جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-29@00:55:43 GMT

الحقوق والواجبات

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

الحقوق والواجبات

 

أحمد الشنفري

 

تعلمنا من التَّاريخ القديم والحديث أنَّ الذي يحفظ الحقوق بين النَّاس ليست الأخلاق ولا الدين ولا الأصل ولا الفصل ولا النسب ولا الرحمة ولا العرق؛ إنِّها فقط قيم العدل والمساواة والحياة الكريمة بين النَّاس هي التي تجعل الوطن آمنًا مُستقرًا، وهي التي ترسخ استقرار النظام وأمن المجتمع، وتُكسِب المجتمع القوة لاحترام الأمن والأمان كنتيجة طبيعية لذلك.

وعليه.. فإنَّ آفة المجتمعات هي الظلم والقهر والفساد، خاصة عندما تتفشى؛ سواءً بشكل واضح أو من خلال الضعف في فرض القانون أو متابعته أو حتى التهاون في تنفيذه. وقد يحدث عند فرض القوانين الصارمة أن يقع انفلات، خاصة فيما يتعلق بالقوانين التي ربما تُفرض دون دراسة كافية لتحديات الواقع، ومن المحتمل أن يتسبب ذلك في ظلم مُباشر أو غير مُباشر، لأنه وكما أوصانا الحكماء أن خير الأمور أوسطها، حتى لا يُصبح الإنسان مجرد رقم يُحسب أو يُشطب، ويُصبح الحال كما نراه في عدد من الدول العربية للأسف الشديد، فمن بعد العز الذي كانوا به أصبحوا يتمنون النوم مطمئنين؛ فلم يعد لديهم الأمن ولا الأمان ولا العدل ولا المساواة ولا حتى الثقة بينهم؛ فالذي منهم يُصبح لا يعلم كيف سيجد قوت يومه، وأين سيجد الدواء للعلاج، وكيف سيعلم أطفاله وكيف سيحميهم!

لذلك علينا كمجتمع أن نحافظ على قوة الوطن من خلال طاعة ولي الأمر، والتصدي لكافة أنواع الظلم، ورفع مستوى الوعي لدى النَّاس من خلال التعليم والتعلُّم والثقافة، والعمل على مساعدة الآخرين قدر الإمكان من خلال الفرق والجمعيات الخيرية، وكذلك لابُد من الإسراع في الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية وتوفير الوقت والجهد والمال على المستفيدين، وتعزيز الشفافية والمساءلة والحوكمة والتركيز على تحقيق الأهداف المرجوة على أرض الواقع؛ لتصبح واقعًا مُعاشًا، والاعتدال في البهرجة الإعلامية، والتركيز على الأهداف المُمكِن تنفيذها؛ لأن النجاح الكبير سيأتي حتى لو نفّذنا مشروعًا كبيرًا واحدًا في كل محافظة سنويًا.

اليوم.. العالم يتَّجه في طريق مظلم ومظلم جدًا، ولم تعد هناك مؤسسات دولية تحترم حقوق الإنسان أو تستطيع فرض القانون الدولي، وهناك تخوف عالمي من انفلات الأمن العالمي، وعودة الاستعمار المباشر في العالم، ويصبح العالم مُجددًا في حاجة ماسّة للأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ختامًا.. علينا أن نساهم بالعطاء والعلم والتوعية ونعمل على حفظ الوطن وقوة تلاحم المجتمع، والدعوة إلى التكاتف والتعاون فيما بيننا، وزرع المحبة والاحترام والتقدير والقيم النبيلة بين أفراد المجتمع، ولا نسعى جاهدين للهروب من المساهمة في توظيف الطاقات الشبابية في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وأن نستفيد من القوانين والتشريعات وإضفاء المرونة عليها لأجل جذب المستثمرين الأجانب، وتشجيع المواطنين على فتح مشاريعهم الخاصة.

** محامٍ بالمحكمة العُليا

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«تنمية المجتمع» بأبوظبي تطلق الدورة 3 من «ويّاكم»

أبوظبي: «الخليج»
أطلقت دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي الدورة الثالثة من مبادرة «ويّاكم»، وهي منصة رقمية مجتمعية مبتكرة تهدف إلى تعزيز التفاعل المجتمعي وإشراك المجتمع في حصر التحديات وتصميم الحلول ومعالجتها بطرق منهجية مبتكرة، وتستهدف هذه الدورة من «ويّاكم» وضع الحلول للتحديات التي تواجه فئة الشباب واليافعين في محورين رئيسيين هما: قضاء الوقت النوعي مع العائلة، والحفاظ على القيم والهوية الوطنية.
تأتي هذه النسخة استكمالاً للأفكار الملهمة التي تقدم بها أفراد المجتمع خلال الدورات الماضية، حيث أسهمت تلك الأفكار في تطوير العديد من المبادرات والبرامج لدى الجهات ذات الاختصاص من القطاع الحكومي، والخاص والثالث.
توفر ويّاكم فرصة لأفراد المجتمع في إمكانية اقتراح حلول فعالة لمختلف التحديات المجتمعية، بهدف الارتقاء بجودة حياة الأفراد وتعزيز سعادة ورفاهية المُجتمع، حيث تتولى لجنة من خبراء القطاع الاجتماعي مراجعة الأفكار والطروحات المُقدَّمة، وتقييم مدى قابلية تطبيقها عملياً كحلول مستدامة.
وقالت المهندسة شيخة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع: «تُعد مبادرة ويّاكم منصة مهمة في سماع صوت المجتمع عبر استقبال أفكارهم المبتكرة لمعالجة التحديات المجتمعية التي تواجه مختلف شرائح المجتمع، وفي الدورة الحالية نسلط الضوء على التحديات التي تواجه فئة اليافعين والشباب على وجه الخصوص، من خلال مواضيع مرتبطة بالقيم الوطنية والوقت النوعي للأسرة».
وتابعت: «وتشكل المبادرة خطوة لتصميم حلول استباقية مبتكرة بمشاركة أفراد المجتمع من خلال اتباع منهجيات علمية لتحقيق التنمية المستدامة عبر الحلول المتوافقة مع احتياجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية، ما يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً وازدهاراً، ومحققاً الوصول إلى رؤيتنا بتوفير حياة كريمة لكافة أفراد المجتمع، فما زلنا نحفز ونتطلع لمشاركة فعالة من قبل الجميع عبر تقديم أفكارهم على المنصة الرقمية».
وأضافت: «لقد حرصت الدائرة بالتعاون مع الشركاء على مراجعة جميع الأفكار الواردة في الدورات السابقة لضمان تفعيل الأفكار عبر مبادرات قائمة، والعمل على تحسينها أو إطلاق مبادرات نوعية جديدة تستهدف المجتمع، حقيقةً دخلت العديد من الأفكار المُقدَّمة من قبل أفراد المجتمع حيز التنفيذ والتنسيق، والتي سيتم الإعلان عنها خلال المراحل المقبلة».

مقالات مشابهة

  • شرطة رأس الخيمة تنظم ملتقى حول مفهوم ثقافة احترام القانون
  • الخارجية الإيرانية: نتائج تقاعس المجتمع الدولي تجاه جرائم الصهاينة ستنعكس على العالم قريبًا
  • أبو الغيط يطلق نداءات ملحة من نيويورك ويحث المجتمع الدولي على التحرك الفوري
  • أبو الغيط: على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسئولية كبيرة لوقف آلة القتل والتدمير الإسرائيلية فورًا
  • رئيس الوزراء العراقي: مجلس الأمن عاجز بلا دور أمام الصراعات في العالم
  • «تنمية المجتمع» بأبوظبي تطلق الدورة 3 من «ويّاكم»
  • أبو الغيط: أن الأوان لتدخل المجتمع الدولي بشكلٍ حاسم لفرض حلّ الدولتين
  • أبو الغيط: قد آن الأوان لتدخل المجتمع الدولي بشكلٍ حاسم لفرض حلّ الدولتين
  • أستاذ علاقات دولية: نتنياهو تحرك على الجبهة اللبنانية ليعوض فشله في غزة
  • غريب آبادي: مجلس الأمن أصبح أداة في أيدي بعض الأعضاء الدائمين