"روساتوم" في ذكرى إطلاق أول محطة نووية في العالم: روسيا حريصة على دعم شركائها من الدول الصديقة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
أعرب أليكسي ليخاتشيف مدير مؤسسة "روساتوم" الروسية للطاقة النووية عن ثقته بأن الطاقة النووية سوف تتطور وتصبح جزءا لا يتجزأ من توازن الطاقة على كوكب الأرض.
جاء ذلك خلال الاحتفال بالذكرى السبعين لأول محطة للطاقة النووية في العالم بمدينة أوبنينسك بمنطقة كالوغا بالقرب من العاصمة الروسية موسكو. وتابع ليخاتشيف أن الذرة "سلمية" بالأساس، وتهدف إلى تزويد روسيا والعالم أجمع بالطاقة النظيفة والمستدامة والخضراء.
وقال ليخاتشيف: "وبينما نحتفل اليوم بذكرى عالمية حقا، نتحدث كثيرا عن المستقبل، فيما يعقد اليوم المنتدى الثاني للشباب النووي، الذي تشارك به أكثر من 75 دولة. إنها الدول التي اتخذت قرارها بتطوير التكنولوجيا النووية منذ عدة سنوات. ويشمل المنتدى خبراء وعلماء مخضرمون وشباب واعد يشعرون للتو بمسار الطاقة النووية، ويتم إعدادهم كي يتخذوا الخطوات الأولى لنشر الطاقة النووية في بلادهم".
إقرأ المزيد "روساتوم" تسلّم محطة "أكويو"التركية جهاز محاكاة جديدا لتدريب كوادر المحطة (صور)وأعلن ليخاتشيف عن تبادل كبير للموظفين والمشتغلين بالطاقة النووية حتى أصبحت "روساتوم" تمتلك "فريقا دوليا" من المتخصصين يعملون في جميع أنحاء العالم حيث توجد محطات الطاقة النووية والمراكز النووية الروسية.
وأشار مدير "روساتوم" إلى اهتمام المؤسسة بمشاركة الشباب والطلاب في تكوين البرامج العلمية وبرامج الإنتاج والعناية بشكل وأسلوب الحياة في الحرم الجامعي، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للمؤسسة.
وتابع: "ولمن دواعي سروري البالغ أن نشارك تقنياتنا ومعارفنا مع شركائنا من الدول الصديقة. واليوم وبينما يتم تدريب عشرات الآلاف من المتخصصين، فإن الشيء الرئيسي هو المستقبل. وأنا على ثقة من أن الطاقة النووية سوف تتطور وتصبح جزءا لا يتجزأ من توازن الطاقة بأكمله لكوكبنا. وسيستضيف مزيد ومزيد من البلدان محطات الطاقة النووية والمراكز النووية المرتبطة بالعلوم والطب والزراعة".
وأكد ليخاتشيف أن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لـ "روساتوم" هو أن يتم تأهيل المتخصصين كي يكونوا على درجة رفيعة من المهنية والاحتراف ليضمنوا التشغيل الآمن للمنشآت النووية، وتابع: "وأود أن يعرف هؤلاء أن لديهم أصدقاء في روسيا، ليسوا فقط على استعداد لدعم التشغيل الفعال لمنشآت الطاقة النووية لعدة عقود، وإنما يحرصون على علاقات الصداقة مع شركائهم".
وكان بناء أول محطة للطاقة النووية في العالم بمثابة صفحة جديدة في قطاع الطاقة للبشرية جمعاء، طفرة تكنولوجية جديدة تنبئ بميلاد عصر جديد. وفي السنوات الأولى من التشغيل، تم اعتبار محطة أوبنينسك للطاقة النووية بمثابة منشأة تجريبية، حيث تم تطوير تقنيات الطاقة النووية الأولى، وتم تدريب متخصصين من المحطات الصناعية الأولى وأطقم الغواصات النووية وكاسحة الجليد النووية "لينين"، كما تم تدريب متخصصين أجانب.
وفي عام 2009، أصبحت محطة الطاقة النووية الأولى في العالم متحفا، حيث تم منحها صفة "مجمع تذكاري للصناعة". وعلى مدار العشرين عاما الأولى، زار المتحف أكثر من 60 ألف زائر، ثم بدأ العمل على نطاق واسع لتجديد المبنى وإعادة عرض المجتمع التذكاري "أول محطة للطاقة النووية في العالم" عام 2023. وكان من الضروري ليس فقط الحفاظ على المظهر التاريخي للمباني والمعدات، ولكن أيضا استكمال المعروضات واستخدام تقنيات الوسائط المتعددة الحديثة.
إقرأ المزيد ما نسبة تنفيذ مشروع محطة الضبعة في مصر؟وقد تم تجديد واجهة المبنى، وظهرت عليها اللوحات التاريخية، وتم ترميم النوافذ الزجاجية الملونة الفريدة التي تم تركيبها عام 1964 للاحتفال بالذكرى العاشرة الإطلاق أول محطة للطاقة النووية في العالم، وهو عمل ضخم من الفن السوفيتي في ستينيات القرن الماضي، وكانت المساحة الإجمالية للعمل حوالي 40 متر مربع. وتم تنفيذ عملية الترميم من قبل متخصصين من قسم فنون الزجاج بجامعة الدولة الروسية للفنون والصناعة.
تم كذلك إحلال مختلف المعروضات المتعلقة بتشغيل محطة الطاقة النووية وإجراء اختبارات منتظمة للتأكد من مؤهلات المتخصصين في المحطة، وأصبح أساس المعرض الجديد هو المسار التاريخي للوفود الرسمية والضيوف، حيث يبدأ العرض بالقاعة الرئيسية التي تم ترميم الديكور المعماري الأصلي فيها، وينتهي بقاعة المفاعل.
ويحكي المعرض عن دور العلماء البارزين وقادة المشروع الذري للاتحاد السوفيتي. وتعد المرحلة الرئيسية لمسار العرض هي إعادة بناء عملية بدء تشغيل الطاقة لمفاعل محطة الطاقة النووية في عام 1954 في لوحة التحكم المركزية، وذلك من خلال التشغيل المتسلسل لأجهزة التحكم عن بعد بالإضاءة والصوت.
ويحتوي المعرض كذلك على منطقة جديدة هي منطقة الألعاب التفاعلية "بناء المفاعل"، حيث يمكن للزوار من مختلف الفئات العمرية التعرف بطريقة مبسطة ومرحة على العناصر الهيكلية الرئيسية للمفاعل النووي.
وقد ساعدت تجربة إنشاء أول مجمع للطاقة النووية في تحديد شكل الاستخدام المستقبلي للمفاعلات النووية في قطاع الطاقة وغيره من المجالات، مثل الطب النووي وتطوير الفضاء، وتشغيل المفاعلات ذات التسخين النووي للبخار لوحدات الطاقة الأولى، وإنشاء محطات طاقة نووية قابلة للنقل، وتصميم محطات الطاقة النووية للأغراض الفضائية وللغواصات النووية، وتصميم مفاعلات نيوترونية سريعة التشغيل، وإنتاج النظائر المشعة لأغراض مختلفة وغيرها.
ويصادف يوم 26 يونيو الذكرى السبعين لإطلاق أول محطة للطاقة النووية في العالم بمدينة أوبنينسك بالقرب من موسكو، ويشغل المبنى الآن معهد الفيزياء والطاقة وهو جزء من القسم العلمي لمؤسسة "روساتوم". وقد تم إغلاق المفاعل في 29 أبريل 2002، وفي سبتمبر 2002، تم تفريغ آخر مجموعة وقود مستنفد منه.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاسلحة النووية الطاقة الطاقة الذرية روساتوم وكالة الطاقة العالمية الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
روساتوم تختتم مهرجان العلوم الثاني في مصر بمشاركة 2800 طالب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظّمت روساتوم، الشركة الرائدة عالميًا في التكنولوجيا والمسؤوله عن إنشاء المحطه النووية في الضبعه بمصر ، المهرجان الثاني للعلوم في مصر في كل من القاهرة والعلمين والإسكندرية بهدف زيادة الوعي بالتكنولوجيا النووية، وتعزيز الشغف بالعلوم بين الشباب، وإظهار الإمكانيات التحويلية للعلوم والتكنولوجيا النووية.
جذب المهرجان مشاركة أكثر من 2800 طالب وطالبة من المدارس والجامعات من مختلف المؤسسات التعليمية. وتضمنت الفعاليات أنشطة في حرم الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في القاهرة والعلمين، وكذلك في جامعة عين شمس. بالإضافة إلى ذلك، شارك طلاب من مدارس مصر للغات، ومدرسة إنسباير في الجيزة، والمدارس الأوروبية في الإسكندرية في أنشطة مصممة بعناية لجعل العلوم اكثر تفاعلا والهاما لطلبة المدارس.
كما شارك خبراء من هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء (NPPA) وهيئة الطاقة الذرية المصرية (EAEA) في الفعاليات، حيث قدموا رؤى حول تاريخ الطاقة النووية في مصر وتطور مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية، بما في ذلك جدولها الزمني وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية. وقدمت هذه الجلسات منظورًا شاملاً عن المبادرات الذرية في مصر ودورها المحوري في تعزيز الاقتصاد الوطني.
وعن نجاح مهرجان العلوم في مصر، صرّح مراد أصلانوف، مدير مكتب روساتوم في مصر: "يمثل مهرجان العلوم أكثر من مجرد حدث عابر؛ إنه منصة استراتيجية تهدف إلى إلهام وتمكين جيل المستقبل من المبتكرين. في كل لقاء مع الشباب، نلمس شغفهم العميق ورغبتهم في استكشاف آفاق العلوم المتقدمة. هؤلاء الطلاب، الذين يتمتعون بالفضول والطموح، لن يكونوا فقط شهودًا على إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، بل سيصبحون أيضًا عناصر أساسية في تشكيل مستقبل العلوم والتكنولوجيا في مصر. من خلال فعاليات مثل مهرجان العلوم، نسعى إلى تقريب أحلامهم من الواقع عبر تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة في التقدم العلمي محليًا والتنافس على المستوى العالمي."
قدّم المهرجان، الذي استمر لمدة أسبوع، أنشطة مصممة خصيصًا لجميع الفئات العمرية. ففي الجامعات تم تقديم عدد منالفعاليات لاستكشاف اتجاهات الطاقة النووية العالمية، والتقنيات منخفضة الكربون، والابتكارات العلمية المرتبطة، بينما قدمت الندوات المهنية فرصًا للمنح الدراسية في روسيا والمهن المتاحة في مجال الطاقة النووية النظيفة.
كجزء من الفعاليات، نظّمت روساتوم عروضًا لفيلم “Nuclear Now” للمخرج أوليفر ستون، الذي يستعرض مسار الطاقة النووية ويشرح فوائدها في مواجهة التحديات البيئية العالمية ويفند المفاهيم الخاطئة عن الصناعة النووية الحديثة. أما بالنسبة للجمهور الأصغر سنًا، فقد اشتملت أنشطة المدارس على تجارب عملية ومحاضرات تفاعلية لجعل العلوم سهلة الفهم بشكل مثير وتفاعلي أثار اهتمام المشاركين الشباب بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
من جهته، صرّح الدكتور ألكسندر ناخابوف، نائب رئيس قسم الفيزياء النووية والهندسة بمعهد أوبنينسك للطاقة النووية: "يمثل مهرجان العلوم منصة فريدة لرأب الفجوة بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما يلهم الطلاب لاستكشاف الإمكانات التحويلية للفيزياء والهندسة النووية. كان التفاعل مع طلاب الجامعات والمدارس في مصر تجربة استثنائية، حيث عكس شغفهم وفضولهم الدور المحوري للتعليم في صياغة مستقبل الطاقة المستدامة وتعزيز الابتكار التكنولوجي."
من جانبها، أشارت البروفيسورة فاليريا ف. بودكو، رئيسة مركز القبول الدولي في الجامعة الوطنية للأبحاث النووية (MEPhI)، إلى الاهتمام القوي والتفاعل الذي أبداه الطلاب خلال جلساتها، مؤكدةً على دور المهرجان في توجيه العقول الشابة نحو الفرص التعليمية والمهنية في العلوم النووية. وأعربت بودكو عن ثقتها في أن هؤلاء الطلبة الموهوبين لديهم القدرة على أن يصبحوا مساهمين رئيسيين في التقدم العلمي والتكنولوجي في مصر.
من جانبهم، أعرب الطلاب والمتطوعون عن حماسهم تجاه المهرجان. وقال عبد الرحمن محمد سعد، طالب في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري: "ألهمتني الجلسات أن أرى العلوم النووية ليس فقط كمجال دراسة بل كوسيلة لحل التحديات العالمية." ومن جهتها، قالت مروة إبراهيم، مدرس مساعد بجامعة النيل: "إن رؤية الحماس في عيون الطلاب تجعل كل الجهد المبذول مستحقا. إنه أمر رائع أن أكون جزءًا من شيء يمكنه تشكيل مستقبل هؤلاء الشباب."