الأمراض النفسية والعقلية تنتشر بين جنود الاحتلال بسبب الحرب على غزة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
ما زال الاحتلال يدفع ثمنا باهظا من عدوانه الجاري على غزة، وآخره ما يعانيه جنوده من أزمات عقلية، إذ يتلقّون العلاج النفسي، ومع مرور الوقت فإن الموارد اللازمة لعلاجهم باتت مستنفدة، ما يستدعي منهم الانتظار وقتا طويلا جداً للمساعدة الصحية، لأن استمرار الحرب يُسبب صعوبات نفسية لدى الكثير من الإسرائيليين: جنودا ومستوطنين، ما أوجد تحديات غير مسبوقة لمقدمي الرعاية الصحية النفسية، في ضوء عجزهم عن التكيف مع الحياة بدون هذه العلاجات، ومواصلة إلحاق الضرر بأجسادهم، وحدوث إصابات ذات تأثير عقلي.
الاختباء والهروب
تاني غولدشتاين، وهي مراسلة موقع "زمن إسرائيل" سلّطت الضوء على هذه الظاهرة التي تتجدد في كل عدوان يشنّه الاحتلال على الفلسطينيين، لكنها في هذه المرة تبدو أكثر خطورة، "فلا يزال آلاف الجنود والشرطة يتلقون الرعاية الصحية العقلية، ويعانون من صعوبات جمّة، ويتلقون معاملة مختلفة، بزعم أنهم مرّوا بأحداث صعبة للغاية، وانخرطوا في وقائع لم يكونوا مستعدين لها، وباتوا يشعرون بالعجز، والشعور بالذنب لعدم قدرتهم على إنقاذ بعض الإسرائيليين خلال السابع من أكتوبر".
وأضافت في تقرير مطول، ترجمته "عربي21" أن "أحداث السابع من أكتوبر كانت مختلفة عن أي حرب، فقد تُرك الإسرائيليون بمفردهم في الميدان، وأُجبروا على الاختباء والهرب، ووقعت فوضى عارمة لم يكن واضحا من يديرها، وبفضل التطورات في علم النفس والطب النفسي، يقوم جيش الاحتلال بتشغيل فرق علاجية في الخطوط الأمامية في غزة تقدم علاجًا قصيرًا وموجهًا للجنود في الميدان، لمساعدتهم في تعبئة الموارد والقوات، ودراسة الحالات التي تثير المخاوف من تدهورها، ثم يتم إرسال الجنود ممن هم في وضع أكثر صعوبة لمراكز إعادة التأهيل، حيث يتلقون المزيد من الرعاية العقلية المتعمقة".
وأشارت إلى أنه "منذ السابع من أكتوبر، تمت معالجة ثلاثة آلاف جندي وشرطي ممن يعانون من إصابات عقلية، فقط بسبب انخراطهم في الأحداث، حيث تعرضوا لإصابات وصدمات نفسية، ويشعرون بالذنب والفشل والضعف، ولعل إطالة أمد الحرب يزيد من الصعوبات أمام علاجهم، خاصة جنود الاحتياط الذين يعانون من صعوبة إعادة التكيف مع الحياة المدنية العائلية، ما يجعلهم يدخلون في حالات اكتئاب حادة مجددا، وفق توصيف هداس شهرباني- سيدون، مدير قسم الصحة العقلية في جمعية "إخوة وأخوات إسرائيل لمساعدة ضحايا الحرب".
وأقالت: "بدأنا للتو في رؤية نقاط الضعف العقلية للحرب، دون أن يلوح أي ضوء في الأفق، خاصة أنها لدى الجنود غير مرئية، بل تبقى معهم، فهناك جنود شموا رائحة احتراق أصدقائهم، ولم يعودوا قادرين على شم رائحة اللحم، وتظهر العديد من نقاط الضعف بعد العودة للمنزل".
واسترسلت: "يشعر الكثيرون بأن الحياة المدنية لا قيمة لها، لأنهم يغادرون منطقة يوجد فيها خطر وجودي في غزة، ثم يجدون فجأة صعوبة بالتحدث مع زوجاتهم وأطفالهم وأولياء أمورهم وأصدقائهم، ولذلك سيستغرق الأمر وقتًا حتى يتأقلموا مع الوضع، وقد يكون هناك تفاقم في العنف المنزلي، لأن العدوان لا يستمر في ساحة المعركة فقط".
اضطراب ما بعد الصدمة
وكشفت أن "وزارة الحرب تنفق موارد كبيرة جدًا في علاج الجنود المصابين عقليًا، وتقديم الدعم الطبي والعقلي والمالي الفوري لهم، وذكر قسم إعادة التأهيل في الجيش أنه قدّم المساعدة لقرابة سبعة آلاف جندي وفرد أمن، يعاني ثلثهم تقريبًا من ردود فعل عقلية، وأطلق تطبيق "دليل اضطراب ما بعد الصدمة"، وتم توجيه الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية إلى تسع مواقع تأهيلية؛ بما فيها النجارة والسيراميك وصياغة الذهب والتصوير الفوتوغرافي بالكمبيوتر والموسيقى بإشراف مجموعات علاجية ووحدات الطوارئ".
وقدر منتدى منظمات علم النفس أن "الخدمة العامة تفتقر لخمسة آلاف وظيفة للأخصائيين النفسيين التربويين، وقد اضطر 60 في المئة من الجنود المصابين بأمراض عقلية للانتظار بين شهر وثلاثة أشهر للحصول على طبيب نفساني في الخدمة العامة، ما أثار الموضوع خلال مناقشة أخيرة للجنة الصحة في الكنيست".
إلى ذلك، كشف رئيس المجلس العام للصحة العقلية، تسفي فيشيل، أن الحمل كبير جدًا، ولذلك ستكون فترات الانتظار طويلة، لأننا أمام نوعين من المساعدة: طارئة وأولية، وأخرى طويلة الأمد، فيما منحت مؤسسة التأمين الوطني تعويضات لأكثر من 65 ألف إسرائيلي، منهم عشرات الآلاف مصابون عقليا، العديد منهم أصيبوا بإصابات نفسية خطيرة، رغم أنهم لم يكونوا حاضرين في القتال، وآخرون ليسوا من الدائرة القريبة للجنود المصابين".
وأوضحت أن "هناك العديد من الإسرائيليين لديهم ردود فعل ما بعد الصدمة، ممن تأثروا بالحرب، ولذلك فإن هناك زيادة في طلبات الإغاثة النفسية، وبالتالي فإن إطالة أمد الحرب يجعل الوضع أكثر صعوبة، لا سيما على صعيد النازحين من مستوطنات الشمال والجنوب، ممن تم إجلاؤهم من منازلهم إلى واقع لا يزال فيه إطلاق الصواريخ، ومن انتقلوا واستأجروا شقة في المدينة، أو انتقلوا مع الكيبوتس الخاص بهم إلى مكان آخر، أو من بقوا في الفنادق حتى يومنا هذا، ما زالوا يعيشون الوضع الأكثر صعوبة منذ ثمانية أشهر، والنتيجة أن ثلث مستوطني غلاف غزة يحتاجون إلى علاج صحي نفسي ودوائي لفترة قصيرة".
وفقا لبيانات وزارة الصحة، فإن "نحو 3200 إسرائيلي يدخلون مستشفيات الطب النفسي، وفي بداية الحرب، كان آلاف المرضى يعالجون بالعلاجات النفسية يوميا دون دخول المستشفى، ويتلقى اليوم 170 منهم العلاج في الرعاية النهارية، مع العلم أن معظمهم عرضة للانتحار، رغم عدم توفر معلومات دقيقة حول الظاهرة، لكنهم يحتاجون إلى دخول المستشفى، ويعانون أمراضا عقلية حادة، تنشأ من عالمهم الداخلي، وكوارث في العالم الخارجي، تبدو صعبة على معظمهم، ما يزيد من الصعوبات العقلية الناجمة عن الوضع".
لعل أهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة أعداد الإسرائيليين المصابين بأعراض ما بعد الصدمة، من الجنود والمستوطنين على حد سواء، أن الحرب الحالية لا أحد يعرف متى ستنتهي، وبالتالي فإن إطالة أمدها، وحقيقة عدم وجود نهاية لها تلوح في الأفق، يعتبر حافزا يزيد من التوتر والضعف العقلي، وبات الشعور الإسرائيلي العام أن هذه حرب تخدم المصالح الذاتية السياسية التافهة، بدليل الانخفاض الحاد من 200 في المئة إلى 60 في المئة في الإبلاغ عن الخدمة الاحتياطية، ومغادرة الدولة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الطب النفسي غزة قطاع غزة الطب النفسي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما بعد الصدمة
إقرأ أيضاً:
اعتداء مروع يهز المنطقة.. قوات طارق تقتحم منزل مواطن وتعتدي على امراءة مسنة بطريقة وحشية
مقالات مشابهة المفتي العام أحمد الخليلي يدعو لدعم اليمن ونصرة قضيته العادلة
49 دقيقة مضت
رجل يطلق زوجته داخل غرفة الولادة وطبيبة تكشف السبب!ساعة واحدة مضت
غياب الأمن يعمق أزمة مأرب: اشتباكات قبلية دامية تخلف قتلى وجرحىيوم واحد مضت
مخلفات الحرب تودي بحياة طفل ووالده والسلطات تحمل التحالف المسؤوليةيومين مضت
ارتفاع مرعب لضحايا الحوادث المرورية في مارب وتعز ولحج خلال 2024يومين مضت
تصعيد خطير في عدن: قوات الانتقالي تحاصر قصر معاشيق وتسيطر على ثلاث بواباتيومين مضت
شهدت قرية القطابا في مديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة حادثة مروعة، حيث أقدم جنود تابعون للواء الأول زرانيق المنضوي تحت القوات المشتركة بقيادة طارق صالح، على اقتحام منزل أحد المواطنين والاعتداء عليه وعلى أفراد أسرته.
وأفادت مصادر محلية أن الجنود اقتحموا منزل المواطن ياسين حسن بالقوة، وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي على المنزل قبل أن يعتدوا على ساكنيه. وذكرت المصادر أن الاعتداء أسفر عن إصابة امرأة مسنة بجروح جراء تعرضها للضرب بأعقاب السلاح.
وبحسب المصادر، فإن الحادثة جاءت على خلفية شجار بين طفل أحد الجنود وابن المواطن ياسين حسن أثناء لعبهم، ما دفع ابن الجندي إلى إبلاغ أبيه، وعليه، توجه الأخير برفقة عدد من الجنود إلى منزل المواطن، حيث قاموا باقتحامه والاعتداء على الأسرة.
وقد أثارت الحادثة حالة من الغضب بين أهالي المنطقة الذين طالبوا قائد اللواء الأول ،زرانيق سليمان منصر، ومركز شرطة القطابا، بالتدخل الفوري لمحاسبة الجنود المعتدين ووقف هذه التصرفات التي وصفوها بـ “المهينة وغير المسؤولة”.
ذات صلة السابق المفتي العام أحمد الخليلي يدعو لدعم اليمن ونصرة قضيته العادلةاترك تعليقاً إلغاء الرديجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار اعتداء مروع يهز المنطقة.. قوات طارق تقتحم منزل مواطن وتعتدي على امراءة مسنة بطريقة وحشية 12 دقيقة مضت المفتي العام أحمد الخليلي يدعو لدعم اليمن ونصرة قضيته العادلة 49 دقيقة مضت رجل يطلق زوجته داخل غرفة الولادة وطبيبة تكشف السبب! ساعة واحدة مضت غياب الأمن يعمق أزمة مأرب: اشتباكات قبلية دامية تخلف قتلى وجرحى يوم واحد مضت مخلفات الحرب تودي بحياة طفل ووالده والسلطات تحمل التحالف المسؤولية يومين مضت ارتفاع مرعب لضحايا الحوادث المرورية في مارب وتعز ولحج خلال 2024 يومين مضت تصعيد خطير في عدن: قوات الانتقالي تحاصر قصر معاشيق وتسيطر على ثلاث بوابات يومين مضت نقاش جاد في اسرائيل لاستهداف “القات” في اليمن يثير موجة من الجدل والسخرية 3 أيام مضت اكتشاف كائن غامض في أعماق المحيط يتحول من شكل آخر.. هل هو كائن من أعماق الأرض أم من خارجها؟ 3 أيام مضت صحفي يوجه رسالة عاجلة لجميع ابناء تعز ويحذر مما قد يحدث خلال الايام القادمة 4 أيام مضت الناشط العدني ريدان باسل يكشف بالأدلة أن الحرب ضد الحوثي تخدم إسرائيل ويوجه دعوة عاجلة للشرعية 4 أيام مضت ناشط “يافعي” يفاجئ الجميع بتصريحات حول صناعة الأسلحة المتطورة في اليمن 4 أيام مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | لموقع الميدان اليمني