سواليف:
2025-03-17@13:33:19 GMT

في الصميم

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

#في_الصميم د. #هاشم_غرايبه

اهتم العالم باعتراف الناطق باسم جيش الكيان اللقيط باستحالة انجاز المهمة التي أناطها الغرب بذلك الجيش الذي دججه بأعتى الأسلحة وأكثرها تقدما وتدميرا، والمهمة المستحيلة هذه هي القضاء على المقاومة الإسلامية، وكان تعليله لتلك الاستحالة أنهم يحاربون فكرة وليس كيانا ماديا.
يكثر المحللون، سواء الغربيون منهم، أو متبعي منهجهم من العلمانيين العرب، من استعمال لفظة (فكرة) عندما يتعلق الأمر بالمجاهدين الاسلاميين، وذلك لتجنب التسمية الحقيقية وهي العقيدة، وذلك لأنهم يرفضون الاعتراف بالإسلام أنه عقيدة سماوية مصدرها الله كالعقائد السماوية التي سبقته، والتي ما اعترفوا بانها سماوية إلا بعد أن حرفوها عن مبدئها التوحيدي، فأصبحت شركية تعدد الآلهة، وأقرب الى المعتقدات البشرية القديمة الوثنية الاغريقية والرومانية.


من هنا نفهم سر اقتصار عداء مترفي البشر (المتنفذون الرأسماليون) على مر العصور للعقيدة الإسلامية تحديدا وقصراً، فهي أفردت الله بالتوحيد فوحدت بذلك المؤمنين، واعترفت بالرسالات السابقة كونها جميعها دعت الى المبدأ التوحيدي ذاته، كما أنها وحدت الدين فنسبته لمن أنزله، ولم تنسبه للقوم الذين أنزل أليهم، ولا للرسول الذي أبلغه.
لذلك فهو الدين الحقيقي الذي يخشونه ويعتبرونه خطرا يترصد أطماعهم ومكتسباتهم، ومن هنا نراهم لا يضيرهم وجود متبعين للعقائد الأولية، ولا يهتمون بإنكار معتقدهم، بل يشجعونهم ويبدون الود والاحترام حتى للعقائد الوثنية الزائغة كالهندوسية والبوذية والشنتوية ..الخ، بهدف تكوين كتل عقائدية مناوئة للدين الحقيقي.
وهذا تفسير إنكارهم لانتساب الاسلام الى الله، لذلك يصرون على أنه (فكرة) اخترعها إنسان قبل خمسة عشر قرنا، وبالطبع لا يجرؤون على تفنيد أحكامه أو بيان فساد تشريعاته، لأنها جميعها خير ونفع، وفي اتباعها فلاح للفرد وصلاح للمجتمع، فلا يبحثون إلا عن أخطاء متبعيه أو فشلهم في تطبيقه.
اعترافهم جميعا بسر صمود المقاومة وإفشال خطط معسكر الشر رغم تفوقه الساحق، يكشف حقيقة عدائهم أصلا، فليس مفاجئا لهم أن المقاومة الفلسطينية الوحيدة التي تصدت لهم وهزمتهم هي الإسلامية، سواء كانت بقيادة حـ.مـ.ـا.س أو الجـ.هـاد الاسلامي، فكل الفصائل الأخرى التي تنتهج العلمانية وليس الإسلام، استطاعوا اختراق أغلب قياداتها، لذلك هم استنتجوا مبكرا الفارق الجوهري بين من يقاتل عن عقيدة جهادية، وبين من يقاتل لاستعادة أرض وممتلكات مسروقة.
إذاً هم بغض النظر عن عدم اعترافهم بأن العقيدة الاسلامية إلهية المنشأ، وحتى بتجاوز إن كانوا يعترفون بوجود الله أصلا ، فهم بذلك الإقرار يكونون قد اعترفوا أخيرا بأمرين: أولهما أن العقيدة الاستشهادية للمقاتل هي السر في الإقدام وعدم الخوف من الموت، وهذه العقيدة هي وحدها التي تعطي قوة مضافة له تعوض الفارق في العدد والعدة مهما كان هائلا، والدليل على ذلك واضح في أنه رغم محدودية الحركة والحيز المحصور ، فلم يتمكن العدو من أسر مقاتل واحد، مما يعني أنه لم يستسلم أحد، بل من استشهد فقد قاتل حتى الرمق الأخير.
والأمر الآخر أن العقيدة الإسلامية مترسخة في نفوس من يؤمنون بها، ولا سبيل لاقتلاعها مهما بذل من جهود دعائية ومهما فرض على متبعيها من ظروف فوق احتمال البشر من تعذيب أو قتل أو تدمير أو حصار أو تجويع.
والدليل على ذلك أنه رغم الظروف القاسية التي مر بها المدنيون، فلم نجد من تذمر منهم أو تظاهر مطالبا المقاتلين بتسليم الأسرى المحتجزين لديهم، لوقف ما يتعرضون له خلال الشهور التسعة الماضية، وعلى مدار الساعة ليلا ونهارا.
بل على العكس تماما، كانوا يهتفون لأبي عبيدة والقادة، ويفرحهم كل بيان يصدرونه، ويهللون لكل ما يوقعونه بالعدو، ويطالبونهم بالمزيد رغم أن ذلك سيجلب عليهم ويلات الحقد.
بالمقابل، لم تتوقف التظاهرات في كل أرجاء العالم، مطالبة بلجم المعتدين، وبمقاطعة من يؤيدونهم، وبوقف التعاون الأكاديمي والعلمي معهم، وحتى في داخل الكيان اللقيط ، فقد كان التظاهر متواصلا منذ اليوم الأول ضد قادته، والتذمر كبيرا بين افراد الجيش النظامي والاحتياطي الذي هو القطاع المدني بأكمله.
الوحيدون الذين حمّلوا قيادات المقاومة المسؤولية هم منافقو الأمة، سواء كانوا أنظمة سياسية عميلة للغرب، أو من أعمدتها وجلهم من العلمانيين الموالين لها أو المتنفعين من أعطياتها، أو من متبعي الأحزاب المعادية لمنهج الله ويخشون وصول الإسلاميين الى الحكم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في الصميم

إقرأ أيضاً:

حماس تستنكر قرار حجب قناة الأقصى

الجديد برس|

استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بشدّة؛ القرار الأمريكي الأوروبي المشترك بحجب قناة الأقصى الفضائية عن الأقمار الصناعية كافة، وعدّته انتهاكاً صارخاً لحريّة العمل الإعلامي، ولحق شعبنا المشروع في إيصال صوته إلى العالم.

وقالت حماس في بيان لها، الجمعة: إن هذا القرار الجائر يمثل استهدافًا مباشراً للإعلام الفلسطيني الحر، الذي ينقل معاناة شعبنا وجرائم الاحتلال أمام العالم، وهو امتداد لمحاولات العدو الفاشلة في تكميم الأفواه وتضييق الخناق على كل المنابر التي تفضح إرهابه المنظم بحق أرضنا ومقدساتنا، ومحاولة حجب الرواية الفلسطينية، ومنع الصحافة ووسائل الإعلام الدولية من دخول القطاع، واستهدافه المتعمّد والمتواصل للصحفيين العاملين فيه.

ودعت وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية والصحفية الدولية إلى إدانة هذا القرار ، وتعزيز دورها في فضح انتهاكات الاحتلال المستمرة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية.

وأكدت أن كل محاولات الاحتلال تغييب الحقيقة ستبوء بالفشل، وأن صوت المقاومة سيظل حاضرًا يعبّر عن معاناة شعبنا وحقوقه المشروعة حتى التحرير والعودة.

مقالات مشابهة

  • حين يقابَــلُ الحصارُ بالحصار والقصفُ بالقصف
  • المقاومة الإسلامية في العراق: امريكا هي الراعية الرسمية للإجرام في العالم
  • مجمع البحوث الإسلامية: مشهد مائدة المطرية صورة حية للوحدة والتسامح في مصر
  • بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين.. “الشؤون الإسلامية” توزع 5 أطنان من التمور الفاخرة في جزر القمر
  • يوضح تطور العقيدة الدينية في مصر القديمة.. تفاصيل اكتشاف مقبرة ملكية بـ أبيدوس
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025
  • كبار العلماء: نهضة الأمة الإسلامية تقوم على التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب
  • هيئة كبار العلماء: التوكل على الله أساس نهضة الأمة الإسلامية
  • حماس تستنكر قرار حجب قناة الأقصى
  • السوداني يعلن قتل الإرهابي عبد الله مكي الذي يشغل منصب والي العراق وسوريا