الأسبوع:
2024-06-29@14:46:53 GMT

30 يونيو

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

30 يونيو

قبل أحد عشر عامًا، كانت مصر على شفا «حرب أهلية»، ومؤامرات لجرجرة الوطن إلى مصير مظلم، لم تسلم منه دول حولنا.

كانت «موقعة الاتحادية» فى ديسمبر 2012، بداية النهاية، بعد أن أدرك مَن كان فى قلبه شك، حقيقة الابتسامات المصطنعة، والعبارات الجوفاء، والكلمات المعسولة عن الدين الإسلامى.

فقد جاءت اعتداءات أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، على المعتصمين ضد «الإعلان الدستورى»، واحتجاز بعضهم وتعذيبهم، ليشعر المصريون أننا بصدد عصر، تشكل فيه الميليشيات المسلحة دولة داخل الدولة، نظام حكم فاشل يسوق أنصاره باسم الدفاع عن «الشريعة والشرعية» إلى قتال أبناء وطنهم، بعد أن وضع بقــاءه فى الحكم فى كفة وأمـن مصــــر فى الكـفة الأخرى.

هل تذكرون: «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»؟!، هل تذكرون الاشتباكات اليومية بين مختلف أطياف الشعب المصرى وبين المنتمين لجماعة الإخوان، ومشاهد العنــف والإرهـاب مــن الإسكــندرية إلى أسـوان؟!، هل تذكرون كيف كانتِ الأوضاع فى سيناء، وكيف كانتِ تُدار الأمور لتدفعنا باتجاه ما يجرى فى سوريا وليبيا، عندما أفسحتِ الجماعة الطريق أمام الميليشيات المسلحة التى توافدت على مصر من شتى بقاع الأرض؟.

سنة واحدة تولى فيها الإخوان الحكم، كانت كافية لنرى ما لم يكن يتوقع أحد أن يراه، ونعيش ما لم يتصور أحد أن تعيشه أقدم بلاد الدنيا وأعـرقها، فقد راحوا يقدمون حيثيات سقوطهم، فناصبوا كل أركان الدولة العداء، اعتدوا على مؤسسات الجيش والقضاء والشرطة والأزهر والكنيسة والثقافة والإعلام والصحافة، بل اصطدموا بكل ثوابت الأمن القومى المصرى.

ظل الإخوان يسبحون عكس حركة التاريخ، حتى كانت نهايتهم التى تليق بهم - كتنظيم إرهابى دولى غير وطـنى - عـندما تصوروا أن بـمقدورهم الوقوف فى وجه الشعب المصرى، الذى تحطمت على أعتابه أعتى الإمبراطوريات.

فى مثل هذه الأيام، تحدثت مصر عن نفسها وأثبتت عراقتها، بأكبر تجمع بشرى واحتجاج سياسى شهده العالم، عندما خرج ما يقرب من 33 مليون مصرى إلى الشوارع والميادين، فى 30 يونيو، يطالبون بسقوط حكم الإخوان.

كنت فى المسيرة التى توجهت من شارع عبد الخالق ثروت إلى ميدان التحرير عبر شارع طلعت حرب، مئات المتظاهرين تحركوا من أمام نقابتَى المحامين والصحفيين ونادى القضاة، غلب على المسيرة فى البداية الصحفيون والمحامون، لكنها كانت كلما تحركت خطوة انضم لها مؤيدون.

كنت أتجول بين المجموعات المتظاهرة أرصد نوعيات المشاركين وهتافاتهم، أتفحص الوجوه، دقائق وتحول الشارع إلى صورة مصغرة من مصر، مسلمين ومسيحيين - علامات السجود، واللحى، والمصاحــف

والصلبـان تكشــف أحيـانــًـا عن الديانـة - محجـبات وسافرات، شبابـًـا ورجالا، شيوخـًـا وأطفـالا، صنايعية وأفندية، أيادى متشققة يبدو عليها تعب السنين، وأخـــرى ناعمة.

فى مثل هذه الأيام، أنقذ الـله بلادنا - بفضل شعبها العظيم وجيشها الوطنى - من مصير مجهــول، كان يدبَّـر له بليـل، لجرِّ مصر إلى دوامات العنف والإرهاب، والتقسيم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: 30 يونيو ثورة 30 يونيو

إقرأ أيضاً:

الفنانين أشعلوا فتيل الغضب

تحل الذكرى الـ11 لثورة مصر 30 يونيو التى انتفض خلالها الشعب المصرى ضد حكم الجماعات الإسلامية وحكم الأخوان والسير نحو اتجاه دمار البلاد، فى تلك الذكرى كان فنانو مصر جزءً لا يتجزأ من الحراك السياسى فى مصر، فقد تخلوا عن الوقوف أمام الكاميرات لتصوير أعمالهم الفنية، للوقوف فى الميادين لرفض الحكم ودعم بلادهم فى مشاهد واقعية دون سيناريو مكتوب، فمن المشاهد التمثيلية إلى المشاهد الحقيقية رسم فنانو مصر شكل الوطنية الفنية تجاه مصر، ليؤكدوا رأيهم مع جموع الشعب بكل طوائفه عن ثورة الكرامة وإعادة الوطن الذى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة على أيدى تلك الجماعات المخربة، ولم يكتفوا عن ذلك، حيث كان الفن عنصرا رئيسيا بعد الأحداث، ليظهر للشعب المصرى والأوطان حجم خراب هذه الجماعات على مصر من خلال أعمال درامية وسينمائية تكشف الحقائق.

ارتبطت الميادين بأسماء عدد من الفنانين الذين شاركوا فى ثورة 30 يونيو 2013، ترصد «الوفد» فى الذكرى الـ11 للثورة، 11 مشهدًا لا يمحو من ذاكرة المصريين عامة والوسط الفنى خاصة، وهى مشاهد ولقطات ارتبطت بأحداث ثورة 30 يونيو، وكانت الفنانة إلهام شاهين، إحدى أبرز الفنانات التى كانت لها دورا بارزا فى مواجهة الإخوان الإرهابية، وخاضت حروبًا كثيرة معهم وشاركت فى ثورة يونيو لتطالب برحيل الرئيس الأسبق وجماعته.

كان المشهد الرئيسى لدور الفنانين فى دعم الدولة المصرية ضد الجماعات الإرهابية وثورة 30 يونيو من أمام وزارة الثقافة حشد مسيرة ضخمة كانت الشرارة لاندلاع فتيل الغضب من المصريين ضد إسقاط حكم تلك الجماعات، حيث انطلقت مسيرة تضم عشرات المثقفين والفنانين والأدباء، من أمام وزارة الثقافة، إلى ميدان التحرير دعمًا لشرعية الميدان، حاملين أعلام مصر، ولافتات مكتوب عليها «مصر نظيفة وحرة بدون إخوان، لا للدستور المعيب، مصر ستبقى مدنية».

وكان المشهد الثانى بمشاركة النجمة إلهام شاهين، فى الذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو التى قالت: «أنقذتنا من تجار الدين الذين تاجروا بالنصوص الدينية وجاءت أفكارهم بعيدة كل البعد عن الدين الحقيقى السمح الذى يعطى الإنسان الحرية فى الاختيار والاعتقاد ويعلم الناس الأخلاق وكيفية التعامل بإنسانية».

وعن الأوضاع المأساوية التى مرت على البلاد فى ذاك الوقت، لفتت إلهام شاهين إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، كانت طالبة للسلطة فقط واستخدام الدين لخدمة السياسة، والطبيعى والمنطقى هو فصل الدين عن السياسة، الدين روحانى وحالة صدق كاملة بين الإنسان وربه والسياسة أمر دنيوى جدا، مستطردة حديثها،:«الحمد لله ثورة 30 يونيو أنقذت البلد من ناس كانت تريد تغيير ثقافتنا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وشكلنا، وبدون اتفاق مسبق الشعب نزل فى حالة ثورة يعلن على أنه لا يريد تغيير هوية وثقافة الشعب المصرى».

وأضافت إلهام شاهين: «هذه الجماعة استخدمت الدين بشكل خاطئ وكان شيوخهم يوجهون الإهانات للفن وأهل الفن، بالرغم من أن الدين يعلم الأخلاق قبل أى شىء والرسول الكريم قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، والسؤال هنا هو أين الأخلاق فى توجيه الاهانات والانتقاد بشكل سخيف وجارح وبكلمات تحمل تحرش لفظى؟، هم قدموا صورة سيئة لشكل المسلم المتدين مع الأسف، وهذا ليس تدينا حقيقيا، التدين الحقيقى الذى يصل بك لحالة أخلاقية عالية قبل كل شىء.

أما بالنسبة للمشهد الثالث للنجمة يسرا، التى أعربت عن سعادتها بنجاح وتحقيق أهداف ثورة 30 يونيو للمصريين، قائلة: «إن ثورة 30 يُعد نجوم الفن المصرى جزءً من شرارتها، 30 يونيو هو يوم عظيم فى تاريخنا الحديث، يوم ثورة الشعب لإنقاذ مصر من يد الإخوان»، مشيرة إلى أنها لا تنسى ذلك اليوم أبدا ولا تنسى دور الفنانين المشاركين فى ثورة 30 يونيو وما لهم من دور كبير فى التوعية والوقوف بجوار مصر فى تلك اللحظات الحاسمة، مؤكدة أن الجميع كان يشعر بالخطر وأن مصر فى طريق مظلم بعدما سيطر عليها طيور الظلام.

وأضافت «يسرا»، أن الأمل فى الله كان كبيرا وفى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لبى نداء الشعب وقتها وأنقذ مصر من مصير كان محتوما لولا وقوف الشعب بجوار الجيش والقوى الوطنية والمدنية التى اجتمعت على كلمة واحدة، وهى تلبية نداء الشعب وعودة مصر المختطفة.

وعن المشهد الرابع الفنى، فكان من نصيب الفنان حسين فهمى، الذى شارك فى ثورة ٣٠ يونيو، ونزل فى الميادين بعدما أعلن أن مرسى وجماعة الإخوان لا يعملون إلا لمصلحتهم الشخصية وأساءوا لمصر بطريقة لم تحدث من قبل، وأن هذه الجماعة باعت الوطن وساهمت بشكل كبير فى انهيار مصر وأصابت شعبها بالخيبة والحسرة.

الفنان كريم عبدالعزيز كان له نصيب كبير فى المشهد الخامس، نظرًا لقاعدة جماهيره فى مصر بالمشاركة فى ثورة 30 يونيو، معتبرًا أن هذه الثورة قامت لتوحيد المصريين من جديد بعد الانقسام الذى حدث فى عام حكم الإخوان ولوقف الدم.

أما الفنان أحمد حلمى وزوجته النجمة منى زكى، احتلوا المشهد السادس فى الوجهة الفنية بأحداث ثورة 30 يونيو، حيث شاركوا فى المظاهرات التى طالبت برحيل النظام الإخوانى ورفضه الشديد لاستمرارهم فى الحكم، وكان ظهورهم لافت وسط حشد المصريين، دافعًا جموع المعتصمين للاستمرارية.

واتجهت الأنظار فى الميدان فى ثورة 30 يونيو على المشهد السابع والمميز مما يحتوى من وطنية فنية كبيرة للنجم أحمد السقا ومشاركته فى مظاهرات ثورة 30 يونيو بـ «العكاز» تنديدًا بحكم الجماعات وما نتج عنه من خراب للبلاد.

هناك من ظهر واثبت وجوده فى الميدان وآخرين على مدار الـ 11 عام يحتفلوا سنويًا بذكرى ثورة 30 يونيو سواء من خلال تصريحات أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى، والمشهد الثامن يرصده الفنان نبيل الحلفاوى، الذى احتفل عبر حسابه بموقع تويتر قائلًا: ‏«ثورة 30 يونيو تاريخ هبة الشعب المصرى لاستعادة هويته واستدعاء جيشه الوطنى للحفاظ على مصر دون سقوطها فى جحيم الضياع، تحية لجيشنا الذى لبى النداء للإرادة الشعبية».

وما بين الدراما الوطنية والحراك الوطنى الفعلى فى ثورة 30 يونيو، كان الفنان أمير كرارة، له النصيب فى كلا الحالتين مشاركًا فى الثورة ومعبرًا عنها فى الأعمال الفنية، لذا فأنه احتل المشهد التاسع، قائلًا: «إنه شارك فى ثورة 30 يونيو من تلقاء نفسه ولم يحركه أحد على الإطلاق، 30 يونيو هى أكبر ثورة فى تاريخ البشرية».

وأضاف «كرارة» أن سقوط الرئيس الأسبق، كان مفاجأة، حيث كان يتوقع أن يستمر حكم الإخوان لمدة 5 سنوات على أقل تقدير، مشيرًا إلى أنه ضد مشاركة تلك الجماعات فى الحركة السياسية، حتى لا يتم الخلط بين السياسة والدين، لافتًا إلى أن الجيش المصرى أثبت أنه لا مصلحة لديه إلا حماية الشعب المصرى على مر العصور.

وكان المشهد العاشر من نصيب الفنانة لقاء سويدان، التى حرصت عى المشاركة فى 30 يونيو، وتحتفل بها كل عام، قائلة: «٦/٣٠ إلى ٧/٣ كنا بالشوارع والميادين إلى أن استردينا مصر.. تحيا مصر».

وختاما كانت مشاركة النجم هانى رمزى الأبرز فى المشهد الحادى عشر، قائلًا: «مصر كانت مخطوفة وثورة 30 يونيو أعادتها من جديد»، لافتًا إلى أن فترة خطف مصر كانت وجيزة ولكن ثورة يونيو هى من أعادتها لأهلها من جديد مرة أخرى، ولا يزال هناك رغبة لاختطافها مرة أخرى ولذلك يجب أن نظل بنفس روح الانتماء والالتحام سويا من أجل الحفاظ على منجزات ثورة 30 يونيو، خاصة فى ظل اشتعال الأوضاع فى البلدان التى تحيط بمصر.

وأضاف هانى رمزى، أن مصر مستهدفة، ولذلك لابد أن نظل جميعا متماسكين ببعضنا البعض ويد واحدة لمواجهة أى تحدى يواجه مصر، مؤكدا أن ثورة 30 يونيو من أعظم إنجازات الشعب المصرى، و سيكتب فى التاريخ أن الشعب المصرى نزل لشوارع مصر فى 30 يونيو وقال كلمته واستطاع إعادة مصر لأهلها والحفاظ على ثقافتنا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا.

رصدنا فى الذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو عبر السطور عالية، 11 مشهدا الأبرز فى المشاركة الفنية، بينما هناك الكثير من الفنانين الوطنيين الذين شاركوا فى تصحيح المسار بثورة 30 يونيو وإنقاذ الدولة من الضياع، نقدم لهم كل الشكر على وطنيتهم وشغفهم للدفاع عن وطنهم الحبيب.

فى رصد الـ11 مشهد فقط الذين تم ذكرهم فى السطور الأخيرة، بينما هناك الكثير من الفنانين الوطنيين الذين شاركوا فى تصحيح المسار بثورة 30 يونيو وإنقاذ الدولة من الضياع، وكما انتفض ضد حكم الجماعة فى الميادين مع الشعب، كل من أحمد السقا وسمية الخشاب ومحمد حماقى ونبيل الحلفاوى وهانى رمزى ويسرا وأحمد سعد وهانى سلامة وريهام عبدالغفور والشاعر أمير طعيمة ومنى زكى وليلى علوى ورجاء الجداوى ودلال عبدالعزيز ومحمود قابيل ولقاء سويدان، معلنين رفضهم لحكم الجماعة الإرهابية وتهكموا على أسلوبهم فى الحكم.

 

مقالات مشابهة

  • اللواء أحمد جمال: مخططات الجماعة إجرامية ونصحتهم بالتخلي عن «الأخونة» 
  • أحمد العوضي يكتب: نقطة تحول تاريخية
  • عبدالناصر قنديل يكتب: لماذا كانت الثورة واجبة؟
  • الدكتور باسل عادل يكتب: ميلاد ثورة ووأد جماعة
  • عصام هلال عفيفي يكتب: حطمت مطامع الإخوان
  • طارق سعدة يكتب: كُتب علينا التصحيح (30 يونيو)
  • نشوى الديب تكتب: نداء شعب.. واستجابة جيش
  • الفنانين أشعلوا فتيل الغضب
  • الإفراج عن قادة الإرهاب.. و«قتلة السادات» يحضرون احتفالات أكتوبر
  • فى مثل هذا اليوم