هِمَمٌ وطموحات ترفع سقف الأداء الوظيفي
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
أحمد بن راشد الكندي
alkindi4336@gmail.com
"نقلةٌ جديدةٌ وتحديات بلا توقف".. جملة تقريرية مُهمة إذا كنت تبحث عن التطور ورفع سقف الأداء في العمل في زمن تكثر فيه المنافسة والخيارات والتحديات، تحديات صعبة تواجهه الكثيرين، ولكن يظل الصمود والثبات والإصرار للتغلب على مثل هذه التحديات هو الهدف وهو الأصل لتكملة الحياة؛ فالحياة مُستمرة سواء ضحكت أم بكيت فلا تُحمّل نفسك همومًا لن تستفيد منها وابتسم وسارع نحو التَّميز والتَّقدم.
هذه الحياة تحتاج للقوة وللصمود فبحر التحديات كبير وثمرته جميلة ومجدية فلا تحدث نفسك يومًا بأنك ستفشل فإن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي، بل يشرع فورًا في تحقيقه فكن إيجابيًا لا سلبيًا. وأنت حتمًا تحتاج أن تعرف كيف يمكنك أن تُحسّن أداءك الفعلي والعملي فخلق بيئة عمل إنتاجية ليس بالأمر السهل!! لذلك فإنَّ عينك الناقدة الفاحصة لنفسك ولعملك مُهمة جدًا.
وهناك علاقة حميمة بيننا وبين ما ننجزه سواء أكان مهمة عمل روتينية كتخليص معاملات يومية أو مخطط لمشروع أو حتى عمل فني أو نص أدبي أو إدارة فريق عمل أو حتى واجب يجب أن تقدمه لأستاذك أو تقريرًا إلى رئيسك في العمل وغير ذلك من الأعمال التي تقوم بها، هذه العلاقة تحكمها الجهود الفكرية والجسدية التي نقوم بها لإنجاز هذه المهمة والتي قد تشكل قيدًا يمنعنا من النظر لنتائج هذا العمل بدون انحياز للوقت والمجهود الذي قدمناه لذلك فإننا نحتاج لوقت كي نتحرر من هذه القيود ونقيّم العمل بعيدًا عن ارتباطنا به، والتقييم هنا مُهم، لأنك فعلاً تحتاج لأن تعرف نقاط قوتك لتبني عليها مُخططاتك القادمة ونقاط ضعفك حتى تعمل على تعديلها وتقويتها.
لذلك يجب أن تكون ناقدًا جيدًا لعملك ومقيّمًا حياديًا له، وتحتاج أن تخرج من عباءة المشارك أو المنفذ لفكرة ما أو عمل ما هذا الذي يعرف أدق تفاصيلها وتنسلخ منها لتنظر لها بحيادية وتعرف نقاط الضعف ونقاط القوة، وكذلك السلبيات والإيجابيات فكل عمل من الممكن أن يُنجز بطريقة أفضل وإن كان هذا لا يعني أن ما وصلت له حتى الآن ليس بجيد، فمن ضمن تطويرك لذاتك عليك بالعمل على تنمية مهارة الحس النقدي؛ فالحس النقدي هنا لا يعني أن تكون متذمرًا متصيدًا للأخطاء كما يتصور البعض لا، بل هو محاولة للنظر بطريقة عميقة وتحليلية لكل ما هو معروض أمامك بحيث تفهمه وتقيمه حسب معايير معينة، لكن كيف تصل للتوازن في تقييمك بحيث لا تكون منحازًا لنرجسيتك معتقدًا أنك أفضل الجميع ولا منكسرًا تحت الإحساس أنك لا ترقى لمستوى الآخرين، لذلك كن إيجابيا مهما ضربت بك الحياة وتمسك بالدافع القوي الذي يُحلّق بك نحو سماء التطور والرقي بذاتك.
ولا شك أن هناك العديد من الإيجابيات والسلبيات في حياتنا، والإنسان الجيد هو الذي يتمسك بالجوانب الإيجابية ويستفيد منها بأفضل طريقة ممكنة، وكذلك يفيد بها مجتمعة وذاته، فيكون له دورًا بارزًا في التأثير الإيجابي لجوانب الحياة في مجتمعة وذاته.
حدد أهدافك ضع خططك.. وحسّن مهاراتك وكفاءاتك المهنية.. وعزز التواصل الفعَّال.. وطور مهارات التعامل مع الآخرين، ولا تنسى الاهتمام بالصحة العقلية والجسدية والروحية. هذا بعض من بحر النصائح المفيدة لتطوير الذات والقدرات المهنية لرفع سقف الأداء الوظيفي.
إنَّ التطور ورفع سقف الأداء في العمل أصبح ضرورة لا بد منها وضرورة مُلحة، حيث التحديثات تُحيط بنا من كل صوب، لذلك لا بد وأن نكون أفضل الخيارات لأصحاب العمل على الرغم من وزيادة حدة المنافسة، وعلينا التمسك بالصمود والإصرار والثبات حتى نُحقق ما نتمنى.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالصور.. السيد ذي يزن يستمع إلى تجارب وطموحات مجموعة من الطلبة العُمانيين المُبتعثين إلى اليابان
◄ "سيف الكاتانا" الياباني هدية تذكارية إلى السيد ذي يزن يُعبِّر عن إرث الساموراي
◄ الأمسية تنعقد ضمن فعاليات الجناح العُماني في "إكسبو 2025 أوساكا"
◄ سعيد بن سلطان: الأمسية تمثِّل حوارًا حضاريًا بين الثقافتين العُمانية واليابانية العريقتين
◄ معرض فني يضم 12 عملًا فنيًا لفنّانين عُمانيين مختصين في الفن الرقمي
◄ الأعمال الفنية تُجسِّد هوية عُمان الثقافية وتطلعاتها المستقبلية وروابطها الممتدة
أوساكا- العُمانية
رعى صاحبُ السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، رئيسُ اللجنة الرئيسية لمشاركة سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا مساء أمس، أمسية ثقافية عُمانية جمعت بين الثقافة العُمانية واليابانية، وذلك في متحف أوساكا للفن المعاصر ضمن فعاليات الجناح العُماني في إكسبو 2025 أوساكا.
وتضمنّت الأمسية العُمانية معرضًا فنيًّا ضمّ 12 عملًا فنيًا لفنّانين عُمانيين مختصين في الفن الرقمي، من مدارس فنية مختلفة، جسّدت أعمالُهم هوية سلطنة عُمان الثقافية، وتطلعاتها المستقبلية وروابطها الممتدة، وتنوع الرؤى والأساليب، ودمجت بين تقنيات الرسم الرقمي والهوية العُمانية الأصيلة؛ حيث عكست الأعمال تنوع الأساليب والتقنيات المعاصرة التي يعبّر من خلالها الفنّانون عن هويتهم ورؤيتهم للعالم، وجسّدت جوانب من الهوية العُمانية، والطبيعة، والتراث بأساليب معاصرة تجمع بين الموروث الثقافي والابتكار.
وتنوعت موضوعات اللوحات الفنية المعروضة لتعبِّر عن الحياة والابتكار، والتجارب البصرية التفاعلية، والذاكرة البصرية، والهوية العُمانية، بالإضافة إلى أعمال فنية تعكس مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، وامتداد الثقافة العُمانية وارتباط المجتمع العُماني بتراثه الأصيل.
ويجسِّد المعرض الفني ديناميكية الساحة الفنية العُمانية، ومواكبتها للتقنيات الجديدة في التعبير الفني، وهو ما لاقى تفاعلًا لافتًا من الحضور الياباني والدولي. كما تضمن برنامج الأمسية مقطوعات موسيقية عزفها الشباب العُماني، في انسجام يعكس جماليات الفنون العابرة للثقافات.
وعلى هامش الأمسية، التقى صاحبُ السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، بمجموعة من الطلبة العُمانيين المبتعثين للدراسة في الجامعات اليابانية، حيث استمع سموُّه إلى تجاربهم وطموحاتهم، مؤكدًا حرص سلطنة عُمان على دعم شبابها، وتعزيز حضورهم في مجالات المعرفة والبحث والابتكار، ومتمنيًا لهم التوفيق والنجاح.
وفي ختام الأمسية قدّم سعادة السيد المفوض العام هديةً تذكارية إلى صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وهي عبارة عن سيف ياباني يُعرف بـ"الكاتانا"، وهو رمز ثقافي وفني عميق يعكس التوازن بين الجمال والفائدة في الفلسفة اليابانية، ويعبِّر عن إرث الساموراي وحرفة صناعة السيوف التي تطورت عبر مئات السنين، وصنعه غاسان ساداكاوا، ويُعد "كنزًا حيًا" وقمة في فن صناعة السيوف اليابانية، وهو تجسيد للإبداع الفني والتقاليد العائلية المتوارثة، كما يمثِّل إرثًا حيًا من التراث الثقافي الياباني، ويعكس قيم الانضباط والإبداع التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليابانية التقليدية.
وقال سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، المفوض العام لجناح سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا إن هذه الأمسية تأتي في إطار تعزيز الروابط الممتدة وجسور التبادل الثقافي بين سلطنة عُمان واليابان، والتأكيد على أن الفنون والموسيقى هي لغات عالمية قادرة على تحقيق التقارب بين الشعوب رغم تباعد الجغرافيا.
وأضاف سعادته أن هذه الأمسية تمثِّل حوارًا حضاريًا بين ثقافتين عريقتين (العُمانية واليابانية)، تتشاركان احترام الجمال، والاهتمام بالهوية، والتطلع للاستدامة والابتكار، مشيرًا سعادته إلى أن مشاركة الفنانين العُمانيين الشباب في هذا الحدث بأعمال رقمية معاصرة، تعكس تحولًا نوعيًّا في المشهد الإبداعي بسلطنة عُمان، وتؤكِّد أن رؤية "عُمان 2040" تُترجَم على أرض الواقع من خلال هذه المواهب التي تمزج بين الأصالة والتقنية، وتولي الثقافة دورًا محوريًا في التنمية المستدامة وتعزيز الحضور العُماني على الساحة الدولية، مشيرًا سعادته إلى أن مثل هذه المبادرات تُعزز من حضور الثقافة العُمانية عالميًا، وتفتح نوافذ جديدة للحوار والتفاهم المشترك.
حضر الأمسية معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار نائب رئيس اللجنة الرئيسية لمشاركة سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا، وسعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، وسعادة الدكتور محمد بن سعيد البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى اليابان، وشخصيات دبلوماسية وأكاديمية وثقافية، وممثلو المؤسسات المشاركة والشركات العُمانية الداعمة.