حذرت إدارة سلامة الطفل بالشارقة من مخاطر تفاعل الأطفال مع الغرباء وأهمية الحذر من الهدايا التي يعرضونها عليهم، وذلك خلال تجربة اجتماعية نظمتها الإدارة في منتزه كشيشة، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، شارك فيها 37 طفلاً في بيئة آمنة ومُراقبة، مع الالتزام التام بحماية خصوصيتهم، وهدفت التجربة إلى تعزيز الوعي لدى الأطفال وأولياء الأمور بمخاطر التعامل مع الغرباء، وترسيخ مفهوم الأمان الشخصي لدى الأطفال، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة المواقف الخطرة، بما يضمن بيئة آمنة ينمو فيها الأطفال بعيداً عن أي تهديدات أو مخاطرمحتملة.


وكشفت النتائج أن طفلاً واحداً فقط من 37 طفلاً (2.7%) قد أبدى تحفظاً في الاستجابة لعرض الحصول على مثلجات مجانية من شخص غريب، مقابل أن يرافقه إلى داخل العربة، في حين استجاب 36 من الأطفال، بما يمثل (97.3%) منهم لذلك العرض، مما يُشير إلى حاجة ماسة لتعزيز الوعي بين النشء حول هذه القضية الحيوية.

التعامل مع المواقف غير الآمنة
وهدفت التجربة الاجتماعية إلى تسليط الضوء على أهمية توعية الأطفال وتثقيفهم حول كيفية التعامل مع المواقف غير الآمنة، ومنها الحديث مع الغرباء، حيث تسعى إدارة سلامة الطفل إلى تحفيز الآباء والمعلمين، والمجتمع بأسره على العمل المشترك لرفع مستوى الوعي وتعزيز البرامج التعليمية التي تضمن سلامة النشء.
وأُجريت التجربة في حديقة عامة مزدحمة بالأسر، مما أضفى على السيناريو طابعاً واقعياً وملائماً، حيث خاطب بائع مثلجات ودود كل من يأتي إليه من الأطفال لشراء المثلجات، وأغراهم بمثلجات مجانية مقابل دخولهم إلى عربته . وأظهرت النتائج المقلقة للتجربة أن الغالبية العظمى من الأطفال تجاوبوا مع العرض دون تردد، مما يُبرز الحاجة الماسة لتعليم الأطفال كيفية التصرف بشكل آمن ومسؤول في مثل هذه المواقف.

عواقب بالغة الخطورة
وفي سياق التجربة الاجتماعية، أشارت إدارة سلامة الطفل إلى أن استجابة الطفل لطلبات الغرباء في الحياة اليومية قد تكون مؤشراً على سهولة استغلاله من قِبَل الغرباء عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فعندما يظهر الطفل استعداداً لقبول طلبات الغرباء وجهاً لوجه، يزيد ذلك من احتمالية تعرضه لمحاولات استغلال إلكترونية قد تؤدي إلى مخاطر متعددة، بما في ذلك التعرض للإيذاء النفسي أو الجسدي، مما يؤثر سلباً على صحته النفسية والعقلية والاجتماعية، ويؤخر تحصيله الأكاديمي، ويتطلب تدخلات علاجية مكثفة لمعالجة تلك الآثار.

نداء لليقظة ودعوة للوعي
وفي تعليقها على نتائج التجربة، قالت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل: “تمثل نتائج التجربة الاجتماعية التي أُجريت أكثر من مجرد أرقام؛ إذ هي نداء لليقظة، ودعوة لكل أم وأب ومقدم رعاية ولكل معلم ومعلمة، لنشر الوعي وتعليم أطفالنا كيفية التنقل في هذا العالم بأمان؛ وهي تذكير بأن الحماية لا تبدأ بالقوانين ولا تنتهي بالإجراءات الأمنية فحسب، بل تبدأ في وعينا ووعي أبنائنا وتوجيههم للطرق الصحيحة في التعامل مع الغرباء بحذر ووعي”.
وأضافت اليافعي: “لا شك أن البيئة الآمنة والمستقرة التي تتمتع بها دولة الإمارات قد منحت أطفالنا ثقة بالآخرين، وهو ما انعكس في استجابتهم لطلب بائع المثلجات خلال التجربة الاجتماعية، ومع ذلك، فإن هذه الثقة يجب أن لا تحجب عنا الحاجة الماسة إلى نشر الوعي وتعزيزه بين أطفالنا؛ فحملات إدارة سلامة الطفل الاجتماعية تسعى إلى تنمية الوعي لدى الأطفال وأولياء الأمور في كل مكان، ومع فترة الصيف التي تشهد سفر العائلات إلى أماكن مختلفة من العالم، وزيارة أماكن جديدة يمكن أن يحتك فيها الأطفال مع الغرباء، تتزايد أهمية هذه البرامج التوعوية، ولذلك فإننا نلتزم بتطوير البرامج التي تعرِّف الطفل بأهمية إشراك ولي أمره في أي قرار يتخذه، وتمنحه الشجاعة ليقول (لا) عند الضرورة، ليعرف كيف يحمي نفسه من المواقف التي قد تشكل خطورة على سلامته”.

رقم خط نجدة الطفل
وتذكّر إدارة سلامة الطفل جميع الآباء والأطفال بأهمية الاحتفاظ برقم خط نجدة الطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة، 700 800، لاستخدامه في أي مواقف قد تُشكل خطراً على سلامة الطفل، مشددة على أن اليقظة والوعي يحدثان فارقاً كبيراً في حماية أطفالنا وضمان مستقبل آمن لهم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التجربة الاجتماعیة إدارة سلامة الطفل التعامل مع من الأطفال

إقرأ أيضاً:

العلاج السلوكي هو الأفضل لخفض السمنة لدى الطفل

توصلت دراسة حديثة إلى أن العلاج السلوكي القائم على دعم الأسرة هو نهج مثبت سريرياً لعلاج الأطفال المصابين بالسمنة، حيث يعمل أخصائي الرعاية الصحية مع الأسرة لمساعدة الأطفال على إنقاص الوزن، من خلال تعزيز النشاط البدني، وتشجيع عادات الأكل الصحية، وتعليم المهارات السلوكية المناسبة للعمر.

وفي حين أن العلاج السلوكي يقوده الأطباء تقليدياً، إلا أن الباحثين في مركز أبحاث الأكل الصحي والنشاط بجامعة كاليفورنيا، وجدوا أن العلاج السلوكي العائلي الموجّه ذاتياً، فعّال بنفس القدر في مساعدة الأطفال على إنقاص الوزن، مقارنة بالأساليب التقليدية.

كما أنه أكثر مرونة من حيث الجدولة، ويكلف أقل بكثير، ويتطلب ساعات اتصال أقل مع مقدم الخدمة.

وقالت الباحثة الرئيسية كيري بوتيل: "يعتبر العلاج السلوكي التقليدي فعالًا للأطفال المصابين بالسمنة، ولكنه قد يستغرق وقتًا طويلاً، ولا يمكن تقديمه إلا في أوقات محددة، وهو مكلف".

وأضافت: "من خلال توفير نفس المهارات الأساسية، مثل العلاج السلوكي العائلي التقليدي، في شكل أكثر مرونة وتكثيفاً، يمكننا زيادة وصول الأسر إلى العلاج".

وبحسب "مديكال إكسبريس"، ترتبط السمنة بمجموعة واسعة من النتائج الصحية السلبية عند الأطفال، مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، والربو.

كما ترتبط السمنة عند الأطفال أيضاً بمشاكل الصحة العقلية، مثل: الاكتئاب، والقلق، وانخفاض احترام الذات، والعزلة الاجتماعية.

وعلى عكس السمنة عند البالغين، والتي غالبًا ما تتم إدارتها بشكل فردي، فإن مساعدة الأطفال على إنقاص الوزن هي جهد عائلي.

التوجيه الذاتي

وقد طوّر الباحثون نسخة مساعدة ذاتية موجهة من العلاج السلوكي العائلي، والتي يمكن تقديمها من خلال زيارات مدتها 20 دقيقة كل أسبوعين، وتوفر مواد تعليمية مكتوبة للأسر للعمل عليها بين الجلسات.

بينما يستغرق العلاج السلوكي التقليدي وقتاً أطول، ويُقدم في جلسات أسبوعية منفصلة للوالدين والطفل مدتها 60 دقيقة، بالإضافة إلى جلسات مدتها 20 دقيقة كل أسبوعين.

التقييم

ولتحديد أي النهجين أكثر فاعلية، تابع الباحثون 150 زوجاً من الوالدين / الطفل بشكل عشوائي لتلقي العلاج السلوكي العائلي التقليدي أو الموجه ذاتياً.

ثم قارنوا فقدان الأطفال للوزن أثناء العلاج وفي زيارات المتابعة بعد 6 و12 و18 شهراً.

ووجد الباحثون أن العلاج الأسري الموجه ذاتياً أدى إلى فقدان وزن الطفل بشكل مماثل للعلاج الأسري التقليدي، ولكن مع وقت اتصال أقل بكثير مع مقدم الخدمة: 5.3 ساعة للعلاج الأسري الموجه ذاتيًا، مقابل 23 ساعة للعلاج الأسري التقليدي.

وكانت تكلفة العلاج الأسري الموجه ذاتياً أقل بكثير من العلاج الأسري التقليدي.
 

مقالات مشابهة

  • الفريق الطبي بمدينة برجيل ينقذ حياة طفلة ولدت في الشهر الخامس
  • إنقاذ حياة طفلة إماراتية وُلِدَت بالشهر الخامس في أبوظبي
  • العلاج السلوكي هو الأفضل لخفض السمنة لدى الطفل
  • تعديل السلوك
  • أسباب تؤدي لإصابة الطفل بالسمنة
  • جامعة الجلالة تحتفل بافتتاح برنامج جامعة الطفل
  • برعاية أمير مكة.. ختام المؤتمر الدولي الـ 22 لإدارة الأصول والمرافق والصيانة بجدة
  • محافظ قنا يعلن نجاح تجربة سوق اليوم الواحد | تفاصيل
  • معرض الكتاب يناقش «الإنترنت في حياة الأطفال»
  • ورش فنية و حكي في صالة الطفل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب