شبكة اخبار العراق:
2024-09-30@15:53:53 GMT

بين وزيرين

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

بين وزيرين

آخر تحديث: 26 يونيو 2024 - 12:21 مبقلم:أحمد صبري هي ليست مقارنةً بَيْنَ وزيرَيْنِ اضطلعا بمهِمَّتَيْنِ وطنيَّتَيْنِ غايةً في الصعوبة والتعقيد، وإنَّما لتنويرِ الرأي العامِّ بدَوْرهما وهما وزيرا النفط المهندس عامر العبيدي والماليَّة هشام إلياور، وكلتا المهِمَّتَيْنِ تزامنت مع الحصار وأحداث الحرب الإيرانيَّة ـ العراقيَّة والكويت والتحدِّيات الخارجيَّة الَّتي كانت تواجه العراق.

ومن محاسن الصُّدف أن ألتقيَ بالوزيرَيْنِ في مناسبة اجتماعيَّة بعمَّان، وهي فرصة لإضاءة جانب من محطَّات مَسيرة حياتهما، كما تمنَّيت. فالعبيدي شغل منصب وزارة النفط من العام 1995 ولغاية الاحتلال عام 2003م، كان مقاتلًا بمعنى الكلمة، واضطلع بِدَوْره في ظلِّ تقلُّبات أسعار النفط وقطع بعض الدوَل تصدير النفط العراقي من موانئه، والعمل على تفنيد مزاعم فِرق التفتيش الدوليَّة بامتلاك العراق أسلحة محظورة.ويوصف العبيدي بأنَّه دقيق وعلمي وموسوعي، وكرَّس حياته لخدمةِ العراق والحفاظ على أمْنه وسيادته وثرواته. وتعُودُ معرفتي بوزير النفط الأسبق عامر العبيدي إلى العام 2001م عندما كنتُ مراسلًا لإذاعة «مونتي كارلو» في العراق، ومنحني أكثر من فرصة للحديث عن الأوضاع الَّتي كان العراق يشهدها في تلك الفترة. ولقائي الثاني كان في عمَّان بعد إطلاق سراحه من قِبل قوَّات الاحتلال واستقراره في الأردن.وقامة عراقيَّة بحجم المهندس عامر العبيدي جدير بالتوقف عند محطَّات مهِمَّة من مَسيرة حياته يبدو لم يحنِ الوقت للبوح بتفاصيلها بعد، كما أبلغني خلال تلك المناسبة الاجتماعيَّة. غير أنَّه يتحدث بفخرٍ أنَّه أنجزَ مهِمَّته بنجاح، وقدَّم للعراق على طريق مجدِه وصموده ما يعتزُّ به على الدوام. ومِثلما كان العبيدي يواجه التحدِّيات وانسيابيَّة إنتاج وتصدير النفط للخارج وشرور العدوان على العراق بإرادة لا تعرف المستحيل، فإنَّ وزير الماليَّة الأسبق هشام إلياور كانت مهِمَّته هي الأخرى بالغة الصعوبة في تأمين الموارد الماليَّة والتغذويَّة في ظلِّ حصار جائر طال أوْجُه الحياة كافَّة.ويصف إلياور العام 1986 بأنَّه العام الأصعب على العراق بهبوط أسعار النفط إلى (7) دولارات للبرميل الواحد، والعمل على تأمين الغذاء للعراقيِّين ورواتب ومتطلبات الدَّولة الَّتي كانت في حرب مع إيران طالت ثماني سنوات. وعلى عكس العبيدي فإنَّ إلياور الَّذي أصبح وزيرًا للماليَّة للفترة (1983/1987) فتَح الطريق وسلَّط الضوء على تضاريس ذاكرته ودَوْره كمسؤولٍ كانت مهِمَّته تقليل مخاطر شحَّة الموارد الماليَّة في ظلِّ تراجع أسعار النفط، وديمومة الصمود العراقي في مواجهة تحدِّيات الحرب وأعبائها.وتعرَّفت على وزير الماليَّة الأسبق هشام إلياور بعد غزو واحتلال العراق في عمَّان، ووجدتُه ثابتًا يتحدث بعُمق عن تجربته الوظيفيَّة بفخرٍ رغم التحدِّيات الَّتي كانت تواجِه العراق ومخاطر الحصار والتهديدات الأميركيَّة بالعدوان على العراق.ويكشف إلياور عن أنَّ الكثيرين كانوا يتوقعون أن ينهارَ العراق خلال ستَّة أشْهُر من بدء الحصار، إلَّا أنَّهم فوجئوا بصموده طيلة (13) عامًا لغايةِ احتلاله. وتعاقب على حُكم العراق رِجال، مِنْهم من حافَظ على وحدته ودافع عن سيادته وعروبته، وتكريس ثروته لسعادة العراقيِّين، فيما أخفقَ آخرون في هذه المهِمَّة الوطنيَّة الَّتي ألحقَتِ الأذى بالشَّعب إلى حدِّ تجويعه ومصادرة حقوقه ونهْبِ ثرواته.وعندما نُقارن بَيْنَ مهِمَّة ودَوْر العبيدي وإلياور مع هؤلاء الرجال في تاريخ العراق، فإنَّنا نتوقف عند كوكبة مخلِصة ومضيئة من رجالات العراق الَّذين انتخوا لخدمةِ شَعبهم، وكرَّسوا مناصبهم لسعادته بإرادة تحدَّت المستحيل.لا نغفل الآلاف الَّذين أسهموا في إعلاء صرح العراق والدِّفاع عَنْه، والحفاظ على ثرواته، كانوا جنودًا في شتَّى ميادين العمل والإبداع وسوح المعارك.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: تی کان وزیر ا

إقرأ أيضاً:

صادرات النفط العراقية لأمريكا: هل هي مؤشر على استقرار أم توتر؟

سبتمبر 29, 2024آخر تحديث: سبتمبر 29, 2024

المستقلة/- أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأحد عن زيادة صادرات العراق النفطية إلى الولايات المتحدة، حيث بلغت 265 ألف برميل يومياً، مرتفعة بمقدار 110 آلاف برميل عن الأسبوع السابق.

هذه الأرقام تثير تساؤلات حول الوضع الاقتصادي للعراق وعلاقاته الدولية، فضلاً عن تأثير هذه الزيادة على الوضع المحلي.

الأرقام تتحدث: زيادة صادرات العراق

تظهر البيانات أن صادرات النفط العراقية لأمريكا ارتفعت بشكل ملحوظ، رغم انخفاض متوسط الاستيرادات الأمريكية من النفط الخام بشكل عام. بينما تأتي معظم واردات النفط الأمريكية من كندا (3.912 ملايين برميل يومياً)، تُعتبر الزيادة في الصادرات العراقية علامة على أن العراق لا يزال شريكاً مهماً في سوق النفط العالمي. ولكن هل يعكس ذلك فعلاً استقرار الاقتصاد العراقي؟

تأثير الصادرات على الاقتصاد المحلي

مع اعتماد العراق الكبير على إيرادات النفط، يتعين على الحكومة معالجة التحديات المرتبطة بهذه الاعتماد. الزيادة في الصادرات إلى أمريكا يمكن أن تؤدي إلى تحسن مؤقت في الأوضاع المالية، ولكن في الوقت نفسه، تظل التحديات الكبيرة قائمة، مثل الفساد، وسوء الإدارة، والنقص في البنية التحتية. كيف ستستثمر الحكومة هذه الإيرادات لتحسين حياة المواطنين؟

العلاقات الدولية: هل تعكس تحولاً؟

تعكس زيادة صادرات النفط إلى أمريكا علاقات اقتصادية قد تكون مهمة للعراق، لكن ينبغي عدم إغفال السياسات الخارجية التي تلعب دوراً كبيراً في هذا السياق. في ظل التوترات الإقليمية، هل ستكون زيادة الصادرات علامة على استقرار أكبر، أم أنها مجرد استجابة قصيرة الأمد للاحتياجات العالمية؟

قضايا داخلية: من سيفيد من هذه الزيادة؟

تطرح الزيادة في صادرات النفط العديد من القضايا الداخلية. هل سيستفيد المواطنون من الإيرادات الناتجة عن هذه الزيادة؟ أو ستبقى الفوائد محصورة في أيدي الفاسدين؟ يجب على الحكومة وضع سياسات واضحة لضمان أن الإيرادات النفطية تصب في مصلحة الشعب، بدلاً من أن تصبح أداة لزيادة الفساد.

مقالات مشابهة

  • النفط العراقي يفتتح تعاملات الأسبوع على ارتفاع في الاسواق العالمية
  • بعد التأهل لنهائيات كأس آسيا.. عماد محمد: مباراة اليوم كانت الأفضل لشبابنا العراقي
  • ميقاتي يتلقى اتصالاً من نظيره العراقي: نشكرُ دعم بغداد الدائم للبنان
  • رئيس الوزراء العراقي يجدد لـ ميقاتي موقف بلاده الثابت في دعم لبنان
  • صادرات النفط العراقية لأمريكا: هل هي مؤشر على استقرار أم توتر؟
  • كيف ستؤثر تطورات لبنان على الاقتصاد العراقي وسوق النفط؟
  • الرئيس العراقي يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف المجازر بحق لبنان
  • وزير الموارد المائية العراقي يتحدث للجزيرة نت عن حلول لأزمة المياه
  • الرئيس العراقي: عدوان الاحتلال على لبنان تطور خطير يهدد استقرار المنطقة
  • نص البيان العراقي – الأمريكي حول إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي