تمثل الخيران الطبيعية بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ونُظمها البيئية مناطق جذب سياحية واقتصادية وجمالية وتشمل أخوار رأس الجنز والحجر وجراما وشياع والبطح والرصاغ، وقلهات وطيوي، وهي بمثابة بحيرات شاطئية وبحيرات مد ساحلية تم تضمينها من بين خطط التطوير السياحي لتكون مزارات سياحية طبيعية وترفيهية وبيئية مميزة بالمحافظة التي تحتفل هذا العام بولاية صور عاصمة للسياحة العربية.

وقال سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية إن هناك عددا من المقومات الطبيعية والسياحية بولاية صور، من بينها تلك الأخوار الطبيعية، ولذلك اشتملت خطط التطوير السياحي والتجميلي والترفيهي - التي تشمل عدة مواقع من بينها تلك الأخوار - على إقامة الواجهات البحرية الجميلة، وتعزيز الأنشطة الساحلية، وسياحة الرحلات والتخييم والسياحة البيئية، بما يسهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: "تم اعتماد المرحلة الأولى لتطوير خور البطح وتشمل تنظيف وتعميق الخور وتطوير النطاقات السياحية والاستثمارية بالمنطقة المحيطة به، وإنشاء مواقع للاستثمار على جانبي الخور، من بينها إنشاء فنادق وشاليهات ومرافق سياحية، وستشمل المرحلة الثانية إنشاء الخدمات الأساسية"، موضحًا أن المشروع سيفتح آفاقًا واسعة للاستثمار.

ووضح أن خور البطح يعد من أكبر الأخوار الطبيعية بولاية صور، وتبلغ مساحته الكلية حوالي 5 كيلومترات مربعة، وهو بمثابة ميناء تجاري ترسو فيه السفن التجارية وسفن صيد الأسماك بمختلف أنواعها، ويمتد مسافة 4 كيلومترات ابتداء من رأس الميل بمنارته المشهورة حتى منطقة الطينة بوسط المدينة، وتقع على ضفته الشرقية قرية العيجة وعلى ضفته الغربية الحي الرئيسي لمدينة صور القديمة بينما تقع قريتا نسمه وسكيكره على جنوب الخور.

وفيما يتعلق بخور جراما بنيابة رأس الحد فقال سعادته: "يوجد مشروع قيد التطوير، يتضمن إنشاء مرسى تطوير سياحي ورصف الطريق الذي يؤدي إليه، كما توجد دراسة للمشروع من قبل الاستشاري، وتم اعتماد موازنته، وفيما يتعلق بخور الحجر برأس الحد فقد تم إنشاء مرسى على الخور للصيادين".

وأضاف سعادته: إن المحافظة تعمل حاليًا على تنفيذ مشروع تجميلي خاص بتطوير منطقة الطينة بجبل عيد بولاية صور في نهاية امتداد خور البطح، بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، ويشمل المشروع مسارًا للمشي والدراجات بطول 1.2 كيلومتر، ومسرحًا مفتوحًا ومواقف للاحتفالات ومظلات ومنطقة لألعاب الأطفال وجلسات، ومساحات مشجرة بالإضافة إلى مخزن لاستئجار الدراجات الهوائية.

من جانبه قال حمود بن حمد الغيلاني الكاتب والباحث في التاريخ البحري: إن الأخوار التي تقع على امتداد ساحل ولاية صور ابتداء من رأس الجنز على بحر العرب حتى نيابة طيوي على ساحل بحر عمان نشأ بعضها نتيجة انخفاض المنطقة المجاورة للبحر مثل أخوار جراما والحجر والبطح، وبعضها نشأ نتيجة النحت العميق في الأودية المتجهة إلى السواحل، أو نتيجة تداخل السلاسل الجبلية لجبال الحجر الشرقي.

وأضاف: "أغلب تلك الأخوار استخدمت تاريخيًا موانئ ومرافئ ومراسي وملاذات من الرياح والامواج، وأن خور رأس الجنز من خلال المكتشفات الأثرية التي أجرتها وزارة التراث والسياحة، وتم اكتشاف الكثير من المعالم الأثرية التي تدل على وجود ميناء ومركز تجاري في تلك المنطقة ترسو فيه السفن القادمة من حضارات وادي السند والهيرابا وملوخا وكذلك القادمة من مصر الفرعونية، كما عثر على بقايا لصناعة السفن وبعض الأدوات التي تدل على استخدامها في صناعة السفن مثل عصي الخيزران والبوص ومادة القار، وهذا الخور يعود إلى حضارة مجان في الألف الرابعة قبل الميلاد".

وأوضح أن خور الحجر كان يستخدم كميناء ومرسى تصل إليه السفن خاصة من حضارة ملوخا في حركة تبادل البضائع وتم العثور على العديد من الآثار التي تدل على النشاط التجاري في المنطقة التي يخدمها هذا الخور، كما تم العثور في مواقع خور جراما على مقابر ومنازل تعود إلى العصر البرونزي وكانت مرافئ الخور ومياهه نشطة تجاريًا في القرن التاسع عشر الميلادي واستخدم موقعًا لتخزين المحروقات للقوات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية وذلك في الجزيرة الصغيرة الموجودة في الخور وهي مخازن موجودة آثارها حتى اليوم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بولایة صور

إقرأ أيضاً:

تماسيح في موانئ مرّاكش

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

قبل ان يفتضح أمر المملكة المغربية بمشاركة 4000 من جنودها في العدوان على اهلنا في غزة. أضحت موانئها ملاذاً آمناً للسفن الحربية والتجارية الاسرائيلية. حيث وفرت لها التسهيلات المينائية المجانية، وأعفتها من دفع الأجور والعوائد. وكانت على أهبة الاستعداد لاستقبال سفينة الإنزال الجديدة التابعة للبحرية الإسرائيلية INS Komemiyut في ميناء طنجة للتزود بما تحتاجه من وقود وإمدادات، وبرامج ترفيهية بعد رحلة طويلة قطعت فيها المحيط الأطلسي من غربه إلى شرقه في طريق عودتها من الولايات المتحدة. وقد اتخذت التدابير الأمنية اللازمة فور ربط حبالها بالرصيف المخصص لها حيث أوقفت اجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بموقعها، وذلك في سياق الإجراءات الاحترازية تلافيا لاستهدافها على الرغم من الحماية المشددة التي وفرتها لها البحرية المغربية المتعاطفة إلى أبعد الحدود مع إسرائيل. .
السفينة الجديدة من السفن المصممة لإطلاق زوارق الإنزال بتقنيات فورية حديثة، وسوف تتوجه مباشرة من طنجة إلى شواطئ غزة لكي تؤدي دورها في الإبادة الجماعية. .
يبلغ طولها 95 مترا، وعرضها 20 مترا، وتبلغ حمولتها الإجمالية 2500 طن. وقد سبقتها سفينة حربية اسرائيلية، هي: (INS Nahshon)، التي رست قبلها على ارصفة الميناء نفسه. .
يتكون طاقم سفينة الإنزال من عشرات الجنود البحريين المقاتلين، ربعهم من الإناث، يعملون جميعهم بإشراف نائب الادميرال: (داود سعّار سلامة). وقد أثار خبر رسوها جدلا في الأوساط المغربية. .
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسبانية رفضت استقبال سفينة الشحن الإسرائيلية (ماريان دانيكا)، التي تعمل تحت العلم الدنماركي، وكانت تحمل 27 طنا من المتفجرات ومتجهة إلى ميناء حيفا. .
على وجه العموم اصبح ميناء طنجة من الموانئ الخدمية التي تنفرد بتقديم الدعم السخي لكل التماسيح الاسرائيلية. يقع الميناء في مدخل جبل طارق، وقد اكتسب أهميته الاستراتيجية بعد أن صار نافذة بحرية وتجارية واقتصادية تتنفس من خلالها مراكش، ومعبراً لا مندوحة عنه لعبور السفن القادمة من أميركا إلى آسيا. تكمن قوة الميناء في سعته الكبيرة، حيث تستوعب محطته الاولى 3 ملايين حاوية، أما محطته الثانية فتصل طاقتها الاستيعابية إلى 6 ملايين حاوية، فكان من الطبيعي ان يحتل مكان الصدارة بين موانئ حوض البحر المتوسط، ناهيك عن إطلالته على مضيق جبل طارق ذي الموقع الجغرافي الحيوي، إذ يفصل بين قارتين هما أفريقيا وأوروبا، وبحرين هما المتوسط والمحيط الأطلسي، وله صلة مباشرة بدول شمال أفريقيا وبلدان الجنوب. لكن المؤسف له هو تحوله إلى قاعدة بحرية تستقبل السفن المعادية للعرب من كل الأحجام والأصناف والجنسيات. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • المركز الجامعي للتطوير المهني بجامعة دمنهور يعقد أولى فعاليات لقاءاته التعريفية.. صور
  • الدقم ليست اقتصادية فقط؛ وهذا الخبر يكشف جانبًا من تميّزها السياحي
  • 400 مليار لتجديد 25 ألف غرفة فندقية استعدادا لكأس إفريقيا
  • خطة حكومية لتحديث 25 ألف غرفة فندقية ب 4 مليار درهم استعدادا للمونديال وكأس إفريقيا
  • تماسيح في موانئ مرّاكش
  • دراسة في الإمارات تؤكد الدور الحيوي للأخوار الساحلية
  • على مساحة 8 ملايين متر مربع قطر تدشن مشروع سميسمة المستدام
  • "بلدي جنوب الباطنة" يستعرض جهود تعزيز الجذب السياحي
  • "بدر الدين"  تحتفل بوضع حجر أساس كومباوند  ONE33 بالشيخ زايد
  • ..و«بلدي» جنوب الباطنة يناقش مبادرة التجديد الحضري