وثائقية «المتحدة».. جنود الهوية على جبهة السموات المفتوحة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
"الوثيقة" في المعجم تعني "المستند المكتوب الموثوق به"، ولو تأملنا هذا المعنى لوجدنا أننا بصدد كل ما يبحث عنه الإنسان في عالمنا المعاصر، فما حاجتنا إلا إلى "معلومة يستند عليها العقل ويرتاح القلب لكونها محل ثقة"، وحينما قررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تدشين "قناة وثائقية" كانت يدرك القائمون عليها أن حروب الجيل الخامس والسادس التي يشهدها العالم لن تكون سهلة، ولن يستطيع الإعلام المعتاد مجابهتها، وأن سعي القوى المؤامراتية لن يكون لاحتلال الأراضي كما كان في العهود الماضية، وإنما التحدي، كل التحدي لاستعمار العقول، هو الاستعمار الحديث الذي تم تفريغه من معنى "العمران" اللفظي، وتحوّل إلى "وحش كاسر" يستعبد الفكر ليقضي على جذور الأمم بالقضاء على أجيالها وتغييب الوعي، وحينها يستطيع أي شخص أن يفعل أي شيء دون مقاومة، وكأنما ثور هائج يقف أمام سكّير يترنح.
قالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: "إذا احتل العدو أرضك فليس صعباً عليك استردادها، أما إذا احتل عقلك فلقد استعبدك إلى الأبد"، ومن هذا المنطلق الفكري والفلسفي قررت الشركة المتحدة أن تكون درعاً وسيفاً على جبهة السموات المفتوحة، وكان شغل الشاغل لقطاع الإنتاج الوثائقي أن تتضافر الجهود كخلايا نحل، أفرزت "عسل الشفاء" ودشنت قناة جديدة للوثائقيات، للحفاظ على "تراثنا" الحضاري والتاريخي وتقديمه في قوالب جذابة للمشاهدين حافظة للمضامين العريقة الضاربة في جذور التاريخ، لمواجهة كل أشكال التلاعب التي يحاول البعض تدميرنا فيها، وبعد إطلاق القناة الوثائقية في بث تجريبي يناير 2023، وإطلاقها رسمياً في مايو نفس العام، بدأت بمئات الساعات من الأفلام الوثائقية الحاصلة على جوائز عالمية، أحدثت طفرة في نسب المشاهدة من المحيط للخليج، واستطاعت أن تضع "لوجو القناة" ضمن أهم قوائم المفضلات للجمهور العربي.
"متعة تثقيف توعية"، ثلاثية جديدة حققتها قناة الوثائقية دون الاقتصار على تقديم التاريخ والسياسة، ولكن "كوكتيل" الهوية ينفّذ ويعرض ويحقق نجاحات ترفع راية الوطن، بقيادة مجموعة من شباب الإعلاميين، برئاسة الإعلامي شريف سعيد رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي، وفور حصول القناة، مطلع يناير العام الحالي، على ترخيص المجلس الأعلى للإعلام، اشتبكت القناة مع الأحداث الراهنة، وتفاعلت مع الطروف الحرجة التي يمر بها وطننا العربي، صالت وجالت في برامج وأفلام وثائقية بداية من تاريخ الحضارة الفرعونية، وأعماق البحار وغابات الأمازون، مروراً بأدهم الشرقاوي وأمراء "داعش"، ثم المسرح القومي ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، كما رصدت الأفلام الوثائقية تاريخ شخصيات مؤثرة في العقل العربي، ومنهم الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، ويوسف إدريس، ونجوم الفن الذين تغلغلوا في الوجدان، كالضاحك الباكي نجيب الريحاني، وفرقة رضا الاستعراضية التي انحنى العالم احتراماً لها، وتجولت في مناطق مصر السياحية، وأفلام عن المشروعات القومية الكبرى، كالعاصمة الإدارية، ومشروعات تطوير القرى والعشوائيات، وثورة 30 يونيو التي أنقذت تاريخ مصر من السرقة، والأفكار التكفيرية المتطرفة التي سلبت عقول الشباب في فترات سحيقة وبنى عليها الإرهابيون الجدد أحلامهم السوداء، وأفلام رصدت العظمة الروحية للكنائس المصرية وأخرى تابعت الطفرات التكنولوجية في العالم، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات وعوالم الحيوان والطيور، وأشهر المسلسلات والأفلام الأمريكية التي أحدثت ضجة في العالم.
قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة، يتبنى سياسة الرئيس في مساندة شباب الأمة، ويدعم المواهب الشابة، ويمنح جوائز لمشاريع تخرج الطلاب في مهرجان الإسماعيلية، وقرر التكفل بإنتاج فيلم وثائقي للمخرجة جميلة ويفي، صاحبة فيلم "أحمر"، الفائز بالجائزة الأولى، باختصار، فإن قناة الوثائقية هي غرس وطني عظيم، يحارب فيه قرابة "120" فنان مصري، من خلال مكتبة تسليح ثقافي تضم أكثر من "800" فيلم وثائقي في مختلف الجبهات (فن، سياسة، تاريخ، حرب، رياضة، أدب).
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المتحدة للخدمات الإعلامية القناة الوثائقية
إقرأ أيضاً:
بحضور محافظ الإسماعيلية.. فتح باب الحجز للطرح الأول للوحدات السكنية بالمحافظة الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، في فعاليات المؤتمر الصحفي الذي نظمته هيئة قناة السويس، برئاسة الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس؛ للإعلان عن فتح باب الحجز للطرح الأول للوحدات السكنية بمدينة الإسماعيلية الجديدة.
جاء ذلك بحضور اللواء أ.ح طيار أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، والنائبة فيبي فوزي، وكيل مجلس الشيوخ، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية والأمنية بمدن القناة، وذلك بمقر المارينا الجديدة شرق القناة.
وتعليقاً على المؤتمر، أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن مدينة الإسماعيلية الجديدة تمثل نقلة نوعية في المشروعات العمرانية الحديثة، حيث تعكس توجه الدولة نحو التوسع العمراني المدروس الذي يوفر بيئة متكاملة من الخدمات السكنية والتعليمية والصحية والترفيهية، ما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين.
وأشار "مندور" إلى أن الجامعة، باعتبارها مؤسسة أكاديمية رائدة في إقليم القناة وسيناء، تدعم هذه المشروعات التنموية التي تفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب والخريجين، سواء من خلال توفير فرص العمل أو تعزيز مجالات البحث العلمي والدراسات المتخصصة في التخطيط العمراني والتنمية المستدامة.
و أضاف أن هذه المشروعات الكبرى تعزز من مكانة الإسماعيلية كمركز حيوي للاستثمار والتنمية، مشيدا بدور هيئة قناة السويس في تنفيذ مشروعات استراتيجية تسهم في تحقيق رؤية مصر 2030، ومؤكدًا على أهمية التعاون المستمر بين الجامعة والهيئة في مختلف المجالات التي تخدم المجتمع.
من جانبه، استعرض الفريق أسامة ربيع خلال المؤتمر رؤية القيادة السياسية في تعمير وتنمية سيناء، والتوجيه الرئاسي بمضاعفة محاور العبور بين شرق وغرب القناة من عشرة إلى ثلاثة وعشرين محورًا، بما يحقق الربط الفعال بين سيناء والوادي، ويفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي.
وأوضح الفريق أسامة ربيع أن مدينة الإسماعيلية الجديدة تأتي كإحدى ثمار هذه المسيرة التنموية، حيث تتميز بتوافر شبكة مرافق حديثة وخدمات صحية وتعليمية وترفيهية متكاملة، مشيرًا إلى طرح المرحلة الأولى من الوحدات السكنية بمساحات متنوعة تبدأ من 100 م² وحتى 165 م²، وذلك بآليات دفع ميسرة ضمن مبادرة التمويل العقاري لدعم الفئات متوسطة الدخل، بالتعاون مع بنك قناة السويس.
وخلال كلمته في المؤتمر، أكد اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، أن مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة يعكس التوجه الاستراتيجي للدولة نحو تطوير المجتمعات العمرانية الحديثة، مشيرًا إلى أن المدينة ليست مجرد توسع عمراني؛ بل هي نقلة حضارية تواكب متطلبات التنمية المستدامة، وتوفر بيئة متكاملة من الخدمات السكنية والتعليمية والصحية، بما يحقق جودة حياة متميزة للمواطنين.
وأوضح المحافظ أن الإسماعيلية الجديدة تأتي في إطار رؤية شاملة لربط سيناء بالوادي، وتعزيز التنمية شرق القناة من خلال شبكة حديثة من المحاور والطرق، ما يتيح فرصًا استثمارية واعدة، ويعزز مكانة المحافظة كوجهة جاذبة للاستثمارات المحلية والدولية.
كما أشاد بالجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس في تنفيذ هذا المشروع وفق أعلى المعايير الهندسية.
واختتم المؤتمر بجولة تفقدية داخل المشروع، حيث أطلع الحضور على تفاصيل الوحدات السكنية المطروحة، وسط تأكيد من الدكتور ناصر مندور على أهمية هذا المشروع في دعم جهود التنمية، وتعزيز دور الجامعة في التعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية لتحقيق رؤية مصر 2030.