إختتم لقاء الشبيبة الكنسي أيامه الثلاثة بنجاح وزخم، بحضور فاق 1500 شاب وشابة من كل لبنان، وألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة
أمام حشد كبير من الشباب والشابات، حثهم فيها على "المضي قدما في ما يقومون به من أجل الحفاظ على لبنان"، وحيا عملهم ونشاطهم الكنسي والروحاني، وقال في عظة القداس الاختتامي والاحتفالي في دير سيدة بزمار الأثري: "بتجلي الرب يسوع أظهر في ذاته أن الجوهر البشري استرد جمال الصورة الأولى التي ولد فيها كل إنسان، وهي أن "الله خلقه على صورته ومثاله" (تك 1: 26).

لكن الإنسان شوهها بل أضاعها بخطيئته وأفعاله الشريرة. فحول عقله، مركز الحقيقة، إلى طاقة الكذب، وإرادته، مركز الخير، إلى طاقة الشر، وقلبه، مركز الحب والحنان، إلى طاقة البغض والحقد".
 
الراعي الذي ألقى عظته بحضور رؤساء وأساقفة الكنيسة الكاثوليكية، أشاد بدور الشباب وأنهى رسالته بالقول: "أنتم وحدكم الأمل في إحياء لبنان بقيمه وميزاته. فليكن هذا اليوم العالمي للشبيبة ميلادا جديدا في حياتكم".
 
إشارة الى ان هذا اللقاء هو جزء من احتفالات الأيام العالمية للشبيبة المقامة في مدينة لشبونة، البرتغال. وتهدف هذه المبادرة إلى منح الشباب اللبناني الفرصة للاقتراب من أجواء وتجارب الأيام العالمية للشبيبة (JMJ) التي تستضيفها لشبونة تحت رعاية قداسة البابا فرنسيس، وقد نظمته اللجنة الوطنية لرعاية الشبيبة (APECL JEUNE) التابعة للمجلس الرسولي العلماني في لبنان وقد استمر على مدى 4 أيام بالتزامن مع عيد التجلي المبارك.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

“لقاء الأربعاء”

 

 

العقل اللبناني عقلٌ مبهر، بالغ التعقيد ومفرط الذكاء، وبحسب هيكل فلبنان قطعةٌ من فسيفساء في الوطن العربي، وعلى صغر مساحته فلبنان يختزل المحكية، ويختزن الحضارة، ويدّخر في كلّ الوقت إدهاشًا يستعصي على التصديق.
حينما أخبرك بحصار بيروت 82م، وعلى هذا النحو، فأنا أخبرك بنصف القصة! ولو عاد بك الزمان لرأيت كيف كان الخذلان العربي، واليأس العربي، والعمالة العربية كما الآن تعيد ذاتها.
كان الفرق، فحسب، أن محور المقاومة لم يكن، لقد كان العالم العربيّ يشهد فراغًا محضًا، وكان الشعب العربيّ يتجرّع المرارات كاملة، وكان بشير الجِميّل يزهو برفقة شارون!
على أنه لن يخبرك، أحد، كيف انقلب المشهد! وكيف كعادته عبر التاريخ تعملق من بين الرماد طائر الفينيق! كيف من بين الموارنة تخلّق حبيب الشرتوني.. ويكأنه لم يكن شخصًا، ولربّما تجمّع الشرتوني من كافّة العروق! وبشكلٍ ما فقد كانت كل طائفةٍ من لبنان تطهر ذاتها، بيدها! وتغسل عارها بسكينها، هي!
وبشكلٍ ما فإنها تُسهم بدورها، في صناعة الإدهاش، وفي صياغة اللحظة اللبنانية، الحقيقية!
ودائمًا فيبقى لبنان محاطًا بغلالةٍ من سوء الفهم المُزمن، ومن سوء التقدير! دائمًا ثمّة كامنٍ في لبنان خفيٍّ وغير منظور! ودائمًا فأحداثه لا تقبل السرد في خطٍّ مستقيم، وإنه الحدث اللبناني دائمًا.. لوحةٌ متداخلة الأبعاد.
في كل تاريخه فإنك تجد من أمثال سمير جعجع، ورامي نعيم.. وحبيقة والجميل! هؤلاء البغاث يتحركون في تاريخه دائمًا على الهامش! وهو لبنان السّموح.. يسمح بالعيش حتى للبغاث! لكنه في لحظات الحقيقة يتجلّى؛ ويُرسل البغاث إلى حيث ألقت!
هكذا فقد كان حزب الله، مولود 82 الشرعيّ، فيما كان الفدائيون والفدائيات يتدفقون من كل منطقةٍ ومن كل طائفة! في يومٍ واحدٍ وجّه لبنان صفعةً لأمريكا، عبر عملية المارينز.. ولفرنسا في نفس اليوم، وللكيان المأزوم أيضًا، في وقتٍ والعالم العربيّ لم يستفق، بعد، من أجواء الصدمة!
هكذا ولد حزب الله مختلفًا.. عن جيوش الرخاوات العربيّة، من فقدت القدرة حتى على فهم وظيفتها!
لأن الفرق هائل بين سلاحٍ يدافع عن الأرض والشرف والكرامة والعرض!
وبين سلاحٍ لا يستخدم إطلاقًا.. في غير ساحات العروض!
ولهذا ففي حزب الله يصدق التعريف، والتسمية!
البدء إذ قال الله “كن”، والخاتمة!
وفيه الصفّ والصافّات والأنفال والقارعة!
أوّل النصر وترتيله.. لكيلا تكون للّقطاء الخوّارين حُجة!
وفيه جنود الله وأبابيله، ونار الله على ملعونيها موقدة!
وعلى يديه بإذن الله تُصنع الصورة إذ تعطيك مثالًا واضحًا، عمّا تعنيه الأحداث الصعبة!
على العدو الحقير!
وتبقى في الكفّ نون.. وحكّاءٌ أنت عمّن جرّعوا أعداء الله أصناف المنون؛تخبرهم كيف أن الأرض يا رجال الله تمورُ بوعد الله مورا، وكيف أن العاديات تلتهم العوادي بتقدير العزيز العليم!
أن المسافة بين الإبهام ووسطاها، أطول كثيرًا من المسافة بين دنيا الملعونين وأخراهم!
ومن إعجاز المشهد فإنه تبدّى كيف أنك ما رميتها أنت- يا عبدالله- إذ رميت؛
فسبحان الذي آزر وشدّ أوتارها وهيأ للنصر سواعدكم.. ورمى!
وعلى هذه الأرض من “عمادٍ” بإذن الله ألفا، تنسفُ أرذليها بحول الله نسفا، وتحيل ناطحاتها قاعًا منفوشًا عِهنًا صفصفًا، ومن الجنوب هذه رجال الله أوتادا، ثابتون وكلهم بحول الله عمادها، جبالٌ وإن ماد عليها غيرهم!
وغيرك يا ابن حزب الله.. محض غير! لا في صحبته نفعٌ ولا من خصومَتِه ضير!
.. ومثلك وأيمُ الله ما ماد! لا رقّ بينك وبين الله حبلٌ وإن اهتزت فيها أفئدةٌ كثيرةٌ وأكباد!
ولهذا فأنتم يا رجال الله نار الله الموقدة!
ما رفّ فيكم عرقٌ إلا للثأر، ولا ساعدٌ فيكُم لغير الحقّ رَمَش، ولا غَاش منكم قَطْرٌ في غير موضعه! وإن دنا فيها من دنا فرأسكم المرفوع مرفوعٌ أبدًا ما دنا، ولهذا فالرؤوس أمام سيوفكم تتدلى!
ولأنكم حزب الله، ولأنها رايتكُمُ الأعلى!
ولأنهم حزب الله فإنهم دائمًا.. هُمُ؛
وهُمُ.. بوعد الله وبميثاقهِ وأيمُ اللهِ المُفلحون!
وبكم يا رجال الله فإنه دائمًا لبنان الساموراي؛
وفي حروبه فإنّه بالغ المهارة!
ذلك الرشيق كما لو أنه راهب شاولين،
ويا لَه إذ يقتنصها دائمًا.. بحرفيّةٍ وهدوء!
إنه لبنان الصغير، تمامًا مثل موس حلاقةٍ يتخفى بقالب شوكولا!
وستعرف ما أعنيه، بالطبع؛ فيما لو حاولت ابتلاعه!
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يؤكد أهمية إنجاز مشروع مبنى مركز التعاونيات لعلاج الإدمان وفق أعلى المعايير العالمية
  • وزير الشباب والرياضة يعقد لقاءً حواريًا مفتوحًا بكفر الشيخ
  • "اثبت".. لقاء للشباب الجامعي بكنائس وسط القاهرة بحضور الأنبا رافائيل|صور
  • خالد الجندي يكشف أسباب الإلحاد في المجتمعات
  • خالد الجندي ينتقد الجيل الحالي: يصرون على الانفراد بالرأي ويرفضون الانقياد للآخرين
  • الفنان حلمي عبد الباقي ضيف برنامج «الحياة أنت وهي» على قناة الحياة غدا 
  • على من نطلق الرصاص
  • “لقاء الأربعاء”
  • مركز الدراسات السياسية العالمية: تصدر النساء للانتخابات في صالح هاريس
  • مركز الشباب العربي يطلق مبادرة حلول شبابية