اندفاع الأمريكيين نحو الإسلام بسبب العدوان على غزة يثير تساؤلات إسرائيلية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
أثارت ظاهرة تحوّل الأمريكيين للإسلام بصورة متزايدة في الولايات المتحدة في العقود الأخيرة، تساؤلات في الإعلام العبري، حتى أوشك أن يصبح ثاني أكبر دين في البلاد، ورغم أن التحول للإسلام في الولايات المتحدة يعد ظاهرة تاريخية، تحدث منذ القرن الماضي، لكن من الواضح أن أحداث 11 سبتمبر 2001، والعدوان على غزة 2023 عززا الظاهرة.
ورأى كاتب إسرائيلي أن أجزاء من الجمهور الأمريكي من غير المبالين تماما بمسألة الدين، بات لديهم فضول باتجاهه، مرورا بالتعاطف العام معه، وصولا لاعتناقه بصورة نهائية.
إلعاد بن دافيد الخبير في شؤون الإسلام بجامعة بار إيلان، والباحث بمنتدى التفكير الاقليمي، ذكر أن "حرب غزة لعبت دورا في تعزيز مكانة الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية، واكتسبت ظاهرة الأسلمة الأمريكية التي بدأت تتصاعد منذ 11 سبتمبر مزيدا من القوة والزخم، حتى جعلت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الرائدة في الغرب في اعتناق الإسلام، مع العلم أن الحرب التي شنتها دولة الاحتلال على غزة أشعلت خطابًا غير مسبوق معاد للصهيونية بين العديد من المسلمين في الغرب".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أنه "كجزء من التحريض ضد إسرائيل، رفض العديد من الزعماء الدينيين الأمريكيين التنديد صراحة بهجوم حماس في السابع من أكتوبر، واختاروا التركيز على معاناة الفلسطينيين في غزة، وبعيدًا عن هذا الخطاب، فيبدو أنها المرة الأولى التي لا يؤدي فيها نضال المسلمين من أجل الفلسطينيين لتعزيز مكانة الإسلام والمسلمين في الغرب فحسب، بل يصنفهم أيضًا بشكل إيجابي على أنهم يقاتلون من أجل العدالة وضد الظلم الذي تمثله دولة الاحتلال الاسرائيلي".
وأشار إلى أن "الواقع الذي يتقوى فيه الإسلام في أمريكا ليس جديدا، فمنذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر، بدأت أجزاء كثيرة من الجالية المسلمة الأمريكية في تعظيم قوتها الاجتماعية والسياسية والإعلامية، من أجل حماية أنفسهم من الهجمات العامة التي شنت ضد دينهم وجنسيتهم، وبدأ الدعاة والناشطون والمنظمات الإسلامية بوصف الإسلام بشكل إيجابي بأنه صانع للسلام، مع التركيز على هويتهم الأمريكية، وقد حول هذا الواقع أمريكا إلى ساحة تعمل منها أبرز الأصوات الإسلامية في الغرب ضد الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان وقمع المسلمين".
وأوضح أن "المسلمين الأمريكيين تزعموا النضال من أجل الفلسطينيين، وعلى عكس الحروب السابقة في غزة التي أدت لزيادة الخطاب المناهض لإسرائيل بينهم، لكن يوم السابع من أكتوبر مثّل نقطة تحول عززت مكانة الإسلام في الولايات المتحدة، لعدة أسباب رئيسية أهمها الخطاب السائد بين الجالية الإسلامية بشأن الهجوم، والانتقادات الموجهة لإدارة بايدن بسبب دعمها للاحتلال، وهو واقع قد يهدد ولاية أخرى له".
وأشار أنه "رغم أن القوة العددية للمسلمين بأمريكا صغيرة نسبيا، لكن مواقعهم وتأثيرهم في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا تعمل على تعزيز نفوذ الصوت الإسلامي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، عبر انخراط مزيد من الطلاب الأمريكيين المسلمين في المظاهرات المتماهية مع النضال الفلسطيني من أجل غزة، بما يتردد صداه بقوة بين الدعاة المسلمين الذين تتم دعوتهم للجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، ويعزز الشعور بالعدالة لدى الطلاب المتحمسين، ويؤكدون أنهم يقفون حاليا على "الجانب الصحيح" من التاريخ".
وقال إن "هذه المشاركات أشعلت "الإلهام" في الأمريكيين لاعتناق الإسلام، مما وسع من ظاهرة الأسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجعلها الدولة الرائدة في الغرب في اعتناق الإسلام الذي بات اليوم ثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة، بعد المسيحية واليهودية، ويبدو أنه سيصبح في العقود القادمة ثاني أكبر ديانة، مع أن أغلبية المسلمين من المسيحيين الأميركيين والبيض والأميركيين الأفارقة، حيث اعتنق مليون منهم الإسلام، فيما نجحت الحرب في غزة بتعزيز العناصر التي ترسخ صورة الإسلام ومكانته في الولايات المتحدة".
وأوضح أن "هناك أشياء كثيرة تدفع الأمريكيين للانضمام إلى الإسلام, فمنذ 11 سبتمبر، بدأ الكثير من الجالية الأمريكية المسلمة في تعظيم قوتهم الاجتماعية والسياسية والإعلامية من أجل وسم الإسلام وارتباطهم بهويتهم الوطنية بطريقة إيجابية، وأدى هذا الواقع للربط بين الإسلام والقضايا الاجتماعية، مثل مكافحة أمراض الفقر والعنصرية والظلم العام، فيما يوصف الإسلام بأنه دين يناضل من أجل العدالة والحرية، ولذلك يحدث اليوم التماهي العميق مع غزة والفلسطينيين، وينقسم العالم إلى: الظالمون والمضطهدون، وهو وضع ثنائي يجذب بشكل خاص الشباب الذين يرتبطون بالنضال من أجل الضعفاء نحو الإسلام".
وأكد أن" المسلمين الأمريكيين يقدمون الإسلام بأنه الدين الأول الذي يحارب العنصرية، لأنه عندما ظهر قبل 1400 عاما، بشّر برسالة أن الجميع سواء أمام الله، كما يقول النبي محمد عليه السلام، وبموجبه لا أفضلية لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، مع أن هذه الرسائل ترتبط بشكل خاص بالمجتمع الأمريكي الأفريقي، الذي عانى من العنصرية المتميزة لأجيال عديدة، وتمنحه إحساسًا بالهوية والارتباط بالإسلام الجماعي الذي يحمي كرامة المرأة، ويعارض بشدة الفحشاء والإباحية المتفشية في الشوارع والشبكات، وتحظى هذه الرسائل بأهمية كبيرة لدى النساء التواقات للروحانية، ويشعرن بالاشمئزاز من الاختراقات والإباحة الجنسية المتزايدة".
تكشف هذه القراءة الإسرائيلية أنه بحكم كونهم مواطنين في القوة الغربية الأكثر نفوذا وقوة في العالم، وقربهم من مراكز السلطة مثل الكونغرس والبيت الأبيض، فإن المسلمين الأمريكيين يجسدون إمكانات عالمية مؤثرة للغاية، على عكس غيرهم من المسلمين حول العالم، مما يحمل حتما تأثيرات جيو-سياسية كبيرة سلبية على دولة الاحتلال.
وبالتالي فإن التحول للإسلام في أمريكا يصاحبه تبني مشاعر معادية للصهيونية، ودعم للنضال الفلسطيني، وهو الواقع الذي أصبح ذا أهمية خاصة في الحقبة المعقدة التي أعقبت السابع من أكتوبر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال امريكا غزة الاحتلال الاسلام صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة فی الغرب من أجل
إقرأ أيضاً:
وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا عن عمر 93 عاما
توفي اليوم الأحد يوسف ندا، رجل الأعمال المصري وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، عن عمر ناهز 93 عاما.
ولد يوسف مصطفى ندا عام 1931 في الإسكندرية بمصر، وتلقى تعليمه فيها وتخرج من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، واتجه مبكرا للعمل الخاص ليؤسس مصنعا للألبان ويتسع نشاطه إلى مختلف مناطق مصر.
تعرف على جماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة، وخاصة مؤسسها الراحل حسن البنا، وانضم إليها وهو في 17 من عمره، وشارك في حرب القنال عام 1951، وتعرض للاعتقال على يد نظام جمال عبد الناصر، في ما يعرف بحادث المنشية عام 1954، وأفرج عنه بعد عامين.
وبفعل المضايقات من نظام عبد الناصر، هاجر من بلده مصر، إلى ليبيا، ونقل نشاطاته التجارية وبحكم علاقته القوية بالملك إدريس السنوسي آنذاك، حاز على الجواز الليبي، ليكون له بوابة إلى العالم لتوسيع علاقاته الاقتصادية خاصة في أوروبا.
اضطر إلى ترك ليبيا بعد انقلاب القذافي، وتوجه إلى إيطاليا، واستقر في مدينة كامبيونا على الحدود السويسرية، وأسس عام 1988 بنك التقوى والذي تعرض لهجمة بعد عقود من قبل الولايات المتحدة، على إثر هجمات 11 أيلول/ سبتمبر واتهمه جورج بوش رسميا بتمويلها، ما أدى إلى قيام وزارة الخزانة الأمريكية بتجميد مختلف أصوله وأرصدته ووضع اليد على أصول البنك.
وبعد وضعه تحت الإقامة الجبرية في سويسرا والتحقيق معه من قبل أجهزة أمنية غربية وأبرزها الأمريكية، باءت محاولات إدانته بالفشل وشطب اسمه من قائمة الداعمين للإرهاب، لكن الولايات المتحدة أصرت على إبقاء اسمه في القوائم السوداء رغم عدم عثورها على أدلة ضده.
شغل ندا منصبا مهما في جماعة الإخوان المسلمين، وكان مفوضا دوليا باسمها، وقام بأدوار وساطة مهمة بين العديد من الدول، وخاصة في غزو الكويت وبين السعودية واليمن أزمة الجزائر مع جبهة الإنقاذ.