قال علماء وكتاب وشخصيات عامة ومسؤولون إسرائيليون سابقون إن الكونغرس الأميركي ارتكب خطأ فادحا بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتحدث أمام جلسة استماع مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب الشهر المقبل، وطالبوا بإلغاء تلك الدعوة التي اعتبروها "مكافأة له على سلوكه المدمر"، قائلين "إن نتنياهو لا يمثلنا ولا يتحدث باسمنا".

جاء ذلك في مقال مشترك نشرته صحيفة "نيويورك تايمز الأميركية اليوم" في صفحة الرأي تحت عنوان "نتنياهو لا يتحدث نيابة عنا.. وينبغي للكونغرس أن يلغي دعوته".

وحملت المقالة المشتركة توقيع كل من ديفيد هاريل رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والإنسانيات، وتامير باردو المدير السابق لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد).

كما حملت توقيع تاليا ساسون المديرة السابقة لقسم المهام الخاصة في مكتب المدعي العام الإسرائيلي وإيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، وآرون تشيشانوفر الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004، والروائي والكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان.

وأجمع هؤلاء في مقالهم المشترك على أن ظهور نتنياهو في واشنطن "لن يمثل إسرائيل ومواطنيها، وسيكون بمثابة مكافأة لسلوكه الفاضح والمدمر تجاه بلدنا".

وفي إشارة إلى أهمية رأيهم بهذا الشأن قالوا "نحن نأتي من مجالات متنوعة في المجتمع الإسرائيلي، العلوم والتكنولوجيا والسياسة والأمن والقانون والثقافة، لذلك نحن في وضع جيد لتقييم التأثير الإجمالي لحكومة نتنياهو، مثل كثيرين آخرين، نعتقد أنه يدمر إسرائيل بسرعة مقلقة، لدرجة أنه قد ينتهي بنا الأمر إلى فقدان الدولة التي نحبها".

الحرب على غزة

وأضافوا "حتى الآن لم يتمكن نتنياهو من صياغة خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ولم يتمكن من التوصل للإفراج عن عشرات الأسرى. وعلى أقل تقدير، كان ينبغي أن تكون الدعوة لإلقاء الخطاب في الكونغرس مشروطة بحل هاتين القضيتين، بالإضافة إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل".

وحرص المشاركون في المقال على تذكير الكونغرس بالأزمة السياسية التي اندلعت مؤخرا بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلين "إن دعوة نتنياهو هي مكافأة على ازدرائه للجهود الأميركية لصياغة خطة سلام، للسماح بمزيد من المساعدات لسكان غزة المحاصرين والقيام بعمل أفضل في إنقاذ المواطنين هناك".

وتابعوا في مقالهم "نتنياهو يرفض مرارا وتكرارا خطة الرئيس الأميركي الرامية إلى إزاحة حركة حماس عن السلطة في غزة من خلال إنشاء قوة تحفظ السلام. ومن المحتمل جدا أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تحالف إقليمي أوسع بكثير، يتضمن رؤية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو لا يصب في مصلحة إسرائيل فحسب، بل في مصلحة كلا الحزبين في الولايات المتحدة أيضا. ونتنياهو هو العائق الرئيسي أمام هذه النتائج".

وجاء في المقال أيضا "قبل كل شيء، فإن العديد من الإسرائيليين مقتنعين بأن نتنياهو أحبط صفقات مقترحة مع حماس كان من شأنها أن تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن من أجل مواصلة الحرب، وبالتالي تجنب المحاسبة السياسية الحتمية التي سيواجهها عندما تنتهي الحرب".

توغل اليمين

وعن اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، ذكرت المقالة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يحتاج نتنياهو إلى دعمهما للحفاظ على حكومته، يعارضان بشدة إنهاء الحرب في غزة، حتى وقف إطلاق النار المؤقت، ويطالبان باحتلال قطاع غزة وعودة الاستيطان من جديد".

وإلى جانب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها، تطرقت المقالة إلى ما أسمته "الثورة القضائية" وعنف الشرطة الإسرائيلية ضد المتظاهرين.

وجاء فيها "رغم القتال العنيف في غزة والخسائر اليومية في كلا الجانبين، في أعقاب الهجمات المروعة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل نتنياهو المضي قدما في إعادة تشكيل إسرائيل الاستبدادية وكأن شيئا لم يتغير".

كما نبهوا إلى أن الشرطة الإسرائيلية، بقيادة وزير الأمن القومي واليميني المتطرف إيتمار بن غفير، تتصرف بصورة شديدة ضد المتظاهرين. ولا تزال تعيينات قضاة المحكمة ورئيس المحكمة العليا مجمدة".

كما أشاروا إلى أن " المؤسسات لا تزال تعاني من محاولات حكومية للتضييقات السياسية، حيث تم تحويل مبالغ كبيرة بشكل سريع إلى مجتمع الحريديم، الذي لا يتحمل في معظمه العبء الاقتصادي والأمني الذي يتحمله مواطنو إسرائيل، خاصة أنهم يبقون معفين من الخدمة العسكرية".

وخلص المشاركون في المقالة إلى القول "إن منح نتنياهو منصة في واشنطن يعد تحديا كبيرا لغضب وألم شعبه الذي عبر عنه في المظاهرات في جميع أنحاء البلاد. ويجب على المشرعين الأميركيين ألا يسمحوا بحدوث ذلك، وليطلبوا من نتنياهو البقاء في البيت".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

تقرير: شبح الحرب مع "حزب الله" يثير مخاوف إسرائيلية بشأن الطاقة

حذر خبراء من أن حربا مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" ربما تؤدي إلى تأثيرات كبيرة وسلبية على قطاع الطاقة في البلاد، وفق تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

كوهين: إذا انقطعت الكهرباء لساعات في إسرائيل فسينقطع التيار الكهربائي لشهور في لبنان

وكان شاؤول غولدشتاين، رئيس إدارة الطاقة الكهربائية في إسرائيل صرح الأسبوع الماضي قائلا إن حربا محتملة مع حزب الله "يمكن أن تعطل بشدة البنية التحتية للطاقة في إسرائيل"، مبينا أنه في غضون 72 ساعة من انقطاع التيار الكهربائي سوف تصبح إسرائيل "غير صالحة للعيش".

وأثار تصريحات غولدشتاين قلق أوساط كبيرة في الرأي العام الإسرائيلي، مما دفع كلا من وزير الطاقة إيلي كوهين، والرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الإسرائيلية مئير شبيغلر، إلى انتقاد تلك التصريحات.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الشركة التي يشغل غولدشتاين منصب رئيسها التنفيذي المعروفة بالعبرية "نوغا"، نأت بنفسها عن تعليقاته.

وأشارت ورقة بحثية متخصصة حول أمن الطاقة نشرت في 2 يونيو إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية يمكن أن تواجه 4000 صاروخ يوميا خلال الأسابيع الأولى من القتال، ومن المرجح أن تُعطى الأولوية على الفور لحماية الأصول العسكرية بدلا من قطاعات البنية التحتية المدنية مثل الكهرباء.

وقالت إنه من المحتمل حدوث "انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي المحلي".

ويؤثر اعتماد إسرائيل الكبير على الكهرباء على كل جانب من جوانب الحياة اليومية تقريبا، بما في ذلك المواصلات وإمدادات المياه (تأتي مياه الشرب بشكل أساسي من عدد قليل من محطات تحلية المياه الساحلية)، والاتصالات، والخدمات المصرفية، والتجارة، وتبريد المواد الغذائية.

وبحسب خبراء، فإنه في حالة الحرب، يمكن لحزب الله أن يلحق الضرر بخطوط الأنابيب والموانئ ومحطات الطاقة ومنصات الغاز البحرية التي تجعل إنتاج الطاقة ممكنا في إسرائيل.

ويمكن أن يضرب أيضا البنية التحتية الحيوية التي تقوم عليها الشبكة الكهربائية، مثل المحطات الفرعية وخطوط الجهد العالي، مما يجعل توزيع الطاقة مستحيلا.

وتأتي معظم الكهرباء في البلاد من غاز الوقود الأحفوري، الذي يتم توفيره من خلال 3 حقول فقط في البحر الأبيض المتوسط، ولكل منها منصة معالجة خاصة بها ومحطة استقبال إمدادات أرضية.

ومن المتوقع أن يوفر الغاز الطبيعي 75 بالمئة من احتياجات البلاد من الطاقة هذا العام، وذلك باستخدام بضع عشرات من محطات الطاقة الكبيرة والمحطات الفرعية الأخرى، والتي يمكن العثور على مواقعها بسهولة باستخدام خرائط غوغل.

وقال سامي ترجمان، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي والذي يرأس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للنفط والغاز، إن محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفوري كانت "نقطة ضعف"، وإن الاعتماد على احتياطيات الفحم والديزل كان بمثابة "كعب أخيل" لإسرائيل.

المصدر: "تايمز أوف إسرائيل"

مقالات مشابهة

  • شخصيات إسرائيلية بارزة تحث الولايات المتحدة على إلغاء خطاب نتنياهو أمام الكونجرس
  • تقرير: شبح الحرب مع "حزب الله" يثير مخاوف إسرائيلية بشأن الطاقة
  • مسؤولون إسرائيليون سابقون تولوا مناصب رفيعة يطالبون الكونغرس بإلغاء دعوة نتنياهو لإلقاء خطابه
  • عاجل - هل نتنياهو في خطر وعلى وشك الاغتيال؟ (ماذا يحدث داخل إسرائيل؟)
  • الاتهامات الإسرائيلية تنهال على نتنياهو.. ودعوات لرفض إلقائه خطاباً أمام الكونغرس
  • وزير الدفاع الإسرائيلي منتقدا نتنياهو بطريقة غير مُباشرة: الخلافات مع واشنطن "تُحل" في الغرف المغلقة
  • 6 شخصيات إسرائيلية طالبت الكونجرس بإلغاء دعوة نتنياهو.. أبرزهم إيهود باراك
  • شخصيات إسرائيلية تطالب الكونغرس بإلغاء كلمة نتنياهو.. لا يمثلنا وألحق بنا فشلا ذريعا
  • إسرائيليون يرفضون دعوى نتنياهو أمام الكونجراس.. "أنه لا يمثلنا"
  • أصوات إسرائيلية: نتنياهو لا يمثلنا وعلى الكونغرس العدول عن دعوته