أصبح رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته، الأربعاء رسميا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي على أن يتولى هذه المهمة في أكتوبر، إثر تعيينه من طرف دول الناتو.

ويملك السياسي الهولندي المحافظ، الذي يتنقل على الدارجات الهوائية، تجربة طويلة كمسؤول حكومي، ويعرف بكونه أحد المدافعين الشرسين عن أوكرانيا، لكن في نطاق دبلوماسي ساعده على تخطي جملة من العقبات في مساره السياسي.

وسيكون لدى روتة الكثير من العمل عندما يتولى مهام منصبه خلفا لرئيس الوزراء النرويجي السابق ستولتنبرغ، الذي قاد التحالف خلال العقود الأكثر أهمية منذ نهاية الحرب الباردة.

عودة ترامب

فبعد أسابيع قليلة من بدء ولايته البالغة أربع سنوات، سيدلي الناخبون في الولايات المتحدة بأصواتهم في انتخابات حاسمة للاختيار بين الرئيس الحالي جو بايدن وترامب.

وأثار احتمال عودة الرئيس السابق إلى المكتب البيضاوي قلق دول الحلف التي تخشى أنه قد يضعف دور واشنطن القوة العظمى باعتبارها ضامن الأمن المطلق لأوروبا.

 مخاوف غربية

وأجج ترامب هذه المخاوف خلال حملته الانتخابية عندما قال إنه سيشجع روسيا على مهاجمة دول الناتو التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع عن نفسها.

وعلى غرار ستولتنبرغ، أُشيد بتعامل روتة الحذر مع ترامب خلال فترة رئاسته، عندما تردد أن نجم تلفزيون الواقع السابق فكر في سحب الولايات المتحدة من الناتو.

وبينما قد تمثل عودة ترامب تحديا كبيرا، فإن روتة سيواجه على الضفة الشرقية للناتو التهديد الأكثر إلحاحا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي ظل التقدم الذي تحرزه القوات الروسية في أوكرانيا بعد أكثر من عامين من النزاع العنيف، سيكون للأمين العام للناتو دور رئيسي في حشد المساعدات من داعمي كييف المنهكين.

تهديد بوتين 

في الوقت نفسه، سيتعين على روتة التأكد من أن الحلف مستعد للدفاع في حال أي هجوم مستقبلي محتمل من موسكو، عندما يتمكن بوتين من إعادة بناء قواته.

وسيتضمن جزء من ذلك حشد الحلفاء الأوروبيين لإنفاق المزيد على الدفاع، وهو مطلب رئيسي من ترامب وغيره من القادة الأميركيين.

وأعلن الناتو هذا الأسبوع أن 23 من أصل 32 دولة أعضاء حققت هدف الحلف المتمثل في إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.

خدمة طويلة

ويعد الأمين العام الجديد لحلف الناتو من بين الزعماء الأطول خدمة في أوروبا، حيث تولى منصبه منذ عام 2010، من خلال ثلاث انتخابات لاحقة وقاد مجموعة متنوعة من الائتلافات.

ولعب روته دورا مركزيا في القرار الذي اتخذته الحكومة الهولندية العام الماضي بمنع صادرات شركة ASML المصنعة لمعدات الرقائق إلى الصين من بعض أنظمة الطباعة الحجرية، والتي تعتبر ضرورية لصنع المعالجات الدقيقة المتقدمة. وجاء الإلغاء الجزئي للترخيص في أعقاب قيود التصدير الأميركية والضغوط الشديدة من إدارة بايدن.

تعد الصين، التي تمثل مصدر قلق أمني متزايد لحلف شمال الأطلسي، واحدة من مجالات السياسة الخارجية القليلة التي يتقارب فيها الرئيس بايدن وترامب تقريبًا، لذلك بغض النظر عمن سيشغل البيت الأبيض العام المقبل، ستظل العلاقات مع بكين على رأس جدول أعمال روتة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات روتة ستولتنبرغ الناتو الناتو حلف الناتو ترامب مارك روته روتة ستولتنبرغ الناتو

إقرأ أيضاً:

بعد قرارات ترامب الجمركية.. توقعات بمكاسب فى أسواق الذهب

تراجع سعر الذهب بنسبة 1.5% ليسجل أدنى مستوى له عند 3015 دولار للأوقية نهاية الأسبوع الماضي، حيث انخفض بنسبة ٣%.. جاء ذلك في ظل استمرار عمليات البيع لتغطية خسائر المستثمرين في أسواق الأسهم التي شهدت انخفاضا حادا أدى إلى دخول المؤشرات الرئيسية إلى اتجاهات منخفضة بعد سلسلة من الارتفاعات التاريخية على مدار أربعة أسابيع.

وكان الذهب قد سجل ارتفاعا بنسبة 18% منذ بداية العام الحالي بعدما أثارت قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات السيارات الأجنبية بقيمة ٢٥%حالة من الهلع لدى المستثمرين في شتى أنحاء العالم وهذا انعكس بشكل كبير على أسعار الذهب، التي وصلت إلى مستويات تاريخية جديدة في أول أيام عيد الفطر المبارك، حيث قفز سعر الأوقية إلى 3100 دولار بعد 3000 دولار في نهاية شهر مارس وهذا ما أكده أحدث تقرير، الذى أوضح أن الذهب يصعد بشكل قياسي وغير مسبوق ليحقق أعلى عائد ربحى منذ 39 عاما خلال الربع الأول من العام الجاري 2025، حيث ارتفع في السوق المحلى بنسبة 18% أي ما يعادل 680 جنيها في حين ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 19%.

وأرجعت شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية في بيان لها أسباب هذه الارتفاعات التاريخية إلى التوترات التجارية بين أمريكا والصين بسبب إعلان ترامب فرض رسوم ضخمة على السفن الصينية وهذا سوف يؤدى إلى رفع تكلفة نقل السلع تلاها فرض رسوم على واردات السيارات الأجنبية بقيمة ٢٥%على الدول المنتجة وهذا سوف ينعكس على معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية التي من المتوقع أن ترتفع نتيجة قلة المعروض وزيادة الطلب وقد تهز استقرار الدولار كعملة رئيسية في سلة العملات العالمية وهذا سوف يدفع المستثمرين والبنوك المركزية نحو شراء مزيد من الذهب كملاذ آمن.

وأشار البيان إلى أن التوقعات الصادرة عن المنظمات الاقتصادية الدولية بدخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود وبطء في معدلات النمو خلال الفترة المقبلة زاد من قلق أصحاب رؤوس الأموال مما أدى إلى تسارع البعض منهم في شراء كميات كبيرة من السبائك الذهبية للحفاظ على أموالهم من المخاطر بالإضافة إلى تزامن الزيادة مع موسم شراء الذهب مع بداية عيد الفطر المبارك الذى يعد موسما هاما لشراء الذهب سواء للخطوبة والزواج مما أدى لزيادة الطلب المحلي على الذهب وهو ما ساهم في الارتفاع الكبير للأسعار.

وأعلنت مجموعة جولدمان ساكس أكبر البنوك الاستثمارية في العالم أن السياسات غير المستقرة أدت إلى ارتفاعات تاريخية في المعدن الأصفر وتوقعت أن يصل سعر الأوقية بنهاية 2025 إلى 3300 دولار بسبب ارتفاع الطلب من البنوك المركزية، بالإضافة إلى التدفقات القوية في صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.

ويعكس هذا التفاؤل في الذهب إلى أن متوسط الطلب الرسمي على الذهب قد يصل إلى 70 طنا شهريا خلال العام الجاري متجاوزاً تقديرات البنك السابقة البالغة 50 طنا شهريا وهذا ما أكده عمرو زكى عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية قائلا إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية أدى إلى موجة من التقلبات والهلع لدى الوسط التجاري العالمي والذي تسبب في بيع مكثف للأسهم الأمريكية مما زاد من حالة عدم اليقين في الهدف من هذه القرارات التي سوف تغير من شكل التجارة العالمية وهذا انعكس بشكل إيجابي على الذهب حيث ساعدته على تحقيق حوالي ١٥ رقما قياسيا خلال ثلاثة أشهر فقط وهذا لم يحدث منذ عام 1986 وأوضح أن موسم عيد الفطر ساهم في زيادة الطلب على الذهب وهناك رواج ملحوظ خلال أيام العيد.

وعلق نادى نجيب السكرتير العام السابق لشعبة الذهب قائلا إن الذهب سوف يحقق المزيد من المكاسب خلال الشهور القادمة على خلفية التوترات الجيوسياسية بسبب التعريفة الجمركية وإعادة تشكيل التجارة العالمية وأوضح أنه فى ظل تدنى الفائدة فى أمريكا وارتفاع معدلات التضخم زادت معدلات الشراء للمعدن الأصفر حيث تعتبر الصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية من أكبر دول العالم حيازة للذهب مشيرا لاستمرار ارتفاع الأسعار فى ظل استمرار قرارات الحماية الأمريكية.

أما على المستوى المحلي فقد ساهمت أيام العيد في حالة مؤقتة من الانتعاش، حيث وصل عيار 21 إلى 4400 بدون المصنعية في أول أيام العيد أما على المستوى العالمي فمن المتوقع أن تسجل الأوقية ٣٥٠٠ دولار نهاية العام الجاري واستبعد نجيب بداية حركة تصحيح لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، بسبب ارتفاع المخاطر في الشرق الأوسط واحتمالات امتداد حرب غزة إلى دول أخرى في المنطقة، بالإضافة إلى استمرار ترامب في سياسته الاقتصادية.

اقرأ أيضاًعيار 21 بكام؟.. سعر الذهب في مساء التعاملات اليوم الاثنين 7 أبريل 2025

ارتفاع الدولار في مصر يدفع الذهب للصعود بالمخالفة للأونصة

مقالات مشابهة

  • ترامب يلمح للقاء محتمل مع بوتين في السعودية
  • محافظ الوادي الجديد: تدشين عيادتين للتأمين لخدمة مركزي بلاط وباريس
  • قبل محادثات مسقط.. نتنياهو يضغط وترامب يهدد وإيران ترفض
  • قبل محادثات مسقط.. نتنياهو يضغط وترامب يهدد وإيران ترفض نزع سلاحها
  • واشنطن بوست: اجتماع نتنياهو وترامب يكشف ضعف إسرائيل
  • خيبة أمل إسرائيلية من اجتماع نتنياهو وترامب بالبيت الأبيض.. أسوأ لقاء
  • نتنياهو يعود بخُفيّ حُنين… وترامب يصدمه بإيران والرسوم
  • الصين تؤكد أنها لن ترضخ.. وترامب: لا أفكر بالتراجع عن الرسوم الجمركية
  • بعد قرارات ترامب الجمركية.. توقعات بمكاسب فى أسواق الذهب
  • انهيار أسواق العالم .. وترامب يتمسك بموقفه بشأن الرسوم الجمركية