ندوة تستعرض المشروعات والمبادرات لتحقيق الحياد الصفري الكربوني
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
استعرضت ندوة الحياد الصفري الكربوني التي نظّمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ممثلة في وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين المشروعات والمبادرات التي تعمل عليها الجهات المعنية في سلطنة عُمان لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول 2050.
تهدف أعمال الندوة التي تضمنت 8 أوراق عمل إلى التعريف بالحياد الكربوني الصفري والفوائد المحصلة من تطبيقه على المستوى المحلي، بالإضافة إلى إبراز دور وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب مع نشر الوعي والتثقيف المجتمعي بأهمية التحول إلى الطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري، وتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الفئات المجتمعية حول كيفية حماية البيئة، وتعزيز المسؤولية المجتمعية والسلوكيات الفردية التي تسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
وقال سعود بن عبدالعزيز البلوشي مدير مساعد بدائرة قطاع العلوم باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم: إن الندوة جاءت في إطار تغير المناخ باعتبارها أزمة عالمية خطيرة لما لهـا من تأثيـرات عابـرة للحـدود ومنذ القرن الماضي ازدادت الأنشطة البشرية حول العالم وما زالت هي السبب الرئيسي لتغيير المناخ مما يتطلـب ذلك تعاونًا دوليًا وجهـودًا متضافـرة علـى جميـع المسـتويات لمنـع عواقـب التغيير والحفاظ على كوكب صالح للحياة، ولذا تسعى المنظمات الدولية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم وغيرها من المنظمات ومن خلال منظورها لتغير المناخ إلى اتخاذ التدابير الرامية إلى الحد من عواقبه وخصصت برامج في التربية والعلوم والاتصال للترويج ونشر الوعي لمكافحة التغير المناخي ومنها مبادرة الشراكة من أجل تخضير التعليم والتي تبنتها وزارة التربية والتعليم لتعميم التثقيف البيئي كوسيلة لمواجهة التغيير المناخي وهي أحد مخرجات قمة تحويل التعليم في عام 2022.
وأضاف البلوشي: إن سلطنة عمان قد استبقت العالم وطبقت مشروع المدارس الخضراء في عام 2022، والذي يعتبر أحد المشروعات الرائدة في سلطنة عمان، ويعنى بالتوعية بالقضايا البيئية ويوثق العلاقة بين القطاع التعليمي والقطاع الخاص والمجتمع المدني في عملية دعم البيئة والتعليم، وقد أسهم في حل العديد من القضايا البيئية مثل تخفيف النفايات في المدارس، وترشيد نفقات المياه والكهرباء وإعادة تدوير المواد من خامات البيئة وتعزيز فهم الطلبة للاقتصاد الدائري وتوطيد العلاقة بين الطالب والبيئة.
وبيّن البلوشي أن سلطنة عمان تسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة ضمان تحقيق الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة وهو «العمل المناخي» حيث تشير مؤشرات التنمية المستدامة للهدف الثالث عشر إلى أن سلطنة عمان تطبق استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث على المستوى المحلي، حيث يقدر حجم الانبعاثات من الغازات الدفيئة من غاز ثاني أكسيد الكربون نحو 9 ملايين طن مكافئ خلال عام 2021، وتشير المؤشرات إلى ارتفاع تعميم قيم المواطنة والتنمية المستدامة على مختلف الصعد في المناهج الدراسية والسياسات التعليمية وتقييم الطلبة وتدريب المعلمين.
ناقشت الجلسة الأولى من أعمال الندوة التعريف بالحياد الكربوني الصفري ونشر الوعي المجتمعي واستعراض دور اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في مجال البيئة ودور القطاع الخاص في الوصول للحياد الصفري الكربوني، كما استعرضت الاستراتيجية الوطنية للحياد الصفري وتنمية الوعي البيئي الوصول إلى الحياد الصفري الكربوني، وتناولت الجلسة الثانية المشروعات والمبادرات التي تعمل بها الجهات المعنية في سلطنة عمان في تحقيق الحياد الكربوني، وجهود وزارة التربية والتعليم في مجال الابتكار والحياد الصفري الكربوني ومبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية وجمعية البيئة العمانية ومبادرات المؤسسات الشبابية للوصول للحياد الصفري الكربوني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحیاد الصفری الکربونی وزارة التربیة والتعلیم والثقافة والعلوم سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
عمان.. وسيط السلام الموثوق
في الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات عسكرية واقتصادية، واصطفافات وتحالفات جديدة، تتشكّل معها ملامح قوى عالمية جديدة، تبرز سلطنة عمان، بجهودها السياسية ومكانتها العالمية، كواحدة من دول العالم التي تخلق التوازنات، وتدير ملفات شائكة في الظروف الصعبة، وتقرّب وجهات النظر في ملفات كادت أن تُدخِل العالم في أتون حرب واسعة.
المكانة الدبلوماسية التي تحظى بها سلطنة عمان جعلت منها الوسيط الموثوق والمؤتمن الذي يحظى بثقة الجميع، لذلك فإن نجاح محطتي التفاوض بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية اللتين أجريتا في مسقط وروما، بوساطة عمانية، ومهّدتا الطريق لجولة ثالثة، أثبت الثقل السياسي والدبلوماسي لسلطنة عمان، وفتح آفاقًا من التفاؤل للوصول إلى اتفاق يُبعد شبح الحرب، خاصة أن طرفي التفاوض أكدا على تحقيق تقدُّم جيد في الجولتين الماضيتين.
إن المكانة المرموقة التي تحظى بها سلطنة عمان بين دول العالم اكتسبتها عبر حقب تاريخية مديدة، وثمرة سياسة واضحة المعالم عكست للعالم المصداقية والتوازن في التعاطي مع الأحداث والأزمات، والابتعاد عن الصراعات وتأجيج المواقف.
وفي خضم الأحداث التي رافقت عودة المفاوضات بين الجانبين الأمريكي والإيراني، وما صاحبها من تغطية إعلامية عالمية، برزت العديد من التعليقات من محللين سياسيين أجمعوا على أن (عمان تقف دائمًا على الجانب الصحيح من التاريخ)، وعُرِفت كراعية للسلام في العديد من الملفات، ومع مرور السنوات وتقلُّب الأحداث ظلَّت المواقف العمانية ثابتة في تبنّي الحوار والوسائل السلمية أساسًا لحل المشكلات، مما عزز ثقة العالم في سياستها الخارجية.
الخبير جورجيو كافييرو الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics -وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن العاصمة- أكد في تصريح سابق لـ«عمان» بأن سلطنة عمان أدّت دورًا كقوة موازنة جيوسياسية في الشرق الأوسط، كما أكد المحلل السياسي كريستيان كوتس أولريكسن، زميل لشؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس بالولايات المتحدة الأمريكية أن السياسة الخارجية لسلطنة عمان تستند إلى توازن المصالح وإيجاد مساحات تدعم الحوار والدبلوماسية لمعالجة نقاط التوتر والنقاط الإقليمية الساخنة،.. هذه الرؤى السياسية من الخبراء تعكس جليًا نجاح السياسة الخارجية الناجحة لسلطنة عمان، ودورها الإيجابي في إحلال السلام وتجنيب المنطقة والعالم خطر الانزلاق إلى الحروب والكوارث.