البرهان تسلم من المجموعة القبلية “رؤية ومصفوفة تهدف إلى إيقاف الحرب”، مؤكدا على أن “التمرد” لا يمثل قبيلة الرزيقات، وإنما يمثل أسرة “آل دقلو”..

التغيير:(وكالات)

تحركات أثارت موجة من الجدل، شرعت مجموعة من قيادات قبيلة الرزيقات التي ينتمي إليها قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، في لقاءات علنية مع مسؤولين في الحكومة السودانية، وقادة من قبائل أخرى.

وتباينت الآراء بخصوص تلك التحركات بين من يرى أنها تهدف إلى التبرؤ من الدعم السريع، وتأكيد المساندة للجيش، وبين من يشير إلى أنها تأتي في سياق تحركات أهلية ترمي لإنهاء الحرب.

والأسبوع الماضي، التقت مجموعة من قبيلة الرزيقات برئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، في مقر الحكومة المؤقت، في مدينة بورتسودان الساحلية.

وبحسب إعلام مجلس السيادة، فإن البرهان تسلم من المجموعة القبلية “رؤية ومصفوفة تهدف إلى إيقاف الحرب”، مؤكدا على أن “التمرد لا يمثل قبيلة الرزيقات، وإنما يمثل أسرة آل دقلو”.

محلل سياسي:لقاء البرهان والمجموعة القبلية، جاء في إطار دعوة قدمها الجيش إلى تنسيقية “قبيلة الرزيقات”.

ويرى المحلل السياسي، أشرف عبد العزيز، أن “لقاء البرهان والمجموعة القبلية، جاء في إطار دعوة قدمها الجيش إلى تنسيقية قبيلة الرزيقات”.

وقال عبد العزيز لموقع “الحرة” إن “معظم الذين ظهروا من قبيلة الرزيقات في لقاء البرهان من قيادات نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير”.

ولفت المحلل السياسي إلى أن “تلك التحركات تهدف إلى إيقاف عمليات انضمام أبناء “القبائل العربية” في دارفور إلى قوات الدعم السريع، باعتبار أن تلك القبائل مصنفة كحاضنة اجتماعية لها”.

وأضاف: “لقاءات المجموعة القبلية مع نافذين ومسؤولين تؤكد أن الحكومة غيرت موقفها الذي كان لا يميز بين القبائل العربية الدارفورية وبين قوات الدعم السريع، إذ كثيرا ما يساوي الخطاب الحكومي الرسمي بين الطرفين”.

وترأس وفد قبيلة الرزيقات الذي التقى البرهان في بورتسودان، الضيف عيسى عليو، وهو مسؤول محلي سابق في نظام البشير.

التبرؤ من الجرائم

ي المقابل، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية، عز الدين المنصور، أن “تحركات وفد قبيلة الرزيقات ترمي إلى التبرؤ من الجرائم والانتهاكات الواسعة التي تورطت فيها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في عدد من المناطق السودانية”.

وقال المنصور لموقع “الحرة” إن “القبائل العربية في دارفور، تضررت من تلك الانتهاكات، لأن غالبية المنتمين إلى قوات الدعم السريع ينحدرون منها، ولذلك سعت التحركات إلى تعديل صورة تلك القبائل عند السودانيين”.

وأشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية إلى أن “هناك تحركات سرية أخرى يقوم بها بعض قادة القبائل العربية في دارفور، توازي هذه التحركات المعلنة، والفارق بينها أن التحركات غير المعلنة تسعى لإيقاف الحرب وحقن الدماء، وليس تأكيد المساندة للجيش، على نحو ما تقوم به التحركات المعلنة”.

وتبرأ عدد من قادة القبائل العربية في دارفور من اللقاء الذي جرى في بورتسودان، مشيرين إلى أن المجموعة القبلية التي قابلت البرهان، “لا تمثلهم، وأنها تمثل نفسها”، وفق ما ورد في بيانات رسمية.

وأعلن عدد من القادة الميدانيين في قوات الدعم السريع رفضهم تحركات مجموعة الضيف عليو، وفق ما جرى نشره في منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع.

في المقابل، ساند قادة أهليون بارزين ومسؤولون سابقين في نظام البشير اللقاء، مشددين على أنه “أكد موقف القبائل العربية الدارفورية التي ترفض الانتهاكات ضد المدنيين الأبرياء”.

وفي أحدث تحركاتها، زارت المجموعة القبلية التي يقودها الضيف عيسى عليو، القيادي الأهلي مصلح نصار الرشيدي في منزله في إحدى مناطق مدينة شندي بولاية نهر النيل، شمالي السودان.

وحضر اللقاء قادة أهليين من بعض مناطق شمال السودان، كما شارك فيه مناصرون للجيش السوداني، وفق ما ذكرت صحف سودانية محلية.

وبعد دقائق من انتهاء الفعالية، سقطت طائرة هجومية مسيرة على منزل الرشيدي الذي استضاف وفد قبيلة الرزيقات، بحسب ما أعلن الصحفي السوداني بكري المدني، الذي حضر اللقاء.

وقال المدني في صفحته على موقع فيسبوك، إن “الطائرة المسيرة ضربت مقدمة باب غرفة الرشيدي الخاصة، بعد خروجه وابنه منها، مما أدى إلى تضرر الغرفة والجدران والأثاث وتحطم الباب الخارجي”.

ومع أن المدني أشار إلى أن العملية “محاولة لاغتيال الرشيدي”، إلا أن عبد العزيز يرى أن “قوات الدعم السريع تعد المستفيد الأول من الحادثة”.

وأضاف قائلا “مع أنه لا يوجد ما يؤكد الاتهام، إلا أن قوات الدعم السريع، المستفيد الأول من الحادثة. وإذا ثبت أنها الفاعل، فهذا يدل على أنها تملك جهاز استخبارات فعال”.

وبالنسبة، للمنصور، فإن “قوات الدعم السريع أطلقت الطائرة المسيرة، لتحقيق 3 أهدف، أولها الانتقام من المجموعة القبلية التي تتحرك دون رغبتها”.

وثاني تلك الأهداف “الانتقام من الرشيدي الذي كان مقربا من حميدتي، قبل أن يعلن موقفا داعما للجيش، وثالثها، إصابة هدف في مدينة شندي التي يتوعد قادة ميدانيون في الدعم السريع بدخولها، لأن أكثرية أهلها يعلنون موقفا صارما ضد الدعم السريع”.

وبعد الحادثة ظهر الرشيدي في مقطع فيديو، مؤكدا عدم حدوث أي ضرر، قائلا إنه “سيستمر في دعم الجيش السوداني في معركة الكرامة التي تهدف للحفاظ على السودان من المرتزقة والعملاء”.

تقع مدينة شندي في مناطق الاشتباكات المباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكنها تعرضت في أبريل الماضي إلى هجوم من 3 طائرات مسيرة، دون خسائر، وفق ما أعلن متحدث باسم الجيش.

وذكرت وسائل إعلام سودانية وقتها أن المضادات الأرضية في الفرقة الثالثة مشاة في المدينة، تمكنت من إسقاط 3 طائرات مسيرة حاولت استهداف مقر الفرقة.

وتعرضت مدن عطبرة والقضارف والفاو، البعيدة عن دائرة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى القصف بطائرات مسيرة، في حين لم تعلن قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن تلك العمليات الهجومية.

ولم يصدر من قوات الدعم السريع أي بيان رسمي يؤكد مسؤوليتها عن الطائرة التي استهدفت منزل الرشيدي.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة، عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى “150 ألفا”، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.

كذلك، سجل السودان قرابة عشرة ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. وتعرضت البنية التحتية للبلاد إلى دمار هائل، في حين بات سكانها مهددين بالمجاعة.

نقلا عن موقع الحرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع القبائل العربیة قبیلة الرزیقات فی دارفور تهدف إلى وفق ما إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

والي سنار يعلن إحباط هجوم للدعم السريع ويؤكد استقرار المدينة

نفت لجنة أمن ولاية سنار ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بشأن سقوط مدينة سنار جنوب شرق السودان بيد قوات الدعم السريع، مؤكدة استقرار الأوضاع عقب مواجهات تسببت في هلع السكان ونزوح بعضهم.

وقال توفيق محمد علي والي ولاية سنار إن المدينة تعرضت لهجوم من قبل قوات الدعم السريع، لكن الجيش تصدى له، مؤكدا هدوء الأوضاع واستقرارها في المدينة.

كما قال إن سنار محمية بأهلها وتاريخها، وإن القيادة العسكرية في الولاية والأجهزة الأمنية الأخرى والمستنفرين جاهزون للدفاع عنها.

وأدان ما سماها "حملة إعلامية بهدف زعزعة الاستقرار"، مشددا على "أن ما حدث يدفعنا لاستكمال الدائرة الأمنية وتحرير كل أجزاء الولاية"، وفق تعبيره.

وكانت لجان المقاومة في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان قالت إن المعارك المفتوحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط مدينة سنار والأحياء الغربية منها أسفرت عن حالات نزوح وهلع واسعة في قرى وحواضر المنطقة.

وفي بيان أصدرته دعت لجان المقاومة مواطني سنار إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن السكن شمالي وغربي المدينة تجنبا للقصف المدفعي.

واتهم البيان قوات الدعم السريع بإعدام عشرات المواطنين في منطقة جبل موية، والقيام بعمليات نهب واسعة للمواشي، وإغلاق طريقي سنار ربك وسنار المناقل، وتنفيذ عمليات نهب وسطو مسلح واسعة ضد المواطنين في هذه الطرق.

وفي سياق متصل، قالت منسقية مخيمات النازحين واللاجئين بالسودان إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 4 من النازحين في مخيم أبو شوك جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع للأحياء الشمالية من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

ووصفت المنسقية قصف المخيم بالمدفعية بالانتهاك الجسيم للقانون، وذكرت في بيان أن القصف دمر عددا من المنازل والمرافق في المخيم الذي يضم نحو 14 ألف نازح منذ حرب دارفور الأولى في العام 2001.

تحذير من المجاعة

وكانت لجان المقاومة في مدينة الفاشر قالت إن القصف المدفعي للدعم السريع استهدف مناطق مختلفة من المدينة أمس الثلاثاء، وأدى إلى مقتل 6 وإصابة 14، إضافة إلى تدمير جزئي لمستشفى حكومي شرقي المدينة.

من جانبه، حذر المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس من تدهور الوضع الإنساني في البلد.

وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني "زد دي إف" قال بيرتس اليوم الأربعاء إن "الوضع يزداد سوءا لأن المجاعة تلوح في الأفق".

وأضاف أن 18 مليون شخص مهددون بالجوع الحاد، موضحا "كل يوم لدينا 4 أو 5 أطفال يموتون من الجوع، وهذا العدد سيزداد في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وذكر أن موسم الحصاد في السودان يبدأ فعليا في هذا الوقت من السنة، لكن الحرب حالت دون تسليم البذور اللازمة للزراعة.

وبحسب بيرتس، فإن قوات الدعم السريع تسمح لجنودها بنهب المدن التي يستولون عليها وقتل واغتصاب السكان، وقال إن "الجيش لديه في الأساس قوة جوية تقصف دون اعتبار السكان المدنيين".

يذكر أنه منذ أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان صراعا بين قوات الجيش النظامي وقوات الدعم السريع خلف آلاف القتلى وملايين النازحين.

مقالات مشابهة

  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • «البرهان» يتفقد قوات الجيش بولاية سنار وسط تصاعد القصف المدفعي
  • «البرهان» يتفقد الخطوط الأمامية للمعارك بولاية سنار
  • غموض حول مصير لقاء البرهان و«حميدتي» في كامبالا
  • منظمة حقوقية تتهم الدعم السريع بتنفيذ “مجزرة”
  • تجدد الاشتباكات بالفاشر وتحذيرات من مجاعة كارثية بالسودان
  • تأملات في مواقف “تقدم” (٢)
  • الجيش في السودان يؤكّد مقتل العشرات في عملية تحرير جبل موية
  • حركة مناوي ترد على تصريحات الدعم السريع بشأن القتال معها.. ما علاقة الإمارات؟
  • والي سنار يعلن إحباط هجوم للدعم السريع ويؤكد استقرار المدينة