تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجه اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، عامر طه رئيس مدينة المنيا، بالاستجابة الفورية لشكوي عدد من مزراعي قرية صفط الخمار، الخاصة بالتلاعب بحصة القرية من الاسمدة وبيعها بالسوق السوداء بدلا من توزيعها علي المزارعية.

وشدد المحافظ على ضرورة المتابعة المستمرة وتكثيف الرقابة على المنتجات الزراعية المدعومة من الدولة للفلاح وعدم السماح ببيعها فى السوق السوداء .

وتابع عامر طه، رئيس مركز ومدينة المنيا، توزيع السماد الأزوتى بقرية صفط الخمار والمخصص من وزارة الزراعة لتوزيعها على كارت الفلاح والمدعوم من الدولة وعدم السماح ببيعها بالسوق السوداء. 

وجاء ذلك استجابة لشكاوى المواطنين بصفط الخمار بحدوث تلاعب في حصة القرية من الاسمدة وبيعها بالسوق السوداء.

449076715_988735449926744_376912591186386630_n 449076784_988735013260121_5726495858314220642_n 449096270_988735506593405_5378164089854488892_n 449101564_988735359926753_6807866191633299135_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: استجابة لشكاوي المواطنين الأسمدة السماد الآزوتي اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا تكثيف الرقابة كارت الفلاح وزارة الزراعة بالسوق السوداء

إقرأ أيضاً:

أفضل الناس في القرية هم المجانين!

‫‬‬قصة قصيرة

بدأ الشتاء، هبت رياح الشمال الباردة فاكتسحت أوراق الاشجار المتكومة في الأفنية، فتطايرت في الفضاء مثل الفراشات. كان شيخ النور يجلس في الشمس أمام المسيد، تعوّد منذ وفاة والده المسن قبل أيام أن يقضي معظم وقته في المسيد، هرع الناس جميعا الي الحواشات فأصبحت القرية خالية وموحشة، جاء بعد قليل سليمان الاعرج وحاج بشير وفارس المجنون،
قال شيخ النور: وانت السنة دي ما ناوي تزرع؟
قال فارس زراعة شنو السنة الفاتت شلت سلفية من البنك وزرعت يوم الحصاد جو ناس البنك شالوا المحصول كلو ووكت ما كفاهم ساقوني انا ذاتي معاهم!
وضحك شيخ النور وقال: أخير ليهم كان يسوقوا حمارك يمكن يجيب أحسن منك في السوق ويتم ليهم قروشم الناقصة!
وقال الحاج بشير: وداير تعمل شنو يا ولدي؟ داير تمشي العمرة؟
قال فارس: السنة الفاتت مشيت حاولت العمرة قالوا تمشي في الأول تعمل الخدمة الإلزامية في الجيش، مشيت عملت جواز جديد، زدت فيه عمري عشرين سنة، برضو لقيتهم زادو سن الخدمة الوطنية. لكن السنة دي عندي فكرة جديدة.
قال شيخ النور: أها ناوي علي شنو.
قال فارس: داير أمشي أجاهد في الجنوب!
ضحك شيخ النور واشار الي جركان العرقي الصغير الذي يحمله فارس المجنون في حله وترحاله وقال:
انت جهاد نفسك غلبك ماشي تجاهد الناس التانيين!
قال فارس: دة شغل، قالو تمشي تقضي كم شهر هناك، طبعا ما تمشي تكابس قدام، تكون في الصفوف الورا ، تجيب الموية للناس البيحاربو، تربط لي زول مجروح يدو، تعمل ليهو جبيرة لو اتكسر، بعد تكمل كم شهر يدوك شهادة مجاهد، دي لمن ترجع بتفتح ليك الدرب!
سمعوا من علي البعد صوت عزف حزين علي الصفارة، تسرّب الصوت ببطء في خمول الضحي واختلط برائحة القهوة ودخان النار التي بدأت النسوة في اعداد خبز القراصة لطعام الفطور عليها. قال العم بشير: دة باين عليه سيد قيلة!
ظهر امامهم بعد قليل سيّد قيلة المتسول الموسمي، الذي يظهر في القرية في مطلع الشتاء ويختفي فجأة ليظهر في نفس الوقت بعد عام، توقف سيد وحيّاهم من على البعد وطلب حسنة لوجه الله، كان يرتدي جلبابا ممزقا وعمامة بلون التراب، وحين يتحدث كان ينادي بصوت جهوري واثق، وكأنه زعيم سياسي يلقى خطبة بمناسبة عيد الثورة، و كان يتسول من موقف قوة وثقة وكأنه يطالب بحقوق له عندهم، وبدا كأنهم هم الشحاذين وليس هو، وكان يطالب في الغالب بمبالغ ضخمة ليستثمر الصدمة في الحصول علي مبالغ معقولة،
أصدر أمره: شيخ النور داير لي مية ألف!
ضحك شيخ النور وقال: لو بعت الحلة دي كلها بناسها وبهائمها ما تجيب ليك نص المبلغ دة!
أصدر سيد قيلة أمره البديل: طيب أديني بطانية أبوك تبقي ليه صدقة جارية.
ضحك شيخ النور وقال: ابوي لو كان عندو بطانية ما كان مات، أبوي مات بالبرد!
قال مخاطبا شيخ النور وكأن فارس المجنون غير موجود: فارس دة ظروفو كيف داير لي منو عشرة ألف!
قال شيخ النور: فارس دة رأسماله الجركان دة، لو داير عرقي ممكن تتملي فل، لكن كاش والله اعلم ما عنده!
ضحك فارس وقال: نتصدق بالعرقي كمان ولا شنو؟
واصل سيد قيلة مخاطبة شيخ النور: وعمك بشير دة كيف، ولده مغترب في السعودية ما ممكن يشوف لي مية ألف؟ لو ما عنده بالجنيه بنقبل العملات الصعبة!
قال شيخ النور: نقّيت على ولده من السنة الفاتت قالو هسع طردوه، لم في الكفيل دقاهه دق الرخصة عملو ليه خروج بدون عودة! حتى الحج ذاته ما يقدر يمشيهو تاني!
وسأل سيد قيلة: وهسع شغال وين ولده؟
قال شيخ النور: رجع قالوا شغال سمسار في السوق العربي.
نفض سيد قيلة جلبابه الممزق وجيوبه المحشوة بالورق وقال: أحسن بترولنا طلع .. بعد دة ممكن الناس يجوا يحجوا عندنا!
ضحك شيخ النور وقال: بترولك دة وينو؟ ما شفنا منو التكتح، نفس الجوع والغلاء، أمبارح محمد علي ودا اولاده المستشفي عندهم اسهال، قبل ما يطعنوا الجلكوز للولد طلبوا منه يدفع تمنه!وكت ما قدر يدفع ساق الاولاد وشرد من المستشفي!
وأردف شيخ النور: انت بدل كدة ما تمشي مع فارس الجنوب تجاهدوا وتاخدوا شهادة الجهاد قالوا بتفتح ليكم الدروب يمكن بعد داك تلقوا ليكم قطعة واطة يا سلفية من البنك يسددوها اولادكم بعدين!
عبر في تلك اللحظة حسن المجنون الذي يركب على ظهر حماره طوال اليوم، يقف في مكان واحد ونادرا ما يتحرك، فاجأه سيد قيلة: أديني الحمار دة يا حسن بديك صفارة بوص!
نزل حسن علي الفور وسلّمه الحمار وتسلّم صفّارة البوص، ضحك سيد قيلة بصوته الاجش وهو يعتلي صهوة الحمار وقال: والله المجانين في الحلة دي أحسن من العقّال! قبل ان يضرب الحمار ويمضي.
جلس حسن يعزف بجانبهم على الصفارة، وواصل شيخ النور كلامه مع فارس: وانت هسع ضامن تجي راجع من الجنوب حي؟
وقال فارس: ما قلت ليك انا ماشي أقيف بي ورا، أجيب الموية وأعالج الجروح.
وقال شيخ النور: طيب الضربة ما ممكن تجي من ورا. ولا يقوم بيك لغم يبقي بدل ما تلم قرشين وتجي تعرس، يعرسوا ليك الحور العين.
قال فارس: وعرس زي دة كويس معاكم هنا تمشوا تتملوا على حساب الحكومة واكون انا رحت شمار في مرقة!
وقال شيخ النور: ميزتو الوحيدة عرس الشهيد انه بدون كشف!
أخرج فارس المجنون ورقة وقلما ليحسب الارباح المحتملة من رحلة الجهاد، غفا شيخ النور قليلا ثم إستيقظ علي صوت آذان الظهر، تساءل قائلا: يا اخوانا أنا فسيت؟ شميتو ليكم شئ؟ خايف يكون الوضوء اتقطع!
لم يجبه أحد، كان فارس مشغولا بحساباته، فيما مضي حسن المجنون بعيدا ونغمات صفارته تمزق صمت الحياة في الشتاء.

أحمد الملك
ortoot@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان يتابع توافر السلع الغذائية بمعرض "أهلاً رمضان"
  • ضبط 34 طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء
  • ضبط عملات أجنبية بقيمة 6 ملايين جنيه بالسوق السوداء
  • أفضل الناس في القرية هم المجانين!
  • محافظ قنا يتابع التجهيزات النهائية لمهرجان مسرح الجنوب
  • محافظ أسوان يتابع صرف الدعم الإضافى لـ 1,1 مليون مواطن
  • ضبط 35 طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء
  • الداخلية تضبط عملات أجنبية بقيمة 7 ملايين جنيه بالسوق السوداء
  • احذر.. السجن 10 سنوات عقوبة الإتجار في العملات الأجنبية بالسوق السوداء
  • ضبط عملات أجنبية بالسوق السوداء بقيمة 7 ملايين جنيه