امرأة تركية تعمل مشغلة رافعة لإعادة بناء مرعش بعد الزلزال
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
تتوالى الحكايات بشأن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في السادس من فبراير/شباط 2023، والذي وصف بـ"كارثة القرن". ولأنه كذلك، لا تزال الجهود متواصلة لبلسمة جراح المتضررين جراء الزلزال.
من بين الأشخاص الذين يساهمون في هذه الجهود هي سلطان أوزتورك، مواطنة تركية تبلغ من العمر 28 عاما. وتعمل سلطان مشغلة رافعة في مشاريع إعادة البناء، حيث تصعد يوميا إلى ارتفاعات شاهقة لتؤدي واجبها بكفاءة ورباطة جأش.
أوزتورك، أم لطفلة واحدة، تعمل في مشروع بناء "حي أذربيجان" في مدينة كهرمان مرعش، الذي يجري إنشاؤه بالتعاون بين إدارة الإسكان الجماعي التركية (توكي) وجمهورية أذربيجان.
وبفضل عزيمتها ونجاحها، تمكنت أوزتورك خلال فترة وجيزة من الحصول على تقدير زملائها ورؤسائها في العمل.
تقول أوزتورك، للأناضول، إنها بدأت مهنتها منذ نحو 6 أشهر، بعد أن أكملت دورة تدريبية في مجال تشغيل الرافعات، وإنها أحبت المهنة كثيرا وتفكر في مواصلة العمل فيها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في ديار بكر التركية أنامل نسائية تنسج سجاد الصوف لتصديره إلى اليابانlist 2 of 2عجوز تركية وزوجة ابنها تحترفان تصليح الأجهزة الكهربائية في ورشة بقونياend of listوتوضح أنها تشغل رافعة يبلغ ارتفاعها 27 مترا، وتزن 8 أطنان، مشيرة إلى أن نصف سكان قريتها التي ولدت وترعرعت فيها يعتمدون على العمل في مجال تشغيل الرافعات لكسب رزقهم، وأنها كانت تحلم بهذا العمل منذ صغرها.
وتعبر أوزتورك عن فرحتها بتحقيق حلمها قائلة: "العمل في مجال تشغيل الرافعات كانت المهنة التي طالما رغبت فيها وحلمت بها".
وتضيف: "سعيت وراء هذا الحلم حتى تمكنت من تحقيقه، هناك كثير من أفراد عائلتي وأقاربي يعملون في هذه المهنة".
وتتابع: "التحقت بدورات تدريبية لأصبح مشغلة رافعات، ونجحت في إكمال تلك الدورات التدريبية، وحصلت على شهادة مهنية".
وبشأن التحديات التي واجهتها في بداية عملها، تقول أوزتورك: "في بداية مسيرتي المهنية عانيت من عدة عوائق لكوني امرأة".
وتوضح أنه "في النهاية، وافقت الشركة التي أعمل فيها الآن على إتاحة الفرصة لي للعمل هنا، بفضل دعم وثقة مدير المشروع وزملائي في العمل".
وعن ظروفها الخاصة، تردف: "في الحقيقة أنا أم قبل أن أكون مشغلة رافعات، لدي ابنة عمرها 5 سنوات، وقد عملت في عديد من الوظائف سابقا لتوفير مستقبل أفضل لها".
وتعبر عن فرحتها بمهنتها، فتقول: "الآن وجدت مهنتي التي أحلم بها وأستطيع دعم ابنتي بشكل أفضل، كنت أرى نساء يعملن في وظائف صعبة، وكنت أتعجب لذلك". وتشير إلى أن "النجاح يبدأ بالرغبة، ويستمر بالجهد، ويكتمل بعدم الاستسلام".
وتعتبر أوزتورك عملها "حساسا وصعبا"، مبينة أن الحفاظ على توازن الرافعة مهم جدا لضمان سلامتها وسلامة زملائها بالعمل.
وتكشف السيدة التركية عن أنها واجهت ردود فعل سلبية من عائلتها وأقاربها عندما أخبرتهم بأنها ستعمل في مجال تشغيل الرافعات، مما زاد من عزيمتها.
وتشير إلى أن زملاءها في العمل تفاجؤوا في البداية بوجود امرأة تعمل في هذا المجال، لكنهم اعتادوا ذلك مع مرور الوقت.
وتؤكد أوزتورك أنها فخورة بمساهمتها في إعادة بناء مدينة كهرمان مرعش بعد الزلزال، وأنها تقوم بعملها بكفاءة، شأنها شأن بقية زملائها.
وتقول: "في كهرمان مرعش، التي كانت مركز الزلزال، بدأت المباني ترتفع من جديد مبشرة بعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة".
وعن ظروف عملها، تضيف: "لدينا في موقع العمل قوالب حديدية وأعمال خرسانية مختلفة الأحجام".
وتختم حديثها بالقول: "أشكر رؤسائي وزملائي في العمل على دعمهم لي، وأرغب في تطوير نفسي أكثر، والعمل في نظام القوالب النفقية".
بدورهما، أعرب كل من عامل الخرسانة المسلحة صالح كوسكا، وعامل القوالب الخرسانية محمد بويراز عن سعادتهما ورضاهما بالعمل مع أوزتورك.
وأكدا للأناضول أنهما لم يسبق لهما العمل مع امرأة في هذا المجال من قبل، لكنهما بعد مزاملتهما أوزتورك أصبح لديهما إدراك بأن دور المرأة مهم في المجتمع من الجهات كافة.
وفي السادس من فبراير/شباط 2023 ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، إضافة لمئات الهزات الارتدادية العنيفة.
أودى الزلزال بحياة 53 ألفا و537 شخصا، كما أصيب 107 آلاف و213 آخرين بجروح.
وحسب بيانات أحصتها الأناضول، وظفت وزارة الصحة التركية 138 ألفا و190 شخصا من كوادرها في مناطق الزلزال، بين طبيب، وعنصر إنقاذ، وموظف خدمات صحية وممرض وغيرهم من العاملين في قطاع الصحة.
كما تم تسخير 1810 سيارات إسعاف، و245 سيارة تابعة لفريق الإنقاذ الطبي الوطني و16 طائرة إسعاف لخدمة سكان المناطق المنكوبة.
وخلال الفترة ذاتها، نفذت وزارة الصحة أكبر عملية إجلاء للمرضى في التاريخ، بنقلها 51 ألفا و665 مريضا ومصابا من مناطق الزلزال، عبر سيارات وطائرات الإسعاف والطائرات الرئاسية والسفن.
كما أقامت الصحة عديدا من المشافي الميدانية في المناطق المنكوبة، لتقديم الخدمات الصحية والطبية للمنكوبين والمرضى هناك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی العمل العمل فی تعمل فی
إقرأ أيضاً:
البوعيشي: اقتحام العمل السياسي تحدٍ أمام الليبييات
قالت خديجة البوعيشي الخبيرة القانونية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى ليبيا، إن النساء في ليبيا لعبن دوراً حاسماً في إعادة بناء مجتمعاتهن وفي مفاوضات السلام والمساهمة في الاقتصاد، وغالبًا بطرق لا يتم الاعتراف بها.
أضافت في مقال بموقع البرنامج الأممي، “بمرور اليوم العالمي للمرأة 2025، لكن الدعوة إلى تسريع العمل لا تزال أقوى من أي وقت مضى، ففي ليبيا مثلاً، لا تنتظر المرأة – فهي تقود جهود بناء السلام، وتدفع التحول الاقتصادي، وتدخل في مجالات السياسة وصنع القرار، المساواة ليست عملًا بنية حسنة فحسب – بل إنها واجبناـ إنه الأساس الذي تبني عليه الدول نحو التعافي والسلام والازدهار الاقتصادي، وفي ليبيا حيث تستمر النساء في تحدي الصعاب، فإن مشاركتهن ضرورية”.
وتابعت “في اللجان المحلية لبناء السلام والتنمية، تشكل النساء الآن 40% من عدد الأعضاء، ويضطلعن بدور نشط في حل النزاعات والحوكمة المجتمعيةـ في الأماكن التي كان يهيمن عليها الرجال، يغيرون لهجة المناقشات، ويؤثرون على السياسات، ويقودون جهود المصالحة”.
وأوضحت أنه لا تزال المساحات السياسية من بين أصعب المساحات التي على النساء اقتحامها، ومع ذلك، فهن مستمرات في السعي لذلك، إذ تعمل النساء في جميع أنحاء ليبيا على تعزيز المشاركة الديمقراطية، سواء من خلال تثقيف الناخبين أو الدعوة أو القيادة، تعمل سفيرات التوعية النسائية على ضمان فهم المرأة لحقوقها الانتخابية وقيمة أصواتهن، مما يسهم في الدفع من أجلتمثيل سياسي أقوى على جميع المستويات.
وأشارت إلى أن تشجيع المزيد من النساء ليس فقط على التصويت لكن أيضًا على المشاركة في تشكيل السياسات والأدوار القيادية أمر ضروري لدفع التقدم نحو المساواة.