قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، كثفت هجماتها على الفاشر، آخر مدينة في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني بقيادة  الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ومن شأن الاستيلاء عليها أن يمنح قوات الدعم سيطرة شبه كاملة على الثلث الغربي من السودان.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير من مراسلتها بالقاهرة إليوت براشيه- أن ما يقرب من مليوني مدني محاصرون في المدينة، حيث لا تجد أي مساعدات إنسانية طريقها عبر الخطوط الأمامية بسبب قذائف الدعم السريع المنهمرة، رغم دعوة مجلس الأمن قبل أسبوعين لإنهاء القتال وحثه لتلك القوات على رفع الحصار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أولمرت: نتنياهو يعمل على تدمير إسرائيلlist 2 of 2إطلاق سراح أسانج.. 5 قضايا بارزة كشفها ويكيليكسend of list

ويصف محمد عثمان من هيومن رايتس ووتش الوضع قائلا "يدور القتال في الفاشر في قلب المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك مخيمات النازحين. ويتم تنفيذ الهجمات دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. وثقنا قصف قوات الدعم السريع للمناطق السكنية والمباني العامة وقد هاجمت العديد من المستشفيات".

تفوق عددي

وذكّرت المراسلة باقتحام قوات الدعم السريع للمستشفى الواقع في جنوب الفاشر، ونهبها مخزون الأدوية وسيارة إسعاف، وبقصفها الصاروخي للمستشفى السعودي، وهو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال قادرة على استيعاب الجرحى بالمدينة، مما أسفر عن مقتل صيدلي وتدمير مخزون الأدوية.

ويقول أحد مقدمي الرعاية، لم يرغب في الكشف عن هويته، إن "الفوضى تسود في الداخل، حيث استقبلنا في أسبوع واحد أكثر من 500 جريح، أكثرهم من الأطفال ومات 76، في حين يتراكم الناجون كل اثنين على سرير".

ويضيف أن "قوات الدعم السريع قامت بتدمير المركز الطبي الوحيد المتخصص في أمراض الكلى في المنطقة".

وتكتفي قوات الدعم السريع بقصف المدينة من الجو في هذه الفترة، "إنهم يعيدون تجميع صفوفهم وإعادة تنظيمهم -حسب مصادر المراسلة- ولكنهم عازمون على تنفيذ الهجوم قبل موسم الأمطار"، وهم يتمتعون بتفوق عددي ساحق في محيط الفاشر بنحو 30 ألف رجل، مقابل 8 آلاف من مشاة الجيش السوداني إلى جانب حركات التمرد السابقة، كحركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان.

بدء التطهير العرقي

وأشارت المراسلة إلى أن تعبئة المدنيين على الجانبين حسب انتمائهم العرقي يزيد من خطر وقوع مذابح عنصرية، وهناك مخاوف من وقوع حمام دم إذا تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر، على غرار ما وقع في الجنينة بغرب دارفور، حيث قتل ما يقرب من 15 ألف شخص، معظمهم من قبيلة المساليت على يد قوات الدعم السريع والمليشيات التابعة لها.

وفي غضون أشهر قليلة، أحرقت قوات الدعم السريع في شمال دارفور أكثر من 50 قرية، ومسحت من الخريطة أحياء بأكملها في الفاشر، وفق تقرير لوموند.

ويقول ناثانيال ريموند، مدير مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية "التطهير العرقي بدأ بالفعل وهذا ليس مفاجئا. قوات الدعم السريع تستخدم الطريقة نفسها منذ بداية الحرب. بالنسبة لهم، هذا هو استكمال الإبادة الجماعية التي بدأت عام 2003″.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الهجمات القاتلة التي تشنها قوات الدعم السريع لا تقتصر على دارفور، إذ ارتكبت خلال الأسابيع الأخيرة عدة مجازر في منطقة الجزيرة، وقبلها قتلت أكثر من 156 شخصا في قرية ود النورة و17 في بلدة عسير، وطردت القوات السودانية من مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، وبثت الذعر بين السكان المدنيين.

وقالت إنه في مواجهة عدم فعالية قواته البرية، يقوم الجيش السوداني بتكثيف ضرباته الجوية في جميع أنحاء البلاد، إلا أن عددا متزايدا من المدنيين بدؤوا يتسلحون ويشكلون مجموعات للدفاع عن النفس في جميع أنحاء البلاد بسبب الانتهاكات المتكررة وتكتيكات الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الدعم السريع، مما يشير إلى أن السودان ينزلق إلى حرب أهلية محققة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور

أكد الشهود إن قوة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع بقيادة إبراهيم التوم، متمركزة في إدارية أم بادر بمحلية حمرة الشيخ شمال كردفان، شنت هجوما على مناطق “بروش، أم شأوه، حلة جبل، أم قفلة كاجا..

التغيير: الخرطوم

وسعت قوات الدعم السريع هجومها على مناطق محلية أم كدادة 187 كلم جنوب شرق الفاشر عاصمة شمال دارفور، التي يحتمي بها مسلحون يتبعون لجماعة شوقارة المتحالفة مع الجيش السوداني، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى وسط السكان المسلحين إلى 35 شخصاً، وفق شهود عيان.

وأكد الشهود لـ” دارفور 24″ إن قوة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع بقيادة إبراهيم التوم، متمركزة في إدارية أم بادر بمحلية حمرة الشيخ شمال كردفان، شنت هجوما على مناطق “بروش، أم شأوه، حلة جبل، أم قفلة كاجا”، وذلك بعد يومين من هجوم مماثل شنته قوة أخرى بقيادة التجاني شمال، على مدينة كبكابية أوقعت عدداً من القتلى والجرحى وسط المقاومة الشعبية والسكان المحليين.

وقال عماد أحمد، المتطوع ببلدة “بروش” لـ” دارفور 24″ إن الهجمات الأخيرة خلفت عدد 29 قتيلا و6 جرحى، فضلًا عن نزوح السكان المحليين من جميع القرى إلى تخوم كردفان وبعض المناطق المجاورة لمدينة أم كدادة.

وأشار إلى أن الهجوم على المنطقة يأتي ضمن خطة الدعم السريع لفرض سيطرتها على مدينة أم كدادة والمناطق التابعة لها، والتي تسيطر عليها جماعة شوقارة المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني.

“جماعة شوقارة” هي مليشيا قبلية كونها القيادي في نظام البشير السابق، عثمان محمد يوسف كبر، إبان حكمه لولاية شمال دارفور، كانت قد سيطرت هذه المجموعة على “أم كدادة” في فبراير 2024م بعد أن قضت على قوة من الدعم السريع كانت تتمركز بالمدينة.

دارفور 24

الوسومحرب الجيش والدعم السريع ولاية شمال دارفور ولاية شمال كردفان

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يطرد قوة للدعم السريع من الفاشر وسط اشتباكات عنيفة
  • السودان: الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بشأن مصير المدنيين في الفاشر
  • مجموعة مناصرة دارفور تكشف عن انتهاكات الدعم السريع ضد النساء في مدينتي الفاشر وزالنجي
  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
  • الأمم المتحدة تحذّر من “هجوم وشيك” لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور
  • بعد انقضاء المهلة.. الأمم المتحدة تحذر من هجوم وشيك للدعم السريع على الفاشر
  • استهداف الدعم السريع للبنى التحتية … المليشا تلجأ لسياسة الأرض المحروقة
  • السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور
  • هل تبنت الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة باستهداف محطات الطاقة؟
  • الجيش السوداني: قواتنا تسيطر على الفاشر وشائعات الدعم السريع «محاولة يائسة» لرفع معنوياتهم