دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—استذكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سلطانين من سلاطين الدولة العثمانية وما قاما به "دفاعا عن فلسطين"، لافتا إلى تطورات التوترات بين إسرائيل ولبنان.

جاء ذلك في تدوينة نشرها حساب أردوغان باللغة العربية على منصة أكس (تويتر سابقا)، وقال فيها: "بمشيئة الله تعالى سندافع عن فلسطين بنفس روح وعزيمة وشجاعة أجدادنا الذين تمسكوا بفلسطين عبر التاريخ، وعلى غرار السلطان سليم الأول والسلطان عبد الحميد اللذين دافعا عن فلسطين، وكما دافعت الجمهورية التركية منذ تأسيسها عن فلسطين.

. ربما يتحدث البعض بشكل مختلف في تركيا عما يتحدثون به في أوروبا التي يعتبرونها بوابة إلى حياتهم السياسية".

وتابع قائلا: "وقد يسعى البعض إلى تشويه المقاومة الفلسطينية من أجل الحصول على رضا أسيادهم الغربيين، والظهور بصورة جميلة أمامهم وكسب استحسانهم.. أمّا نحن فسنقول الحقيقة وندافع عنها في الداخل والخارج، وسنقف إلى جانب الأبرياء صامدين ضد القتلة".

وأضاف: "يبدو أن إسرائيل التي دمرت وحرقت قطاع غزة وجّهت أنظارها صوب لبنان.. أقولها بكل بوضوح، إن خطط نتنياهو لنشر الحرب في المنطقة بموافقة الغرب ستؤدي إلى كارثة كبيرة.. ولكن على العالم الإسلامي والدول الشقيقة في الشرق الأوسط قبل الغرب، أن يردّوا على هذه المخططات الدموية.. لكننا مع الأسف الشديد نشاهد العالم الإسلامي يتصرف وكأنه غارق في سُبات عميق".

واختتم أردوغان تدوينته قائلا: "يجب ألّا نسمح لهذا أن يحدث. إن تركيا تقف إلى جانب شعب ودولة لبنان الشقيق. وأدعو الدول الأخرى في المنطقة إلى التضامن مع لبنان".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطاع غزة الجيش الإسرائيلي القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو حركة حماس رجب طيب أردوغان غزة عن فلسطین

إقرأ أيضاً:

ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد

تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.


وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.

ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.

المصدر: القدس العربي

مقالات مشابهة

  • ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
  • زار العراق بعد 17 سنة غياب.. نائب أمريكي: نحتاج للبقاء منخرطين في الشرق الأوسط
  • 3 زلازل تضرب تركيا في نصف ساعة.. أول رد فعل من أردوغان
  • واشنطن تطالب تركيا بالحياد في الأجواء السورية حال التصعيد مع إيران
  • من غزة إلى الموصل ودمشق.. البابا فرنسيس في عيون سكان الشرق الأوسط؟
  • الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • لماذا طلبت حماس من تركيا نقل صفقتها إلى ترامب؟
  • الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط.. ساكو مرشحا لخلافة بابا الفاتيكان
  • مستشار عسكري رفيع يؤكد إقتراب ''المعركة الفاصلة'' مع الحوثيين ويوجه دعوة هامة للقبائل