بها الرب يسوع، وصولا إلى التضحية بنفسه.
وأكد فرنسيس في هذا السياق أن مسيرة الحج تكون أصيلة ومسيحية بقدر ما تحمل المؤمن على الخروج من ذاته ووضع نفسه في خدمة الآخرين بشكل مجاني. وهذا ما يقوم به الروح القدس عندما نقرأ الإنجيل كل يوم.
واستطرد “بابا الفاتيكان” ، علي إن العلامة أو الميزة الثالثة للحج فهي ما سماه بـ"بروتوكول متى ٢٥": "إن كل ما فعلتموه لأحد أخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه".
وشدد فرنسيس على ضرورة أن يكون الحاج – خلال مسيرته – متنبها دائماً للآخرين، لمن يشعرون بالتعب، ومن سقطوا ومن يحتاجون إلى شيء ما.
وذكّر البابا هنا بكلمات القديس لويجي غوانيلا الذي قال إن هدف حياة المؤمن هو التأكد من أن أحدا لم يُهمش.
في ختام كلمته إلى الحجاج الإيطاليين المشاركين في حج كومبوستيلا شجع البابا ضيوفه على متابعة رسالتهم، التي هي رسالة الكرازة بالإنجيل والاعتناء بالآخرين، لافتا إلى أن الحجاج القدماء يعلموننا أن هذه المسيرة تساعد المؤمن المسيحي على أن يكون كالرسل.
وسأل فرنسيس عائلة الناصرة المقدسة، الحاجة في أرض فلسطين، أن تكون لضيوفه مثالاً في أوقات الانتظار والترقب.
وشكر الجميع على حضورهم، ثم منحهم بركاته الرسولية وطلب منهم أن يصلوا من أجله، وتمنى للكل ميلادا مجيدا.