وجه السفير الأميركي لدى بكين، نيكولاس بيرنز، انتقادات "نادرة" للصين بتقويض الدبلوماسية وإثارة المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وهو ما نفته وزارة الخارجية الصينية واعتبرته ابتعادا عن التفاهمات الأساسية بين البلدين.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، والزعيم الصيني، شي جين بينغ، اتفقا في نوفمبر من العام الماضي، على تعزيز التواصل بين المواطنين العاديين في البلدين، كجزء من محاولات لإصلاح العلاقات المتوترة بين القوتين.

وعلى النقيض من ذلك، قال السفر بيرنز في مقابلة حصرية مع صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت، الثلاثاء، إن الصين قوضت العلاقات بين البلدين بشكل واضح واستجوبت ورهبّت مواطنين صينيين حضروا فعاليات تنظمها السفارة الأميركية على الأراضي الصينية.

كما اتهم بكين بتكثيف القيود على منشورات السفارة الأميركية على مواقع التواصل الاجتماعي وإثارة المشاعر المعادية للولايات المتحدة.

وأوضح في مقابلته مع الصحيفة أن الصينيين "يتحدثون عن إعادة التواصل بين سكان البلدين، لكنهم يتخذون إجراءات جذرية تجعل من ذلك مستحيلا".

وفي الحديث الذي أجري داخل مكتبه في السفارة الأميركية في بكين، قال بيرنز إنه يشعر "بقلق عميق بشأن حادث الطعن الأخير الذي تعرض له 4 أساتذة جامعيين من ولاية أيوا في شمال شرقي الصين".

بالتفاصيل.. ماذا حدث للأميركيين الـ4 الذين تعرضوا للطعن في الصين؟ كشف موقع "أكسيوس" الأميركي المزيد من التفاصيل بشأن حادثة تعرض 4 أساتذة أميركيين من جامعة صغيرة بولاية أيوا، لهجوم بالسكين داخل متنزه عام في إقليم غيلين شمال شرقي الصين.

وكان موقع "أكسيوس"، كشف في وقت سابق هذا الشهر، تفاصيل حادثة تعرض الأساتذة الأميركيين لهجوم بالسكين داخل متنزه عام في إقليم جيلين.

وقال آدم زابنر، وهو نائب عن ولاية أيوا لوكالة رويترز، إن شقيقه من بين الأربعة المصابين من أساتذة كلية كورنيل.

وأوضح أن المجموعة كانت تزور معبدا في متنزه "بيشان" عندما هاجمهم رجل بسكين.

وقالت "وول ستريت جورنال" إنها حاولت الحصول على تعليق من وزارة الخارجية الصينية بشأن تصريحات بيرنز لكنها لم تتمكن من ذلك.

وفي وقت لاحق، وصفت وزارة الخارجية الصينية تصريحات السفير الأميركي بأنها "بعيدة عن الواقع"، حسبما نقلت وكالة رويترز.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمرها الصحفي الدوري، "لا يتماشى ذلك مع المسار الصحيح للتوافق بين الصين والولايات المتحدة، ولا يفضي إلى تطور صحي ومستقر للعلاقات الثنائية".

بايدن يطالب شي بـ"الهدوء والاستقرار" في مضيق تايوان طالب الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء من نظيره الصيني شي جينبينغ بالحفاظ على "السلام والاستقرار" في مضيق تايوان، فيما تستعد الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتطالب بها بكين لتنصيب زعيم جديد.

وحول اجتماع بايدن وشي في سان فرانسيسكو نوفمبر الماضي، قالت ماو: "تصريحات السفير بيرنز غير صحيحة وتبتعد عن التوافق المهم الذي توصل إلى الرئيسين".

ومنذ قمة نوفمبر، زار الصين كل من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، ومجموعة من كبار المسؤولين في إدارة بايدن.

وفي حواره مع "وول ستريت جورنال"، قال بيرنز أيضا إن بكين "كثفت من قمعها للأنشطة الدبلوماسية الأميركية في الصين"، لافتا إلى 61 حدثا عاما منذ نوفمبر، قامت وزارة أمن الدولة الصينية أو غيرها من الهيئات الحكومية بالضغط على المواطنين الصينيين كي لا يحضروا تلك الفعاليات، أو حاولت ترهيب من حضروها.

وتابع: "هذا هو الوضع مع كل فعالية عامة تقريبا ... يعتبر ذلك انتهاك خطير، ونأمل أن تعيد جمهورية الصين الشعبية النظر فيه".

كما لفت إلى أن الصين لم تمنح السفارة الموافقة على توظيف أي موظف صيني منذ 3 سنوات مضت، حتى بعد قمة سان فرانسيسكو، مشيرا إلى تأثير ذلك على التعامل مع الكم المتزايد من طلبات الحصول على التأشيرات.

يلين تختتم رحلة الصين وتؤكد أن العلاقات "أصبحت أكثر استقرارا" اعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، الإثنين، أن العلاقات بين واشنطن وبكين "باتت أكثر استقرارا" وذلك في ختام زيارتها للصين التي استمرت 4 أيام.

كما قال السفير الأميركي إنه من الصعب التصدي لتشويه صورة الولايات المتحدة بين المواطنين الصينيين، حيث واجهت محاولات السفارة للتواصل مع المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي رقابة وحظر للروابط والتعليقات.

وتشهد علاقات البلدين توترات أبرزها يعود إلى سياسة "الصين الواحدة" التي تعني أن تايوان جزء من البر الرئيسي، وفقا لبكين، التي تطالب بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، فيما ترفض واشنطن بموجب "قانون العلاقات مع تايوان" الاعتراف بالسيادة الصينية على تايبيه.

وأكدت الإدارات الأميركية المتعاقبة على سياسة "الصين الواحدة" أي الإقرار بأن تايوان جزء من الصين دون سيادة بكين عليها، وهو ما مكن من الحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان، وترك للجانبين العمل على حل دون استخدام القوة لتغيير الوضع، وفق فرانس برس.

وأصبح البر الرئيسي شريكا تجاريا رئيسيا للولايات المتحدة، لكن في الوقت ذاته، حافظت الولايات المتحدة على دعم تايوان بوسائل عدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة الصینیة للولایات المتحدة السفیر الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا

نشرت صحيفة نيويورك تايمز عرضا لأهم النقاط في تقريرها المطول عن الشراكة العسكرية السرية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي وصفتها بأنها لم تكن معروفة من قبل، ولعبت دورا أكبر بكثير في تلك الحرب.

وقالت إن أميركا وأوكرانيا شكلتا على مدى ما يقرب من 3 سنوات قبل عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة شراكة عسكرية سرية شملت الاستخبارات والتخطيط الإستراتيجي والتكنولوجيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضاتlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: لسنا بحاجة للعيش في جيب أميركاend of list

وبينما أعلن البنتاغون علنيا عن تقديم 66.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، امتد الدور الأميركي إلى ما هو أبعد من إمدادات الأسلحة، إذ أثر بشكل مباشر على إستراتيجية المعارك وقدّم بيانات استهداف دقيقة.

وفيما يلي أهم النقاط حسب تقرير الصحيفة:

الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية للاستهداف من قاعدة سرية في ألمانيا

أصبح مركز عمليات سري في قاعدة الجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا محور تبادل للمعلومات الاستخباراتية بين أميركا وأوكرانيا، وكان الضباط الأميركيون والأوكرانيون يجتمعون يوميًا لتحديد الأهداف الروسية ذات الأولوية العالية.

واستخدمت وكالات الاستخبارات الأميركية والحليفة صور الأقمار الصناعية والاتصالات الملتقطة وإشارات الراديو لتحديد مواقع القوات الروسية. ثم قامت "فرقة التنين" (عملية أميركية سرية) بنقل الإحداثيات الدقيقة إلى القوات الأوكرانية لتنفيذ الضربات. ولتجنب الطابع الاستفزازي لهذه العمليات، أطلق المسؤولون الأميركيون على الأهداف اسم "نقاط اهتمام" بدلا من "أهداف عسكرية".

إعلان المخابرات الأميركية والأسلحة المتقدمة قلبت موازين الحرب

في منتصف عام 2022، زوّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا بأنظمة هيمارس، وهي صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية تتيح ضربات دقيقة تصل إلى 80 كيلوكترا.

في البداية، كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية الأميركية لكل ضربة من هذه الصواريخ، وأدت هذه الضربات إلى ارتفاع الخسائر الروسية بشكل كبير، مما منح أوكرانيا ميزة غير متوقعة في ساحة المعركة.

"الخطوط الحمراء" الأميركية ظلت تتغير

كانت إدارة بايدن حريصة على تأكيد أن الولايات المتحدة لا تخوض الحرب ضد روسيا بشكل مباشر، بل تقدم المساعدة لأوكرانيا فقط. ومع ذلك، توسع الدعم الأميركي تدريجيا ليشمل المزيد من العمليات السرية.

في البداية، كان إرسال جنود أميركيين إلى أوكرانيا محظورا تماما، لكن لاحقا تم إرسال فريق صغير من المستشارين العسكريين إلى كييف، ثم زاد العدد إلى نحو 36 مستشارا قرب الخطوط الأمامية.

في عام 2022، سُمح للبحرية الأميركية بمشاركة معلومات استخباراتية لتمكين الضربات الأوكرانية على السفن الروسية قرب شبه جزيرة القرم، كما قدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) دعما سريا للهجمات على السفن الروسية في ميناء سيفاستوبول.

في النهاية، سُمح للولايات المتحدة بدعم الضربات داخل روسيا

وبحلول عام 2024، سمحت إدارة بايدن للقوات الأميركية بمساعدة أوكرانيا في تنفيذ ضربات داخل الأراضي الروسية، لا سيما حماية مدينة خاركيف من الهجمات الروسية. ولاحقا، توسع الدعم الأميركي ليشمل ضربات صاروخية على مناطق روسية كانت تستخدمها موسكو لحشد قواتها وشن هجمات على شرق أوكرانيا.

في البداية، كانت سياسة الاستخبارات المركزية تمنعها من تقديم معلومات استخباراتية بشأن أهداف داخل روسيا، لكنها حصلت لاحقا على "استثناءات" لدعم ضربات أوكرانية محددة.

ففي 18 سبتمبر/أيلول 2024، استهدفت طائرات مسيرة أوكرانية مستودع ذخيرة روسي ضخم في "توروبيتس" بمعلومات استخباراتية قدمتها سي آي أيه، مما أدى إلى انفجار ضخم يعادل زلزالا صغيرا، وفتح حفرة بحجم ملعب كرة قدم.

إعلان الخلافات الداخلية في أوكرانيا أدت إلى فشل الهجوم المضاد في 2023

على الرغم من النجاحات المبكرة في ساحة المعركة، فإن الهجوم المضاد الأوكراني في 2023 انهار بسبب الصراعات السياسية الداخلية.

وكان الجنرال فاليري زالوجني يخطط لشن هجوم رئيسي نحو ميليتوبول لقطع خطوط الإمداد الروسية، لكن منافسه الجنرال أولكسندر سيرسكي دفع باتجاه هجوم في باخموت بدلا من ذلك، وانحاز الرئيس زيلينسكي إلى سيرسكي، مما أدى إلى تقسيم الجهود العسكرية، وأضعف تقدم أوكرانيا، وفي النهاية سمح لروسيا باستعادة التفوق.

دور خفي

ويكشف التحقيق عن أن الولايات المتحدة لعبت دورًا حاسمًا ولكنه خفي في الجهود العسكرية الأوكرانية.

فمع تقدم الحرب، تعمق تورط الولايات المتحدة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتخطيط العملياتي، وحتى تقديم الدعم السري في الهجمات داخل الأراضي الروسية.

وعلى الرغم من الدعم الأميركي، فقد أسهمت الانقسامات الداخلية في أوكرانيا في فشل الهجوم المضاد لعام 2023، مما جعل الزخم يعود لصالح روسيا في الحرب.

مقالات مشابهة

  • أكبر شركة طيران كندية تعلن تراجع عدد المسافرين للولايات المتحدة بنسبة 10%
  • الصين تعلمت الدرس من اليابان.. كيف تهزم البحرية الأميركية؟
  • "تحذير حازم".. الصين تعلن إطلاق تدريبات عسكرية حول تايوان
  • الصين تعلن إطلاق مناورات عسكرية في محيط تايوان
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا
  • بكين تدعو واشنطن للتمسك بمبدأ الصين الواحدة في علاقاتها مع تايوان
  • واشنطن تتعهّد بضمان الردع في المحيطين الهندي والهادي ومضيق تايوان
  • مناورات فلبينية-أميركية-يابانية في بحر الصين الجنوبي وسط توتر مع بكين
  • ملاك السفن يستعدون للرسوم الأمريكية بتعديل عقود الشحن الصينية
  • نائب ترامب يزور غرينلاند وسكانها يرفضون الانضمام للولايات المتحدة