كلّما تعرّضت مع إخواني في السجون لتنكيل من لون جديد، كان يدور في خلدي أنّه سيأتي يوم ويُفرج عنّي وأكتب للناس عن هذا التنكيل، حيث أزعم أنّي أملك قلما يستطيع بقدراته الأدبيّة المتواضعة أن يصوّر المشهد.. الناس في الخارج يسارع أحدهم إلى هاتفه الذكيّ ذي الكاميرات المتطوّرة، يمتشقه ويصوّبه تجاه المشهد ليكون التصوير صوتا وصورة وبأبعاده الثلاثية والرباعية جاهزا للبثّ خلال ثوان معدودة، لكن في السجن لا أملك سوى كاميرا القلم لتصوّر المشهد ما استطعت لذلك سبيلا.



ولكنّي وجدت نفسي أمام مشهد ارتعبت له كاميرا هذا القلم، أحجمتْ ورجعت للخلف بدل أن تُقدم كعادتها، تلكّأتْ وتلعثمت، بل ولّت هاربة دون أن تعقّب، قلت لها:

- أقبلي ولا تخافي، لم أعهدك جبانة ولا عاجزة ولا خوّارة.

- قالت: لست خائفة ولا جبانة، إنه الحياء والخشية من المساس بحرمة بواسل هذا الشعب والذين دوما يشكّلون عنفوانه وروحه العالية وطلائعه العظيمة الرائدة.

قلت لها مشجّعا:

- لقد صوّرت أيتها الكاميرا الفذّة لهذا القلم المتواضع الجميل كثيرا من الصور، برعت في مواطن كثيرة وعلى أوقات مديدة من عمر هذه الفترة الشديدة القاسية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر (حيث فتح المحتلّ على الشعب الفلسطيني كلّ الجبهات وكان أشدها جبهتين: جبهة غزّة وجبهة السجون) وأنت تصوّرين من فظائع ما يجري في سجونهم السوداء.

لقد صوّرت أيتها الكاميرا ذات الرأس المدبّب المزروع في مقدّمة قلم الرصاص الأسرى وهم يُسامون سوء العذاب:

- صوّرت وكائنات القمع المتوحّشة تقتحم أسرابها القسم بحقد أسود وروح انتقامية لم يعرف البشر لها مثيلا، ذئاب بشرية مفترسة تتقدّمها كلاب متوحّشة، تبدأ الحفلة بموسيقى صاخبة مثل ما تفعل القبائل المتوحّشة من آكلي لحوم البشر فيضربون الطبل لتنتشي رؤوسهم وتثمل برائحة دماء الضحيّة، يصبّون جام غضب جرار الغاز لتملأ الزنازين بسحب الموت، ثم يطلقون الرصاص المطّاطي على أجساد أنهكها الغاز، ثم يكبّلون ويسحلون ثم يُفعّلون شتى أنواع العصيّ: الحديدية والكهربائية، لتجعل من أجساد الاسرى مساحة للسحق والطحن والتكسير المريع.

- صوّرت أيتها الكاميرا الرصاصية الصغيرة وهم يضربون ثائر أبو عصب بعصيّهم السوداء الغليظة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة نفسا نفسا، ومع كلّ نفس ترسل عيناه الجميلتان عشقا وأملا وقُبلة لكل أحبابه الذين ينتظرون حريّته على أحرّ من الجمر، التقطت عيون الكاميرا بريق عينيه ولسانه يعزف لحن الشهادة ويطلق لها العنان.

- صوّرت أيتها الكاميرا لحظات عمر ضراغمة الأخيرة وروحه تتفلّت من بين جنبيه، وعيون الممرّض الشامت يمنع عنه دواءه، قُتل عمدا مع سبق الإصرار ولم يعد مجرّد إهمال طبيّ، بل هو أن يتجرّع المريض كأس الموت الزؤام قطرة قطرة دون أن يرفّ لسجّانه اللئيم أيّ جفن.

- صوّرت الأسير المفكّر وليد دقّة في لحظاته الأخيرة بعد أن نهش السجن والسرطان والحقد وروح الانتقام الشريرة لأسوأ البشر؛ جسده المنهك وبعد أن وصلت عنصريتهم أبعد مدى لها على مدار ثمان وثلاثين سنة من السجن، وأبت أن يختم حياته بملامسة أنامل طفلته أو أن يطبع على جبينها قبلة. نجحت أيتها الكاميرا بالتقاط بارقة أمل سريعة تسع الدنيا والمستقبل المشرق لهذه القضية التي قضى نحبه خادما أمينا لها.

- وصوّرت الكاميرا الأسيرات وذهبت إلى أبعد نقطة لا تتخيّلها عقول صانعة أفلام الرعب والإجرام، ومع هذا لم تستطع بعد تصوير آلام أمّ حذيفة جرّار التي قطعت قدميها وهي في بوسطة الاعتقال وما رأت من حجم الألم لهذه المرأة في غرفة عمليّاتهم؛ تُبتر القدمان بينما اليدان مكبّلتان بسرير العمليّات الجراحيّة وأسلحة السجّان مصوّبة على رأسها، يخافون منها ويغلقون منافذ الهرب رغم أنّهم أمام امرأة أضحت بسببهم بلا قدمين.

- وتجرأت هذه الكاميرا على التقاط مشهد الاغتصاب لأسيرتين، تردّدتْ كثيرا ولكنّها حسمت الأمر على تصوير المشهد بعيدا عن تفاصيله التي لا تطيقها قلوب الأحياء من البشر، نعم الأحياء لأن هناك بشرا ماتت قلوبهم ويمرّون على مثل هذه الصور مرور اللئام، دون أيّ اعتبار أو كلام لأنّ هذه المغتصبة من وطن اغتصبه شرّ خلق الله.

ولكنّك أيتها الكاميرا الصغيرة تحجمين هذه المرّة ولا تطلقين لحريّتك العنان، رغم أنّك حرّة لقلم حرّ، ما لك وما الذي جرى لهمّتك العالية وإرادتك الصّادقة؟

قالت الكاميرا بحزن وألم:

- أرجو أن تعفيني فالأمر صعب ومآلاته مريعة وعواقبه وخيمة، أنا أمام مشهد ترتجف له الكاميرا وتكلّ عن إرسال ضوئها وترجع البصر مرّات كثيرة، أتُفصح عمّا رأت وفي ذلك ضرر وصاعقة وقنبلة، كي لا تخدش حياء خير من عرفهم البشر. ولكن في المقابل، هذا المجرم الذي أوصله خياله المريض المتوحّش الذي سيطرت عليه كلّ مشاعر الشّذوذ التي عرفها ولم يعرفها البشر، أيجوز أن نتستّر على جرائمه بحجة أن لا نسيء إلى الضحيّة؟ وهل هذا بالفعل يسيء إليها أم أنّها هي الشاهدة والشهيدة، وهي الحجة الدامغة على من أعادوا الهولوكوست من جديد وأخرجوا للناس نسخة متطوّرة؟ لا عليكِ أيتها الكاميرا، صوّري وافضحي هذا القاع الانحطاطي الذي لم يصل إليه أحد.

- حسنا، إذا فإليكِ هذه الصورة بكل دقّة وبعيدا عن أيّ خيال لن يصل اليه كاتب لأن خيالهم الاجرامي لا يصل إليه أحد وسترى وتحكم.

نعقت سمّاعة القسم وزعقت بتشفّ مقيت وسخرية عالية:

- يا حيوانات، يا مساجين، يا حشرات يا صراصير، لقد قرّرت فرقة "كتر" أن تدعوكم لحضور فيلم ممتع وفي غاية الروعة، انظروا إلى الساحة، لقد بدأ الفيلم.. فُتح باب الساحة التي تحتضن اثنتي عشرة زنزانة على طابقين، كل ست منها في طابق. تجمهر الأسرى على البوّابات والنافذة التي تقف على يسار الباب، دفعت مجموعة من تلك الذئاب المسلّحة بكلّ أدوات القمع، كانوا قرابة العشرين يدفعون أمامهم أسيرا عاريا من كلّ شيء سوى عصبة تشدّ وثاقها على عينيه، وقيد يربط بين معصمي يديه وثان في قدمي رجليه، وثالث يربط ما بين القيدين. عرفه الأسرى وتهامسوا باسمه، كان من الأسرى القدامى الذين تجاوزا الثلاثين سنة في سجنهم والستين من عمرهم. بدا عليه الإنهاك وأخذ الألم كلّ صوره فرسم على وجهه أسوأ صورة للبؤس والشقاء لا يمكن أن يتخيّلها من يتقنون فنّ الخيال، سوى بريق في عينيه ساطع خارق واضح من معين تاريخ كان فيه بطلا أوجع عدوّه كثيرا وهو في ميدان فروسيّة الرجال، بينما هم هنا في ميدان الأسر يظهرون فروسيّتهم الشوهاء الجبانة على أسير مقيّد في ساحة أسر لا في ساحة الفرسان.

تقدّم أحدهم ففكّ العصبة عن عينيه، ثم تقدّم آخر مع كلب ضخم من كلابهم المدرّبة على شذوذهم الأفّاك، أطلق الحبل ليهجم الكلب بدوره في مسرحية تبادلت أدوارها ذئاب بشرية شاذة وكلاب مدرّبة على هذا الشذوذ، قفز الكلب على جسد الأسير المكبّل ليمارس ساديّة أسياده وليصنعوا مشهدا هوليوديّا جنسيّا تعجز عنه هذه الهوليود لو أرادت إخراج هذا المشهد الفظيع الشاذّ. حاول فارسنا دفع هذا الكلب الهائج بكل ما لديه من قوّة، رفع الأسرى عقيرتهم بكلّ قوة، ارتعد لها المكان بصيحات الله أكبر. يعرفون من سابق ما جرى ثمن هذا التكبير، أسوأ أشكال التنكيل والتكسير بانتظارهم ومع هذا علت صيحات التكبير.

وبدأت الحفلة الجماعية على موسيقى الرخّ النازية بنكهة صهيونية عتيدة، كالمعتاد هذه الأيام: هجمت عليهم عشرات الذئاب، تبدأ بضخ الغاز القاتل لتملأ بسحبها السوداء الزنازين ثم تكبيل الأسرى من تحت ركام سحب الغاز وسحلهم إلى الساحة، ثم تلعب العصيّ الحديدية على رؤوسهم وعظامهم ثم ّتطوف عليهم الكلاب بوجوهها التي تلبس الشبك الحديدي ومخالبها القاتلة، ثم يعادون إلى زنازينهم وهم على شفا الموت، لا يفصل بين موتهم وحياتهم إلا خيط رفيع يكاد أن يقطع في أية لحظة ولا يحسبون لذلك أيّ حساب. يخرجون من الحفلة وقد ضُربت كل مساحات الألم في نفوسهم وأجسادهم سوى بريق عيون تسكنها الإرادة الحرّة والأمل بالتحرير والخلاص من أسوأ شرذمة عرفتها البشريّة.

وتساءل القلم بعد أن رسم ما رسم:

- هل هناك كاميرا قد تصل إلى حدود مملكة الشرّ في هذه الصهيونازيّة العتيدة؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السجون الفلسطيني الاسرى اسرى فلسطين الاحتلال تعذيب انتهاكات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هيومن رايتس ...الدعم السريع ارتكب جرائم اغتصاب شملت قاصرات بالسودان

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب السودان. 

اقرأ ايضاًخشية تعرضهن للاغتصاب... عشرات السودانيات يحاولن الانتحار

ووفق تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش اليوم الإثنين فإن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.

وجاء في التقرير أن الكثير من الضحايا تعرضن للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطف بعضهن واستُعبدن.

هيومن تعرض شهادات لحالات اغتصاب

وعرض التقرير الحقوقي شهادات متنوعة لنساء كن قد تعرضن للاغتصاب على يد ميليشيات قوات الدعم السريع، فقد روت امرأة نوبية ( 35 عاما) أن 6 مقاتلين من  الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك"، ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما، ثم استمروا في اغتصابي".

امرأة ثانية (18 عاما) قالت إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".

وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".

وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".

وروت هبة "بعد ذلك قالوا ’إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك‘ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".

الدعم السريع ينتهك القانون الإنساني الدولي

واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".

ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر قد حذر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".

وفي نهاية تشرين الأول قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة". وأوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.

المصدر: وكالات

 


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند هيومن رايتس ...الدعم السريع ارتكب جرائم اغتصاب شملت قاصرات بالسودان مُلتحقا بحفيدته ريم ...استشهاد صاحب العبارة الشهيرة "روح الروح" مدرب مانشستر يونايتد يكشف سر استبعاد غارناشو وراشفورد في ديربي مانشستر غوارديولا: لاعبو مانشستر سيتي يعانون من توتر شديد أوكرانيا: مقتل وإصابة 30 جنديا كوريا شماليا في كورسك الروسية Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • عبارات عيد ميلاد لنفسي قصيرة
  • مخدر اغتصاب الفتيات.. قرار جديد ضد بلوجر التجمع الخامس
  • مخدر اغتصاب الفتيات.. تجديد حبس بلوجر التجمع وشريكها 15 يوما
  • حمدان بن زايد: أتمنى لمملكة البحرين وأهلها دوام التقدم والازدهار
  • مطار الشارقة يحتفي باليوم الوطني لمملكة البحرين
  • هيومن رايتس ...الدعم السريع ارتكب جرائم اغتصاب شملت قاصرات بالسودان
  • لبناني يروي شهادة مرعبة لـ18 عاما في سجون الأسد / فيديو
  • قسد تستنفر في محيط 5 سجون سورية تضم معتقلين من العراق و11 جنسية أخرى
  • هيئة الأسرى تكشف عن حالات مرضية لمعتقلين في سجون الاحتلال بسبب الإهمال الطبي
  • داعش يخطط لاقتحام سجون سوريا.. تحذير عراقي من كارثة أمنية إقليمية!