الحرة:
2025-03-31@04:23:36 GMT

كيف أصبح طريق الموت سبيلا إلى الحج؟

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

كيف أصبح طريق الموت سبيلا إلى الحج؟

مع ارتفاع تكاليف السفر لأداء مناسك ركن الإسلام الخامس، وجد كثيرون خصوصا من كبار السن أن آخر فرصهم في أداء هذه الفريضة ستكون عبر "الطريق الخطير" من خلال الحج غير النظامي.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، فإن ارتفاع تكاليف الحج أدى إلى ظهور "صناعة مربحة" لوكالات السفر التي تعد بإيفاد الحجاج للسعودية بشكل غير رسمي، وغالبا مع ضمانات نقل وإقامة لا يتم الوفاء بها أو تكون أقل من المستوى المطلوب.

وإلى جانب ذلك، تسببت الحرارة الشديدة هذا العام في مأساة للعديد من الحجاج بعد أن أعلنت السلطات السعودية أن أكثر من 1300 شخص توفوا خلال أدائهم المناسك، مشيرة إلى أن غالبية المتوفين هم "من غير المصرح لهم بالحج".

وبحسب تقرير الشبكة الأميركية، فإن كل دولة تحصل على رخصة حج واحدة لكل 1000 مسلم من سكانها، أي بمعدل 0.1 بالمئة.

والأسبوع الماضي، قال مسؤول سعودي لفرانس دون الكشف عن هويته: "نقدّر عدد الحجاج غير النظاميين بحوالى 400 ألف شخص غالبيتهم العظمى من جنسية واحدة" في إشارة إلى مصر.

في مصر، تبلغ تكلفة الحج الرسمي 150 ألف جنيه مصري (نحو 3091 دولار) دون حساب تذاكر الطيران، مما جعل من رجل تجاوز الثمانين من عمره يلجأ لشركة غير مرخصة لتنظيم رحلات الحج بتكلفة أقل تصل إلى نحو 100 ألف جنيه.

"أمنية أخيرة"

وقرر عبد الظاهر عبده سالم (81 عاما) أن يؤدي الفريضة بعدما زوّج ابنه الأصغر قبل عامين، وقال نجله للشبكة الأميركية: "كانت أمنيته الأخيرة. لم يتمكن من الحج لضيق الحال، ولأنني كنت سأتزوج والمصاريف كانت كثيرة".

ولم يعد سالم من رحلة الحج وكان من بين المئات الذين توفوا خلال موسم الحج هذا العام، بعدما وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في السعودية.

وأوضح التقرير أن عدد الوفيات الأكبر خلال موسم الحج منذ سنوات، لفت الأنظار إلى وسائل غير قانونية يتم فيها استغلال رغبة المسلمين في أداء الفريضة من خلال الحج غير النظامي.

منظمة حقوقية: وفيات الحج يمكن منعها.. والسعودية تحتاج "تدابير" قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، مايكل بيج، الثلاثاء، إن "العدد الكبير من حالات الوفاة بضربات الشمس خلال موسم الحج، يُظهر أن السعودية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، لمعالجة هذه المخاطر الكبيرة على الصحة العامة".

وقالت السلطات السعودية إن العديد ممن لقوا حتفهم ساروا لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس دون مأوى أو الحصول على الراحة المناسبة، في وقت وصلت فيه درجات الحرارة إلى 51.7 درجة مئوية.

بالنسبة لسالم، حصل على تأشيرة زيارة شخصية بدلا من تأشيرة الحج التي تسمح له بالوصول إلى مكة ومرافق الحج المقدسة لدى المسلمين، بما في ذلك الأماكن المكيفة والخدمات الطبية المخصصة للحجاج النظاميين.

ولا تسمح تأشيرة الزيارة بالوصول إلى مكة، ولذلك يضطر حاملوها الذين يرغبون بالحج إلى السير عبر طريق صحراوي طويل، في الغالب سيرا على الأقدام.

وصار هذا الأمر متاحا بشكل خاص منذ عام 2019 عندما بدأت السعودية في إصدار تأشيرات سياحية عامة، وهو ما سهل السفر إلى المملكة، وفق فرانس برس.

وعدم التسجيل للحج يحرمهم من الوصول إلى الأماكن المكيفة التي توفرها السلطات السعودية لـ1.8 مليون حاج يحملون تصاريح.

ونقلت "سي إن إن" عن عضو غرفة شركات السياحة المصرية، عاطف عجلان، قوله إن هناك نقص في الوعي بإجراءات الحج لدى كثير من المصريين، ما يسمح لمنظمي الرحلات السياحية عديمي الخبرة وبعض أئمة المساجد باستغلال الفقراء ووعدهم برحلات حج بأسعار أرخص دون توفير التأشيرة أو الإقامة ووسائل النقل المناسبة.

وتابع: "باتت مهنة من لا مهنة له. هذا قتل عمد؛ لأن السمسار يعلم أن درجات الحرارة تزيد عن الخمسين، ويعرف أن هؤلاء لن يحصلوا على السكن اللائق".

كما أوضح أن الحج عبر شركة سياحة مرخصة تكلف الشخص نحو 4760 دولار تقريبا، في حين الرحلات غير المرخصة تكلف نحو 3700 دولارا. ويبلغ متوسط دخل الأسرة السنوي في مصر حوالي 1429 دولارا سنويا عام 2019، وفق أحدث بيانات متاحة.

وكان الحاج سالم سافر مع زوجته بعدما حصل على وعد من شركة السياحة المصرية التي تعامل معها، بتوفير حافلة. لكن لم يتم توفير وسيلة نقل من وإلى جبل عرفات، وفق ما قاله نجله محمود، ما أجبرهما على السير باتجاه منى، على بعد حوالي 8 أميال لرمي الجمرات.

وشعرت الزوجة بالإعياء في الطريق وجلست لتستريح، فيما قرر الزوج المواصلة والسير واعدا زوجته بالعودة.

وقال ابنهما إن الاتصال انقطع فيما بعد مع الأب، وظلت الزوجة تبحث عنه لخمسة أيام قبل أن تجد اسمه ضمن قائمة المتوفين بمستشفى المعيصم في مكة.

وواصل الابن محمود حديثه قائلا: "أبلغتنا بالخبر برسالة صوتية عبر واتساب. كان النبأ كالمأساة، فأمنا هناك محطمة، ولا يوجد من يخفف عنها".

"السير على طريق الموت".. مرافق "أثقل الحج غير النظامي كاهلها" بلغ عدد وفيات الحجاج هذا العام 1126، أكثر من نصفهم من مصر، بحسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين الجمعة. "جثة كل بضعة أمتار"

وبحسب السلطات السعودية، فقد أدى 1.8 مليون حاج مناسك الحج هذا العام، وهو رقم مماثل للعدد المسجّل العام الماضي. ووفد 1.6 مليون منهم من هؤلاء من خارج المملكة.

وكان نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، مايكل بيج، قال إن العدد الكبير من حالات الوفاة بضربات الشمس خلال موسم الحج، يُظهر أن السعودية بحاجة إلى "بذل المزيد من الجهد لمعالجة هذه المخاطر الكبيرة على الصحة العامة".

وكتب بيج على الموقع الإلكتروني للمنظمة، الثلاثاء، "يُعتقد أن الإجهاد الحراري تسبب في العديد من الوفيات، وهو أمر يمكن الوقاية منه تماما، مما يعزز الحاجة إلى تدابير أقوى للحماية من الحرارة، وخاصة لكبار السن وذوي الإعاقة".

وأضاف أن "السلطات السعودية ملزمة بحماية صحة الناس من المخاطر المعروفة مثل الحرارة الشديدة، التي تجعلها أزمة المناخ أكثر شدة".

وتواصلت شبكة "سي إن إن" مع السلطات السعودية بشأن "الاستجابة غير الكافية" لدرجات الحرارة هذا العام، ولم تتلقَ أي رد حتى ساعة نشر التقرير.

وكان وزير الصحة السعودي أفاد خلال وقت سابق بأن "منظومة الصحة قدّمت أكثر من 465 ألف خدمة علاجية تخصصية، كان نصيب غير المصرح لهم بالحج منها 141 ألف خدمة"، وفق ملخص نشرته وكالة الأنباء السعودية لمداخلة تلفزيونية للوزير مع قناة "الإخبارية" الحكومية.

ومع ذلك، نقلت الشبكة الأميركية عن شهود عيان كيف رأوا الحجاج يفقدون وعيهم أثناء المناسك، علاوة على أنهم كانوا يمرون أمام جثث مغطاة بقطعة قماش بيضاء.

وقال حاجان اثنان عادا مؤخرا من السعودية لم تكشف "سي إن إن" عن هويتهما، إنه لا يوجد ما يكفي من الأطباء أو المرافق الأساسية لحماية المصلين من آثار الحرارة الشديدة.

وحتى الحجاج الذين قصدوا مكة عبر القنوات الرسمية قالوا إن السلطات "فشلت" في توفير ما يكفي من الماء أو الظل أو الدعم الطبي للمصلين.

ويتذكر رجل إندونيسي يبلغ من العمر 44 عاما، والذي كان يرغب فقط في أن يُشار إليه باسم "أحمد"، رؤية كثيرين يموتون بسبب الحرارة.

وقال: "كل بضع مئات من الأمتار تقريبا، كان هناك جثة ملقاة ومغطاة بالإحرام".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطات السعودیة هذا العام سی إن إن

إقرأ أيضاً:

موريتانيا.. جهود مكثفة لمكافحة الهجرة غير النظامية

أحمد مراد (نواكشوط، القاهرة)

أخبار ذات صلة ليبيا.. دعوات إلى تأمين الحدود والحد من الهجرة غير الشرعية النمسا تعلن تعليق لمّ شمل عائلات اللاجئين

تبذل موريتانيا جهوداً مكثفة لمكافحة الهجرة غير النظامية، وسط تزايد أعداد المهاجرين الذين يفرون من النزاعات والصراعات بدول الساحل الأفريقي، وبالأخص مالي، ويحاولون العبور إلى أوروبا عبر السواحل الموريتانية، ما جعلها نقطة انطلاق وعبور المهاجرين إلى بعض الدول مثل إيطاليا وإسبانيا.
ومع مطلع العام الحالي، انضمت موريتانيا إلى ما يُعرف بـ«خطة ماتي» التي طُرحت في القمة «الإيطالية – الأفريقية» خلال يناير 2024 بهدف وقف تدفقات الهجرة غير النظامية، ودعم مشروعات التنمية والاستثمار والطاقة والتعليم والصحة في الدول الأفريقية بقيمة 5.5 مليار يورو.
وأوضح الكاتب والمحلل الموريتاني، ونقيب الصحفيين الموريتانيين سابقاً، محمد سالم الداه، أن تدفق المهاجرين غير النظاميين الأفارقة أحد أبرز التحديات التي تواجه موريتانيا حالياً، بعدما باتت وجهة عبور لمئات الآلاف من المهاجرين، ما دفع السلطات إلى تكثيف جهودها لوضع حلول جذرية للأزمة بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية، وبالأخص الاتحاد الأوروبي.
وذكر سالم في تصريح لـ «الاتحاد»، أن السلطات الموريتانية تعمل من خلال محاور عدة على تجنب الانعكاسات الخطيرة للهجرة غير النظامية التي تؤدي إلى اختلالات اقتصادية واجتماعية، إضافة إلى ما تمثله من هاجس أمني، كما يشكل المهاجرون ضغطاً كبيراً على الموارد، ويتسبب في أزمات عديدة يُعاني منها الموريتانيون، خاصة في المناطق الحدودية.
وتستضيف موريتانيا نحو 200 ألف مهاجر غير نظامي فروا من النزاعات والصراعات المسلحة التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي، وغالبيتهم من مالي المجاورة، وكانوا يقصدون العبور إلى أوروبا.
وشدد سالم الداه على أهمية الخطوات التي اتخذتها السلطات الموريتانية لمكافحة الهجرة غير النظامية، ومن بينها مصادقة البرلمان خلال سبتمبر الماضي على قانون تضمن تشديداً إضافياً للعقوبات الردعية والجبرية تشمل الغرامات والسجن والإبعاد، وهو ما يسهم في الحد من التداعيات السلبية، بجانب عمليات أمنية شاملة تنفذها وزارة الداخلية، وإجراءات مشددة على مستوى الحدود، إضافة إلى تطبيق تأشيرة الدخول الإلكترونية.
أما الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، فأوضح أن تأزم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والأمنية والسياسية، في دول الغرب الأفريقي، يدفع مئات الآلاف من هذه الدول للهجرة بطرق غير مشروعة ومحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا عبر نقاط مثل موريتانيا وتونس، ما جعل سلطات البلدين تتبنى إجراءات مشددة واستراتيجيات متعددة لمكافحة هذه الظاهرة التي تمثل عبئاً كبيراً على مواردهما الاقتصادية.
وقال زهدي في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن هناك تعاوناً بين موريتانيا ودول الاتحاد الأوربي لمكافحة الهجرة غير النظامية، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات لردع شبكات التهريب، والحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين».
ووقَّعت موريتانيا والاتحاد الأوروبي خلال مارس 2024 إعلاناً مشتركاً للتعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية، تضمن خطة عمل وإجراءات للتصدي للأسباب العميقة للهجرة، وتعزيز قدرات السلطات المسؤولة عن تسيير ومراقبة وضبط الحدود، مع التركيز على الخدمات الاجتماعية والاقتصادية للاجئين.
وأضاف خبير الشؤون الأفريقية أن تدفقات المهاجرين الأفارقة إلى الأراضي الموريتانية للعبور إلى أوروبا تأتي نتيجة عوامل عدة، على رأسها تنامي أنشطة الإرهاب في ظل وجود 64 جماعة متطرفة في مناطق مختلفة من أفريقيا.

مقالات مشابهة

  • لبنان.. السلطات تعتقل مشتبها بهم في إطلاق الصواريخ
  • بعد ضجة كبيرة حول إغلاق فروع مطعم بلبن الشهير بسبب التسمم .. بيان رسمي من السلطات السعودية
  • عاجل: الإعلان عن باقات الحج لحجاج الداخل عبر نسك والمسار الإلكتروني
  • “الحج والعمرة” تطلق باقات الحج لحجاج الداخل
  • وزير الحج والعمرة يهنئ القيادة بمناسبة عيد الفطر
  • السعودية تعلن يوم غد الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك
  • كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحة في مصر؟
  • كيف أثرت الحوادث البحرية في البحر الأحمر على السياحية بمصر؟
  • السعودية.. الأمن العام يباشر واقعة اعتداء امرأة على رجل أمن أثناء أداء عمله في الحرم
  • موريتانيا.. جهود مكثفة لمكافحة الهجرة غير النظامية