الحرة:
2024-12-22@21:28:07 GMT

كيف أصبح طريق الموت سبيلا إلى الحج؟

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

كيف أصبح طريق الموت سبيلا إلى الحج؟

مع ارتفاع تكاليف السفر لأداء مناسك ركن الإسلام الخامس، وجد كثيرون خصوصا من كبار السن أن آخر فرصهم في أداء هذه الفريضة ستكون عبر "الطريق الخطير" من خلال الحج غير النظامي.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، فإن ارتفاع تكاليف الحج أدى إلى ظهور "صناعة مربحة" لوكالات السفر التي تعد بإيفاد الحجاج للسعودية بشكل غير رسمي، وغالبا مع ضمانات نقل وإقامة لا يتم الوفاء بها أو تكون أقل من المستوى المطلوب.

وإلى جانب ذلك، تسببت الحرارة الشديدة هذا العام في مأساة للعديد من الحجاج بعد أن أعلنت السلطات السعودية أن أكثر من 1300 شخص توفوا خلال أدائهم المناسك، مشيرة إلى أن غالبية المتوفين هم "من غير المصرح لهم بالحج".

وبحسب تقرير الشبكة الأميركية، فإن كل دولة تحصل على رخصة حج واحدة لكل 1000 مسلم من سكانها، أي بمعدل 0.1 بالمئة.

والأسبوع الماضي، قال مسؤول سعودي لفرانس دون الكشف عن هويته: "نقدّر عدد الحجاج غير النظاميين بحوالى 400 ألف شخص غالبيتهم العظمى من جنسية واحدة" في إشارة إلى مصر.

في مصر، تبلغ تكلفة الحج الرسمي 150 ألف جنيه مصري (نحو 3091 دولار) دون حساب تذاكر الطيران، مما جعل من رجل تجاوز الثمانين من عمره يلجأ لشركة غير مرخصة لتنظيم رحلات الحج بتكلفة أقل تصل إلى نحو 100 ألف جنيه.

"أمنية أخيرة"

وقرر عبد الظاهر عبده سالم (81 عاما) أن يؤدي الفريضة بعدما زوّج ابنه الأصغر قبل عامين، وقال نجله للشبكة الأميركية: "كانت أمنيته الأخيرة. لم يتمكن من الحج لضيق الحال، ولأنني كنت سأتزوج والمصاريف كانت كثيرة".

ولم يعد سالم من رحلة الحج وكان من بين المئات الذين توفوا خلال موسم الحج هذا العام، بعدما وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في السعودية.

وأوضح التقرير أن عدد الوفيات الأكبر خلال موسم الحج منذ سنوات، لفت الأنظار إلى وسائل غير قانونية يتم فيها استغلال رغبة المسلمين في أداء الفريضة من خلال الحج غير النظامي.

منظمة حقوقية: وفيات الحج يمكن منعها.. والسعودية تحتاج "تدابير" قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، مايكل بيج، الثلاثاء، إن "العدد الكبير من حالات الوفاة بضربات الشمس خلال موسم الحج، يُظهر أن السعودية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، لمعالجة هذه المخاطر الكبيرة على الصحة العامة".

وقالت السلطات السعودية إن العديد ممن لقوا حتفهم ساروا لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس دون مأوى أو الحصول على الراحة المناسبة، في وقت وصلت فيه درجات الحرارة إلى 51.7 درجة مئوية.

بالنسبة لسالم، حصل على تأشيرة زيارة شخصية بدلا من تأشيرة الحج التي تسمح له بالوصول إلى مكة ومرافق الحج المقدسة لدى المسلمين، بما في ذلك الأماكن المكيفة والخدمات الطبية المخصصة للحجاج النظاميين.

ولا تسمح تأشيرة الزيارة بالوصول إلى مكة، ولذلك يضطر حاملوها الذين يرغبون بالحج إلى السير عبر طريق صحراوي طويل، في الغالب سيرا على الأقدام.

وصار هذا الأمر متاحا بشكل خاص منذ عام 2019 عندما بدأت السعودية في إصدار تأشيرات سياحية عامة، وهو ما سهل السفر إلى المملكة، وفق فرانس برس.

وعدم التسجيل للحج يحرمهم من الوصول إلى الأماكن المكيفة التي توفرها السلطات السعودية لـ1.8 مليون حاج يحملون تصاريح.

ونقلت "سي إن إن" عن عضو غرفة شركات السياحة المصرية، عاطف عجلان، قوله إن هناك نقص في الوعي بإجراءات الحج لدى كثير من المصريين، ما يسمح لمنظمي الرحلات السياحية عديمي الخبرة وبعض أئمة المساجد باستغلال الفقراء ووعدهم برحلات حج بأسعار أرخص دون توفير التأشيرة أو الإقامة ووسائل النقل المناسبة.

وتابع: "باتت مهنة من لا مهنة له. هذا قتل عمد؛ لأن السمسار يعلم أن درجات الحرارة تزيد عن الخمسين، ويعرف أن هؤلاء لن يحصلوا على السكن اللائق".

كما أوضح أن الحج عبر شركة سياحة مرخصة تكلف الشخص نحو 4760 دولار تقريبا، في حين الرحلات غير المرخصة تكلف نحو 3700 دولارا. ويبلغ متوسط دخل الأسرة السنوي في مصر حوالي 1429 دولارا سنويا عام 2019، وفق أحدث بيانات متاحة.

وكان الحاج سالم سافر مع زوجته بعدما حصل على وعد من شركة السياحة المصرية التي تعامل معها، بتوفير حافلة. لكن لم يتم توفير وسيلة نقل من وإلى جبل عرفات، وفق ما قاله نجله محمود، ما أجبرهما على السير باتجاه منى، على بعد حوالي 8 أميال لرمي الجمرات.

وشعرت الزوجة بالإعياء في الطريق وجلست لتستريح، فيما قرر الزوج المواصلة والسير واعدا زوجته بالعودة.

وقال ابنهما إن الاتصال انقطع فيما بعد مع الأب، وظلت الزوجة تبحث عنه لخمسة أيام قبل أن تجد اسمه ضمن قائمة المتوفين بمستشفى المعيصم في مكة.

وواصل الابن محمود حديثه قائلا: "أبلغتنا بالخبر برسالة صوتية عبر واتساب. كان النبأ كالمأساة، فأمنا هناك محطمة، ولا يوجد من يخفف عنها".

"السير على طريق الموت".. مرافق "أثقل الحج غير النظامي كاهلها" بلغ عدد وفيات الحجاج هذا العام 1126، أكثر من نصفهم من مصر، بحسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين الجمعة. "جثة كل بضعة أمتار"

وبحسب السلطات السعودية، فقد أدى 1.8 مليون حاج مناسك الحج هذا العام، وهو رقم مماثل للعدد المسجّل العام الماضي. ووفد 1.6 مليون منهم من هؤلاء من خارج المملكة.

وكان نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، مايكل بيج، قال إن العدد الكبير من حالات الوفاة بضربات الشمس خلال موسم الحج، يُظهر أن السعودية بحاجة إلى "بذل المزيد من الجهد لمعالجة هذه المخاطر الكبيرة على الصحة العامة".

وكتب بيج على الموقع الإلكتروني للمنظمة، الثلاثاء، "يُعتقد أن الإجهاد الحراري تسبب في العديد من الوفيات، وهو أمر يمكن الوقاية منه تماما، مما يعزز الحاجة إلى تدابير أقوى للحماية من الحرارة، وخاصة لكبار السن وذوي الإعاقة".

وأضاف أن "السلطات السعودية ملزمة بحماية صحة الناس من المخاطر المعروفة مثل الحرارة الشديدة، التي تجعلها أزمة المناخ أكثر شدة".

وتواصلت شبكة "سي إن إن" مع السلطات السعودية بشأن "الاستجابة غير الكافية" لدرجات الحرارة هذا العام، ولم تتلقَ أي رد حتى ساعة نشر التقرير.

وكان وزير الصحة السعودي أفاد خلال وقت سابق بأن "منظومة الصحة قدّمت أكثر من 465 ألف خدمة علاجية تخصصية، كان نصيب غير المصرح لهم بالحج منها 141 ألف خدمة"، وفق ملخص نشرته وكالة الأنباء السعودية لمداخلة تلفزيونية للوزير مع قناة "الإخبارية" الحكومية.

ومع ذلك، نقلت الشبكة الأميركية عن شهود عيان كيف رأوا الحجاج يفقدون وعيهم أثناء المناسك، علاوة على أنهم كانوا يمرون أمام جثث مغطاة بقطعة قماش بيضاء.

وقال حاجان اثنان عادا مؤخرا من السعودية لم تكشف "سي إن إن" عن هويتهما، إنه لا يوجد ما يكفي من الأطباء أو المرافق الأساسية لحماية المصلين من آثار الحرارة الشديدة.

وحتى الحجاج الذين قصدوا مكة عبر القنوات الرسمية قالوا إن السلطات "فشلت" في توفير ما يكفي من الماء أو الظل أو الدعم الطبي للمصلين.

ويتذكر رجل إندونيسي يبلغ من العمر 44 عاما، والذي كان يرغب فقط في أن يُشار إليه باسم "أحمد"، رؤية كثيرين يموتون بسبب الحرارة.

وقال: "كل بضع مئات من الأمتار تقريبا، كان هناك جثة ملقاة ومغطاة بالإحرام".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطات السعودیة هذا العام سی إن إن

إقرأ أيضاً:

الداخلية الألمانية: منفد عملية الدهس معادٍ للإسلام.. السعودية: طلبنا تسليمه

وصفت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فايزر، المشتبه به السعودي في هجوم الدهس المميت الذي وقع في مركز تسوق عيد الميلاد، الجمعة الماضية، بأنه "معاد للإسلام".

وقدمت الوزيرة القليل من التفاصيل الأخرى حول المشتبه به، لكن وسائل إعلام ألمانية أكدت أنه سعودي يبلغ من العمر 50 عاماً ويعمل طبيبا نفسيا٬ قدم للجوء في ألمانيا واسمه "طالب العبد المحسن"، وكان يعمل على مساعدة زملائه السعوديين في مغادرة وطنهم.
Auch Bundesinnenministerin @NancyFaeser und Bundesjustizminister @Wissing haben sich ein Lagebild auf dem Weihnachtsmarkt in Magdeburg gemacht und mit Betroffenen und Hilfskräften gesprochen. Bundesopferbeauftragte Pascal Kober soll die Betreuung übernehmen. pic.twitter.com/XTku5K08TX — Bericht aus Berlin (@ARD_BaB) December 21, 2024
وكان يظهر عبر على وسائل التواصل الاجتماعي آراء معادية للإسلام ودعما لحزب البديل من أجل ألمانيا من أقصى اليمين المتشدد.


وقالت فايزر، في تصريحات من مدينة ماغديبورغ، حيث وقع الهجوم، إن التحقيقات بدأت للتو.

وأثار الهجوم، الذي قُتل فيه خمسة أشخاص على الأقل وأُصيب أكثر من 200 آخرين، تساؤلات حول كيفية تمكن المهاجم من الوصول إلى الحدث بالسيارة واصطدم بسيارته في الحشود الضخمة.

ويشبه هذا الحادث الهجوم الإرهابي على سوق عيد الميلاد في برلين عام 2016، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً. وتم تشديد الإجراءات الأمنية في الأسواق في جميع أنحاء ألمانيا بشكل كبير في أعقاب ذلك الهجوم.

وقال وزير العدل الألماني، فولكر ويسينغ، الذي كان يتحدث إلى جانب فايزر، إنه سيتم اتخاذ قرار قريباً بشأن ما إذا كان المدعي العام الفيدرالي الألماني سيتولى القضية. ويعد مكتب المدعي العام أعلى سلطة قانونية في البلاد ويتعامل مع أنشطة الإرهاب.


السعودية حذرت
وبحسب شبكة سي إن إن الإخبارية٬ فإن مصدرا سعوديا مطلعا أكد أن السلطات السعودية حذرت نظيرتها الألمانية ثلاث مرات من المشتبه به في هجوم الدهس بسوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ.
الارهابي منفذ عملية الدهس في #المانيا طالب عبدالمحسن المقيم في المانيا منذ سنة 2006
يحمل فكر ارهابي والسعودية كانت تطالب السلطات الالمانيه بتسليمه لها رفضت السلطات الالمانية بحجة الحرية وتم #سحب_الجنسية السعودية منه
وكانت السعوديةحذرت المانيا بأن يحمل فكر ارهابي pic.twitter.com/6FTNFMo4BY — احمد الصقر | ahmed???????? (@Ahmed__alsaqer) December 21, 2024
وأوضح المصدر أن التحذير الأول جاء في عام 2007، وكان متعلقاً بمخاوف لدى السلطات السعودية من أن "طالب" قد عبر عن آراء متطرفة مختلفة رغم اعتناقه الإلحاد.


وأضاف المصدر أن السعودية تعتبره هارباً وطلبت تسليمه من ألمانيا بين عامي 2007 و2008، لكن السلطات الألمانية رفضت، مشيرة إلى مخاوف بشأن سلامة الرجل في حال عودته.

وزعمت السلطات السعودية أن الرجل قام بمضايقة السعوديين في الخارج الذين عارضوا آراءه السياسية، وأشارت إلى أنه أصبح مؤيداً لحزب البديل من أجل ألمانيا من أقصى اليمين المتشدد، وطور آراء متطرفة معادية للإسلام، بحسب المصدر.

مقالات مشابهة

  • الداخلية الألمانية: منفد عملية الدهس معادٍ للإسلام.. السعودية: طلبنا تسليمه
  • السعودية حذرت ألمانيا 4 مرات من تطرف منفذ عملية ماغدبورغ
  • الأرصاد: فرص الأمطار هذا الأسبوع على المحافظات الساحلية ستكون من خفيفة لمتوسطة
  • "سي إن إن": السعودية حذرت ألمانيا من المشتبه به في هجوم ماجديبورج
  • CNN: السعودية حذرت ألمانيا 3 مرات من خطر المشتبه به في تنفيذ حادث ماغديبورغ
  • السلطات السعودية تفرج عن عدد من رجال الدين ضمن معتقلي حملة 2017.. ما السبب؟
  • برلمانى عن طريق القوصية: اسمه طريق الموت بسبب الحوادث
  • طقس السعودية.. خميس مشيط تسجل أدنى درجات الحرارة اليوم
  • «الغرف السياحية»: 50 ألف متقدم لقرعة الحج هذا العام
  • حالة الطقس ودرجات الحرارة في السعودية.. أمطار رعدية وتساقط ثلوج