أصوات إسرائيلية: نتنياهو لا يمثلنا وعلى الكونغرس العدول عن دعوته
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
#سواليف
قال #علماء و #كتاب وشخصيات عامة و #مسؤولون #إسرائيليون سابقون إن #الكونغرس الأميركي ارتكب خطأ فادحا بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتحدث أمام جلسة استماع مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب الشهر المقبل، وطالبوا بإلغاء تلك الدعوة التي اعتبروها “مكافأة له على سلوكه المدمر”، قائلين “إن #نتنياهو لا يمثلنا ولا يتحدث باسمنا”.
جاء ذلك في مقال مشترك نشرته صحيفة “نيويورك تايمز الأميركية اليوم” في صفحة الرأي تحت عنوان “نتنياهو لا يتحدث نيابة عنا.. وينبغي للكونغرس أن يلغي دعوته”.
وحملت المقالة المشتركة توقيع كل من ديفيد هاريل رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والإنسانيات، وتامير باردو المدير السابق لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد).
مقالات ذات صلة حريق ضخم في متنزه عمان القومي / صور 2024/06/26كما حملت توقيع تاليا ساسون المديرة السابقة لقسم المهام الخاصة في مكتب المدعي العام الإسرائيلي وإيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، وآرون تشيشانوفر الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004، والروائي والكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان.
وأجمع هؤلاء في مقالهم المشترك على أن ظهور نتنياهو في واشنطن “لن يمثل إسرائيل ومواطنيها، وسيكون بمثابة مكافأة لسلوكه الفاضح والمدمر تجاه بلدنا”.
وفي إشارة إلى أهمية رأيهم بهذا الشأن قالوا “نحن نأتي من مجالات متنوعة في المجتمع الإسرائيلي، العلوم والتكنولوجيا والسياسة والأمن والقانون والثقافة، لذلك نحن في وضع جيد لتقييم التأثير الإجمالي لحكومة نتنياهو، مثل كثيرين آخرين، نعتقد أنه يدمر إسرائيل بسرعة مقلقة، لدرجة أنه قد ينتهي بنا الأمر إلى فقدان الدولة التي نحبها”.
الحرب على غزة
وأضافوا “حتى الآن لم يتمكن نتنياهو من صياغة خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ولم يتمكن من التوصل للإفراج عن عشرات الأسرى. وعلى أقل تقدير، كان ينبغي أن تكون الدعوة لإلقاء الخطاب في الكونغرس مشروطة بحل هاتين القضيتين، بالإضافة إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل”.
وحرص المشاركون في المقال على تذكير الكونغرس بالأزمة السياسية التي اندلعت مؤخرا بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلين “إن دعوة نتنياهو هي مكافأة على ازدرائه للجهود الأميركية لصياغة خطة سلام، للسماح بمزيد من المساعدات لسكان غزة المحاصرين والقيام بعمل أفضل في إنقاذ المواطنين هناك”.
وتابعوا في مقالهم “نتنياهو يرفض مرارا وتكرارا خطة الرئيس الأميركي الرامية إلى إزاحة حركة حماس عن السلطة في غزة من خلال إنشاء قوة تحفظ السلام. ومن المحتمل جدا أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تحالف إقليمي أوسع بكثير، يتضمن رؤية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو لا يصب في مصلحة إسرائيل فحسب، بل في مصلحة كلا الحزبين في الولايات المتحدة أيضا. ونتنياهو هو العائق الرئيسي أمام هذه النتائج”.
وجاء في المقال أيضا “قبل كل شيء، فإن العديد من الإسرائيليين مقتنعين بأن نتنياهو أحبط صفقات مقترحة مع حماس كان من شأنها أن تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن من أجل مواصلة الحرب، وبالتالي تجنب المحاسبة السياسية الحتمية التي سيواجهها عندما تنتهي الحرب”.
وعن اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، ذكرت المقالة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يحتاج نتنياهو إلى دعمهما للحفاظ على حكومته، يعارضان بشدة إنهاء الحرب في غزة، حتى وقف إطلاق النار المؤقت، ويطالبان باحتلال قطاع غزة وعودة الاستيطان من جديد”.
وإلى جانب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها، تطرقت المقالة إلى ما أسمته “الثورة القضائية” وعنف الشرطة الإسرائيلية ضد المتظاهرين.
وجاء فيها “رغم القتال العنيف في غزة والخسائر اليومية في كلا الجانبين، في أعقاب الهجمات المروعة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل نتنياهو المضي قدما في إعادة تشكيل إسرائيل الاستبدادية وكأن شيئا لم يتغير”.
كما نبهوا إلى أن الشرطة الإسرائيلية، بقيادة وزير الأمن القومي واليميني المتطرف إيتمار بن غفير، تتصرف بصورة شديدة ضد المتظاهرين. ولا تزال تعيينات قضاة المحكمة ورئيس المحكمة العليا مجمدة”.
كما أشاروا إلى أن ” المؤسسات لا تزال تعاني من محاولات حكومية للتضييقات السياسية، حيث تم تحويل مبالغ كبيرة بشكل سريع إلى مجتمع الحريديم، الذي لا يتحمل في معظمه العبء الاقتصادي والأمني الذي يتحمله مواطنو إسرائيل، خاصة أنهم يبقون معفين من الخدمة العسكرية”.
وخلص المشاركون في المقالة إلى القول “إن منح نتنياهو منصة في واشنطن يعد تحديا كبيرا لغضب وألم شعبه الذي عبر عنه في المظاهرات في جميع أنحاء البلاد. ويجب على المشرعين الأميركيين ألا يسمحوا بحدوث ذلك، وليطلبوا من نتنياهو البقاء في البيت”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف علماء كتاب مسؤولون إسرائيليون الكونغرس نتنياهو
إقرأ أيضاً:
“مقترحات ويتكوف” أمريكية في ظاهرها إسرائيلية في جوهرها وخبيثة في مراميها
#سواليف
في ختام اجتماع أمني الليلة الفائتة، أعلن مكتب رئيس #حكومة #الاحتلال عن تبنّيه “ #مقترحات_ويتكوف ” القاضية بوقف إطلاق النار خلال #رمضان والفصح اليهودي، والإفراج عن نصف #الرهائن في اليوم الأول، وفي نهاية الهدنة يتم الإفراج عن البقية، في حال تم الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.
يتضح أنه بينما كان #نتنياهو يتهرّب من #المرحلة_الثانية من #الصفقة، ومن الانسحاب من #محور_فيلادلفيا، كان وزير الشؤون الإستراتيجية، رون درمر، يعمل على صياغة خطة بديلة من خلال لقاءات متتالية مع المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، الذي بقي في واشنطن وألغى زيارة مقررة للمنطقة.
وتنص مقترحات ويتكوف، التي تبدو أمريكية في ظاهرها، لكنها إسرائيلية في جوهرها، على وقف إطلاق النار خلال رمضان والفصح، مع تحرير نصف الرهائن في اليوم الأول، وفي حال التوصل إلى اتفاق وقف دائم للنار، يتم الإفراج عن النصف الثاني من الرهائن.
مقالات ذات صلةبيان مكتب نتنياهو، الذي خلا من الإشارة إلى ما سيحدث في حال رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “مقترحات ويتكوف”، يذكّر بمقترحات سابقة أعلنها الرئيس الأمريكي السابق، كـ “خطة لوقف الحرب” في السابع والعشرين من مايو/ أيار 2024، والتي تبيّن لاحقًا أنها تنطوي على نص قدّمه نتنياهو نفسه، لكنه لاحقًا تهرّب منه وعطّله بسبب ضغوط داخلية، ما يثير مجددًا التساؤل حول مدى التزامه بـ”مقترحات ويتكوف”.
إضافة إلى ذلك، هناك نقاط جوهرية، مثل انتهاك إسرائيل للاتفاق الموقع من قبلها، بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، ورفض الدخول في مداولات الجولة الثانية.
استعداء أمريكا على “حماس”
كل ذلك يدل على أن نتنياهو يواصل المراوغة والتهرّب من استحقاقات الاتفاق المكفول من قبل الوسطاء، لأنه لا يريد التسليم بنتائج الحرب التي فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، ولأنه يطمع بالبقاء في الحكم والتاريخ، لا سيّما أنه مسكون بجنون العظمة، ويرى نفسه “تشرشل الإسرائيلي”، إلى أن جاء السابع من أكتوبر وقلب الطاولة على رأسه، ما أضرّ بمكانته وهيبته بشكل كبير، كما يظهر في نظرة الإسرائيليين إليه، ونتائج استطلاعات الرأي المتتالية.
إعلان مكتب نتنياهو تبنّي “مقترحات ويتكوف” ينطوي على محاولات خبيثة لشراء الوقت، ريثما يضمن بقاء حكومته بالمصادقة على مشروع قانون الموازنة العامة، الذي يعني استمرارها حتى لو انسحب سموتريتش منها.
كما يسعى نتنياهو، من خلال “مقترحات ويتكوف”، إلى جعل الصراع مباشرًا بين “حماس” والولايات المتحدة، مستغلًا جهل الإدارة الأمريكية بطبيعة الصراع وتطرفها، خاصة أن تركيزها الآن ليس كاملًا، بسبب انشغالها بمحاور أخرى في العالم. وقد دللت الإهانة الدرامية المتلفزة للرئيس الأوكراني على قلة صبرها وقلة درايتها في التعامل مع الأزمات الكبيرة.
ويبدو أن نتنياهو يسعى، من خلال تبنّيه “مقترحات ويتكوف”، إلى تحقيق هدف آخر، وهو تهدئة الضغوط الداخلية الإسرائيلية المتصاعدة، التي يخشى تفاقمها.
حرارة الشارع الإسرائيلي
يزداد الغضب في الشارع الإسرائيلي نتيجة شهادات الرهائن العائدين من غزة حول “كابوس الأسر داخل أنفاق غزة”، والخوف المتزايد على حياة بقية الرهائن في حال استمرت المماطلة أو تجددت الحرب.
ومن بين العوامل التي تغذي هذا الغضب إدراك الإسرائيليين أن استئناف الحرب على غزة يعني سقوط المزيد من الجنود الإسرائيليين، واستمرار تدهور صورة إسرائيل كدولة منبوذة في العالم، خاصة بعد الإعلان، اليوم الأحد، عن تهديدات جديدة بإغلاق مداخل القطاع ووقف إدخال المساعدات الإنسانية، ما يُعد انتهاكًا خطيرًا للقوانين والمواثيق الدولية.
ومن المرجح أن يثير هذا التجويع نقاشات في الشارع الإسرائيلي، ليس بدوافع أخلاقية، وإنما بدوافع حسابات الربح والخسارة، كونه يهدد مصير الرهائن أيضًا.
ويبدو أن عائلات الرهائن، وقبل إعلان مكتب نتنياهو عن “تبني مقترحات ويتكوف”، تستعد للتصعيد للضغط على حكومة نتنياهو لاستعادة بقية المحتجزين، حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب وبقاء “حماس” في الحكم.
ويتجلى ذلك في تكريس صحيفة “هآرتس” كل صفحتها الأولى لإعلان يقول، إلى جانب صورة أربعة رهائن مقيدين بالسلاسل الحديدية: “إعادة الكل بنبضة واحدة”.
ورفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيان “مقترحات ويتكوف”، معتبرة إياه محاولة جديدة للمراوغة والتهرّب من الاتفاق الموقع واستحقاقاته.
في ظل إدارة أمريكية متقلبة، تحوم حول قدراتها الدبلوماسية ومعرفتها بجوهر الصراع في المنطقة علامات استفهام، فلا يُستبعد أن يكون الشارع الإسرائيلي هو العامل الأكثر تأثيرًا في الضغط على حكومة الاحتلال، في حال تحوّل التعب إلى غضب، وخرج الإسرائيليون بأعداد كبيرة للمطالبة بالالتزام بالاتفاق الموقّع، وهو ما ستكشفه الساعات والأيام القليلة القادمة.