تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدر الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، اليوم الأربعاء، رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات قال فيها: يصادف يوم السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ويشرف الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب مشاركة المجتمع الدولي بهذه المناسبة، والتي تهدف إلى التذكير بآفة المخدرات والتوعية بأخطارها وأضرارها المختلفة، وكذلك تحفيز الجهود الشعبية والرسمية للمشاركة في التصدي لها، والسيطرة عليها باستخدام كل السبل والإمكانيات المتاحة.


إن هذه المناسبة تشكل فرصة مهمة لتكثيف التوعية بأخطار المخدرات، والتأثيرات الكبيرة التي تتسبب بها، واليقظة تجاه مهربي هذه السموم ومروجيها، والتنبه الكبير لأساليبهم الخبيثة في الوصول لأهدافهم الرخيصة، خاصة محاولات استغلالهم للتكنولوجيا الحديثة وتوظيفهم لها في أساليب التهريب والتوزيع  وغيرها من الممارسات.
وهنا يجب التنويه إلى ضرورة أن تتمحور الجهود العربية والإقليمية والدولية حول التطورات والتحديات التي طرأت على الساحة العالمية لجريمة المخدرات، من حيث شبكات التصنيع والتوزيع، والتطورات الحالية والمتوقعة على خطوط التهريب وأنماط التعاطي، لتتمكن كافة الدول والهيئات والمنظمات العالمية من تطوير خططها واستراتيجياتها المعنية بالمكافحة، بما ينسجم مع التحديات والمستجدات العالمية لهذه الجريمة، وكذلك استشراف المستقبل، بما يتعلق بالتطورات المتوقعة على نشاط شبكات تصنيع وتهريب المواد المخدرة وخطوط نقلها.
وفي هذا السياق فإن أبرز هذه التطورات والتحديات تتمثل في الازدياد الملحوظ في تصنيع وتهريب المواد المخدرة الاصطناعية، وخصوصاً مادتي الكريستال، والكبتاجون، ومما زاد من مخاطر انتشار تهريب مادة الكريستال المخدر في بعض دولنا العربية ودول غرب أسيا بشكل عام، هو الازدياد الملحوظ في تصنيع الكريستال في بعض دول الجوار، وتهريبه إلى دول المنطقة.
كما تتمثل هذه التطورات والتحديات في التوجه العالمي لإباحة زراعة الحشيش لغايات علاجية، وتشير التقارير الدولية إلى توقع ازدياد تعاطي مادة الحشيش المخدر حتى عام 2030 إلى نسبة قد تصل 40% في بعض المناطق الإقليمية ولا سيما شمال أفريقيا، نتيجة لهذا التوجه العالمي، وكذلك التطور الكبير في قدرات شبكات زراعة وتصنيع وتهريب المخدرات، وخصوصاً تلك القدرات المرتبطة باستخدام التكنولوجيا، كالترويج عبر الأنترنت، سواء عن طريق الأنشطة الدعائية المضللة لتشجيع الشباب على تعاطي المخدرات، أو استخدام الأنترنت لعقد صفقات ترويج وتهريب للمواد المخدرة، وتنفيذ لعمليات دفع أثمانها الكترونيا أو عن طريق العملات المشفرة.


أما الخطر الأكبر في استخدام التكنولوجيا في جريمة المخدرات والذي لا بد لجميع الأجهزة المعنية من اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهته واستشراف المستقبل حياله فيتمثل في استخدام شبكات تصنيع وتهريب المخدرات للذكاء الاصطناعي، ففي الوقت الذي يساعدنا فيه هذا الذكاء على تحقيق تقدم كبير في العديد من المجالات، فإنه يمكن استغلاله أيضًا لأغراضٍ غير شرعية، مثل الاتجار بالمخدرات، فمن خلال استخدام خوارزمياتٍ ذكية، يمكن لتجار المخدرات تحديد أفضل الطرق لتهريب المخدرات عبرَ الحدود، وتحديد أسواق جديدة لبيعها، وكذلك التواصل مع العملاء بشكل آمن وفعال.
ولكن الذكاء الاصطناعي لا يستخدم فقط في الاتجار بالمخدرات، بل يمكن استغلاله أيضًا لمكافحة هذه الآفة، فمن خلال استخدام تقنياته، يمكن لأجهزة إنفاذ القانون تحليل البيانات الضخمة للتعرف على شبكات الإتجار بالمخدرات، وتحديد أنماط تهريبها وتوقعها، ومراقبة الحدود بشكل أكثر فعالية، ولذلك، فإننا نؤكد على ضرورة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات المكافحة، وأهمية التنسيق والتعاون الدولي لتبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال.
وإيماناً من الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، بضرورة تفعيل الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون العربي، ومواكبة التطورات الإقليمية والعالمية على ساحة جريمة المخدرات، فان الأمانة العامة بصدد تطوير الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستخدام غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، إضافة إلى أن الأمانة تقوم حالياً ومن خلال لجنة مختصة بدراسة سبل تعزيز جهود المجلس في الوقاية من المخدرات ومكافحتها، كما قامت بإنشاء فريق عمل عربي معني بالتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، والذي تم إقرار نظامه الداخلي في المؤتمر العربي السابع والثلاثين لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات الذي عقد في مدينة عمّان مطلع نوفمبر من العام 2023م، وقد صادق عليه مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الحادية والأربعين التي عقدت في تونس في السابع والعشرين من شهر فبراير من هذا العام 2024م، كما قامت الأمانة العامة بإبرام مذكرة تفاهم مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة خلال العام 2023م، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وتنفيذ الأنشطة والمبادرات من أجل تحقيق الأهداف المشتركة في هذا المجال، وغيرها من الجهود التي لا يتسع المقام لذكرها. 
حري بنا في هذا اليوم تجديد الدعوة إلى دعم كافة الجهود المبذولة من قبل الأجهزة المعنية في دولنا العربية، والتعاون المتكامل وتوحيد القوانين الرادعة ووضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج الفاعلة لمواجهة انتشار هذه الآفة، وملاحقة مرتكبيها ومراعاة الصلة الوثيقة بين من يتاجرون بهذه المواد وبين الشبكات الإجرامية المنظمة الضالعة بعمليات التهريب، وصولا إلى تحقيق الغايات المنشودة في تأمين مجتمعاتنا وتحصينها من شرور ومآسي هذه الآفة، حتى يتمكن الجميع من العيش في بيئة سليمة معافاة ومجتمع آمن مطمئن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية وزراء الداخلیة العرب الأمانة العامة فی هذا

إقرأ أيضاً:

تهديدات ترامب بالحرب.. فرصة للنظام الإيراني لتعزيز السيطرة الداخلية أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواجه إيران تهديدات أمريكية متزايدة بشن حرب بعد إنذار وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إما بالقبول بعقد صفقة نووية جديدة أو مواجهة هجوم عسكري. 

ورغم أن هذا التهديد يعتبر خطراً حقيقياً، إلا أنه قد يمثل أيضاً فرصة للحكام في طهران لإدارة حالة السخط الشعبي المتنامية.

أكد المسؤولون الإيرانيون مراراً رفضهم التفاوض مع الولايات المتحدة وفقاً لشروط يضعها دونالد ترامب، وهو ما يعكس تمسك المرشد الأعلى علي خامنئي بموقفه المتشدد.

وفي هذا السياق، تساءل خامنئي عن جدوى المفاوضات مع رئيس أمريكي يصفه بـ "ناقض العهود"، قائلاً يوم الإثنين، بلا اكتراث، إن "الولايات المتحدة تهدد بالحرب، لكن الحرب ليست ضربة من طرف واحد. إيران قادرة على الرد وستقوم بذلك بكل تأكيد."

الحرب كآلية للسيطرة الداخلية

في الداخل الإيراني، باتت اللغة العسكرية هي المسيطرة على الخطاب الرسمي. المسؤولون العسكريون يحتلون مساحة واسعة من الإعلام الرسمي، بينما تطغى لغة الأمن والحرب على غيرها من القضايا.

يبدو أن هذا التحول في الخطاب لا يُعد فقط رداً على التهديدات الخارجية، بل هو استراتيجية محسوبة لتوحيد الشعب وقمع المعارضة من خلال تضخيم المخاوف من نشوب حرب.

يرى بعض المحللين أن هذه الاستراتيجية مدفوعة بقدر من عدم الأمان بقدر ما هي مدفوعة بنيّة التلاعب بالمشاعر الوطنية. حتى السياسيين المعتدلين مثل بهزاد نبوي، الوزير السابق والنائب المخضرم من تيار الإصلاح، أشار مؤخراً إلى أن مناخ الحرب قد يعزز التضامن الوطني، مما يوحي بأن الخوف بات أداة توحيد قوية حتى بالنسبة للمعتدلين الذين تم تهميشهم من دوائر الحكم.

في المقابل، تصاعدت عمليات القمع الداخلي، بما في ذلك فرض قيود على الإنترنت واعتبار تدفق المعلومات الحرة "حرباً إدراكية". وقد لخّص هذه الرؤية أحمد رضا رادان، قائد الشرطة الوطنية الإيرانية، بقوله:

"في السابق، كنا محاصرين في خنادق كميل خلال الحرب مع العراق. أما اليوم، فنحن محاصرون في خنادق افتراضية. إن لم نكن مقاتلين الآن، فسوف نتراجع ونخسر الوطن."

الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة

تواجه إيران تحديات كبيرة: اقتصاد متدهور، وانهيار بيئي، وعجز في الميزانية، وفساد مستشري. ثقة الجمهور بالنظام تراجعت بشدة، مع ظهور احتجاجات متفرقة تعبر عن الاستياء الشعبي.

يخشى المسؤولون في إيران من تكرار ما يسمونه بـ "الفتنة" – وهو المصطلح الذي يستخدمونه لوصف الاحتجاجات الشعبية وقمعها بعنف. لذا، فإن التهديد بالحرب يعتبر طوق نجاة للنظام الذي يمتلك سجلاً حافلاً بقطع الإنترنت، والاعتقالات العشوائية، وتكثيف القمع تحت ذريعة "التآمر" و"التعاون مع العدو"، لكن الأمر لا يتوقف عند كونه مجرد انتهازية؛ بل هو مقامرة كبرى.

صحيح أن الإيرانيين توحدوا في فترة الحرب مع العراق، خاصة خلال السنوات الأولى. لكن ذلك كان قبل حوالي أربعين عاماً، حينما كان الخميني، المرشد الأول، يتمتع بشعبية واسعة ودعواته لإسقاط نظام الشاه وتأسيس إيران كانت تحظى بتأييد شبه جماعي.

أما اليوم، فالنظام الذي يسميه خامنئي بـ "النظام الإسلامي" يُعتبر مكروهاً من قِبل شريحة واسعة من الشعب. وبينما يتمسك المرشد الأعلى بالسلطة من خلال إبقاء قواته الموالية على أهبة الاستعداد وقمع المعارضين، يكافح ملايين الإيرانيين لمواجهة صعوبات الحياة اليومية.

تضخيم المخاوف من الحرب ومحاولة خلق حالة من الحصار النفسي قد يخدم المرشد الأعلى مؤقتاً، ولكنه قد ينقلب ضده بشكل مفاجئ ويعفي ترامب من شن حرب لا يريدها.

الحرب كأداة للدفاع والردع

لطالما صورت إيران نفسها على أنها تواجه تهديدات خارجية تستدعي الدفاع المستمر والردع القوي. وقد حملت تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة هذه النبرة بشكل واضح.

فقد حذر قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني (IRGC) مؤخراً من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيشعل "ناراً في المنطقة لا يمكن احتواؤها". كما أشار قائد آخر في الحرس الثوري إلى خطة عسكرية تُعرف باسم "الوعد الحقيقي 3"، قائلاً إنها ستنفذ في الوقت المناسب وستؤدي إلى "تدمير إسرائيل وتسوية تل أبيب وحيفا بالأرض".

وتدعم إيران هذه التهديدات عبر تصعيدها للأنشطة العسكرية. فقد ضاعفت تقريباً من تدريباتها العسكرية منذ أكتوبر 2024، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، حيث تركزت التدريبات بشكل خاص بالقرب من منشأة نطنز النووية ومضيق هرمز.

قد لا تكون هذه التهديدات فعالة في ردع الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكنها تسهم في تشكيل التصورات الداخلية وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

 

مقالات مشابهة

  • الشارقة تحتفي باليوم العالمي للشعر
  • بدء الرش الجوي لمكافحة "دوباس النخيل" في الداخلية وشمال الشرقية.. الأحد
  • المخدرات أشكال وأنواع.. الداخلية تداهم بؤر إجرامية في أسوان ودمياط
  • مركز أبوظبي للغة العربية يحتفي بيوم الشعر العالمي
  • المودة تحتفي باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية بتأهيل 6,470 أخصائيًا
  • تهديدات ترامب بالحرب.. فرصة للنظام الإيراني لتعزيز السيطرة الداخلية أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟
  • وزارة الداخلية: نُفذت عملية التمشيط ضمن المنطقة الفاصلة بين القوات السورية والروسية، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار
  • جامعة بني سويف تحتفل باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية
  • في اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوات للتسامح في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا
  • اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوات للتسامح في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا